«الشرق الأوسط» ترصد تجاوزات تركية عبر الحدود السورية لا يسلم منها أحد

«هيومن رايتس ووتش» دعت تركيا إلى «وضع حد للانتهاكات والإفلات من العقاب»

TT

«الشرق الأوسط» ترصد تجاوزات تركية عبر الحدود السورية لا يسلم منها أحد

يتسلق الصغار قمة الجدار الحدودي للهو رغم استمرار اعتداءات حرس الحدود الأتراك (الشرق الأوسط)
يتسلق الصغار قمة الجدار الحدودي للهو رغم استمرار اعتداءات حرس الحدود الأتراك (الشرق الأوسط)

قرب جدار تعلوه الأسلاك الشائكة بين الحدود السورية - التركية، شمال غرب سوريا، مشى العسكري المسلح تجاه الجانب السوري نحو طفل كان يلهو مع أطفال آخرين، كالمعتاد، بالتسلق على الجدار، سحبه بقوة نحوه وراح يضربه دون سبب واضح للطفل الضحية ثم نقله إلى الجانب التركي ليكمل التعذيب الذي ترك كدمات واضحة على جسمه وصدمة نفسية لن تزول بسهولة.

«الشرق الأوسط» رصدت الاعتداءات التي تتكرر مع أطفال ومزارعين، لم يتسببوا بأي تجاوز يستحق عنف الحرس الحدودي.

كشفت الثواني القليلة في مقطع فيديو انتشر سريعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي في فبراير (شباط) الماضي، عن واقع مرير ومستمر، عند الحدود الفاصلة بين مخيمات «تل الكرامة» في ريف إدلب الشمالي وولاية هاتاي التركية.

ومنذ أن أغلقت تركيا حدودها الجنوبية في وجه الفارين من الحرب عام 2016، بعد اتفاق مع الاتحاد الأوروبي على وقف تدفق اللاجئين براً وبحراً نحو أوروبا، تواترت الأخبار عن تعرض مئات السوريين للقنص والتعذيب عند محاولتهم قطع الحدود من خلال التهريب.

لكن الاعتداءات التي بات يخشى منها سكان الشمال الغربي، تحدث على الأراضي السورية أيضاً، لنازحين صدف أن مخيمهم ملاصق للجدار الحدودي الذي بدأت تركيا إنشاءه عام 2019، يفاجئهم عناصر حرس الحدود التركي من وقت إلى آخر باعتداء دون مبرر واضح، سوى الترهيب أو العنصرية أو حتى التسلية.

قنص أطفال وكبار سن

«طلب مني العسكري قدّاحة»، قال عبد الرحمن، الفتى الذي ظهر بمقطع الفيديو الرائج، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط». وتابع: «ثم جذبني وبدأ يضربني، جاء عسكري آخر وضربني أيضاً، واستمر الاثنان بضربي أثناء نقلي إلى النقطة العسكرية التركية. احتُجزت ليلة كاملة لدى العساكر الأتراك»،

العنف استمر إلى حين تدخل ضابط تركي بإسعافه ومن ثم نقله صباحاً إلى بوابة حدودية ليعود إلى منطقة الشمال الغربي السوري.

بعد أسابيع قليلة على الحادثة، لا تزال الرضوض واضحة على جسد عبد الرحمن، الذي لم ينل أي اعتذار ولا حصل على تعويض، لكنه على الأقل يشعر بـ«الامتنان» حيال من لم يقم بضربه من الأتراك.

الجدار الحدودي التركي يبعد أمتاراً قليلة من سكن عبد الرحمن في مخيم للنازحين بمنطقة أطمة (الشرق الأوسط)

وبحسب عبد الرحمن، فإن الاقتراب نحو الجدار الحدودي من جديد للهو مع صحبه، لن يحدث في أي وقت قريب «لم أعد أجرؤ على الاقتراب من الجدار»، لكنني أتمنى أن يعاقب المسؤولون الأتراك من قاموا بضربي».

توثيق دولي

وكانت المنظمة الدولية «هيومن رايتس ووتش»، قد وثّقت في تقريرها الصادر في أبريل (نيسان) 2023 تحت عنوان «حرس الحدود الأتراك يعذبون ويقتلون السوريين»، ارتكاب الحرس انتهاكات متنوعة ضد السوريين «دون ملاحقة قانونية جدية من الطرف التركي».

