المالكي: السلطة الفلسطينية هي من سيحكم غزة بعد الحرب

لجنة الاتصال المنبثقة عن قمة الرياض تضغط لزيادة المساعدات ودعم وقف النار

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتحدث أمام منتدى أنطاليا يوم الجمعة (الرئاسة التركية - إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتحدث أمام منتدى أنطاليا يوم الجمعة (الرئاسة التركية - إ.ب.أ)
TT

المالكي: السلطة الفلسطينية هي من سيحكم غزة بعد الحرب

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتحدث أمام منتدى أنطاليا يوم الجمعة (الرئاسة التركية - إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتحدث أمام منتدى أنطاليا يوم الجمعة (الرئاسة التركية - إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن السلطة الفلسطينية تأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قبل شهر رمضان، منتقداً موقف الغرب الذي «لا يهتم» بحياة الشعب الفلسطيني.

وأكد المالكي، في مؤتمر صحافي على هامش أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث المنعقد في مدينة أنطاليا جنوب تركيا، أن إعلان وقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان أمر مهم للغاية. وأضاف: «ليس فقط لأن رمضان شهر مقدس، بل لأننا نرى مزيداً ومزيداً من الفلسطينيين الأبرياء يقتلون ويصابون يوماً بعد يوم، إذا أردنا حقاً إنقاذ الأرواح، فيجب علينا اتخاذ إجراءات فورية».

موقف نتنياهو

وأوضح المالكي أن وقف إطلاق النار لن يحدث بمعزل عن إطلاق سراح الرهائن، وأن هذه رؤية دولية يجري التمسك بها على حساب الضحايا الفلسطينيين، مضيفاً: «ما زلنا متفائلين بالتوصل لوقف إطلاق النار، رغم أن المعلومات القادمة من إسرائيل تظهر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير معني، ويعرقل الأمر».

وأكد المالكي أن من سيحكم غزة بعد الحرب هو السلطة الفلسطينية، قائلاً: «من سيحكم غزة هو نحن الإدارة الفلسطينية هذا أمر مؤكد لا شك فيه».

وعن تصريحات نتنياهو بشأن الإدارة المستقبلية في غزة، قال المالكي: «من يهتم بنتنياهو؟ نتنياهو محتل، ليس له أي وزن سياسي أو قانوني. يقول هذا فقط لتقويض هذه الخطابات. كلامهم لا يهم وأنا تجاهلتهم، يجب أن تتجاهلوهم مثلي».

وانتقد المالكي موقف دول الغرب تجاه الأحداث في غزة، قائلاً إن هذه الدول لا تنظر إلى الفلسطينيين بوصفهم بشراً، لأنها ربما لا تهتم بحياة الشعب الفلسطيني، أو ربما يرون أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الآخرين.

وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يتحدث خلال منتدى أنطاليا بتركيا السبت (أ.ب)

وأضاف: «منذ اليوم الأول، تحاول إسرائيل تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم ​​من أجل قتلهم ببساطة. ويبدو أن الغرب لا يزال يعيش في هذا العالم، إنهم يتصرفون وفقاً لذلك. وللأسف، لم يتمكنوا من التخلص من ماضيهم القبيح. ونتيجة ذلك، فإنهم يحكمون علينا من هذا المنظور».

وتابع أن هذا أمر محزن حقاً، لافتاً إلى أن «الواقع هو أن قتل الفلسطينيين وتدمير المستشفيات ومراكز الإيواء والمدارس والكنائس والمساجد يعد أمراً طبيعياً... إنهم بهذا غيّروا قواعد العالم... إسرائيل سعيدة بهذا. والغرب متواطئ من خلال التزام الصمت أو دعم الرواية الإسرائيلية لما حدث في غزة».

وعد المالكي ما تحقق في اجتماعات موسكو، التي عقدت الخميس بحضور ممثلين لفصائل فلسطينية أبرزها «فتح» و«حماس» والجهاد، غاية في الأهمية، إذ ذلل المشكلة الأساسية التي واجهت الفلسطينيين في محادثات سابقة، مشيراً إلى أن القضية الأساسية التي اتُفق عليها هي إقرار الجميع بوحدة ممثلية الشعب الفلسطيني وهي منظمة التحرير.

وأضاف: «نريد حكومة تتعامل مع التحديات القائمة ومع المجتمع الدولي، ونحاول قدر الإمكان أن نصل إلى توافق على حكومة تكنوقراط مرجعيتها الرئيس الفلسطيني».

ولفت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من الحوارات الفلسطينية الداخلية بشأن الوصول للانتخابات، مشيراً إلى أن «الظروف مواتية للاتفاق الداخلي، ونلمس مسؤولية من الجميع».

