أصدر القضاء العراقي، الاثنين، أمراً «ولائياً» بإيقاف عرض مسلسل «عالم الست وهيبة» الذي أنتجته وتبثه قناة «UTV» الفضائية ضمن دورة برامجها الرمضانية لهذا العام. والأمر الولائي عمل «تحفظي ومؤقت»، وإجراء قضائي «لا يؤثر في أصل النزاع، إنما يتخذ بغية إيقاف تداعيات العمل الخطأ أو غير المشروع الذي ادعاه المدعي». والمدعي في هذه الحالة مؤلف العمل السيناريست صباح عطون.
وبقرار الإيقاف المؤقت القضائي، انتقل الخلاف حول طبيعة المسلسل من فضاء الانتقادات التي وجهت له بوصفه عملاً يقدم «إساءة للرموز الدينية»، إلى منطقة النزاع القضائي بين المؤلف والقناة المنتجة والباثة للمسلسل.
والقرار جاء بعد ساعات من بيان أصدرته القناة حول ما رافق المسلسل من اتهامات بـ«المساس بالمقدسات» ساقها ضده ديوان الوقف الشيعي، والنائب عن كتلة «حقوق» التابعة لـ«كتائب حزب الله» سعود الساعدي، إلى جانب القيادي في التيار الصدري حازم الأعرجي، واتجاهات دينية وسياسية أخرى. وقالت القناة في بيانها الموجه إلى «هيئة الإعلام والاتصالات»، إنها ستستجيب لما حصل من مناشدات واعتراضات اجتماعية وبرلمانية وحكومية بشأن بعض الملابسات في المسلسل، من خلال قيامها بـ«إزالة كل الملابسات والملاحظات التي أشارت إليها الهيئة».
ويحول القرار القضائي بالإيقاف مسار القضية من «المساس بالمقدسات» إلى مسار فني يتعلق باعتراض مؤلف المسلسل ودخوله في نزاع قضائي حول قيام القناة المنتجة بـ«تحريف وتزوير» أحداث المسلسل، طبقاً لمؤلفه صباح عطوان، علماً بأن الأخير كان قد تقدم بدعوى قضائية ضد القناة في 24 فبراير (شباط) الماضي، أي قبل موعد بثه عبر شاشه القناة مطلع شهر رمضان الحالي.
وطبقاً لما نشره صباح عطوان، أول من أمس، عبر منصته الشخصية في «فيسبوك»، فإن القضية المقامة من قبله ضد الجهات المنتجة والعارضة لمسلسل «عالم الست وهيبة»، ما زالت مستمرة أمام القضاء.
ويعزو عطوان ذلك إلى «ما تضمنه النص المعروض من تحريف وتزوير لأحداث المسلسل الأصلي المقدمة ملفاته من قبلنا لخبراء القضاء، لا سيما بعد إعادة الموتى من شخصيات المسلسل أحياءً بطريقة فجة، لم تنَل ثناء الجمهور».
إضافة إلى قيام الجهة المنتجة بـ«فبركة أحداث زائفة عبر الاستعانة بمؤلفين غير عراقيين تجاوزاً على حقوقنا القانونية في النص وتجاهلنا ودون أخذ موافقتنا وعلمنا، مما جعل المسلسل في حالته الراهنة غير ملائم».
ويعتقد المؤلف أن عرض المسلسل بصيغته الحالية «يرسل خطابات ضارة للمجتمع، ولا يتوافق مع رؤيتنا الدرامية ولا صناعتنا للأحداث من خلال الأحداث الملفقة والمزورة والمفبركة فيه، مما أفقدنا حضورنا ورؤيتنا في المسلسل تماماً».
وكان «ديوان الوقف الشيعي» قال في بيان سابق، إن «في المسلسل إساءة لمقدسات دينية عليا لأبناء الشعب العراقي وثوابته ورمزيته».
بينما رأى عضو كتلة «حقوق» البرلمانية التابعة لـ«كتائب حزب الله» سعود الساعدي في المسلسل «إساءة عمدية للرموز الدينية في مسلسل عالم الست وهيبة، التي تتمثل باختيار شخصية (مهيدي أبو صالح)، في إشارة واضحة تتضمن الإساءة العمدية بصيغة الكناية والتورية إلى شخصية الإمام المهدي». والإشارة هنا إلى اسم أحد أبطال المسلسل الذي أنتج الجزء الأول منه عام 1997، ودارت أحداثه حول الممرضة وهيبة وعالمها في بغداد إبان عقد التسعينات وانعكاس الحصار الاقتصادي الذي فُرض على العراق وقتذاك، وبروز عصابات السرقة نتيجة الظروف الاقتصادية القاسية، وتسير أحداث المسلسل في جزئه الجديد حول عصابات الجريمة والمخدرات.