وسجل مراقبون حقوقيون 11 حادثة إطلاق نار من قِبل حرس الحدود الأتراك على المدنيين في الجانب السوري، بين مايو (أيار) 2016 حتى مطلع عام 2023، قُتل خلالها ما لا يقل عن ستة أشخاص وجُرح ستة آخرون، بحسب تقرير المنظمة الحقوقية الذي دعا تركيا إلى «وضع حد للإفلات من العقاب»، للعمل على وقف الانتهاكات «الروتينية» على الحدود السورية.

وفي 13 مارس (آذار) من العام الماضي، قنص جندي تركي فلاحاً سورياً يبلغ من العمر 59 عاماً أثناء حراثة أرضه في قرية خربة الجوز بريف إدلب الجنوبي، حيث «أطلق عليه النار وظل الجندي يحدق بالضحية لثوان، قبل أن يعود إلى شاحنته ويغادر المكان»، بحسب ما أوردت «هيومن رايتس ووتش» عن شهادة اثنين من أقربائه.

كانت ياسمين تلعب على الطرف السوري من الحدود حينما قنصها جندي تركي بلا سبب واضح (الشرق الأوسط)

في حالة أخرى: كانت ياسمين، طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات، تلعب في السابع من يناير (كانون الثاني)، قرب الشريط الحدودي مع ابنة خالها، عندما قرر أحد العساكر الأتراك قنصها بطلقتين متتاليتين على فخذها وقدمها اليسرى.

«أصابها هبوط بالقدم»، قال خليل، خال الطفلة ياسمين لـ«الشرق الأوسط، شارحاً الحالة الطبية المتعلقة بتلف الأعصاب في طرفها الأيسر الذي أدى إلى تفاوت طول في قدميها ومعاناتها من صعوبة المشي.

لم تعد ياسمين قادرة على اللعب مع أصدقائها، بل أصبحت تتحاشى مغادرة المنزل بالكامل بعد تعرّضها للتنمر من بقية الأطفال ووصفها بـ«العرجاء» نتيجة إصابتها.

تعجز ياسمين عن مشاركة الأطفال اللعب خشية التعرض للتنمر بسبب إصابتها (الشرق الأوسط)

خليل، المقيم مع عائلة أخته في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي، قال إن ازدحام مخيمات النازحين في المنطقة الحدودية «الآمنة»، يدفع الأطفال للعب في المساحات الواسعة المكشوفة قرب الجدار الحدودي.

«كل عام تتكرر حالات مماثلة» بحسب خليل، مشيراً إلى اعتداءات الأتراك عبر الحدود التي تتفاوت ما بين رمي الحجارة والسباب وإطلاق الرصاص أو التجاهل التام. يقول: «العام الماضي حصلت حادثة في الريف الجنوبي (محافظة إدلب)، وفي اليوم ذاته (الذي تعرّضت فيه ياسمين لإطلاق النار) حصلت حادثة في مخيم الكرامة».

معلومات عن أطمة

يذكر أن 3.4 مليون شخص من أصل 5.1 مليون مقيم في شمال غربي سوريا، هم من النازحين والمهجرين قسرياً من المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، بينهم مليونان يقيمون في المخيمات، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

مخيم للنازحين في أطمة شمال غربي سوريا قرب الحدود التركية مايو الماضي (رويترز)

بلدة أطمة في ريف إدلب الشمالي، تضم الكثير من المخيمات المزدحمة التي بدأ تشكلها منذ عام 2012، استمرار التوترات الأمنية كان له الأثر الأكبر في دفع السكان للجوء إلى أقرب نقطة ممكنة من الحدود التركية بحثاً عن الأمن؛ إذ إن تركيا ليست مجرد جار حيادي في الصراع الدائر في البلاد منذ 13 عاماً، بل تدخلت سياسياً وعسكرياً لسنوات كضامن للفصائل المسيطرة على المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام.

كما استقبلت الجارة الشمالية نحو 3.5 مليون لاجئ سوري على أراضيها، وكانوا خلال السنوات الماضية مادة للتحريض والاستغلال الدعائي من قِبل الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد، ترافق مع تصاعد خطاب الكراهية وموجات العنصرية بين الأتراك تجاه السوريين.

