مسؤول عراقي: لن نسمح لأي طرف بانتهاك سيادة الأردن

خبراء يقللون من إعلان «كتائب حزب الله» تسليح «المقاومة» في الخارج بـ«الدروع والقاذفات»

مواجهات بين قوات الأمن الأردنية ومتظاهرين حاولوا اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
مواجهات بين قوات الأمن الأردنية ومتظاهرين حاولوا اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

مسؤول عراقي: لن نسمح لأي طرف بانتهاك سيادة الأردن

مواجهات بين قوات الأمن الأردنية ومتظاهرين حاولوا اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
مواجهات بين قوات الأمن الأردنية ومتظاهرين حاولوا اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

بالتزامن مع إعلان المجموعة التي تسمي نفسها «المقاومة الإسلامية في العراق» استهداف قاعدة الجوية في إسرائيل، قال فصيل «كتائب حزب الله» الموالي لإيران، إنه «يتعهد بتجهيز مقاتلين أردنيين بأسلحة وقاذفات وصواريخ تكتيكية»، لكن مسؤولاً عراقياً «استبعد حدوث هذا السيناريو من الأساس».

وأعلن المسؤول الأمني لـ«كتائب حزب الله»، المعروف باسم «أبو علي العسكري» في قناة «تلغرام»، أن «المقاومة الإسلامية في العراق أعدت عدتها لتجهيز المقاومة في الأردن بما يسد حاجة 12 ألف مقاتل من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقاذفات ضد الدروع والصواريخ التكتيكية وملايين الذخائر وأطنان من المتفجرات، لنكون يداً واحدة للدفاع عن إخوتنا الفلسطينيين»، على حد تعبيره.

وجاءت تصريحات المتحدث باسم الفصيل العراقي الموالي لإيران، بالتزامن مع عودة الاحتجاجات في الأردن أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان، بحشود أكبر وتنظيم لافت وسقوف مرتفعة ومطالب مُكلفة، على الرغم من مضاعفة الأردن الرسمية جهوده الدبلوماسية الضاغطة تجاه الوقف الفوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وقال العسكري: «جاهزون للشروع في التجهيز، ويكفي في ذلك من حركة (حماس) أو (الجهاد الإسلامي)، لنبدأ أولاً بقطع الطريق البري الذي يصل إلى إسرائيل».

يُذكر أن أحد مطالب الشارع في احتجاجاته اليومية، وقف «الجسر البري» الذي يغذي إسرائيل بالسلع والخضراوات، في حين أكدت الحكومة أن شيئاً لم يتغير منذ 25 عاماً على الحدود مع دولة الاحتلال، وحركة السلع والخدمات على المعابر هي من تجار أردنيين مرتبطين بعقود مع إسرائيل.

وفي العاصمة الأردنية عمان، تتواصل الاتصالات العربية لبحث تطورات الحرب في غزة، وعقدت، أمس الاثنين، مباحثات بين العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكدا «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة».

صورة نشرها الجيش الأردني في 31 مارس لإنزال مساعدات إنسانية جواً فوق شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

لا دليل على تهديد

ولم تعلق الخارجية العراقية على تصعيد «كتائب حزب الله»، وفي وقت يستعد فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحضيراته لزيارة مهمة إلى الولايات المتحدة الأميركية لعقد قمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

لكن مسؤولاً عراقياً أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الواقع لا يسمح لأي جهة عراقية بتسليح مجاميع خارج البلاد للقيام بتحركات مشبوهة»، وأكد أن «العراق لن يسمح بانتهاك سيادة الجار الشقيق».

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، إنه «لا دليل على أرض الواقع يشير إلى إمكانية تسليح مجاميع في الأردن». وأضاف: «الشواهد تدل على عكس ذلك، كما أنه ليس هناك أي معلومات استخبارية بهذا الصدد سواء كان من الجهات العراقية أو الإقليمية أو الدولية».

وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أبدى شكوكاً بشأن ما تعلنه الفصائل العراقية حول استهدافها أهدافاً داخل إسرائيل.

وفي تصريحات لافتة له خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن لترتيب جدول زيارة السوداني، قال حسين في مقابلة مع إذاعة «صوت أميركا»، إن «استخدام السلاح داخل العراق يتطلب قراراً من القائد العام للقوات المسلحة، ولا ينبغي لأي شخص أن يتخذ قراراً من ذاته بأن يشن حرباً على هذه الجهة أو تلك».

وأكد الوزير العراقي أن «قرار الحرب يصدر من مجلس النواب العراقي حصراً، وليس قراراً شخصياً».

جانب من الاحتجاجات في العاصمة الأردنية عمان (أ.ف.ب)

استعراض إعلامي

في الأردن، قيمت المؤسسات الأمنية إعلان الفصيل العراقي بأنه «مجرد استعراض إعلامي»، من «شأنه إشاعة أجواء التوتر في المنطقة فقط».

وقال مصدر حكومي أردني لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده «أفشلت في الآونة الأخيرة محاولات ومخططات متعددة من قبل تنظيمات مسلحة نشطة على الحدود مع العراق»، وأن الجيش الأردني عزز من قدراته الدفاعية في السنوات القليلة الماضية، لمواجهة «تهديدات أذرع إيرانية نشطة على الحدود الشمالية مع سوريا والشرقية مع العراق».

وكشف المصدر عن أن «ميليشيات عراقية محسوبة على إيران سعت منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) لتنفيذ عمليات تسلل عبر الحدود الأردنية بهدف (الزحف الشعبي) لدعم المقاومة الفلسطينية، لكن الجيش الأردني استطاع إحباط العديد من تلك المحاولات».

وتتهم عمان طهران بأنها تسعى لتهديد الأمن الأردني، عبر محاولات مستمرة لزعزعة استقرارها من خلال أدواتها في دول الجوار.

وأكدت مصادر أمنية محلية أن «الشعارات التي يهتف بها متظاهرون في المظاهرات الليلية القريبة من السفارة الإسرائيلية تتم برعاية إيرانية، وجاءت بتوجيه من قيادات (حماس) في الخارج، وتنفذها أجنحة لها في تنظيم الإخوان المسلمين غير المرخص في البلاد».

انتهاك سيادة دولة جارة

ورأى إحسان الشمري، رئيس مركز «التفكير السياسي»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن إعلان «كتائب حزب الله» يأتي «في سياق الضغط على حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة من منطلق وجود علاقة استراتيجية مع الأردن»، وأشار إلى أن «الفصائل المسلحة تحاول مشاغلة الأميركيين بفتح جبهة توتر داخل الأردن».

وأضاف الشمري أن «تحركات الفصائل تدخل مباشر في شؤون دولة جارة مستقلة، وتتزامن مع توتر يدور في الشارع الأردني، ما قد يعني وجود خيط يربط هذه الأحداث مع مشروع توحيد الساحات الذي تتبناه المقاومة».

