«حزب الله» يطلق عشرات الصواريخ على جبل ميرون

عناصر من «حزب الله» يحضرون راجمة صواريخ كاتيوشا (لقطة من فيديو لـ«حزب الله»)
عناصر من «حزب الله» يحضرون راجمة صواريخ كاتيوشا (لقطة من فيديو لـ«حزب الله»)
TT

«حزب الله» يطلق عشرات الصواريخ على جبل ميرون

عناصر من «حزب الله» يحضرون راجمة صواريخ كاتيوشا (لقطة من فيديو لـ«حزب الله»)
عناصر من «حزب الله» يحضرون راجمة صواريخ كاتيوشا (لقطة من فيديو لـ«حزب الله»)

أفاد الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، بأنه رصد 35 عملية إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأن قواته نجحت في اعتراض عدد منها.

وأعلن «حزب الله» اللبناني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وفقاً لوكالة «أنباء العالم العربي».

وقال، في بيان، إنه أطلق عشرات من صواريخ الكاتيوشا نحو جبل ميرون على دفعتين، رداً على ما وصفه بأنه «‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، وآخرها الاعتداء على بلدة خربة ‏سلم» في محافظة النبطية أمس.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أفادت، أمس (السبت)، بمقتل 5 أشخاص وإصابة 9 في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في خربة سلم بمحافظة النبطية جنوب لبنان.

وأضافت الوكالة أن طائرات إسرائيلية أطلقت عدة صواريخ صوب المنزل، ما أدى إلى مقتل الخمسة، وهم أسرة من 4 أشخاص وشخص آخر.

وأصدر «حزب الله» اللبناني نعياً لـ3 منهم، هم: جعفر علي مرجي، وعلي جعفر مرجي، وحسن جعفر مرجي.


مقالات ذات صلة

بري لـ«الشرق الأوسط»: تفويض «حزب الله» لي ليس جديداً ولا يغير شيئاً

خاص رئيس البرلمان نبيه بري وأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله خلال طاولة حوار عقدت عام 2006 (أ.ف.ب)

بري لـ«الشرق الأوسط»: تفويض «حزب الله» لي ليس جديداً ولا يغير شيئاً

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لـ«الشرق الأوسط»، أن تفويض «حزب الله» له «ليس جديداً، ولا يغير شيئاً».

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي صياد لبناني على متن قارب صيد في مرفأ صيدا جنوب لبنان (رويترز)

إسرائيل تأمر بإخلاء شواطئ الجنوب... هل تمهّد للإنزال البحري؟

وجّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً طلب فيه «إخلاء الشواطئ البحرية الجنوبية»، معلناً أنه «سيستهدف المنطقة البحرية في جنوب لبنان».

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي الشرطي السوري الذي لقي حتفه في قصف إسرائيلي طال مخفراً للشرطة في القنيطرة السورية (متداولة)

مقتل شرطي سوري بمسيّرة إسرائيلية على القنيطرة

مسيّرة إسرائيلية استهدفت موقعاً في مدينة القنيطرة جنوب سوريا، الأربعاء، قتلت عنصراً من الأمن الداخلي وأصابت اثنين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ضربة جوية إسرائيلية 8 أكتوبر 2024 (رويترز)

روسيا: «حزب الله» ما زال منظماً رغم الضربات الإسرائيلية

قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم (الأربعاء)، إن جماعة «حزب الله» اللبنانية لا تزال منظمة، ولم تفقد تسلسل قيادتها، على الرغم من الضربات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي أشخاص يتفقدون مبنى متضرراً جراء ضربة إسرائيلية في ضاحية المزة غرب العاصمة السورية (رويترز)

مقتل شرطي وإصابة آخر جراء قصف إسرائيلي على جنوب سوريا

قتل شرطي وأصيب آخر بجروح، جراء قصف إسرائيلي على جنوب سوريا، الأربعاء، غداة غارة على دمشق أودت بحياة 7 أشخاص على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

أصغر نازحي لبنان... رضيع بلا منزل وحياة داخل «مدرسة إيواء»

الطفل أحمد الذي يبلغ من العمر 19 يوماً (الشرق الأوسط)
الطفل أحمد الذي يبلغ من العمر 19 يوماً (الشرق الأوسط)
TT

أصغر نازحي لبنان... رضيع بلا منزل وحياة داخل «مدرسة إيواء»

الطفل أحمد الذي يبلغ من العمر 19 يوماً (الشرق الأوسط)
الطفل أحمد الذي يبلغ من العمر 19 يوماً (الشرق الأوسط)

عند ولادة طفل جديد في معظم بلدان العالم تستقبله عائلته بالورود والبالونات الملوّنة، والحلويات الطازجة، والضحكات الممزوجة بدموع الفرح والامتنان، وكان هذا هو حال عائلات لبنان منذ زمن غير بعيد، أما الآن، وسط تدهور الوضع الأمني مع تصاعُد القصف الإسرائيلي، خصوصاً على جنوب البلاد وضاحية بيروت الجنوبية، بات حال الأهل الذين ينتظرون مولوداً جديداً مختلفاً.

«قلق وخوف وحزن وإحباط»... بهذه الكلمات تصِف منال، الشابة النازحة من بلدة الغازية بجنوب لبنان وضعها، حيث اضطرت إلى اللجوء لمركز إيواء بعد ولادة طفلها الثاني مباشرةً.

وضعت منال طفلها أحمد، البالغ من العمر 19 يوماً، في 20 سبتمبر (أيلول)، قبل بضعة أيام من تصاعُد حدة الضربات الإسرائيلية على مناطق لبنانية عدة، وتشرح في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «ولدتُ ابني أحمد في مستشفى الراعي في الغازية، بقضاء صيدا، وكانت قرى الجنوب تتعرض للقصف باستمرار».

وتابعت: «عندما خرجت من المسشتفى كان الوضع قد تأزّم بالفعل في منطقتنا، فعرفت حينها أن أحمد لن يتمكن من التعرّف جيداً على منزله أو بلدته للأسف».

وبعد 3 أيام من الولادة توجّهت منال رُفقةَ طفلَيها وزوجها وعائلته، إلى بلدة كفرحتى في الجنوب، ولكن تزامناً مع وصولهم إلى هناك بدأ القصف ينهمر، إلى جانب منزل أقاربهم حيث لجأوا.

وتوضح منال: «كنا جالسين وسمعنا أصوات القصف، وهنا بدأ الخوف يتغلغل في قلبي أكثر، فطلبت من زوجي التوجه إلى منطقة آمنة، في محاولة لحماية طفلَينا قدر الإمكان». ولدى منال طفل آخر يبلغ من العمر سنة و9 أشهر فقط.

ومن كفرحتى بدأت رحلة أحمد، أصغر نازحِي الحرب التي يعيشها لبنان، الصعبة والمتعبة للوصول إلى الوجهة التي يأخذ منها مسكناً آمِناً اليوم.

صف مدرسي تعيش داخله النازحة منال وابنها أحمد وعائلتهما (الشرق الأوسط)

انتظار لساعات... و«ألم»

تشرح منال: «خرجنا على عجَلة من أمرنا، وتوجّهنا نحو طريق الأولي في صيدا بانتظار سيارة أجرة لنقلنا إلى جبل لبنان، انتظرنا وصول السيارة لنحو ساعة من الوقت، بينما كان أحمد يبكي باستمرار بسبب الزحمة المحيطة بنا».

ففي يوم الاثنين 23 سبتمبر، توسّعَت أهداف إسرائيل في القصف، وبدأت تطول قرى وبلدات جنوبية غير حدودية، ووصلت الضربات إلى ضاحية بيروت الجنوبية، الأمر الذي سبّب موجة نزوح ضخمة وغير مسبوقة في يوم واحد، حيث علق المواطنون بسببها على الطرقات لساعات طويلة، وصلت أحياناً لأكثر من 12 ساعة.

وتضيف منال: «توجهنا من صيدا مباشرة إلى منزل صديق لزوجي في جبل لبنان، وقضينا نحو 5 ساعات على الطرقات. كان أحمد يشعر بالضيق طوال الرحلة، بسبب التوقف المستمر وسط الزحمة، والأصوات المرتفعة المحيطة، ويبدو أنه عانى من آلام المغص، ولم يكن بحوزتي أي دواء لعلاجه».

