التحركات الشعبية تمنع جلسة للحكومة... وميقاتي يرفض تجاوز الاعتمادات «منعاً للتضخم»

للمطالبة بتحسين الرواتب ورفضاً للاستنسابية في المساعدات

متقاعدان عسكريان أحدهما يرفع العلم اللبناني والثاني يرفع لافتة يطالب فيها المسؤولين بالمغادرة (الشرق الأوسط)
متقاعدان عسكريان أحدهما يرفع العلم اللبناني والثاني يرفع لافتة يطالب فيها المسؤولين بالمغادرة (الشرق الأوسط)
TT

التحركات الشعبية تمنع جلسة للحكومة... وميقاتي يرفض تجاوز الاعتمادات «منعاً للتضخم»

متقاعدان عسكريان أحدهما يرفع العلم اللبناني والثاني يرفع لافتة يطالب فيها المسؤولين بالمغادرة (الشرق الأوسط)
متقاعدان عسكريان أحدهما يرفع العلم اللبناني والثاني يرفع لافتة يطالب فيها المسؤولين بالمغادرة (الشرق الأوسط)

أرجأ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة الحكومة التي كانت محددة بعد ظهر الجمعة على وقع التحركات التي قام بها موظفو القطاع العام والمتقاعدون العسكريون رافضين الاقتراحات التي تطرح لزيادة رواتب القطاع العام ومطالبين بوقف ما يقولون إنها «عطاءات استنسابية».

وبعدما كان المتظاهرون عمدوا إلى إقفال جميع الطرقات المؤدية إلى السرايا الحكومي وأشعلوا الإطارات بهدف منع الوزراء من الوصول للمشاركة في الجلسة وسط تدابير أمنية مشددة، أعلن ميقاتي عن تأجيلها إلى الأسبوع المقبل، واصفا التحركات بـ«الشعبوية» ومجددا التأكيد أنه لا يمكن تجاوز الاعتمادات المرصودة لتحسين الرواتب منعا لحصول تضخم.

وتأتي هذه التحركات في ظل شلل يصيب الإدارات الرسمية مع الإضراب المفتوح الذي ينفذه موظفو القطاع العام مطالبين بتحسين رواتبهم ورفض المساعدات التي تقدم لهم والتي لا تضاف إلى أصل الراتب، وهو ما ينعكس سلبا على عمل الإدارات وما من شأنه أن يحول دون القدرة على تحويل الرواتب نهاية الشهر، وهو ما لفت إليه ميقاتي.

وأوضح ميقاتي أن جلسة مجلس الوزراء كانت مخصصة للبحث في «مشروع قانون معالجة أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها». وقال: «بما أنه وردني الكثير من الملاحظات من معالي الوزراء على هذا المشروع، وبما أنه لدي شخصيا ملاحظات عدّة عليه، كنت قررت أن يصار خلال هذه الجلسة إلى مناقشة عامة لهذا المشروع والاتفاق على آلية لعرضه في الجلسات المقبلة لإقراره في مجلس الوزراء، خصوصا أنه كان من المستحيل إقراره اليوم بفعل كل الملاحظات التي وردت عليه»، معلنا أنه كان ينوي أن يعرض في الجلسة «المشروع الذي توصلنا إليه والمتعلق بتحسين أوضاع الموظفين والعسكريين وإعطائهم بدل الإنتاجية المطلوبة».

وأوضح: «كنا قد توصلنا بالأمس مع كل الأطراف من العسكريين في الخدمة والقطاع العام وجزء كبير من المتقاعدين إلى حل مقبول من الجميع، ولكن ولسوء الحظ فوجئنا اليوم بالسلبية في الشارع وبالأعمال الشعبوية. وحفاظا مني على تفادي أي تصادم مع أحد، وكي لا نزيد الطين بلة، ولتفادي أي مشكلة إضافية، لكل هذه الاعتبارات، أبلغت السادة الوزراء بتأجيل انعقاد الجلسة، وسأقوم بالدعوة إلى عقد الجلسة الأسبوع المقبل، وهي ستكون مهمة»، سائلا: «إذا لم يحصل النقاش في مجلس الوزراء فأين يحصل؟ هل يحصل النقاش في الشارع؟».

ومع تأكيد ميقاتي أنه سيتم عقد جلسة مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات اللازمة، جدد القول: «نحن محكومون بأمرين، الأول: الموازنة التي لا نستطيع أن نتجاوز الاعتمادات المرصودة فيها لتحسين الرواتب، والثاني: سقف الإنفاق المحدد من مصرف لبنان، وأي إنفاق قد يتجاوز هذا السقف قد يؤدي إلى تضخم إضافي، وبذلك يكون ما أعطيناه بيد قد أخذناه باليد الأخرى»، مشددا أنه ليس «واردا لدينا أبدا أن نزيد الإنفاق فوق السقف الذي حدده مصرف لبنان بالاتفاق معنا، وبقناعتنا التامة. من هنا أناشد الجميع التحلي بالإيجابية، خصوصا أن الحوافز التي كانت ستعطى مغرية وكبيرة للرتب الدنيا للمتقاعدين وترضي كل الفئات».