وأوضح الشمري أن «الغموض يلف حديث الكتائب عن إيصال هذه الأسلحة»، وفيما شكك بإمكانية حدوث هذا السيناريو رآه «في كل الأحوال انتهاكاً للقوانين الدولية، يمكن أن يؤثر على العلاقة بين البلدين».

ورجح الشمري أن تشجع هذه الحوادث السلطات الأمنية في عمان وبغداد على رفع مستوى التأهب الأمني على الشريط الحدودي بين البلدين.

هجوم إيلات

في وقت سابق، قالت مجموعة «المقاومة الإسلامية» في العراق، الثلاثاء، إنها استهدفت قاعدة تل نوف الإسرائيلية بالطيران المسير.

وأضافت، في بيان على قناة بتطبيق «تلغرام»، أنها ستواصل هجماتها على إسرائيل رداً على استهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن «هدفاً جوياً مشبوهاً» سقط داخل الأراضي الأردنية بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بعدما تحدثت وسائل إعلام محلية عن تحطم طائرة مسيرة في منطقة مفتوحة.

صورة لصاروخ نشرتها «المقاومة الإسلامية في العراق» على قناتها عبر «تلغرام»

وقال الجيش، في بيان، إن الهدف سقط إلى الشمال الشرقي من ميناء إيلات على البحر الأحمر، والذي تعرض لهجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ من جانب جماعة الحوثي اليمنية خلال حرب غزة المستمرة منذ ستة أشهر تقريباً.

وذكر الجيش أن مبنى في قاعدة إيلات البحرية تعرض للقصف بجسم أُطلق من الاتجاه الشرقي على إسرائيل، مما يشير إلى أن مصدره العراق.

في سياق منفصل، أدانت الخارجية العراقية الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، وقالت في بيان الثلاثاء، إن «هذا الهجوم يُمثل انتهاكاً واضحاً وصارخاً للقانون الدولي وللسيادة السورية»، وحذرت من «خطورة المساس بأمن البعثات الدبلوماسية التي لديها حصانة دبلوماسية بموجب القوانين الدولية»


مقالات ذات صلة

العرب والكرد يلجأون إلى «المداورة» لحكم كركوك

المشرق العربي صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)

العرب والكرد يلجأون إلى «المداورة» لحكم كركوك

بعد 5 أشهر من المفاوضات، تقترب القوى السياسية العربية والكردية من اتفاق لحكم مدينة كركوك بالمداورة، سنتان لكل مكون.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)

انفراجة تقرّب البرلمان العراقي من اختيار رئيس جديد

تقترب الأحزاب الشيعية والسُّنية في العراق من اتفاق أولي على حسم الخلاف بشأن اختيار رئيس البرلمان، بينما رجحت مصادر أن يحتفظ حزب «تقدم» بالمنصب.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)

4 من فريق لتسلق الجبال في العراق قضوا غرقاً جراء أمطار غزيرة

لقي 4 أشخاص من فريق لتسلق الجبال حتفهم في السليمانية في شمال العراق جراء فيضانات ناتجة عن أمطار غزيرة، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون.

«الشرق الأوسط» (السليمانية)
شؤون إقليمية أنقرة تقول إنها تهدف لمنع «العمال الكردستاني» من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات (رويترز)

تركيا «منزعجة» من إيران: لا تساعد على محاربة الإرهاب

أبدت تركيا انزعاجها من سلوك إيران مع «العمال الكردستاني»، الذي تصنفه «تنظيماً إرهابياً»، لكنها أكدت أن عملياتها ستستمر في شمال العراق.

سعيد عبد الرازق (انقرة)
رياضة عربية علي جاسم يحتفل بهدف التأهل لأولمبياد باريس (أ.ف.ب)

علي جاسم لاعب العراق الأولمبي: نتطلع للإنجاز في باريس

أعرب علي جاسم لاعب منتخب العراق الأولمبي لكرة القدم عن طموحه إلى مواصلة تحقيق الإنجازات مع الفريق.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

«حماس»: لا مفاوضات بشأن مكان قيادات الحركة

القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة حماس)
القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة حماس)
TT

«حماس»: لا مفاوضات بشأن مكان قيادات الحركة

القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة حماس)
القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة حماس)

أكد القيادي في حركة «حماس» حسام بدران، اليوم السبت، أن ملف قطاع غزة بعد الحرب هو شأن داخلي فلسطيني، ولا علاقة لأي جهة أخرى به.

وبخصوص مستقبل قيادات الحركة في الدوحة والتقارير التي تتحدث عن إخراجهم من قطر، ضمن المقترح الذي يجري التفاوض بشأنه في القاهرة، قال بدران: «لا يوجد جديد حول وجودنا في الأماكن التي نحن موجودون فيها حالياً خارج فلسطين. الأمر الذي نفكر فيه ونبذل كل الجهود لتحقيقه حالياً هو كيفية وقف هذا العدوان على شعبنا الفلسطيني. هذا هو رأس مالنا الحقيقي، الشعب الفلسطيني».

وحول اليوم التالي في غزة، أضاف بدران: «غزة ما بعد الحرب هي شأن داخلي فلسطيني، وليس من حق أي طلب إقليمي أو دولي أن يملي علينا (بوصفنا) فلسطينيين كيف ندير شؤوننا الخاصة في غزة وفي الضفة على حد سواء».

وتابع لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «موقفنا في (حماس) واضح وأعلناه أكثر من مرة. نحن مع تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني تدير الأوضاع في غزة والضفة، وتوحد المؤسسات الفلسطينية، وتحضر للانتخابات، وتشرف أيضاً على الإعمار».

وحول ما إن كان موقف الرئيس الفلسطيني برفض لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مؤخراً بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض سيشكل نقطة اتفاق بين «فتح» و«حماس»، رأى بدران أن «أميركا في هذه الحرب كانت أكثر وضوحاً من أنها شريك أساسي في القتال والحرب ضد شعبنا الفلسطيني، وهي بالتأكيد منحازة بشكل مطلق للاحتلال، سياسياً ودبلوماسياً، وفي مجلس الأمن من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) في مرات عديدة للدفاع عن هذا الاحتلال».

وتابع: «نحن نعتقد أنه يجب توحيد الحالة الفلسطينية وعدم الثقة بالولايات المتحدة، وهذا يتطلب الاتفاق الوطني على خطوات عديدة لمواجهة الموقف الأميركي».

ومضى يقول: «يجب أن نتحدث مع العالم بلغة واحدة وبصوت واحد، والموضوع ليس متعلقاً فقط بردود الفعل هنا أو هناك، بل نحتاج إلى سياسة وطنية متفق عليها في مواجهة التحديات جميعها، بما في ذلك هذا الدعم المتواصل من قبل الولايات المتحدة الأميركية للاحتلال».