وكانت الفصائل المجتمعة في موسكو قد أكدت أنها ستواصل العمل لتحقيق «وحدة وطنية شاملة» في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

اجتماع للجنة الاتصال

وعقدت لجنة الاتصال المنبثقة عن قمة الرياض العربية الإسلامية اجتماعاً على هامش منتدى أنطاليا بمشاركة وزراء خارجية تركيا هاكان فيدان ومصر سامح شكري وفلسطين رياض المالكي.

وأكد فيدان خلال الاجتماع أن تصرفات إسرائيل تشكل جرائم حرب، وتؤدي إلى زعزعة استقرار النظام العالمي، لافتاً إلى أن العالم الإسلامي ظل ينتظر الآخرين لحل مشكلاته منذ سنوات عديدة، مؤكداً أن هذا الوضع يجب أن يتغير.

وقال فيدان إن القوى المهيمنة هي التي خلقت هذه المشكلة، مضيفاً: «الآن نحن نأخذ الزمام بأيدينا، ونتولى هذه المهمة حقاً بمسؤولية إقليمية، ونتيجة لهذا النوع من التفكير تم تشكيل مجموعة الاتصال في القمة المشتركة بين منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وهي تعمل على تحمل مسؤولية الحرب المستمرة في فلسطين».

وتابع أن مجموعة الاتصال تضغط باستمرار على الدول الداعمة لإسرائيل وهجماتها بهدف زيادة المساعدات الإنسانية ودعم وقف إطلاق النار من جانب الدول الغربية، التي قال إن عددها لا يزال قليلاً.

وأشار فيدان إلى أن التصويت بـ«نعم» في جلسات الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار الإنساني في غزة ارتفع من 121 صوتاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 153 بعد ذلك.

وقال فيدان إن الحرب الحالية لا توفر الأمن لإسرائيل، مشدداً على حاجة الفلسطينيين للأمن والدفاع عن النفس، لافتاً إلى أن هناك عقبة أخرى، تتمثل في أن الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والدعوات لحل الدولتين ليس لها أي تأثير على إسرائيل التي تحظى بدعم الولايات المتحدة، ولا تواجه عقوبات.

وأكد فيدان أن إسرائيل لن تكون آمنة ما لم تعلن أنها لا تريد الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، و«من المهم الذهاب إلى حدود 1967، وعندها فقط سيحقق شعب إسرائيل الأمن المستدام حقاً».

وأشار إلى أن مصر كانت دائماً في قلب قضية غزة، وأن دورها في المساعدات الإنسانية الدولية مثار إعجاب.

وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مشاركته في اجتماعات منتدى أنطاليا بتركيا السبت (المكتب الإعلامي لمنتدى أنطاليا - إ.ب.أ)

ومن جانبه، شدد وزير الخارجية المصري شكري على ضرورة التوصل إلى حل دائم للهجمات الإسرائيلية على غزة، مشيراً إلى أنها تسببت في «حالة شديدة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة».

ولفت إلى أن هناك صعوبات في مرور المساعدات من رفح بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، وجرى بذل الجهود للحفاظ على المعبر مفتوحاً منذ البداية، كما تعمل مصر على إقناع الحكومة الإسرائيلية بتقديم الدعم لسكان غزة.

وأضاف شكري أن «جهودنا كانت دائماً معطلة، وكان هناك تلاعب وتقييد، خصوصاً فيما يتعلق بحجم المساعدات التي يمكن توزيعها، وهناك ضغط كبير جداً على إخواننا في غزة».

وأكد شكري رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية وخطط إفراغ غزة من سكانها بإرسالهم إلى مصر والأردن.

وبدوره، لفت المالكي إلى نية إسرائيل الواضحة في مواصلة هجماتها، مذكراً بأهدافها في «تدمير حماس وإعادة الأسرى»، لكنه أوضح أنها لم تقترب من تحقيق هذين الهدفين.

وأضاف أن إسرائيل تصر على مواصلة هذه الحرب؛ لأن لها أيضاً بعض الأهداف السرية غير المعلنة، مشيراً إلى أن بعض هذه الأهداف قد يكون في متناول اليد، وأحدها هو التدمير الكامل لغزة، أي تدمير كل شيء في غزة.

محاسبة نتنياهو

في السياق نفسه، أكت تركيا ثقتها بأن نتنياهو وجميع أعضاء حكومته سيحاسبون أمام العدالة عاجلاً أم آجلاً على جرائمهم المستمرة بحق سكان غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي، في بيان على حسابه في منصة «إكس»، إن «تركيا تتابع من كثب الدعوى المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية».