وحذّر ميقاتي من «السلبية التي لن توصل إلى أي نتيجة»، قائلا: «سنظل مستمرين في عملنا، ومحكومين بتصريف الأعمال بالطريقة الفضلى. وإذا لم نتمكن من إعطاء الزيادات والحوافز المطلوبة للقطاع العام، فأحذر بأنه على كل طرف أن يتحمل مسؤوليته. وإذا لم تفتح أبواب وزارة المالية سريعا، فلن نتمكن من تأمين الرواتب في آخر الشهر بسبب عدم وجود موظفين، ورغم وجود الأموال اللازمة للرواتب».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يحذّر من عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب

المشرق العربي مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)

«حزب الله» يحذّر من عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب

جدّد «حزب الله» تحذيره من عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي لا يزال يحتلها عند انتهاء مهلة الـ60 يوماً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس عون متوسطاً بطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان والوفد المرافق (رئاسة الجمهورية)

الرئيس عون: إعادة بناء لبنان ليست صعبة إذا صفت النوايا

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أنه «علينا أن نكون يداً واحدة لإعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة إذا ما صفت النوايا».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد تسمية نواف سلام لتأليف الحكومة (رويترز)

تحليل إخباري جبران باسيل من الحرب على عون إلى دعم عهده

يبدو واضحاً سرعة تبدّل وتأقلم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل مع التطورات الداخلية وأبرزها انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية.

بولا أسطيح (بيروت)
تحليل إخباري الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام في القصر الجمهوري (رويترز)

تحليل إخباري تشكيل الحكومة الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان... فأحسنوا الاختيار

ينصح مصدر دبلوماسي القوى السياسية بتسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، مؤكداً «أن هناك ضرورة لتوفير الأجواء لولادتها اليوم قبل الغد».

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل

دخل الجيش اللبناني مدينة بنت جبيل قبل أسبوع من انتهاء مهلة الـ60 يوماً للانسحاب الإسرائيلي من القرى التي احتلتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش الإسرائيلي يحذِّر سكان غزة من خطورة التحرك للشمال

سيدة فلسطينية تجلس على أنقاض منزل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
سيدة فلسطينية تجلس على أنقاض منزل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يحذِّر سكان غزة من خطورة التحرك للشمال

سيدة فلسطينية تجلس على أنقاض منزل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
سيدة فلسطينية تجلس على أنقاض منزل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

حذَّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي اليوم (الثلاثاء) سكان غزة من التحرك من جنوب القطاع إلى شماله، أو نحو طريق نتساريم، وقال إن هذا التحرك «لا يزال خطيراً» في ضوء أنشطة الجيش بالمنطقة.

وقال أدرعي في بيان عبر حسابه على منصة «إكس»، إن الجيش يحذر سكان غزة أيضاً من مغبة الاقتراب من قواته بصفة عامة، وفي منطقة محور نتساريم على وجه الخصوص.

وأضاف أنه إذا التزمت «حماس» بكافة تفاصيل الاتفاق الذي بدأ سريانه يوم الأحد الماضي، فسيتمكن سكان قطاع غزة من العودة إلى الشمال بداية من الأسبوع المقبل.

وفي منطقة جنوب القطاع، شدد أدرعي على خطورة الاقتراب من منطقة معبر رفح، ومنطقة محور فيلادلفيا، وكافة مناطق تمركز القوات الإسرائيلية.

كما أكد متحدث الجيش على أن هناك «خطراً كبيراً» من ممارسة الصيد والسباحة في المنطقة البحرية على طول القطاع خلال الأيام المقبلة، وحذَّر كذلك من الاقتراب من المنطقة العازلة التي أقامتها إسرائيل على حدود غزة، معتبراً إياه «خطيراً للغاية».

تضييق الخناق على محافظات الضفة

إلى ذلك، شددت القوات الإسرائيلية، اليوم (الثلاثاء)، إجراءاتها العسكرية عند معظم مداخل المحافظات ومخارجها في الضفة الغربية، وفق مصادر فلسطينية. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن «الاحتلال شدَّد إجراءاته في محيط رام الله والبيرة، إذ أغلق طريق بيرزيت- عطارة بالمكعبات الإسمنتية، وطريق كفر مالك، أمام المركبات المتجهة إلى مدن أريحا ونابلس، وأعاق حركة الدخول للمدينة والخروج منها». ووفق المصادر: «نصب جيش الاحتلال عدة حواجز عسكرية شمال وشمال غربي وشرق رام الله؛ حيث يقوم بتفتيش المركبات، والتدقيق في البطاقات الشخصية للمواطنين عند حاجز بوابة النبي صالح، شمال غربي المدينة، وينصب حاجزاً على بوابة قرية عابود شمال غرب، وعلى مدخل قرية عين سينيا شمالاً، ويعيق الحركة على حاجز عطارة البلد شمال المدينة».

وتواصل القوات الإسرائيلية إغلاق مداخل ومخارج أريحا، وتعرقل الخروج منها، كما شدد الجيش الإسرائيلي إجراءاته العسكرية على حاجزَي تياسير والحمرا بالأغوار، وأعاق مرور المركبات عبرهما، ما خلق أزمة مركبات كبيرة على الحاجزين. ومنذ أمس، يشهد الحاجزان إجراءات صارمة وغير مسبوقة، وهذا ما انعكس سلباً على الحياة اليومية للفلسطينيين.

كما نصب الجيش الإسرائيلي حاجزاً عسكرياً عند مدخل المنشية جنوب شرقي بيت لحم، وأوقف المركبات، وفتشها، ودقق في هويات ركابها، بينما ينتظر مئات المواطنين في طوابير طويلة للسماح لهم بالمرور. ويعد مدخل المنشية المنفذ الوحيد لقرى الريف الجنوبي من محافظة بيت لحم للوصول إلى مركز المدينة، وغالباً ما تتعمد القوات الإسرائيلية إغلاقه ببوابة حديدية، حسب «وفا».

وأغلقت القوات الإسرائيلية حاجز جبع العسكري، شمال شرقي القدس المحتلة، في الاتجاهين، ما تسبب في أزمة مرورية خانقة، واعتدت على مركبات المواطنين التي حاولت سلك طرق ترابية وعرة في محيط الحاجز، واعتدت على إحدى المركبات، بتحطيم زجاجها، والاستيلاء على مفاتيحها.