وعلى الرغم من أن إدلب لا تخضع للإدارة التركية المباشرة، على غرار ريف حلب الشمالي، وإنما تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» المصنفة إرهابياً من قِبل الولايات المتحدة، تُعدّ تركيا المنفذ الاقتصادي الوحيد للمنطقة والمنفذ لدخول المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها 4.2 مليون شخص؛ ما يجعلها المتحكم الأول بمصير السكان في الشمال الغربي.

تعرّضت قدم الطفلة ياسمين لتلف بالأعصاب بعد أن أطلق عليها النار أحد حرس الحدود الأتراك (الشرق الأوسط)

يشعر خليل بالعجز أمام نظرات ياسمين الحزينة وآلامها المستمرة في ساقها العاجزة؛ إذ لا أمل بمحاسبة المعتدي ولا الحصول على تعويض أو إثارة اهتمام تركي بالحادثة.

يقول وهو يبتسم رداً على سؤال عن جهوده بالشكوى ورفع قضية ضد الحرس في تركيا: «المشتكى لله وحده، ما من أحد نشتكي إليه سوى الله».


مقالات ذات صلة

تقرير «هيومن رايتس» عن تعذيب لاجئين سوريين وترحيلهم من لبنان يثير جدلاً

المشرق العربي مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)

تقرير «هيومن رايتس» عن تعذيب لاجئين سوريين وترحيلهم من لبنان يثير جدلاً

أثار التقرير الأخير لـ«هيومن رايتس ووتش»، الذي تحدثت فيه عن تعذيب وترحيل لاجئين سوريين، جدلاً في لبنان ولا سيما أنه أتى بمرحلة تتحرك فيها القضية على أكثر من خط.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مركز مراقبة لقوات الأمم المتحدة عند معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتل (أرشيفية - أ.ف.ب)

سوريا المنهكة تنأى بنفسها عن حرب غزة

يحرص النظام السوري منذ بدء الحرب في غزة على عدم الانجرار إليها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن (أرشيفية - رويترز)

بيدرسن: سوريا صارت ساحة تصفية حسابات

رأى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، أن هذا البلد «تحول ساحة لتصفية الحسابات».

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي أحد الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا (إكس)

فوضى بين الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا اشتباكات متكررة بين الفصائل والعشائر تؤدي، غالباً، إلى سقوط ضحايا مدنيين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون (رويترز)

المبعوث الأممي: لا مؤشرات على الهدوء في أي مكان في سوريا

اعتبر المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون، اليوم الخميس، أنّه لا مؤشرات على الهدوء في أي مكان في سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مقتل لبناني في قصف جوي إسرائيلي على كفرشوبا

الدخان يتصاعد فوق جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلي (المركزية)
الدخان يتصاعد فوق جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلي (المركزية)
TT

مقتل لبناني في قصف جوي إسرائيلي على كفرشوبا

الدخان يتصاعد فوق جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلي (المركزية)
الدخان يتصاعد فوق جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلي (المركزية)

قُتل مواطن لبناني جراء قصف جوي نفذته طائرات حربية إسرائيلية، فجر اليوم (السبت)، على بلدة كفرشوبا في جنوب لبنان.

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن «الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ فجر اليوم غارتين على بلدتي كفرشوبا وشبعا أدتا إلى مقتل مواطن في بلدة كفرشوبا وتدمير منزلين وإلحاق أضرار كبيرة».

ونعى «حزب الله» في لبنان اليوم أحد عناصره، فرج الله علي حمود، الملقب بـ«ساجد».

وتشهد المناطق الحدودية بين إسرائيل ولبنان توتراً أمنياً وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.


إعلام إسرائيلي: أغلبية حكومة نتنياهو تؤيد بنود المقترح المصري للهدنة

خيمة لنازحين فلسطينيين تم نصبها بالقرب من السياج الحدودي بين مصر ورفح في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
خيمة لنازحين فلسطينيين تم نصبها بالقرب من السياج الحدودي بين مصر ورفح في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إعلام إسرائيلي: أغلبية حكومة نتنياهو تؤيد بنود المقترح المصري للهدنة

خيمة لنازحين فلسطينيين تم نصبها بالقرب من السياج الحدودي بين مصر ورفح في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
خيمة لنازحين فلسطينيين تم نصبها بالقرب من السياج الحدودي بين مصر ورفح في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم (السبت) إن أغلبية في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باتت تؤيد بنود صفقة جديدة، اقترحتها مصر وتم نقلها لحركة «حماس» بهدف التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى، ووقف مؤقت لإطلاق النار.