وأضاف، رداً على اتهامات نشرها وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس حول لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، مؤخراً: «نؤمن بأن جميع أعضاء الحكومة الإسرائيلية سيحاسبون أمام العدالة عاجلاً أم آجلاً على الجرائم التي يرتكبونها في غزة... ويجب على الحكومة الإسرائيلية أن تضع حداً للمجزرة العشوائية والممنهجة والمتعمدة في حق سكان غزة».

وكان كاتس كتب على «إكس»: «إن رئيس تركيا، الدولة التي نفذت الإبادة الجماعية للأرمن، واعتقدت أن العالم سيصمت عنها، فخور اليوم لأنه سلم إلى محكمة لاهاي المواد التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية».

وأضاف: «لقد سمعناك. لم ننسَ المحرقة الأرمنية والمجازر التي ارتكبتها تركيا بحق الأكراد. أنتم مرتكبو الإبادة الجماعية الحقيقيون»، معتبراً «أننا ندافع عن أنفسنا من أصدقائك البرابرة».


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء الفلسطيني: لا يمكن القبول بالفصل بين غزة والضفة ولا ترك القطاع لـ«حالة الفراغ»

المشرق العربي محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني (صفحة رئيس الوزراء عبر «فيسبوك»)

رئيس الوزراء الفلسطيني: لا يمكن القبول بالفصل بين غزة والضفة ولا ترك القطاع لـ«حالة الفراغ»

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى اليوم الأربعاء إنه لا يمكن القبول بعملية الفصل بين غزة والضفة الغربية، مشدداً على أنه لا يمكن ترك القطاع لـ«حالة الفراغ»

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
المشرق العربي 
فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

«هدنة غزة» تختمر... وتنتظر الإعلان

اختمرت على نحو كبير، حتى مساء أمس، ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل بعد 15 شهراً من الحرب، وسط ترجيحات كبيرة بقرب إعلانه.

نظير مجلي (تل أبيب) «الشرق الأوسط» (غزة) علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن في واشنطن (أ.ب) play-circle 01:45

بلينكن لتسليم ترمب «خطة متكاملة» لغزة ما بعد الحرب

حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المجتمع الدولي على دعم خطته لما بعد الحرب في غزة، كاشفاً أنها ستسلم إلى الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)

وزير الخارجية المصري: نأمل التوصل لاتفاق بشأن غزة في أسرع وقت ممكن

قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن الوقت قد حان لتوفر الإرادة السياسية لدى كافة الأطراف للتوصل لاتفاق بشأن غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس»: ارتياح بين قادة الفصائل الفلسطينية لمجريات مفاوضات الدوحة

قالت حركة «حماس» إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى مراحلها النهائية، وعبرت عن أملها في أن «تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل».

«الشرق الأوسط» (غزة)

رئيس الوزراء الفلسطيني: لا يمكن القبول بالفصل بين غزة والضفة ولا ترك القطاع لـ«حالة الفراغ»

محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني (صفحة رئيس الوزراء عبر «فيسبوك»)
محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني (صفحة رئيس الوزراء عبر «فيسبوك»)
TT

رئيس الوزراء الفلسطيني: لا يمكن القبول بالفصل بين غزة والضفة ولا ترك القطاع لـ«حالة الفراغ»

محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني (صفحة رئيس الوزراء عبر «فيسبوك»)
محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني (صفحة رئيس الوزراء عبر «فيسبوك»)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الأربعاء، إنه لا يمكن القبول بعملية الفصل بين غزة والضفة الغربية، مشدداً أيضاً على أنه لا يمكن ترك القطاع لـ«حالة الفراغ».

تفقّد الناس دماراً خلفته الغارة الإسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة تؤوي عدداً من النازحين (أ.ف.ب)

وأضاف رئيس الوزراء، في كلمة ألقاها خلال اجتماع التحالف الدولي لدعم حل الدولتين بالعاصمة النرويجية أوسلو، وبثَّها التلفزيون الفلسطيني، أن حكومته مستعدة لتولي المسؤولية في قطاع غزة، بعد وقف إطلاق النار.

أطفال وأهالٍ فلسطينيون يكافحون من أجل الحصول على الغذاء بمركز توزيع في خان يونس بقطاع غزة (أ.ب)

تأتي تصريحات مصطفى وسط ترقب للإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في ظل مفاوضات جارية حول التفاصيل النهائية. وقالت شبكة «سي بي إس» الأميركية، أمس، إن إسرائيل و«حماس» وافقتا مبدئياً، في المحادثات الجارية بالدوحة، على مسوَّدة اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجَزين.