بعد هدوء نسبي في دير الزور شرق سوريا أعقب توقف الميليشيات الموالية لإيران عن استهداف القواعد الأميركية في المنطقة، تشهد سماء المنطقة في الأيام الأخيرة عودة لتحليق طيران التحالف الدولي، في ظل استمرار حالة الفلتان الأمني ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
وقتل، الأربعاء، 3 عناصر من الميليشيات الموالية لإيران بينهم 2 من جنسية غير سورية، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه تم استهداف «طائرة مسيّرة مجهولة» لآلية عسكرية في محيط مزار «عين علي» في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، التي تقع ضمن مناطق سيطرة القوات السورية والميليشيات الإيرانية. ودوّى انفجار عنيف سمع في ريف دير الزور الشرقي، مع استهداف المسيّرة المجهولة لآلية عسكرية، تزامناً مع حالة انتشار شهدتها المنطقة، وسط معلومات عن سقوط جرحى.
عمر أبو ليلى، الباحث والمدير التنفيذي لشبكة «دير الزور 24»، يعلق على تحليق الطيران المروحي التابع لقوات التحالف الدولي فوق قاعدة حقل غاز كونكو وصولاً إلى حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وإن كان يعتقد أن التوتر بين الأطراف المختلفة سيعود للتصعيد. يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه يقرأ في نشاط الطيران في سماء دير الزور، تثبيتاً وتعزيزاً لأمن القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة بعد استهدافات متكررة من ميليشيات موالية لإيران، الشهر الماضي.
عدسة #المرصد_السوري: رتل عسكري تابع للقوات الأمريكية في بلدة #الصور شمالي #دير_الزورhttps://t.co/Kxn1k3fIoK
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) March 5, 2024
يلفت أبو ليلى أيضاً إلى الهجمات المكثفة لخلايا مدعومة من إيران و«الحرس الثوري» في الآونة الأخيرة ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حلفاء القوات الأميركية والتحالف الدولي في المنطقة، وهذا ما يقلق قوات التحالف، ويدفعها لضبط المناطق الحدودية شرق وغرب الفرات.
بالنسبة للضربة المسيرة المجهولة التي ضربت، الأربعاء، عربة عسكرية وقتلت ثلاثة كانوا يستقلونها في منطقة القورية ببادية دير الزور (عين علي)، يقول المدير التنفيذي لشبكة «دير الزور 24»، إن المعلومات المتوفرة للشبكة لم تحسم الجهة التي تقف خلفها، هل هي أميركية أم إسرائيلية، لكن المؤكد أن العربة كانت تحمل عناصر من ميليشيات «الحرس الثوري» و«حزب الله».
في شأن آخر يتعلق بالمنطقة، أفاد «المرصد السوري» بعثور أهالٍ على فتى (17 عاماً) مصاباً بجروح خطيرة، وعليه آثار تعذيب، في منزل مهجور بمدينة الميادين ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية بريف دير الزور الشرقي. وكان الشاب قد اختطف قبل 3 أيام على يد مجهولين في المدينة، وجرى نقله إلى مستشفى الأسد الجامعي في مدينة دير الزور لتلقي العلاج.
ويأتي ذلك في ظل استمرار حالة الفلتان الأمني ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
الحادث أعقب الكشف عن مقتل ضابط برتبة عقيد في إدارة المخابرات العامة، الثلاثاء، على يد مسلحين يستقلون دراجات نارية، استهدفوا سيارته بالرصاص بشكل مباشر قرب دوار البلعوم بالميادين بريف دير الزور، وهي ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات السورية والميليشيات الموالية لها.
يتحدر القتيل من مدينة طرطوس، ويرجح أنه تمت تصفيته لوجود خلافات مع مسؤولين أمنيين لمعابر التهريب والحواجز الأمنية ضمن المدينة، بحسب «المرصد».