أوقفت الشرطة الإسرائيلية، في مطار بن غوريون الدولي لساعات عدة، البروفسورة نادرة شلهوب كيفوركيان (64 عاماً)، عند عودتها من خارج البلاد، فجر اليوم الجمعة. وجرى إطلاق سراحها، في وقت لاحق، ولكن ليس قبل تهديدها باعتقالات أخرى مقبلة.
وقد عدّ المحامي علاء محاجنة، الموكل بالدفاع عنها، هذا الاعتقال جزءاً من الحملة التي تتعرض لها شلهوب كيفوركيان؛ بسبب موقفها من الحرب على غزة، وقد يكون تمهيداً لإجراءات من الممكن أن تتخذها الشرطة في المستقبل، ضدها. وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تلاحقها حتى في مصدر رزقها. وقد بدأت هذه الملاحقة في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ أرسل عميد الجامعة العبرية في القدس تومر شفير، ورئيس الجامعة، آشر كوهن، رسالة شديدة اللهجة لها يطالبانها فيها بالاستقالة فوراً من منصبها بصفتها محاضرةً، إثر توقيعها على عريضة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، واستهجانها لما يحصل. وتم تعميم الرسالة على المئات من الموظفين والأكاديميين في الجامعة العبرية.
وجاء في الرسالة: «قرأنا وصُدمنا وخُذلنا بعمق من العريضة العامة التي وقّعتِ عليها، وفيها أن إسرائيل تقوم بإبادة شعب غزة، كما زعمتِ بالعريضة ذاتها أن إسرائيل تحتل فلسطين منذ 75 عاماً، أو في كلمات أخرى منذ حرب الاستقلال». وفي 12 من شهر مارس (آذار) الحالي، تم إيقافها رسمياً عن العمل في كلية الحقوق في الجامعة عقب تصريحاتها في أخبار «قناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي، التي اتهمت فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في الحرب على غزة، وشككت في مصداقية الحملة الإسرائيلية التي تتهم عناصر «حماس» باقتراف جرائم عنف جنسي خلال هجومهم على البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة في 7 أكتوبر.
وقد عدّت «جمعية الأنثروبولوجيا» الأميركية هذا الفصل بأنه تهديد للحرية الأكاديمية، وطلبت من الجامعة التراجع عن إيقافها. كذلك وجّه مركز «عدالة» القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، رسالةَ لإدارة الجامعة العبرية، أكد فيها أن «قرار فصلكم للبروفسورة شلهوب كيفوركيان، ما هو إلا إجراء تعسفي، عنصري، ضلالي، غير دستوري، وغير قانوني، وعليكم العدول عنه فوراً!». وأكد المركز أن ملاحقة الأكاديمية العربية يندرج في إطار الملاحقات السياسية التي تستهدف الأكاديميين الفلسطينيين في الجامعات والكليات الإسرائيلية منذ أوّل الحرب، إذ يعالج مركز «عدالة» عشرات التوجّهات من حالات فصل وإبعاد وحتى طرد لطلاب جامعيين عرب في أكثر من 30 مؤسسة تعليمية إسرائيلية في غضون أشهر قليلة.
واستنكرت أطر وهيئات، بينها التجمّع الطلابيّ وجمعيّة الثّقافة العربيّة و«مدى الكرمل - المركز العربيّ للأبحاث والدراسات التطبيقيّة» وجمعية «كيان»، تعليق عمل البروفسورة نادرة شلهوب كيفوركيان في الجامعة العبرية.
وقال المحامي محاجنة إن «الأكاديميات الإسرائيلية تلعب دوراً مركزياً ومحورياً في سياسة تكميم الأفواه والتحريض التي تنتهجها الدولة ضد المواطنين العرب منذ 7 أكتوبر 2023، وحالة كيفوركيان تثبت هذا الادعاء».