«كردستان» يرحّل لاجئين سوريين لموازنة سوق العمل

القرار يشمل العزاب فقط... وحملة أمنية في بغداد لتدقيق شروط الإقامة

وسط أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق (رويترز)
وسط أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق (رويترز)
TT

«كردستان» يرحّل لاجئين سوريين لموازنة سوق العمل

وسط أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق (رويترز)
وسط أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق (رويترز)

تستعد حكومة إقليم كردستان (شمال العراق) لترحيل اللاجئين السوريين من العزاب، وتقول مصادر إنها ستسلمهم إلى مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا.

وهذه هي الوجبة الثانية من المرحلين السوريين التي ستضم 60 لاجئاً، بعد أن رحّلت في وقت سابق 40 آخرين.

وتقول مصادر كردية، لـ«الشرق الأوسط»، إن حكومة الإقليم حددت فئة «العزاب» من السوريين والذين يعملون في مهن حرة في السوق المحلية، ولم تجدد لهم الإقامة، لكن منظمات حقوقية أفادت بأن القرار لا يستهدف العائلات اللاجئة، بل «أفراداً مخالفين».

ومن المقرر أن يتم ترحيل هؤلاء إلى مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا عبر معبر «فيش خابور».

وطبقاً لإحصاءات كردية، فإن عشرات الآلاف من السوريين يقيمون في إقليم كردستان، أغلبهم من الشباب الذين يعملون في مختلف المهن، ويقطن البقية في مخيمات.

مطار أربيل الدولي (أ.ب)

شروط التأشيرة

وقال رشيد علي، رئيس منظمة حقوقية محلية، إن «حكومة الإقليم وضعت شروطاً للاجئين، تتضمن عدم منح التأشيرة للعُزّاب، أما العوائل التي تعيش في الإقليم فتجدد لهم إقاماتهم».

وتابع علي، وفقاً لما نقلته «وكالة العالم العربي»: «حتى الآن لا يوجد قرار بتجديد إقامات المقيمين القدماء».

ورأى الناشط الحقوقي أن خطورة الترحيل تكمن عندما يسلم هؤلاء إلى مركز نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وهم سياسيون منشقون عن الجيش، وقال: «إذا تم ترحيلهم وسلّموا للنظام وقتها يمكن وصف هذا الترحيل بترحيل أشخاص معرّضين للقتل والإعدام، وهذا العمل هو ما تقوم به الآن الحكومة الاتحادية في بغداد من خلال ترحيل السوريين».

وقال علي إن «حكومة إقليم كردستان لن ترحّل أي لاجئ سوري سياسي، فقط سيتم ترحيل 40 شخصاً، وهم من عوائل الغجر السوريين الذين كانوا يمتهنون التسول في إقليم كردستان رغم تحذيرات الحكومة المتكررة لهم وتوقيعهم على التعهدات بعدم ممارسة التسول، لكنهم كانوا مستمرين فيها».

وقال فاضل عزت، وهو لاجئ سوري مقيم منذ 2014 في أربيل: «إذا كانت كل أوراقي سليمة ولا مشاكل قانونية لدي فلن أواجه الترحيل، وهم لم يقدِموا على إبلاغ أحد».

ومع ذلك، أكد عزت أنه «قبل فترة صدر قرار بترحيل اللاجئين السوريين من العُزاب الذين دخلوا كردستان العراق عن طريق تأشيرة زيارة، هؤلاء أثّروا علينا لأن بعضهم جاءوا من دمشق».

وأبلغت مصادر كردية «الشرق الأوسط»، أن القرار يستهدف المخالفين ولا يشمل العائلات اللاجئة، وأشار إلى أن «الحكومة تحاول موازنة سوق العمل وإفساح المجال للعمالة المحلية».

لاجئون سوريون في تركيا يعودون إلى سوريا من معبر «باب الهوى» (الشرق الأوسط)

ترحيل من بغداد

وجاء قرار كردستان بعد حملة أمنية أطلقتها بغداد الشهر الماضي، لملاحقة المخالفين لشروط الإقامة، ونقل «المرصد السوري» عن مصدر مسؤول بمكتب الوافدين والمعابر في «الإدارة الذاتية»، أن السلطات العراقية قامت بحملة ضد المقيمين على أراضيها من السوريين، وتم ترحيلهم باتجاه مناطق ومعابر الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا.

وأوضح «المصدر»، أن مكتب الوافدين أمّن وصول عشرات العوائل من السوريين وخيّرهم بين البقاء في مناطق شمال شرقي سوريا، أو تأمين عبور آمن باتجاه المعابر مع المناطق السورية الأخرى، سواءً في مناطق سيطرة النظام، أو المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل العسكرية الموالية لأنقرة.

لكن المصدر فنّد ما تم تداوله من قِبل وسائل إعلامية محلية بخصوص ترحيل عوائل سورية من منطقتَي الحسكة والقامشلي، وأوضح أنه «لا جديد في مسألة الوافدين الذين يأتون من المناطق السورية كافة إلى شمال شرقي سوريا؛ بسبب توافر فرص العمل والخدمات الأساسية والمنظمات الإنسانية العاملة فيها».

ووفقاً لـ«المرصد السوري»، فإن «الإدارة الذاتية» أصدرت بطاقة وافد للسوريين المهجرين من خارج مناطق سيطرتها، منذ عام 2017.

وتضمن البطاقة لتلك العوائل البقاء على قيد مناطقها الأصلية، ولا تختلف أو تميز النازح والمهجّر عن السكان المحليين في تلك المناطق، وفقاً لـ«المرصد».

وأصدرت دائرة الإعلام في إقليم شمال وشرق سوريا، بياناً إلى الرأي العام، أكدوا خلاله وصول أول مجموعة تمّ ترحيلها من قِبل الدولة العراقية، بموجب قرار ترحيل السوريين الذين ‏لجأوا إلى العراق.

ونفى البيان، عمليات الترحيل للذين في شمال وشرق سورية، مؤكداً أن الأخبار المتداولة على مواقع التواصل «دعايات كاذبة وعارية عن الصحة وهي ترويج متعمد لإثارة الفتنة».


مقالات ذات صلة

تفجير يودي بضباط وجنود من الجيش العراقي و«قوات البيشمركة» الكردية

المشرق العربي قوة عسكرية مشتركة بين «البيشمركة» والجيش العراقي (موقع باس الكردي)

تفجير يودي بضباط وجنود من الجيش العراقي و«قوات البيشمركة» الكردية

أعلنت وزارة «البيشمركة» في حكومة إقليم كردستان، مقتل عدد من الضباط وجرح جنود، جراء انفجار أكثر من عبوة مزروعة في المكان نفسه، محدثة انفجاراً سُمع لمسافات بعيدة.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي بارزاني خلال مراسم حفل التخرج (الشرق الأوسط)

نيجرفان بارزاني: «البيشمركة» جزء رئيسي من منظومة الدفاع العراقية

جدد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، السبت، دعواته المتكررة لتوحيد صفوف قوات الأمن الكردية (البيشمركة) وعدها جزءاً مهماً من منظومة الدفاع العراقية.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مركب سياحي في البصرة (أ.ف.ب)

بغداد ترفض طلباً كردياً بتأجيل التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها»

رفضت الحكومة المركزية في بغداد طلباً لحكومة إقليم كردستان بتأجيل إجراء التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها» إلى موعد لاحق.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني (إكس)

بارزاني يحدد 4 مبادئ لتشكيل حكومة كردستان

شدد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، على أربعة مبادئ أساسية لتشكيل حكومة إقليم كردستان، أبرزها توحيد الإدارات وقوات «البيشمركة».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي فتاة من أنصار بارزاني تحتفل بفوز «الديمقراطي الكردستاني» في الانتخابات الأخيرة (أ.ف.ب)

تحالف بارزاني - طالباني الأقرب لحكم إقليم كردستان

فتحت نتائج الانتخابات في إقليم كردستان الباب لمفاوضات تشكيل الحكومة بين الحزبين الكرديين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني لكنها لن تكون سهلة أبداً

فاضل النشمي (بغداد)

تقرير: إسرائيل تطالب بإبعاد فرنسا عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

لبنانيون يشاهدون من جانب الطريق الدخان يتصاعد نتيجة قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
لبنانيون يشاهدون من جانب الطريق الدخان يتصاعد نتيجة قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
TT

تقرير: إسرائيل تطالب بإبعاد فرنسا عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

لبنانيون يشاهدون من جانب الطريق الدخان يتصاعد نتيجة قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
لبنانيون يشاهدون من جانب الطريق الدخان يتصاعد نتيجة قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

نشرت القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل عما وصفته بأنه «النقاط العالقة» بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني للوصول إلى وقف لإطلاق النار.

وأضاف تقرير القناة 12، وفقاً لما نقله موقع «تايمز أوف إسرائيل»، أن إحدى هذه النقاط هي إصرار إسرائيل على استبعاد فرنسا من الاتفاق، و عدم انضمامها ضمن أعضاء اللجنة الدولية التي ستراقب تنفيذ الصفقة، وذلك بسبب ما تَعدُّه إسرائيل «عدائية» من فرنسا تجاهها في الأشهر الأخيرة، تحت إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون.

ودعا ماكرون، مؤخراً بشكل متكرر، لفرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل، ووصفه بأنه «المسار نحو إنهاء الحرب»، مما أثار أزمة دبلوماسية.

وأشار التقرير إلى أن القضية الأخرى تتعلق بـ13 نقطة حدودية بين إسرائيل ولبنان تُشكل خلافاً بسبب مشاكل ترسيم الحدود. ويضيف أن إسرائيل تطالب بلغة معينة في الاتفاق تتيح لها اختيار عدم الانخراط في المفاوضات حول النقاط المتنازع عليها.

وتقول القناة 12 إن لبنان «وافق على أن تصدر الولايات المتحدة رسالة تدعم حرية إسرائيل في التصرف في لبنان ضد (التهديدات الوشيكة)، لكن الصياغة النهائية حول قضية نقل الأسلحة داخل لبنان لم يجرِ الاتفاق عليها بعد».

وصرح مسؤول كبير للقناة 12: «جرى الاتفاق على معظم التفاصيل، لكن ما يظل قيد النقاش هو أمور حساسة جداً وقد تعرقل تنفيذ الاتفاق».