العرب والكرد يلجأون إلى «المداورة» لحكم كركوك

صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)
صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)
TT

العرب والكرد يلجأون إلى «المداورة» لحكم كركوك

صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)
صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)

رغم مرور نحو 6 أشهر على الانتخابات المحلية، ونحو 5 أشهر على تصديق نتائجها النهائية، ما زالت محافظتا كركوك وديالى تراوحان في «منطقة الصراعات» الحزبية، التي تحول دون التوصل إلى صيغة تفاهم لتوزيع المناصب بين الكتل الفائزة، خاصة المنصب التنفيذي الأول الذي يمثله المحافظ.

ويحتم قانون الانتخابات على المجلس المحلي المنتخب الالتئام خلال 15 يوماً من تاريخ المصادقة على النتائج لاختيار من يشغلون منصب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة ونوابهم.

وخلافاً للتعقيد الذي ما زال قائماً في محافظة ديالى، والذي تمسك بخيوطه قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية وقوى سنية، تفيد مصادر عليمة في كركوك بقرب التوصل إلى انتهاء أزمة التعطيل في المحافظة، من خلال اتفاق عربي - كردي على تدوير منصب المحافظ بين المكونين الرئيسيين هناك.

عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)

اتفاق مداورة

وتحدث مصدر من داخل حزب «الاتحاد الوطني» إلى «الشرق الأوسط» عن اتفاق بين العرب والكرد على تقاسم منصب المحافظ مدة سنتين لكل مكون، رغم انتهاء نحو 6 أشهر من السنة الأولى لولاية مجلس المحافظة.

وأكد المصدر أن «نقطة الخلاف الحالية بين الجانبين تتمحور حول من يحصل على المنصب خلال السنتين الأوليين، وهذا الاتفاق حصل بعد اتفاق الحزبين الرئيسيين (الاتحاد) و(الديمقراطي) على هذه الصيغة».

وأوضح المصدر أن «القوى الكردية تسعى لاستثمار المفاوضات والصراع الحاد في بغداد على منصب رئاسة البرلمان الاتحادي، وتضع هذه القضية ضمن الأجندات الأساسية للتفاوض على منصب محافظ كركوك، الذي خسره الكرد منذ عام 2017 لصالح العرب».

وبضوء الاتفاق، رجّح المصدر «خروج المكون التركماني من حسبة المناصب، بعد أن اقترح في وقت سابق صيغة ثلاثية لتقاسم المنصب، غير أنه يملك مقعدين فقط في مجالس المحافظة، لا تؤهله لشغل منصب المحافظ، ولو لفترة محددة».

وتملك الأحزاب الكردية (الاتحاد والديمقراطي) المكون الكردي على 7 مقاعد من أصل 16 مقعداً في مجلس محافظة كركوك، إلى جانب مقعد واحد حليف لهم عن المكون المسيحي، في مقابل امتلاك المكون العربي 6 مقاعد. ولدى المكون التركماني، حليف العرب، مقعدان في المجلس.

تناقضات تمنع الحسم

في مقابل حديث مصدر حزب «الاتحاد الوطني» عن التناوب على منصب المحافظ بين العرب والكرد، لا يستبعد مصدر آخر مقرب من المكون العربي اتفاق العرب والكرد على صيغة مشاركة من هذا النوع، لكنه «لا يرجح نجاحها»، ويرى أن «التناقضات السياسية الحادة في كركوك وفي عموم العراق لا تسمح بإحراز تقدم في ملف مفاوضات حكومة كركوك خلال هذه المرحلة».

وأشار المصدر إلى أن «بافل طالباني (زعيم الاتحاد الوطني) يريد تحسين وضعه في انتخابات الإقليم المقبلة من خلال السيطرة على كركوك، ورغم أن غريمه (الحزب الديمقراطي الكردستاني) لا يريد منحه هذه الفرصة، لكنه في المقابل لا يفضل التحالف مع العرب قبل انتهاء انتخابات الإقليم، لأن هذا الموقف مكلف أيضاً بالنسبة إليهم».

في المقابل، «لا ترغب قوى الإطار التنسيقي في إسناد المنصب للكرد، رغم أنهم لا يملكون مقعداً في مجلس المحافظة، لكنهم يملكون السلاح والنفوذ الأمني. ولهذا، لن يعطوا كركوك مرة أخرى إلى الكرد، بعد أن استرجعوها منهم عام 2017»، وفقاً للمصدر.

ورأى المصدر أن «الموقف التركي الغاضب من حزب الاتحاد الوطني قد يكون عاملاً مؤثراً في المفاوضات، ولأن أنقرة تتهم هذا بإيواء عناصر حزب العمال الكردستاني في السليمانية، فإنها لا تريد رؤيتهم يحصلون على منصب المحافظ في كركوك لتدعيم نفوذه في المدينة التي تضم أبناء القومية التركمانية».

جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية بكركوك في فبراير الماضي (إعلام حكومي)

إلى ذلك، رأى عضو مجلس محافظة كركوك أحمد رمزي، في تصريحات صحافية، السبت، أن عدم تمكن رئيس الوزراء محمد السوداني من حسم منصب محافظ كركوك، وتشكيل مجلسها، سببه «عدم اتفاق الكتل السياسية فيما بينها على رؤية محددة متكاملة».

ويواصل رئيس الوزراء منذ أشهر عقد اجتماعات مع مكونات كركوك لحسم ملف تشكيل الحكومة، وكان آخرها لقاءه أمس، مع رئيس حزب «الاتحاد الوطني» بافل طالباني، من دون أن تسفر تلك الاجتماعات عن نتائج ملموسة.

وقال رمزي إن «عدم وجود اتفاق بين الكتل السياسية يعني استمرار تعطيل المفاوضات، وتوقف تشكيل إدارة كركوك ومجلسها».


مصر وإيران تؤكدان الرفض التام لأي عملية عسكرية إسرائيلية برية في رفح

عائلة فلسطينية على ظهر شاحنة تفر من رفح (أ.ف.ب)
عائلة فلسطينية على ظهر شاحنة تفر من رفح (أ.ف.ب)
TT

مصر وإيران تؤكدان الرفض التام لأي عملية عسكرية إسرائيلية برية في رفح

عائلة فلسطينية على ظهر شاحنة تفر من رفح (أ.ف.ب)
عائلة فلسطينية على ظهر شاحنة تفر من رفح (أ.ف.ب)

شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، السبت، على رفض البلدين التام لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية.

وخلال اجتماعهما على هامش الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي في غامبيا، أفاد بيان للخارجية المصرية بأن شكري وأمير عبداللهيان ناقشا الحرب في قطاع غزة، وحرص شكري على إطلاع الوزير الإيراني على الجهود المصرية للتوصل إلى هدنة من أجل التوصل إلى وقف كامل ودائم لإطلاق النار.

وأكد البيان أن شكري شدد على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل كامل وآمن ودون عوائق إلى قطاع غزة، كما جرى التأكيد خلال الاجتماع على الرفض التام لشن إسرائيل عملية عسكرية برية في رفح؛ لأنها ستعرِّض حياة أكثر من مليون فلسطيني لخطر داهم.

