وصف مصدر أمني عراقي الوضع في قضاء القائم الواقع قرب الحدود مع سوريا، بأنه أصبح في «حالة فوضى» بعد الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة الليلة الماضية، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، «أصوات الانفجارات التي دوت في المكان لم تكن نتيجة الضربات الجوية التي استهدفت مخازن لوجيستية تابعة للفصائل، بل نتيجة انفجار صواريخ وقنابل وأسلحة وعتاد تستخدمها الفصائل المسلحة الموجودة على الحدود العراقية، ما أدى لاحتراقها وانفجارها»، وفقاً لما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».
وجاءت الضربات رداً على تعرض القوات الأميركية في قاعدة شمال الأردن لهجوم بطائرة مسيّرة في 28 يناير (كانون الثاني) أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة العشرات.
وأعلنت قيادة عمليات الأنبار للحشد الشعبي العراقي سقوط أكثر من 40 من عناصرها بين قتيل وجريح بسبب القصف الأميركي.

وقالت مصادر ميدانية، لـ«الشرق الأوسط»، إن مسلحين من فصائل مسلحة انتشروا منذ صباح السبت في محيط المواقع المستهدفة لرفع الأنقاض ونقل الجرحى.
وقال مصدر، إن «مسلحين كانوا ينتشرون سابقاً في منطقة القائم انسحبوا من مواقعهم بعد الهجوم».
ووصلت مركبات تابعة للحشد الشعبي، بينها إسعاف، إلى مواقع التفجيرات، فيما فرضت طوقاً أمنياً في محيطها.
ولاحظ صحافيون محليون، تحدثت معهم «الشرق الأوسط»، حالة من الغضب والتذمر بين عناصر الحشد بعد الضربة.
في المقابل، يقول الصحافيون إن السكان المحليين بدأوا يتذمرون من تمركز الفصائل داخل الأحياء السكينة بعد ليلة هلع عاشوها أمس جراء القصف، وقال أحد هؤلاء إن «الناس لم تشهد مثل هذه الهجمات إلا في أبريل (نيسان) 2003 عندما أسقطت القوات الأميركية حينها نظام صدام حسين».
ومساء السبت، سمع أهالي المدينة مجدداً أصوات انفجارات، وخرج العشرات من منازلهم خوفاً من تكرار الغارات الأميركية.
وقال شهود عيان، إن «صوت الانفجار كان مهولاً، وكنا نعتقد أن الطائرات الأميركية عادت لقصف المدينة».
وفي وقت لاحق، حاولت الشرطة المحلية طمأنة السكان، وأبلغت عبر وسائل الإعلام، أن الصوت يعود إلى انفجارات مُسيطر عليها، تتعلق بتدمير عدد من العبوات الناسفة التي خلفها «داعش».