وذكرت الهيئة نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين: «المؤسسة الأمنية وأغلبية المستوى السياسي أيدتا الصفقة، وفق المخطط المصري الذي يقضي بإطلاق سراح ما بين 20 و40 مختطفاً إسرائيلياً، مقابل وقف إطلاق النار لمدة يوم أو أكثر قليلاً عن كل مختطف يطلق سراحه».

وقالت الهيئة إن نتنياهو لا يفضل الاتفاق الجزئي، ويهتم بالتوصل إلى اتفاق شامل يتم بموجبه إطلاق سراح جميع المحتجزين؛ لكن مسؤولاً قال للهيئة: «التوصل إلى اتفاق شامل ليس مطروحاً على الطاولة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن حركة (حماس) تريد إنهاء الحرب مقابل ذلك، وهو المطلب الذي تعارضه إسرائيل».

وحسب مصدر مطلع على التفاصيل، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق «خلال أيام حتى رغم تحفظات نتنياهو».

وقالت الهيئة إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قرر تقديم زيارته لإسرائيل إلى يوم الثلاثاء، بعدما كانت مقررة في نهاية الأسبوع.

وذكرت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة ترفض العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح؛ لأنها ستضر بشكل كبير بفرص وقف إطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.

وفي الوقت نفسه، أعربت المؤسسة الأمنية عن قلقها إزاء إمكانية إطلاق سراح الرهائن إذا شنت إسرائيل عملية في رفح.

وقال مسؤول أمني لهيئة البث، إن هذه هي «الفرصة الأخيرة... إما أن يعود المختطفون في صفقة تؤخر الدخول إلى رفح، وإما ندخل الحرب في رفح، ونتركها كما تركنا شمال ووسط القطاع لـ(حماس)».

وفي وقت سابق هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة، إذا وافقت إسرائيل على الصفقة وفق المخطط المصري. وكتب سموتريتش على منصة «إكس»: «الصفقة هي استسلام إسرائيلي خطير، وانتصار رهيب لـ(حماس)».

وفي وقت سابق، قال مصدر أمني رفيع المستوى لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن مصر تعمل على التواصل مع قيادة حركة «حماس» في قطاع غزة بشكل مباشر، من أجل الوصول إلى «تفاهمات سريعة» حول الورقة الجديدة التي تطرحها القاهرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال المصدر إن الخطوة التالية في التحركات المصرية المكثفة هي التواصل مع قيادة «حماس»، مؤكداً أن مصر «تعمل على التواصل مع قيادة «حماس» بشكل مباشر، لمناقشة التفاصيل المتعلقة بالورقة المصرية الجديدة».

كانت «حماس» قد ذكرت أيضاً أنها منفتحة على أي مقترحات تتضمن الوقف النهائي «للعدوان» وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.


سفينة مساعدات تحمل مواد غذائية تبحر من قبرص إلى إلى غزة

«ورلد سنترال كيتشن» يقدم الطعام قبالة ساحل غزة (رويترز)
«ورلد سنترال كيتشن» يقدم الطعام قبالة ساحل غزة (رويترز)
TT

سفينة مساعدات تحمل مواد غذائية تبحر من قبرص إلى إلى غزة

«ورلد سنترال كيتشن» يقدم الطعام قبالة ساحل غزة (رويترز)
«ورلد سنترال كيتشن» يقدم الطعام قبالة ساحل غزة (رويترز)

أعلن مصدر قبرصي أن شحنات المساعدات استؤنفت من قبرص إلى غزة في ساعة متأخرة من مساء أمس (الجمعة)، بإبحار سفينة تحمل مواد غذائية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر بعد توقف المساعدات عقب مقتل سبعة من موظفي الإغاثة في غارة إسرائيلية، بحسب «رويترز».

وأوقفت منظمة «ورلد سنترال كيتشن» غير الحكومية المساعدات لمراجعة نشاطها في القطاع بعد الهجوم الذي وقع في أوائل أبريل (نيسان)، في قرار أدى إلى تعليق الشحنات المباشرة من قبرص إلى غزة.

وقال المصدر القبرصي إن سفينة شحن صغيرة غادرت ميناء لارنكا مساء أمس محملة بمساعدات تبرعت بها الإمارات.