الطفل أحمد يجلس على فراش داخل مدرسة في جبل لبنان (الشرق الأوسط)

«تهديد... فنزوح آخر»

وصلت منال وطفلاها رُفقةَ زوجها وعائلته أيضاً إلى منزل صديقهم في بلدة بالمتن في جبل لبنان، ولاقوا ترحيباً من قِبل عائلة الصديق، حسب قولها. ولكن بعد مرور يوم واحد فقط تعرّض الرجل «لتهديد» من قِبل صاحبة المنزل الذي يستأجره في البلدة، حيث طلبت منه «التخلص من النازحين، أو مغادرة منزلها معهم».

ووسط هذه الحادثة اضطرت منال وعائلتها إلى النزوح مجدّداً، وتقول: «في منتصف ليل اليوم الثاني، وضّبنا أغراضنا مجدّداً، وخرجنا مع أحمد من المنزل وتوجّهنا إلى أقرب مركز إيواء، بسبب عدم قدرتنا على تحمّل تكلفة الإيجارات المرتفعة، ولم نجد إلا مدرسة رسمية تؤوينا».

ويعيش أحمد اليوم رفقةَ عائلته في مدرسة الخريبة الرسمية بجبل لبنان، داخل صف مدرسي لا يحتوي إلا على فراش ومساعدات متواضعة أمّنها لهم سكان البلدة، بينها مواد غذائية وحليب أطفال وألبسة وأغطية ملوّنة تساعدهم على الاحتماء من البرد، مع تدنّي درجات الحرارة على أبواب الشتاء.

وعن أغراضها وحاجاتها الخصوصية، تقول المرأة المنهكة بعد ولادة صعبة، وأيام أصعب لم تتمكن خلالها من الاستراحة: «كنا قد اشترينا أغراضاً كثيرة لأحمد لنستخدمها بعد ولادته، من الملابس إلى زجاجات الحليب والحرامات والألعاب، لكنني لم أتمكن من أخذ شيء معي إلا الأمور الأساسية بسبب النزوح المستعجل».

الطفل الأكبر لمنال ينام على فراش داخل صف مدرسي في المتن بجبل لبنان (الشرق الأوسط)

«انعدام الخصوصية»

تشرح منال لـ«الشرق الأوسط»: «لم أسترح منذ الولادة، وأشعر بإنهاك، الأم الجديدة في الحالات العادية يجب أن تهتم بنفسها، لكنني أعاني من قلة الخصوصية».

وبالرغم من أن بعض الجمعيات وسكان البلدة تمكّنوا من توفير المياه الدافئة والمستلزمات الشخصية لمنال وطفليها للاستحمام، فإنها تقول: «لا شيء مثل راحة منزلك، وهنا لا توجد أي خصوصية... كل شيء مُتعِب، والوضع النفسي صعب، لا يمكن لأحد أن يفرح وهو نازح، مهما كانت المناسبة».

وتضيف منال: «لا نعرف أي شيء عن وضع منزلنا في الغازية، هناك أخبار متناقلة تتحدث عن تعرّضه لأضرار كبيرة، والخوف الآن على مصيرنا بعد انتهاء الحرب».

300 ألف طفل نازح

قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن هنالك نحو 300 ألف طفل نازح في لبنان، من مناطق مختلفة.

ووصلت أعداد النازحين داخلياً في البلاد إلى أكثر من مليون شخص، تركوا منازلهم وممتلكاتهم وذكرياتهم، ولجأوا إلى أماكن أكثر أماناً لعلها تحميهم من القصف والدمار قدر الإمكان.

مناشدة من «انقذوا الأطفال»

حذّرت منظمة «انقذوا الأطفال» العاملة في لبنان، في بيانات على موقعها الإلكتروني من تزايُد عدد النازحين الأطفال جرّاء الحرب، مع تعرّض الكثيرين منهم لمخاطر على أصعدة مختلفة.

وقالت في أحد البيانات: «الأطفال في جنوب لبنان معرّضون لخطر شديد من فقدان حياتهم، والأذى الجسدي، والضيق العاطفي الشديد في أعقاب التوغل البرّي الذي شنّته القوات الإسرائيلية».

وتابعت: «تدعو منظمة (انقذوا الأطفال) إلى وقف فوري لإطلاق النار؛ لمنع المزيد من المعاناة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمِن، ومنع تصعيد الصراع في جميع أنحاء المنطقة».

كما أعرب فريق المنظمة في لبنان عن مخاوف متزايدة من التأثير النّفسي لهذا الوضع على الأطفال الذين «يُظهر معظمهم علامات من الحزن الشديد، بسبب النزوح والقصف المتواصلين»، حسب تعبيرهم.