«وأكد وزير الخارجية المصري على أهمية المضي قدماً في تشجيع الدول علي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يسهم في تعزيز جهود إقامة الدولة الفلسطينية على أساس رؤية حل الدولتين»، على حد قول البيان.

وأضاف البيان أن اللقاء تطرق أيضاً إلى العلاقات الثنائية، واتفق الجانبان المصري والإيراني على «مواصلة التشاور بهدف معالجة كل الموضوعات والمسائل العالقة نحو الوصول إلى تطبيع العلاقات" بين البلدين».


انفراجة تقرّب البرلمان العراقي من اختيار رئيس جديد

صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)
صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)
TT

انفراجة تقرّب البرلمان العراقي من اختيار رئيس جديد

صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)
صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)

تقترب الأحزاب الشيعية والسُّنية في العراق من اتفاق أولي على حسم الخلاف بشأن اختيار رئيس البرلمان، بينما رجحت مصادر أن يحتفظ بالمنصب حزب «تقدم» الذي يقوده محمد الحلبوسي.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوى السياسية قريبة الآن من اتفاق لتعديل النظام الداخلي للبرلمان، ليتمكن من فتح باب الترشيح مجدداً».

وكان حزب «تقدم» يكافح من أجل تعديل هذا النظام الذي تمنع صيغته الحالية من فتح باب الترشح للمنصب مرة ثانية.

ومضى أكثر من 6 أشهر لم تتمكن خلالها القوى السياسية العراقية من اختيار بديل لرئيس البرلمان العراقي السابق «المقال» محمد الحلبوسي.

وأخفق البرلمان خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، في انتخاب رئيس جديد للبرلمان، بعد أن تنافس على المنصب 5 من المرشحين، 4 من السُّنة وواحد شيعي.

ورغم حصول مرشح حزب «تقدم» شعلان الكريم على 152 صوتاً، وبحاجة إلى 13 صوتاً إضافياً فقط للفوز بالمنصب، فإن مرشح حزب «السيادة» بزعامة خميس الخنجر، النائب سالم العيساوي، حصل على 97 صوتاً، وهو ما يعني بقاء كل منهما في دائرة المنافسة بالجولة الثانية.

وقالت المصادر، إن التعديل على المادة 12 من النظام الداخلي سيكون بإضافة فقرة تجيز فتح باب الترشيح «في أي وقت».

وكانت المادة تنص: «عند تقديم الرئيس أو أحد نائبيه الاستقالة من منصبه تقبل بعد موافقة المجلس بأغلبية عدد أعضائه الحاضرين، ولمجلس النواب إقالة الرئيس أو أحد نائبيه وفق القانون، وإذا خلا منصب الرئيس أو أي من نائبيه لأي سبب كان ينتخب المجلس بالأغلبية المطلقة خلفاً له في أول جلسة يعقدها لسد الشاغر وفقاً لضوابط التوازنات السياسية بين الكتل».

رئيس البرلمان العراقي المقال محمد الحلبوسي (د.ب.أ)

تهدئة شيعية

وأشارت المصادر إلى أن «القوى الشيعية المتنفذة تميل الآن إلى التهدئة مع السُّنة والكرد، لأنهما حليفان محتملان لجميع القوى الشيعية في الانتخابات التشريعية المقبلة».

ولوح حزب «تقدم»، الأسبوع الماضي، بالانسحاب من العملية السياسية على غرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وقال زعيم الحزب، محمد الحلبوسي، الخميس، إنه «لا يزال يمتلك الأغلبية السنية للظفر بمنصب رئيس البرلمان».

وقالت المصادر إن القوى السُّنية من خارج «تقدم» أخفقت في الاتفاق على شكل العمل في المرحلة الحالية والمقبلة، ما أسهم في تعزيز فكرة أن الحلبوسي هو الطرف السُّني المتماسك، الذي يمكن للإطار التنسيقي التفاوض أو التعامل معه رغم الخصومة.

وكانت قوى سنية منافسة للحلبوسي تحاول منذ أشهر تقديم مرشحين بالتنسيق مع قوى الإطار التنسيقي في محاولة لإبعاد تقدم عن المنصب الذي أقره العرف السياسي لأحزاب المكون السُّني.

وحتى الأسبوع الماضي كانت قوى «الإطار التنسيقي» تسرب معلومات بأن يكون النائب سالم العيساوي (عن حزب السيادة بزعامة خميس الخنجر)، هو المرشح الأوفر حظاً لنيل منصب رئاسة البرلمان.

وقالت مصادر حينها إن العيساوي «من بين المرشحين المفضلين لرئيس (ائتلاف دولة القانون) نوري المالكي، وسبق أن توسط الأخير لصالح العيساوي لدى السفير الإيراني».


دمشق تدفع بتعزيزات عسكرية إلى السويداء بعد مظاهرات حاشدة

متظاهرون مناهضون للنظام السوري في محافظة السويداء (موقع السويداء 24)
متظاهرون مناهضون للنظام السوري في محافظة السويداء (موقع السويداء 24)
TT

دمشق تدفع بتعزيزات عسكرية إلى السويداء بعد مظاهرات حاشدة

متظاهرون مناهضون للنظام السوري في محافظة السويداء (موقع السويداء 24)
متظاهرون مناهضون للنظام السوري في محافظة السويداء (موقع السويداء 24)

دفعت القوات الحكومية السورية، اليوم السبت، بمزيد من التعزيزات العسكرية باتجاه محافظة السويداء، وصفت بأنها الأكبر من نوعها، وتضم رتلاً من ناقلات الجند والدبابات والمدرعات وعشرات الآليات الثقيلة، وصفه موقع «الراصد» الإخباري المحلي بأن «طوله يمتد لعدة كيلومترات».

وقالت مصادر متابعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف من دفع دمشق مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة الجنوبية يتجاوز إخماد حراك السويداء، وإن بدا الأمر كذلك من خلال الحملات التي تشنها حسابات موالية للحكومة في وسائل التواصل الاجتماعي، ورجحت ارتباط التعزيزات العسكرية بتغير المعادلات الإقليمية، على خلفية الحرب في قطاع غزة، وما ستؤدي إليه من نتائج تتطلب إعادة السيطرة على جبهة الجنوب وضبطها، سيما بعد مشاركة الأردن، إلى جانب قوات أجنبية، في التصدي للطائرات الإيرانية في هجومها على إسرائيل، وأيضاً قيامه بعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية لكبح عمليات تهريب المخدرات.

وأشارت المصادر إلى وجود معطيات على الأرض تشير إلى بدء تحرك أمني وعسكري بالتعاون مع إيران، يهدف لإعادة انتشار القوات الحكومية على حدود سوريا الجنوبية، في رسالة إلى الأردن، من دون أن ينفي ذلك احتمال جدية دمشق في إخماد حراك السويداء، واستعادة هيبة السلطة وأجهزتها الأمنية، ورد اعتبار حزب «البعث» هناك.