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من 34 ألف فلسطيني قتلوا خلال الحرب التي تشنها إسرائيل منذ ستة أشهر في غزة، رداً على هجوم شنته حركة «حماس» في جنوب إسرائيل. كما تسببت الحملة الإسرائيلية في كارثة إنسانية لسكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.

وبدأت الولايات المتحدة في بناء رصيف عائم على ساحل البحر المتوسط ​​في قطاع غزة، والذي سيتيح فحص شحنات المساعدات في قبرص تحت إشراف إسرائيلي. ولكن عندما تصل تلك المساعدات إلى غزة، سيتعين أيضاً أن تمر عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية على الأرض.


مقتل فلسطينيين اثنين في اشتباك مع قوات إسرائيلية قرب جنين

دبابة إسرائيلية (إ.ب.أ)
دبابة إسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

مقتل فلسطينيين اثنين في اشتباك مع قوات إسرائيلية قرب جنين

دبابة إسرائيلية (إ.ب.أ)
دبابة إسرائيلية (إ.ب.أ)

نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن وكالة شهاب الفلسطينية أمس (الجمعة) مقتل فلسطينيين اثنين في اشتباك مسلح مع قوات إسرائيلية قرب جنين في الضفة الغربية.

وقالت الوكالة إن الاشتباك وقع في محيط حاجز سالم قرب جنين، وإن القوات الإسرائيلية تحتجز الجثمانين.

وفي ساعة مبكرة من صباح الجمعة، قال التلفزيون الفلسطيني إن قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وإن مواجهات اندلعت لدى دخولها مخيم بلاطة.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي إشعال إطارات مطاطية عند مدخل المخيم، تزامناً مع اقتحام كبير لمنطقة قبر يوسف، وعدة أحياء بالمنطقة الشرقية بنابلس.


مقتل 8 وإصابة العشرات بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات بغزة

دمار واسع خلفه القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ)
دمار واسع خلفه القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

مقتل 8 وإصابة العشرات بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات بغزة

دمار واسع خلفه القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ)
دمار واسع خلفه القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ)

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بمقتل ثمانية أشخاص وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي فجر اليوم (السبت)، استهدف منزلين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.

ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن طائرات إسرائيلية استهدفت منزلا في حي السلطان في مخيم النصيرات «مما أدى لمقتل أربعة مواطنين بينهم رضيعة، وصلوا أشلاء إلى المستشفى»، كما قُتل أربعة آخرون وأصيب نحو ثلاثين، في قصف لمنزل آخر في المخيم ذاته.

وذكرت المصادر أن القوات الإسرائيلية كثفت قصفها على منطقة المغراقة بوسط القطاع أيضا، كما تواصل القصف على مدينة غزة بشمال القطاع وتركز على حي الشجاعية، حيث تم استهداف ثلاثة منازل على الأقل.

كانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أعلنت أمس أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الحرب على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفع إلى 34 ألفا و356 قتيلا، بينما زاد عدد المصابين إلى 77 ألفا و368 مصابا.


حماس «تدرس» رد إسرائيل على مقترح بشأن هدنة في غزة

صورة وزَّعتها «حماس» للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في 24 نوفمبر ضمن هدنة لوقف إطلاق النار (أرشيفية - رويترز)
صورة وزَّعتها «حماس» للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في 24 نوفمبر ضمن هدنة لوقف إطلاق النار (أرشيفية - رويترز)
TT

حماس «تدرس» رد إسرائيل على مقترح بشأن هدنة في غزة

صورة وزَّعتها «حماس» للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في 24 نوفمبر ضمن هدنة لوقف إطلاق النار (أرشيفية - رويترز)
صورة وزَّعتها «حماس» للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في 24 نوفمبر ضمن هدنة لوقف إطلاق النار (أرشيفية - رويترز)

أعلنت حركة «حماس»، فجر اليوم (السبت)، أنها تدرس ردّ إسرائيل على اقتراح بشأن هدنة محتملة في غزّة وإطلاق سراح رهائن محتجزين في القطاع.

