بينما انضمت الولايات المتحدة، أمس (السبت)، إلى قائمة الدول التي تقوم بعمليات إنزال جوي للمساعدات فوق غزة، باشرت إسرائيل فعلاً خطوات على الأرض لاختبار حكم العشائر في القطاع خلفاً لحكومة «حماس».
وأكدت مصادرُ لـ«الشرق الأوسط» أنَّ مكتب منسّق الأنشطة الحكومية الذي يترأسه الضابط في الجيش الإسرائيلي غسان عليان، وهو درزي يتقن العربية، تواصل مع شخصيات من عشائر في غزة كانت بالأساس على خلاف مع «حماس»، مشيرة إلى أنَّ «كثيراً من العشائر رفضت الاقتراح الإسرائيلي بشأن تشكيل مجموعات مسلحة لحماية مناطق معينة ومحددة تقع في نطاق جغرافي، بحجة توفير الأمن وضبط الأوضاع (...) لكن عشيرة كبيرة وافقت، وأخرى ما زالت في حالة مفاوضات».
وفي هذا الإطار، قالت هيئة البث الإسرائيلية إنَّ المسؤولين الأمنيين في إسرائيل يحاولون الدفع بفكرة أن تقوم مجموعات مسلحة من السكان المحليين في غزة، وعشائر بتأمين الشاحنات منعاً لنهبها.
وقالت مصادر في «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ الحركة لديها معلومات وافية عن الاتصالات التي تجري وترصد التجاوزات التي قام بها مسلحون بهدف الفوضى والتخريب والتحريض. وأكدت أنَّ قيادة «حماس» اتَّخذت قراراً بمحاسبتهم و«سيدفعون ثمن تصرفاتهم».
إلى ذلك، التحقت الولايات المتحدة بقافلة الدول التي تُسقط مساعدات إنسانية جواً فوق قطاع غزة، وأسقطت ثلاث طائرات نقل عسكرية، بالتنسيق مع سلاح الجو الأردني، عشرات الآلاف من الوجبات الغذائية فوق غزة.
دبلوماسياً، تستضيف القاهرة، اليوم، جولة جديدة من مفاوضات التهدئة. ويُعتقد أنَّ هذه الجولة ستكون حاسمة إذ يُفترض أن تكشف عما إذا كان ممكناً بالفعل إبرام صفقة قبل بدء شهر رمضان بعد أيام.