وبدأت القوات الحكومية بإرسال تعزيزات عسكرية منذ أسبوع، على خلفية تصاعد التوتر في محافظة السويداء، بعد احتجاز الأهالي عدداً من الضباط وعناصر الشرطة والأجهزة الأمنية، بهدف الضغط على الجهات الحكومية للإفراج عن طالب جامعي اعتقلته الأجهزة الأمنية في اللاذقية. ومع أنه تم إطلاق سراح الجميع، إلا أن القوات الحكومية واصلت إرسال التعزيزات إلى السويداء، وسط توقعات بشن حملة عسكرية لإخماد المظاهرات الاحتجاجية هناك وبسط السيطرة الأمنية على كامل المحافظة.

يشار إلى أن اجتماعات ولقاءات كثيرة شهدتها السويداء، الأسبوع الماضي، بين زعامات دينية واجتماعية في المنطقة، بهدف توحيد الصفوف وتجنيب المحافظة العمل العسكري.

وعبّر شيخ العقل، بهجت الهجري، عن موقف الحراك الشعبي في السويداء، في بيان له أكد التمسك بسلمية الحراك والاستعداد لرد أي اعتداء من أي جهة يأتي.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «التعزيزات الجديدة التي وصلت، السبت، تعد الأضخم قياساً بما سبقها خلال الأيام الفائتة». وأوضح أنها تضم ناقلات جند ودبابات ومدرعات عسكرية وعشرات من الآليات الثقيلة، لافتاً إلى أنها جاءت بعد مظاهرات عارمة في مدينة السويداء، الجمعة، للرد على الحشود العسكرية التي تدفعها القوات الحكومية إلى محافظة السويداء.

وجدد المتظاهرون، السبت، في اليوم الـ257 منذ انطلاق الحراك السلمي، مطالبتهم بتطبيق القرار الأممي 2254، وتحقيق انتقال سياسي، وبناء جسم وطني ديمقراطي لا مركزي يضم النسيج السوري، وشهدت المظاهرات حضوراً ومشاركة من أبناء المحافظة.

وسجل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» استقدام قوات حكومية إلى مطار خلخلة العسكري في ريف السويداء، ضمت أكثر من 50 آلية، يومي 28 و29 أبريل (نيسان)، كما استقدمت الأجهزة الأمنية في27 أبريل 5 حافلات على متنها عشرات العناصر، وعدّة سيارات مزودة برشاشات متوسطة.


قطر تدرس مستقبل مكتب «حماس» بالدوحة... وتراجع دورها للوساطة

إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)
إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)
TT

قطر تدرس مستقبل مكتب «حماس» بالدوحة... وتراجع دورها للوساطة

إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)
إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)

أعلن مسؤول مطلع على تقييم تجريه الحكومة القطرية لـ«رويترز»، إنها يمكن أن تغلق المكتب السياسي لحركة «حماس» في الدوحة، في إطار مراجعة أوسع لدور الوساطة الذي تضطلع به الدولة في الحرب بين إسرائيل و«حماس».

وقال المسؤول للوكالة إن الدولة الخليجية تدرس ما إذا كانت ستسمح لـ«حماس» بمواصلة تشغيل المكتب السياسي، وإن المراجعة الأوسع تشمل النظر فيما إذا كانت قطر ستواصل التوسط في الصراع المستمر منذ قرابة سبعة أشهر.

وقالت قطر، الشهر الماضي، إنها تعيد تقييم دور الوساطة التي تضطلع به في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس»، مشيرة إلى مخاوف من تقويض جهودها بفعل ساسة يسعون إلى تحقيق مكاسب.

وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه في حالة عدم اضطلاع قطر بدور وساطة، فلن تكون هناك فائدة من الاحتفاظ بالمكتب السياسي لـ«حماس» لديها، لذا فإن هذا جزء من إعادة التقييم.

وذكر المسؤول أنه لا يعلم ما إذا كانت قطر ستطلب من «حماس» مغادرة الدوحة إذا قررت الحكومة القطرية إغلاق مكتب الحركة. ومع ذلك، قال إن مراجعة قطر لدورها ستتأثر بكيفية تصرف إسرائيل و«حماس» خلال المفاوضات الجارية.

وفي تقرير أمس الجمعة، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي لم تسمه القول إن واشنطن طلبت من الدوحة طرد «حماس» إذا استمرت الحركة في رفض اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال قيادي من «حماس» لـ«رويترز» إن مفاوضي الحركة وصلوا إلى القاهرة، اليوم السبت، لإجراء محادثات مكثفة بشأن هدنة محتملة في غزة ستشهد إعادة بعض الرهائن إلى إسرائيل.

المكتب السياسي لـ«حماس»

تستضيف قطر المكتب السياسي للحركة منذ عام 2012 كجزء من اتفاق مع الولايات المتحدة.

ويعيش إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في الدوحة، وسافر بشكل متكرر، بما في ذلك إلى تركيا، منذ هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وتعرضت قطر، وهي دولة خليجية مؤثرة تعدّها واشنطن حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي، لانتقادات من داخل الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب علاقاتها مع «حماس» منذ السابع من أكتوبر.

وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إن هجوم «حماس» أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، ويعتقد أن 133 منهم ما زالوا محتجزين في غزة. وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره «حماس» إن الهجوم الإسرائيلي الذي أعقب ذلك أسفر عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.

وطالب بعض المشرعين الأميركيين إدارة الرئيس جو بايدن بإعادة تقييم علاقاتها مع قطر إذا لم تضغط على «حماس» للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وحث آخرون قطر على قطع العلاقات مع «حماس».

كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطر إلى الضغط على «حماس»، ولا توجد علاقات رسمية بين قطر وإسرائيل، لكن مسؤوليهما يجتمعون لمناقشة جهود الوساطة.


الحكومة اللبنانية تواجه اتهامات «الرشوة الأوروبية»

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس (د.ب.أ)
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس (د.ب.أ)
TT

الحكومة اللبنانية تواجه اتهامات «الرشوة الأوروبية»

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس (د.ب.أ)
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس (د.ب.أ)

ردّ رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على الانتقادات التي توجّه إليه على خلفية حصول الحكومة على مساعدات من المفوضية الأوروبية التي بلغت مليار يورو، والتي عدّها البعض «رشوة» لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، مؤكداً أن «هذه الهبة غير مشروطة، ويتم إقرارها من الجانب اللبناني حسب الأصول المتبعة بقبول الهبات».

وكان قد أعلن عن حزمة المليار يورو التي أقرت للبنان من الاتحاد الأوروبي خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس، الخميس الماضي.