وقال خليل الحية، نائب رئيس حماس في قطاع غزّة، في بيان: «تسلّمت حركة حماس اليوم ردّ الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة الذي سُلّم للوسطاء المصري والقطري في الثالث عشر من أبريل (نيسان). وستقوم الحركة بدراسة هذا المقترح وحال الانتهاء من دراسته ستُسلّم ردّها»

وفي 13 من أبريل، أعلنت حماس أنها «سلّمت الوسطاء المصريّين والقطريّين ردّها على اقتراح هدنة مع إسرائيل، مشدّدة على التمسّك بمطالبها ومطالب الشعب الوطنية التي تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار»

في المقابل، ترفض إسرائيل وقفاً دائماً للنار وانسحاباً كاملاً لقوّاتها من غزّة، فيما أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو عزمه على تنفيذ عمليّة برّية في رفح بأقصى جنوب القطاع، معتبراً أنّ المدينة تشكّل آخر معقل كبير لحماس.

يأتي ذلك في وقت وصل وفد مصري الجمعة إلى إسرائيل، في محاولة لإحياء المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزّة مرتبطة بالإفراج عن رهائن.

وذكرت قناة «القاهرة الإخباريّة»، أنّ «هناك تقدّمًا ملحوظًا في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة بقطاع غزّة».


سباق مع الزمن لمنع اجتياح رفح

فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)
فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)
TT

سباق مع الزمن لمنع اجتياح رفح

فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)
فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)

أحيت الجهود المصرية المتسارعة، والمدفوعة بتشجيع أميركي، الأمل بالتوصل لاتفاق هدنة ينهي التهديد الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح، مع كل ما يمكن أن ينتج عن ذلك من كارثة إنسانية تزيد مأساة قطاع غزة. لكن وصول هذه الجهود إلى خاتمة إيجابية يظل رهناً بإمكان التوفيق بين رغبتين متناقضتين بالضرورة: إسرائيلية تسعى إلى اتفاق رابح يستغله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حربه السياسية الداخلية، و«حماسوية» تريده «مشرّفاً» لها.

فمع وصول «وفد مهني» مصري إلى تل أبيب، والدخول بالتفاصيل العملية في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس»، ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن «هناك تفاؤلاً حذراً جداً، لكنه ثابت إزاء احتمالات التوصل هذه المرة إلى اتفاق» يتضمن عرضاً حقيقياً بشأن الأسرى.

وأكدت مصادر سياسية أن الأميركيين يريدون استكمال الجهود المصرية بتوسيع حلقة الاتفاق والتقدم نحو مشروعهم الإقليمي للسلام الشامل بين الدول العربية وإسرائيل، الذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية، وأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيصل إلى المنطقة يوم الثلاثاء المقبل، ويزور السعودية وإسرائيل.

وفيما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين القول إن مسؤولين من تل أبيب أبلغوا نظراءهم من مصر، أمس، أن إسرائيل مستعدة لمنح «فرصة واحدة أخيرة» للتوصل إلى اتفاق مع «حماس» لإطلاق سراح الرهائن قبل المضي قدماً في غزو رفح، أكدت «حماس» في بيان أنها منفتحة على أيّ أفكار أو مقترحات، تأخذ بالاعتبار «احتياجات وحقوق شعبنا العادلة، المتمثلة بالوقف النهائي للعدوان عليه، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والعودة غير المشروطة أو المقيّدة للنازحين إلى بيوتهم في محافظتي غزة وشمال غزة (...) والمُضيّ في إنجاز اتفاق جدّي لتبادل الأسرى».


قتلى أجانب في قصف بمسيّرة على حقل غاز شمال العراق

طائرة مسيّرة (رويترز)
طائرة مسيّرة (رويترز)
TT

قتلى أجانب في قصف بمسيّرة على حقل غاز شمال العراق

طائرة مسيّرة (رويترز)
طائرة مسيّرة (رويترز)

تعرّض حقل غاز في إقليم كردستان بشمال العراق، أمس (الجمعة)، إلى هجوم بطائرة مسيّرة. وفي حين أفادت معلومات بمقتل عدد من الأشخاص، بينهم أجانب، توقفت إمدادات الطاقة لمحطات الكهرباء في مناطق متفرقة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني أن «هجوماً بطائرة مسيّرة استهدف حقل كورمور الغازي في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية بإقليم كردستان». ونقلت عن مستشار لرئيس وزراء حكومة كردستان ومصدر سياسي كردي كبير، أن اثنين على الأقل من العمال الأجانب قُتلا كما أصيب آخران بعد الهجوم الجوي على حقل الغاز الذي تقرر وقف الإنتاج فيه. ومن جهته، قال قائممقام «جمجمال» إن الهجوم «تسبب في مقتل 3 أجانب، وإصابة 3 آخرين بجروح»، وفقاً لشبكة «رووداو» الكردية. وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية حصيلة تبلغ 4 قتلى من الجنسية اليمنية.

