رصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إضافة لناشطين ومواقع تواصل، حركة نزوح مستمرة لأهالي وسكان دير الزور شرق سوريا، من مناطقهم؛ تخوفاً من تجدد الاستهدافات الجوية الأميركية على مواقع الميليشيات التابعة لإيران في المحافظة، ومن استخدامهم دروعاً بشرية، خصوصاً بعد انتقال عناصر الميليشيات الإيرانية إلى الأحياء السكنية، هرباً من الطائرات الأميركية، فيما تحدثت شبكة محلية عن جولة تفقدية لقائد «الحرس الثوري» على مقرات ميليشياته في المدينة.
وتحدثت تقارير عن نزوح عائلات جديدة من مدينتي الميادين والبوكمال، بالإضافة لنزوح عائلات جديدة من حيي الحميدية والعمال بمدينة دير الزور، لا سيما بعد عمليات إعادة تموضع الميليشيات الإيرانية وانتشارها بين المدنيين، وسط استياء شعبي كبير جداً من وجود الميليشيات في المناطق السكنية، ونقل قسم من أسلحتهم وذخائرهم إلى المناطق المأهولة بالسكان مما يعرض حياة المدنيين لخطر الاستهدافات.
#D24:Civilians are fleeing their homes in Al-Bukamal because of the Iranian militiashttps://t.co/5NWlRRWBmc
— ديرالزور24 (@DeirEzzor24) February 7, 2024
من جهتها، تحدثت «شبكة دير الزور24»، عن نزوح عشرات العائلات التي تسكن قرب مشفى بدر والهجانة ومحيط مدرسة المعري في مدينة البوكمال شرقي ريف دير الزور، خوفاً من استهدافهم بغارات جوية، بسبب وجود مقرات ومستودعات للأسلحة نابعة للميليشيات الإيرانية.
كما شهدت مدينة دير الزور نفسها، التي تعد عاصمة المحافظة، حركة نزوح لعشرات العائلات من سكان أحياء الجبيلة والحميدية والعمال، خوفاً من استمرار الاستهدافات الجوية الأميركية لمواقع الميليشيات الموالية لإيران في المدينة، وسط حالة من الخوف لدى الأهالي.
ووفقاً لمصادر «المرصد السوري»، فقد نزحت عشرات العائلات أيضاً من مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، للسبب نفسه.
ونقلت الميليشيات مقر «نصر» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في مدينة دير الزور، من حي العمال إلى موقع ضمن الأحياء السكنية في شارع بور سعيد، ما أثار تخوف السكان من استخدامهم دروعاً بشرية، ودفع بعض العائلات لمغادرة الحي.
في الأثناء رصدت شبكة «عين الفرات» سيارة قائد «الحرس الثوري»، الحاج موسى الموسوي، في جولة تفقدية على مقرات ميليشياته في شارع بورسعيد بمدينة دير الزور.
وكشف مراسل الشبكة عن أن الجولة شملت عدداً من المقرات والمواقع التي تعرضت لغارات أميركية قبل عدة أيام في شارع بورسعيد، ومنها مقر يقع خلف معمل ثلج النصر ومؤسسة العمران.
وأجرى عدد من قادة الميليشيات الإيرانية وضباط النظام، جولات تفقدية أعقبت الغارات الأميركية في مدينتي الميادين ودير الزور.
والتقى مسؤول المكتب الأمني في «الحرس الثوري» وميليشيا «حزب الله» في مدينة الميادين، موسوي، وقام القيادي بالميليشيات «الحاج سراج» وعددٌ من الضباط السوريين بجولة شملت فيلا القيادي «أبو العباس» وأحد مقرات الوحدة 313 التي تعرضت لغارات أميركية قبل عدة أيام، بحسب شبكة «عين الفرات».
هذا، ونفذت الطائرات الأميركية، منتصف ليل الجمعة - السبت، الماضي، جولات من الاستهدافات الجوية على مواقع بطول نحو 130 كيلومتراً من مدينة دير الزور وصولاً للحدود السورية - العراقية.
واستهدفت خلال تلك الجولات 28 موقعاً للميليشيات الإيرانية، ما أسفر عن مقتل 29 من الميليشيات الإيرانية؛ 9 من الجنسية السورية، و6 من الجنسية العراقية، و6 من «حزب الله» اللبناني، و8 مجهولي الهوية، فيما لايزال قتلى تحت أنقاض المباني بحسب «المرصد السوري». وتوزع القتلى إلى 19 في الميادين، بينهم عناصر من «حزب الله»، و10 بمدينة دير الزور.
وكانت الولايات المتحدة قد شنت عشرات الضربات الجوية، مطلع الأسبوع المنصرم، ضد جماعات مدعومة من إيران في العراق وسوريا، مما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصاً، تقول تقارير إن غالبيتهم من المسلحين. ودخلت جماعات متحالفة مع طهران على خط الصراع في المنطقة، مع اشتداد الحرب بين إسرائيل (حماس) في غزة.