وأوضح ميقاتي، في بيان له، أن الحملة «هي محاولة واضحة لاستثارة الغرائز والنعرات، أو من باب المزايدات الشعبية، أو حتى بكل بساطة لعدم الاعتراف للحكومة بأي خطوة أو إنجاز...». وقال البيان إن «الحكومة، ورئيسها نجيب ميقاتي، اتخذت القرار بوضع ملف النازحين السوريين على سكة المعالجة الجذرية، واتخذت سلسلة من القرارات العملية وبُوشِر تطبيقها بعيداً عن الصخب الإعلامي، بالتوازي مع حركة دبلوماسية وسياسية مكثفة لشرح أبعاد الملف وخطورته على لبنان. وبعد سنوات من التجاهل المطلق أوروبياً ودولياً لهذا الملف، بدأت مؤشرات الحركة الحكومية الدبلوماسية تعطي ثمارها ولو بخطوات أولية. وفي كل لقاءاته كان رئيس الحكومة يحذر من أن تداعيات ملف النازحين وخطورته لن تقتصر على لبنان، بل ستمتد إلى أوروبا لتتحول إلى أزمة إقليمية ودولية».

وأكد: «الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أرضه غير صحيح، مع تأكيد أن هذه الهبة غير مشروطة بتاتاً، ويتم إقرارها من الجانب اللبناني حسب الأصول المتبعة بقبول الهبات»، مضيفاً: «ما يحصل هو محاولة خبيثة لإفشال أي حل حكومي، تحت حجج واتهامات باطلة، وما توصل إليه رئيس الحكومة بحصيلة الحملة الدبلوماسية مع مختلف الأطراف الخارجية. وهذا المسعى سيستمر فيه دولة الرئيس خلال انعقاد مؤتمر بروكسل قبل نهاية الشهر الحالي».

وجدّد البيان تأكيد أنها «مساعدة غير مشروطة للبنان واللبنانيين حصراً، وتشمل القطاعات الصحية والتربوية والحماية الاجتماعية والعائلات الأكثر فقراً، إضافة إلى مساعدات الجيش والقوى الأمنية من أمن عام وقوى أمن داخلي لضبط الحدود البرية وزيادة العديد والعتاد، وكل ما يقال خلاف ذلك مجرد كلام فارغ واتهامات سياسية غير صحيحة. كما أن دولة الرئيس كان واضحاً في تأكيد عزم الحكومة على تطبيق القوانين على كل الأراضي اللبنانية، وكل من يقيم بشكلٍ غير شرعي سيتم ترحيله إلى بلده، وهذا الموضوع لا جدال فيه، والأوامر أعطيت للأجهزة المختصة لتنفيذ ما يلزم».

ووجّه ميقاتي أسئلة إلى من يقودون هذه الحملات قائلاً: «هل المصلحة الوطنية تقضي بعزل لبنان في هذا الوقت بالذات عن أصدقائه في أوروبا والعالم، والتشكيك بأي خطوة مشكورة لدعم وطننا في هذه الظروف، وبتجاهل الدلالات والمعاني الجادة لكل رسائل الدعم المعنوية والدبلوماسية والمادية للبنان والتسابق إلى المزايدات الشعبوية، أم بالمزيد من العمل لحشد أكبر تأييد وتفهم للموقف اللبناني وللخطوات المطلوبة لحل ملف النازحين بطريقة تحمي سيادة الوطن وواقعه ومصلحة شعبه؟».

وفيما يتعلق بكلام ميقاتي عن قرار الهجرة الموسمية الخاص بدول الجوار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي وضم إليه لبنان على تركيا، والأردن ومصر وتونس، أوضح: «القصد منه ليس تشجيع اللبنانيين على الهجرة كما زعم البعض، بل فتح الباب أمام فرص عمل موسمية في الخارج يعلن عنها من الدول الأوروبية في حينه، وبالتالي تكون هذه الهجرة شرعية لمن تنطبق عليه الشروط المحددة عوضاً من أن تكون في مراكب الموت غير الشرعية».

وتتوالى الانتقادات من قبل معظم الأفرقاء اللبنانيين لهذه المساعدات، وهو ما تحدث عنه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي توجه بأسئلة إلى ميقاتي عن كيفية توزيع الأموال، وهل صحيح أن الاتفاق يتضمن استرجاع نازحين من قبرص؟ وهل يتضمن السوريين والفلسطينيين الذين من الممكن أن يأتوا من فلسطين وسوريا؟».

وقال باسيل، في مؤتمر صحافي: «كيف تقبلون بمليار يورو على 4 سنوات. أنتم رخصاء إلى هذه الدرجة. هناك أراض شاسعة في سوريا تستوعب كل النازحين. لو دفع المليار للنزوح لعاد قسم كبير منهم إلى سوريا».

ورأى باسيل أنه «على الحكومة أن تضرب على الطاولة فينصاع لها الاتحاد الأوروبي. على الحكومة تطبيق خطة العودة وعلى الجيش إقفال الحدود البرية مع سوريا، وعلى مجلس النواب إصدار قانون يلزم بترحيل أي سوري مخالف للقوانين، فلبنان ليس للبيع».

وعن الهجرة الموسمية، قال باسيل: «المفوضية الأوروبية تكافح هجرة السوريين لبلدانها، وهناك نية باستبدال النازحين السوريين بالشعب اللبناني، وتغيير هوية الشعب والأرض... إن أرض لبنان وشعب لبنان ليسا للبيع ولا للإيجار، لا بهجرة موسمية ولا بهجرة دائمة. تقدرون على أن تشتروا أو تطوعوا بعض المسؤولين، ولكن شعبنا وأرضنا كلا».

وأضاف: «حقيقة القانون أن الدول الأوروبية بحاجة لليد العاملة الأجنبية؛ كي يسدوا النقص في بعض الوظائف. هناك تهجير مقنع وتدريجي تحت مسمى الهجرة الموسمية»، موضحاً أن « الاتحاد الأوروبي حضّر سلة مساعدات للبنان كي يمنع لبنان النزوح نحو قبرص».

بدوره، رأى النائب طوني فرنجية أن حزمة الإغراءات الأوروبية تأتي لإبقاء النازحين، سائلاً عبر حسابه على منصة «إكس»: «هل المطلوب ضرب اللبنانيين، وبخاصة المسيحيون، لتهجيرهم وأن يستبدل بهم من يتمّ تمويل بقائهم؟».

وفي الإطار نفسه، أصدر النواب: ياسين ياسين وإبراهيم منيمنة ونجاة صليبا بولا يعقوبيان وفراس حمدان وملحم خلف، في بيان لهم، أن «‏ما حصل من صفقة بين المنظومة الحاكمة ودول الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلّق بقضية اللاجئين السوريين، هو أمر لا يمكن اعتباره إنجازاً، بل هو أقرب إلى المصيبة الوطنية في ملف بحاجة إلى استراتيجية وخطة واضحة بمسار زمني محدد».

