تصفية 8 من «الحرس الثوري» ذبحاً في مقرهم بالميادين شرق سوريا

مقتل رجل خمسيني في دير الزور خلال تشييع قتلى «الحرس الثوري»

صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)
TT

تصفية 8 من «الحرس الثوري» ذبحاً في مقرهم بالميادين شرق سوريا

صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)

قتل 8 عناصر من «الحرس الثوري السوري» العامل تحت قيادة ميليشيات «الحرس الثوري» الإيراني، إثر هجوم مسلحين مجهولين على مقر لهم في محيط مدينة الميادين شرقي دير الزور «عاصمة الميليشيات الإيرانية في سورية»، حيث جرى قتلهم داخل المقر ذبحاً بالسكاكين.

واستنفرت القوى العسكرية والأمنية في المنطقة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وسط تشديد أمني على هويات المواطنين على مفترقات الطرق.

الهجوم هو الثاني من نوعه في أقل من 48 ساعة، في المنطقة ذاتها. فقد قُتل مواطن خمسيني بطلق ناري، نتيجة إطلاق عناصر من ميليشيا «الدفاع الوطني» الرصاص بشكل عشوائي، خلال تشييع 3 قتلى سوريين العاملين ضمن ميليشيات «الحرس الثوري» الإيراني، في مقبرة بلدة حطلة بريف دير الزور الشمالي، كانوا قد قُتلوا يوم الاثنين.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بمقتل العناصر الثلاثة، رمياً بالرصاص، على أيدي مسلحين بعد اقتحامهم نقطة عسكرية على أطراف مدينة الميادين «عاصمة الميليشيات الإيرانية شرق سوريا»، بريف دير الزور الشرقي من جهة البادية، حيث جرى نقل جثث القتلى إلى مستشفى، دون أن يتكشف من يقف خلف مقتلهم.

غير أن موقع «نهر ميديا» المحلي، أفاد بوفاة مرعي الحسن الحمدون «جراء إطلاق رصاص عشوائي من قِبل عناصر الميليشيات أثناء تشييع ودفن القتلى الثلاثة من ميليشيا «الحرس الثوري» ببادية الميادين قُتلوا على أيدي عناصر «داعش». وينحدر العناصر من بلدة حطلة ذات الغالبية «الشيعية»، وهي إحدى القرى السبع شرقي الفرات، بريف دير الزور الشرقي، التي نفذ فيها مسلحون متطرفون، مجزرة كانت الأولى من نوعها في عام 2013، راح ضحيتها 60 شخصاً، غالبيتهم من المسلحين من أبناء «الطائفة الشيعية». وقد نُقلت جثث القتلى إلى مستشفى دون معرفة من يقف خلف مقتلهم.

جنود إسرائيليون في مرتفعات الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» 28 ديسمبر 2023 (رويترز)
مبنى مدمر في محافظة درعا جنوب سوريا (أ.ب)

في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن طائراته الحربية قصفت موقعاً عسكرياً سورياً خلال الليل رداً على إطلاق صواريخ على هضبة الجولان التي تحتلها الدولة العبرية. تأتي الضربة بعد أيام من استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث قُتل قادة عسكريون إيرانيون بارزون. وقال الجيش الإسرائيلي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن «طائرات حربية هاجمت البنية التحتية العسكرية للجيش السوري خلال الليل في بلدة محجة» على بعد نحو 30 كيلومتراً من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الجانبين. وقال الجيش إنه رصد الاثنين، إطلاق صاروخ من الأراضي السورية دون وقوع إصابات، وإن مدفعيته ردت بقصف مصدر النيران. ورفعت إسرائيل من جهوزيتها العسكرية بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، خاصة وأن إيران توعدت بالانتقام. وقال «المرصد السوري» إن «غارات جوية إسرائيلية استهدفت فجر (الثلاثاء) منطقة محجة بريف درعا الشمالي». وبحسب «المرصد»، فإن القصف طال «مستودعات تابعة للنظام يوجد فيها سلاح وذخائر له وللميليشيات الإيرانية؛ الأمر الذي أدى إلى تدمير أسلحة من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية». وأسفرت الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان) الحالي، عن مقتل سبعة من «الحرس الثوري» الإيراني بينهم اثنان من قادته. وجاءت الغارة في خضم تصاعد التوترات الإقليمية وحرب تدور رحاها في قطاع غزة ضد «حماس»، وتبادل نار شبه يومي مع «حزب الله» في لبنان.

الدمار لحق بمبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة الدمشقي بعد قصف إسرائيلي أول أبريل (خاص بـ«الشرق الأوسط»)

واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في عام 1967وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. اندلعت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إثر هجوم شنه مقاتلون من حركة «حماس»، وأدى إلى مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات رسمية إسرائيلية. وتردّ إسرائيل منذ ذلك الحين بحملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق؛ ما تسبب بمقتل 33175 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة «حماس».


مقالات ذات صلة

اتفاق إيراني – سوري على تعزيز «مكافحة الإرهاب»

شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره السوري بسام الصباغ في طهران الثلاثاء (أ.ف.ب)

اتفاق إيراني – سوري على تعزيز «مكافحة الإرهاب»

دون إشارة صريحة عن وضع المستشارين الإيرانيين في سوريا، أعلنت طهران ودمشق أنهما ماضيتان إلى تقوية جهودهما المشتركة «لمكافحة الإرهاب».

«الشرق الأوسط» (طهران)
المشرق العربي عناصر ميليشيات في البادية السورية (مواقع التواصل الاجتماعي)

إيران تعزز ميليشياتها في سوريا

في مواجهة التصعيد الإسرائيلي والتهديد بقطع شريان طهران ـ دمشق، تعزز إيران قوة الميليشيات التابعة لها في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الصواريخ الإيرانية تُعرض في متحف القوة الجوية الفضائية لـ«الحرس الثوري» في طهران بإيران الجمعة (رويترز)

إسرائيل تعتبر عقوبات «الأوروبي» على إيران بأنها خطوات ضرورية

رحب وزير الخارجية الإسرائيلي بالعقوبات الجديدة التي أعلن الاتحاد الأوروبي فرضها على طهران ووصفها بأنها «خطوات ضرورية».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير العدل الكندي السابق إيروين كوتلر (إكس)

كندا أحبطت مخططاً إيرانياً لاغتيال وزير العدل السابق

أحبطت السلطات الكندية مؤخراً مخططاً إيرانياً مفترضاً لاغتيال وزير العدل الكندي السابق إيروين كوتلر المنتقد الكبير لطهران.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
شؤون إقليمية أحد عناصر «الحرس الثوري» في منطقة بشرق إيران (رويترز)

مقتل عنصر من «الحرس الثوري» في هجوم مسلح بجنوب شرق إيران

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني، اليوم الاثنين، مقتل أحد أفراد قواته البرية في «هجوم إرهابي» بمدينة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لبنان أمام «حوار روما المتوسطي»: نتطلع إلى دعمكم لبناء دولة قوية

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني في مؤتمر «حوار روما المتوسطي»... (إ ب أ)
وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني في مؤتمر «حوار روما المتوسطي»... (إ ب أ)
TT

لبنان أمام «حوار روما المتوسطي»: نتطلع إلى دعمكم لبناء دولة قوية

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني في مؤتمر «حوار روما المتوسطي»... (إ ب أ)
وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني في مؤتمر «حوار روما المتوسطي»... (إ ب أ)

جدّد وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، التأكيد أن بلاده مستعدة للوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في القرار «1701»، مشدداً على أنه «لن يكون هناك سلاح دون موافقة الحكومة اللبنانية، ولا سلطة غير سلطة الحكومة اللبنانية».

وأثنى بوحبيب، في كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر «حوار روما المتوسطي»، على عمل قوات الـ«يونيفيل» في جنوب لبنان. وقال: «اللبنانيون ممتنون لأن 17 دولة أوروبية تشكل جزءاً لا يتجزأ وأساسياً في الـ(يونيفيل). وفي هذا الصدد، يدين لبنان بشدة أي هجوم عليها، ويدعو جميع الأطراف إلى احترام سلامة وأمن القوات ومقراتها. علاوة على ذلك، يدين لبنان الهجمات الأخيرة على الكتيبة الإيطالية، ويأسف لمثل هذه الأعمال العدائية غير المبررة».

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب (رويترز)

وشدد على أن اللبنانيين يتطلعون إلى دولة قوية تدافع عن حقوقهم وسيادتهم وسلامة أراضيهم، مضيفاً: «كانت القناعة السائدة بين صناع القرار السياسي في مرحلة ما بعد الاستقلال هي أن قوة لبنان تكمن في ضعفه: إذا لم يكن لبنان يشكل تهديداً لجيرانه، فلن يهددنا أحد. وبالتالي، كان للفشل في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة في إقامة الدولة الفلسطينية آثار سلبية على لبنان بدءاً من منتصف الستينات. ومنذ ذلك الحين لم تتحقق جهودنا لبناء مؤسسات عسكرية وأمنية قوية».

وقال: «لكي يحدث ذلك، نحتاج إلى دعمكم لبناء قوات مسلحة وأمنية للدفاع عن أراضينا وحمايتها. تتطلب التحديات السائدة بذل جهود وطنية ودولية جماعية لبناء أجهزة أمنية لبنانية قوية. هدفنا الأساسي هو تمكين السلطة الوطنية الشرعية، باعتبارها الضامن للأمن والسلام. وفي هذا السياق، فإن التنفيذ المتوازي والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (1701) هو بوابة الاستقرار».

وجدد التأكيد على أن «لبنان مستعد للوفاء بالتزاماته المنصوص عليها في القرار المذكور أعلاه. وهذا يعني حرفياً: (لن يكون هناك سلاح دون موافقة الحكومة اللبنانية، ولا سلطة غير سلطة الحكومة اللبنانية). ويتطلب تحقيق هذا الهدف شرطين ضروريين، هما وقف فوري لإطلاق النار، وانتشار قوات مسلحة لبنانية إضافية جنوب نهر الليطاني»، مؤكداً أنه «وبمجرد تحقيق ما سبق، وبالتعاون مع قوات الـ(يونيفيل)، فسيكون لبنان قادراً على بسط سلطته على أراضيه».

وختم بوحبيب: «نجدد التزام لبنان بالسلام والأمن في منطقتنا، وندعو إلى العودة الآمنة للنازحين إلى قراهم وبلداتهم. ومع ذلك، فإن الأمن والسلام الدائمين والمستدامين على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية يتطلبان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية. وإلا، فإن الاحتلال المستمر سيولد مقاومة وصراعات محتملة في المستقبل».