وأسفر الهجوم أيضاً عن توقف إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء وفقدان نحو 2500 ميغاواط، وفقاً لبيان وزارة الكهرباء في إقليم كردستان.

وكانت حكومة محمد شياع السوداني ترغب في الاستفادة من غاز حقل كورمور لسد حاجة محطات إنتاج الكهرباء في المنطقة الشمالية.


«حزب الله» يعلن قصف موقعين عسكريين إسرائيليين بعشرات الصواريخ

دمار أحدثه القصف الإسرائيلي في قرية شبعا اللبنانية (أ.ف.ب)
دمار أحدثه القصف الإسرائيلي في قرية شبعا اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يعلن قصف موقعين عسكريين إسرائيليين بعشرات الصواريخ

دمار أحدثه القصف الإسرائيلي في قرية شبعا اللبنانية (أ.ف.ب)
دمار أحدثه القصف الإسرائيلي في قرية شبعا اللبنانية (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» مساء الجمعة قصف موقعين عسكريين في شمال إسرائيل بعشرات الصواريخ.

وقالت الجماعة إن القصف استهدف موقع حبوشيت ومقر ‏قيادة لواء «حرمون 810» في ثكنة معاليه غولاني بعشرات صواريخ الكاتيوشا.‏ وأضافت أن القصف جاء «ردًا على ‏اعتداءات العدو على القرى الصامدة والمنازل المدنيّة وخصوصًا الاغتيال الجبان على طريق ‏السريرة».

في الوقت نفسه، نعت «الجماعة الإسلامية» في بيان نشره اثنين من عناصرها هما مصعب سعيد خلف وبلال محمد خلف اللذين قتلا في غارة إسرائيلية استهدفتهما في منطقة البقاع الغربي.

وفي وقت لاحق، أعلن «حزب الله» في بيان مقتضب مقتل أحد عناصره، وهو فرج الله علي حمود من قرية كفركلا في جنوب لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الطائرات الإسرائيلية قصفت أهدافا تابعة لـ«حزب الله» منطقة شبعا بجنوب لبنان، ومن بينها مخزن أسلحة ومنصة إطلاق.


الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم مساعدات لغزة بنحو 70 مليون دولار

متطوعون يقدمون الطعام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
متطوعون يقدمون الطعام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم مساعدات لغزة بنحو 70 مليون دولار

متطوعون يقدمون الطعام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
متطوعون يقدمون الطعام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

أعلن الاتحاد الأوروبي، الجمعة، عن نيته منح مبلغ إضافي بقيمة 68 مليون يورو (73 مليون دولار) من المساعدات الطارئة إلى قطاع غزة الذي يشهد حرباً طاحنة بين إسرائيل و«حماس».

وجاء في بيان صادر عن التكتّل: «في ظلّ تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة في غزة، والازدياد المتواصل في الحاجات في الميدان، قرّرت المفوضية تعزيز تمويلها لدعم الفلسطينيين المتأثّرين بالحرب الدائرة».

وأوضح الاتحاد الأوروبي، في بيانه، أن «هذا الدعم يرفع إجمالي المساعدات الإنسانية للاتحاد إلى 193 مليون يورو للفلسطينيين المحتاجين في غزة والمنطقة في 2024».

وكشف أن المساعدات الجديدة ستتمحور على المواد الغذائية والمياه النظيفة والصرف الصحي والملاجئ، وتوجَّه عبر شركاء محليين يعملون في الميدان.

وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن العملية العسكرية لإسرائيل حوّلت القطاع إلى «جحيم إنساني» وسط مخاوف من مجاعة محدقة. وزاد كلّ من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل لتسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.

وأعلن الجيش الأميركي، الخميس، البدء بتشييد رصيف بحري لتيسير إيصال المساعدات إلى القطاع الذي عاثت فيه الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر دماراً وخراباً واسعين.

وأدّى الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى مقتل 1170 شخصاً، حسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيلية.

وردّاً على ذلك، تعهّدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» التي تتولّى السلطة في غزة منذ 2007، وشنت هجوما خلّف حتى الآن 34356 قتيلاً، معظمهم مدنيّون، وفق وزارة الصحّة في غزة.