وقالوا إن «الطغمة الحاكمة سرقت وأفقرت وقتلت اللبنانيّين، ولا تزال تُمعِن بجرائمها، واليوم تبيعهم بالجملة مقابل الحصول على رضى المجتمع الدوليّ علّه يغفر لها أخطاءها وخطاياها؛ لقد قايضت أمن واستقرار ومستقبل اللبنانيّين بثلاثين من الفضّة»، وعدّوها «‏رشوة مزدوجة؛ في شقّها الأول فتات من المال سيستغله حتماً مَن يغتصب السلطة، فيوزعه على المحسوبيات، وفي شقها الثاني تسهيل سفر اللبنانيين واللبنانيات إلى الدول الأُوروبية، تحت ستار (العمل الموسمي)، بدل القيام بإصلاحات بنيوية من شأنها أن تنهض بالاقتصاد اللبناني، وتخلق فرص العمل من أجل تثبيت الشباب في وطنهم».

من جهته، كتب النائب وضاح الصادق عبر «إكس»: «واجب على رئيس المجلس الدعوة فوراً إلى جلسة مناقشة عامة للاطلاع من الحكومة ورئيسها على تفاصيل الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول النازحين السوريين. لكل لبناني الحق في معرفة مضمون هذا الاتفاق؛ لأنه يؤثر مباشرة على حياته اليومية»، مؤكداً: «من غير المسموح أن يستمرّ المجلس النيابي في التخلي عن دوره في المساءلة بهذا الشكل، ولا عن واجبه في انتخاب رئيس للجمهورية، والذي، مع مرور كل يوم، يصبح سبب تعطيل انتخابه جلياً، المزيد من إحكام السيطرة على القرار في البلد».


ميقاتي: الكلام عن «رشوة أوروبية» للبنان لإبقاء النازحين السوريين على أرضه غير صحيح

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (المركزية)
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (المركزية)
TT

ميقاتي: الكلام عن «رشوة أوروبية» للبنان لإبقاء النازحين السوريين على أرضه غير صحيح

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (المركزية)
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (المركزية)

نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم (السبت)، صحة مزاعم بأن أوروبا قدمت «رشوة» إلى لبنان لإبقاء النازحين السوريين على أرضه، ووصفها بأنها اتهامات لا أساس لها من الصحة.

وأفاد بيان نشره مجلس الوزراء اللبناني على حسابه بمنصة «إكس»، بأن حزمة المليار يورو التي أقر الاتحاد الأوروبي تقديمها هي «مساعدة غير مشروطة للبنان واللبنانيين حصراً».

وأضاف البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لميقاتي أن الجهات المستفيدة من المنحة الأوروبية تشمل القطاعات الصحية والتربوية والحماية الاجتماعية والعائلات الأكثر فقراً، إضافة إلى مساعدات الجيش والقوى الأمنية من أمن عام وقوى أمن داخلي لضبط الحدود البرية وزيادة العدد والعتاد.

ووصف مكتب ميقاتي كل ما يقال خلاف ذلك بأنه «مجرد كلام فارغ واتهامات سياسية غير صحيحة»، مؤكداً أن لبنان عازم على تطبيق القوانين، وأن كل من يقيم بشكل غير شرعي سيتم ترحيله إلى بلده.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد أعلنت يوم الخميس الماضي عن تقديم حزمة مساعدات مالية إلى لبنان بقيمة مليار يورو.

ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عنها قولها خلال مؤتمر صحافي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، إن الحزمة المالية الجديدة «ستكون متاحة اعتباراً من السنة الحالية وحتى عام 2027».

وأضافت: «نريد أن نساهم في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في لبنان... من خلال تعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة للشعب اللبناني».


القوات الإسرائيلية تعتقل 3 رعاة أغنام فلسطينيين جنوب الخليل

رعاة فلسطينيون يرعون قطيعهم بالقرب من مغاير العبيد بجنوب يطا بالقرب من الخليل في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
رعاة فلسطينيون يرعون قطيعهم بالقرب من مغاير العبيد بجنوب يطا بالقرب من الخليل في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

القوات الإسرائيلية تعتقل 3 رعاة أغنام فلسطينيين جنوب الخليل

رعاة فلسطينيون يرعون قطيعهم بالقرب من مغاير العبيد بجنوب يطا بالقرب من الخليل في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
رعاة فلسطينيون يرعون قطيعهم بالقرب من مغاير العبيد بجنوب يطا بالقرب من الخليل في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

اعتقلت القوات الإسرائيلية اليوم (السبت) ثلاثة من رعاة الأغنام الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية».

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم عن منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، راتب الجبور، قوله إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة من رعاة الأغنام بمنطقة الشومرة القريبة من تجمع الزويدين ببادية يطا، بعد الاعتداء عليهم من قبل المستعمرين، ومطاردتهم في المراعي».

ووفق الوكالة، «اعتدى مستعمرون، الليلة الماضية، على مركبات المواطنين في منطقة قلقس، وحطموا مركبة لأحد المواطنين من عائلة الشواهين في بلدة يطا».


رسالة حياة وأمل وسط الحرب... عرس جماعي فلسطيني بخان يونس (صور)

تعلو الابتسامات وجوه العرسان وهم يصفقون بأياديهم تارة ويتمايلون بهدوء وخجل شديدين تارة أخرى (وكالة أنباء العالم العربي)
تعلو الابتسامات وجوه العرسان وهم يصفقون بأياديهم تارة ويتمايلون بهدوء وخجل شديدين تارة أخرى (وكالة أنباء العالم العربي)
TT

رسالة حياة وأمل وسط الحرب... عرس جماعي فلسطيني بخان يونس (صور)

تعلو الابتسامات وجوه العرسان وهم يصفقون بأياديهم تارة ويتمايلون بهدوء وخجل شديدين تارة أخرى (وكالة أنباء العالم العربي)
تعلو الابتسامات وجوه العرسان وهم يصفقون بأياديهم تارة ويتمايلون بهدوء وخجل شديدين تارة أخرى (وكالة أنباء العالم العربي)

على أنغام الأهازيج الفلسطينية، دخل خمسة عرسان محمولين على أكتاف الشبان ساحة حفل الزفاف الجماعي بمخيم للنازحين غرب خان يونس بقطاع غزة، وسط تصفيق الحضور الذين وقفوا يحيونهم وهم يشقون طريقهم ويلوحون بأياديهم لمهنئيهم.

وبينما تعالت عبارات الترحيب والتهنئة المصاحبة لما يطلق عليها الفلسطينيون في حفلاتهم «دخلة العرسان» عبر مكبرات الصوت التي وصل صداها لخيام بعيدة عن مكان الاحتفال، كانت النسوة تحتفل بالعرائس داخل خيمة خاصة بهن لا يسمع منها إلا بعض الزغاريد بشكل متقطع.

تعلو الابتسامات وجوه العرسان وهم يصفقون بأياديهم تارة ويتمايلون بهدوء وخجل شديدين تارة أخرى، قبل أن يندفع بعض الشبان حولهم ويلتفون في دائرة واسعة وهم يتحركون على أنغام «الدحية»، وهي رقصة تقليدية، وترتبط كلماتها ونغماتها بواقع الحرب والنزوح المكتظ بكثير من المعاناة إلى جانب الرغبة في الحياة.

يصعد العرسان منصة الحفل ويتزايد التصفيق وصفارات الشباب مع انطلاق أولى الأغاني لفرقة النشيد المكونة من ثلاثة أفراد ألهبوا المكان بالمزاوجة بين أغاني الأعراس الفلسطينية التقليدية المتناغمة مع أوضاع الحرب الراهنة، وأناشيد الحماسة الوطنية التي تفيض بكلمات تحدي إسرائيل وإصرار الفلسطينيين على تحرير وطنهم مهما كانت التحديات.

يقول أحد العرسان إنه كان لا بد من رسالة تبعث الحياة والأمل في نفوس النازحين (وكالة أنباء العالم العربي)

بين العرسان كان حمادة الخروبي (27 عاماً) الأكثر ابتهاجاً وتفاعلاً مع فقرات الحفل التي بدأت باستقبال الأهالي والمهنئين بعد عصر أمس وامتدت حتى قبيل المغرب، في وقت كان أصحابه يحملونه منفرداً ويجوبون به الساحة المقابلة للمنصة بعض الوقت حتى يوصلوه لمكان جلوس عائلته وجيرانه الذين لا يتوقفون عن التصفيق ومشاركته فرحته.

الشاب النازح مع عائلته من حي الرمال بمدينة غزة إلى منطقة المواصي في خان يونس في رحلة نزوح بدأت قبل ستة أشهر تنقل خلالها عدة مرات، كان مقرراً زواجه في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد خطوبته قبل أربعة أشهر، لكن ظروف الحرب حالت دون ذلك.

يبين الشاب أن عائلته من محبي الحياة والفرح والحفلات كبقية الفلسطينيين، وكانت تنتظر موعد زفافه لتحتفي بهذه المناسبة بأشكال ووسائل الفرح المعروفة والمتاحة بغزة، لافتاً إلى أن العائلة صبرت طوال هذه المدة حتى غاب أي أفق لنهاية الحرب وقرر الجميع عقد القران وإتمام الزواج وفق المتاح.

العرس الجماعي تأكيد على حب الفلسطينيين للحياة بكافة تفاصيلها (وكالة أنباء العالم العربي)

والمتاح، بحسب العريس، لا يعدو كونه بعض الإمكانات المحدودة للغاية المرتبطة بأوضاع النزوح البائسة، فضلاً عن أن مآسي الحرب سترافق أهل غزة اجتماعياً ونفسياً لسنوات طوال ولن تسمح بأي مظاهر للأفراح التقليدية المعتادة قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما اندلعت الحرب، مهما توفرت الإمكانات لاحقاً، وفق تقديره.

ويقول: «الأمر يتجاوز فكرة عدم وجود صالات أفراح أو بيوت أو أي مكونات لحفلات الزفاف المعتادة لدينا، لكننا نرتبط بواقع مرير عنوانه الإبادة والتدمير الشامل لكل ما يرمز إلى الحياة، ما يعني أننا نفسياً غير قادرين على الاحتفال بالأسلوب المعروف ما قبل الحرب».

ويضيف: «لذلك آثرنا القبول بما يتناسب وظروفنا الحالية سواء من حيث غياب أدنى متطلبات الزفاف والحياة معاً، واكتفينا بحفل جماعي يحضره الأقارب والأصدقاء لنفرح وسط هذا الظلام المميت».

ويوضح الخروبي أن شقته كانت شبه جاهزة قبيل الحرب ليتزوج فيها ويبدأ حياته التي كان يتمناها، لكنها تعرضت لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه سيتزوج في خيمة بطريقة لم يكن يقبلها أو يتوقعها حتى في أسوأ كوابيسه، حسب وصفه.

الرسالة الأساسية للزفاف الجماعي تتعلق بقدرة الفلسطينيين على الاستمرار في حياتهم (وكالة أنباء العالم العربي)

رسالة أمل

هي ذات الفكرة التي عبر عنها العريس سعيد سرار الذي أصيب خلال الحرب بكسور شديدة في قدمه اليسرى، ما اضطره لاستخدام عكازين في المشي، فضلاً عن مقتل والد زوجته خلال قصف إسرائيلي، يضاف إلى ذلك نزوحه ومغادرة منزله أسوة بسكان خان يونس وانتقاله إلى المواصي.

ويؤكد سرار (43 عاماً) أنه كان يأمل الاحتفال بزفافه في ظروف مغايرة تماماً، لكن واقع الحرب فرض هذا الاحتفال البسيط في ظل استمرارها للشهر السابع على التوالي ولا يمكن التكهن بموعد نهايتها.

ويعتقد سرار أن الأمر لن يختلف كثيراً حتى وإن توقفت الحرب في ظل تدمير منزله وحالة الحزن المسيطر على الجميع بشكل كبير للغاية جراء سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى والمفقودين والتدمير الواسع للمنازل والممتلكات.

ويقول سرار: «في ظل كل هذا، كان لا بد من رسالة تبعث الحياة والأمل في نفوس النازحين الذين يتجرعون مرارات لا تنتهي من العذاب والمعاناة، ولم يكن أمامنا سوى هذا الحفل الجماعي».

ويضيف: «بالطبع هناك من يعترض على الفكرة ومجرد الغناء والزواج بشكل علني رغم أن الحفل منضبط للغاية ويقتصر على المظاهر الوطنية من حيث الأناشيد والفقرات، لكن الغالبية في حالة ارتياح وتنتظر اللحظة التي تفرح فيها وسط كل ما يحيط بها من أحزان».

وتلقى العرسان بعض المساعدات مثل الخيام والأدوات المنزلية والفرش والبطانيات والسلال الغذائية ومستلزمات أخرى تساعدهم على بدء حياتهم وفق المتاح للعائلات الأخرى بمثل هذه الظروف، بحسب عضو لجنة الإغاثة بخان يونس التي قدمت هذه المساعدات جهاد أبو الريش.

وبموازاة تأكيد المسؤول بلجنة الإغاثة على الرسالة الإنسانية التي يحملها الحفل الجماعي من رغبة الفلسطينيين في الحياة والفرح رغم أهوال الحرب، فإنه يدرك استغراب واستهجان البعض من مجرد الاحتفال بالزواج بمثل هكذا ظروف يسيطر عليها الموت والتدمير والنزوح.

ويعد أبو الريش أن الرسالة الأساسية للزفاف الجماعي تتعلق بقدرة الفلسطينيين على الاستمرار في حياتهم مهما كانت ظروفهم بائسة من جانب، والتأكيد على حبهم للحياة بكافة تفاصيلها ومن ضمنها الزواج والاحتفال به ولو بالحد الأدنى من جانب آخر.