بري: توافقت وسفراء «الخماسية» على المجيء برئيس صُنع في لبنان

قال لـ«الشرق الأوسط»: الحوار يفتح الباب لانتخابه في جلسة مفتوحة بدورات متتالية

لقاء بري مع سفراء «اللجنة الخماسية» (الشرق الأوسط)
لقاء بري مع سفراء «اللجنة الخماسية» (الشرق الأوسط)
TT
20

بري: توافقت وسفراء «الخماسية» على المجيء برئيس صُنع في لبنان

لقاء بري مع سفراء «اللجنة الخماسية» (الشرق الأوسط)
لقاء بري مع سفراء «اللجنة الخماسية» (الشرق الأوسط)

أكد رئيس المجلس النيابي، نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أنه توافق مع سفراء الدول الأعضاء في «اللجنة الخماسية» المعتمدين لدى لبنان، على لبننة الاستحقاق الرئاسي، وأن اللجنة الخماسية المؤلّفة من المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا «ما هي إلا مجموعة دعم ومساندة للنواب لتسهيل انتخاب الرئيس، وأن لا مرشح لها ولا تضع فيتو على أي من المرشحين».

ولفت الرئيس بري إلى أن سفراء «الخماسية» لم يتطرقوا خلال اللقاء الأخير معه إلى الخيار الرئاسي الثالث (أي مرشح بديل لمرشحي «حزب الله» والمعارضة)، وقال إنه بادلهم بالمثل ولم يطرح عليهم اسم أي مرشح، ولم يعترضوا على دعوته الكتل النيابية للتلاقي والحوار، لعلنا نصل إلى توافق يفتح الباب أمام الدعوة فوراً لعقد جلسة نيابية مفتوحة مع دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. وقال الرئيس بري إنه توقف مع السفراء أمام التفاهمات التي كانت وراء التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنية، ورأى أن هناك ضرورة لتوسيعها لعلها تتيح لنا التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.

وكان الرئيس بري سأل أمام زواره: «ما الجدوى من إضاعة الوقت واتهامي بتعطيل دور اللجنة (الخماسية) في مساعدة لبنان لإخراج انتخاب الرئيس من التأزم، طالما أنني قلت بأن اجتماعي مع سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وقطر سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، ومصر علاء موسى، وفرنسا هيرفيه ماغرو، والولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، اتسم بالإيجابية، وكان واعداً ومفيداً، وهذا ما أكده عدد من السفراء فور انتهاء الاجتماع؟».

وأكد بري، بحسب زواره، أنه اتفق مع سفراء «الخماسية» على ضرورة عدم ربط انتخاب الرئيس بالحرب في غزة وبالمواجهة الدائرة في الجنوب، وأن ما يحصل على جبهتي الجنوب وغزة يجب أن يشكّل حافزاً لنا لانتخاب الرئيس، اليوم قبل الغد، وقال إنهم أيدوا وجهة نظره وأبدوا تجاوباً مع موقفه، خصوصاً لجهة أن التطورات المتسارعة في المنطقة تستدعي الإسراع بانتخابه لجلوس لبنان على الطاولة في حال تقرر طرح صيغ معينة أو تسوية تتطلب منا التمسك بحقوقنا وعدم التفريط بها.

وشدد الرئيس بري على أن لا مجال للمقايضة بين الوضع في الجنوب وانتخاب الرئيس، وقال: «لدينا القرار 1701، ونحن نلتزم به ولا مجال لتعديله، ومن يطالبنا بتطبيقه ما عليه إلا الذهاب إلى إسرائيل والطلب منها بأن تُخلي النقاط التي سبق للبنان أن تحفّظ عليها، وتُوقف خرقها لأجوائنا براً وبحراً وجواً؛ لأنه لا مجال للتفريط بحدودنا المعترف بها دولياً».

وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط»، إنه ليس هناك ما يمنع سفراء «الخماسية» من لقاء رؤساء الكتل النيابية؛ لأن هناك ضرورة للتلاقي والتواصل، ويعود لهم تحديد آلية الاتصال، سواء من خلالهم مجتمعين أو منفردين، خصوصاً وأن هناك جملة من العوائق، منها على سبيل المثال، أن السفيرة ليزا جونسون لن تكون في عداد الوفد الذي سيلتقي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، انسجاماً مع العقوبات الأميركية المفروضة عليه، وهذا ما ينسحب أيضاً على عدم مشاركتها في اجتماع السفراء بـ«حزب الله».

ورأى المصدر السياسي أن مجرد التوافق على وقف إطلاق النار أو على هدنة في غزة سينعكس على الجبهة المشتعلة في جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله»، الذي يؤكد التزامه بها، كما تقول مصادر مقربة منه، لا سيما أنه سبق والتزم بالهدنة التي توصّلت إليها حركة «حماس» مع إسرائيل.

وكشف عن أن المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً بانتخاب الرئيس، وهي تحث النواب على الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي والالتزام بتطبيق الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ لبنان، وهذا ما يؤكده ممثلها في «الخماسية»، المستشار في الديوان الملكي نزار العلَولا، ويسعى له سفيرها لدى لبنان وليد بخاري، وهي كانت ولا تزال تصر على عدم تبني أي مرشح لرئاسة الجمهورية أو وضع «فيتو» على مرشح معين، وهذا ما تبلّغه موفد الحزب «التقدمي الاشتراكي» و«اللقاء الديمقراطي» إلى الرياض النائب وائل أبو فاعور.

وقال مصدر بارز في «التقدمي» إن السعودية كانت قالت كلمتها بعدم التدخل في لعبة الأسماء، وأن انتخاب الرئيس يعود إلى النواب اللبنانيين، وأنها تحدد موقفها لاحقاً في ضوء المواصفات التي كانت رسمتها اللجنة «الخماسية»، ويفترض بأن يتمتع بها الرئيس العتيد، إضافة إلى الخطوات الإصلاحية المطلوبة، بوصفها ممراً إجبارياً للانتقال بلبنان إلى مرحلة التعافي المالي والاقتصادي، ليكون في وسعها أن تبني على الشيء مقتضاه.


مقالات ذات صلة

الاستهدافات الإسرائيلية للمنازل الجاهزة بجنوب لبنان تحرم السكان من «المأوى المؤقت»

خاص خضر عواضة أمام ركام منزله الجاهز الذي استهدفته إسرائيل ليلة عيد الفطر (الشرق الأوسط)

الاستهدافات الإسرائيلية للمنازل الجاهزة بجنوب لبنان تحرم السكان من «المأوى المؤقت»

نشطت في الفترة الأخيرة الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت المنازل الجاهزة في القرى الحدودية الجنوبية، إذ اختارها جنوبيون كثر للسكن المؤقت.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي أفراد من الجيش اللبناني في موقع استهداف إسرائيلي لقيادي في «الجماعة الإسلامية» جنوب بيروت (أ.ف.ب)

عون: اللبنانيون ملّوا الحروب ولا حل للانتهاكات الإسرائيلية إلا بالدبلوماسية

جدد الرئيس اللبناني جوزيف عون تمسكه بالحلول الدبلوماسية لأزمة الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب والخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي طلاب يتجمعون على درج المتحف الوطني في بيروت (رويترز)

المناصفة الطائفية في انتخابات بلدية بيروت يكتنفها الغموض ومخاوف من خلط الأوراق

أحدثت اقتراحات القوانين الرامية إلى تعديل قانون البلديات لحماية المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي لبيروت إرباكات.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي أسلاك شائكة أمام مبنى «مصرف لبنان المركزي» في بيروت (أرشيفية - أ.ف.ب)

لبنان: عقبات سياسية وقانونية وشعبية تواجه مهمة الحكومة لاستعادة الانتظام المالي

ألزمت الحكومة اللبنانية نفسها بالانكباب راهناً على إعداد مشروع قانون معالجة الخسائر المالية الذي يسمح بإعادة التوازن للانتظام المالي.

علي زين الدين (بيروت)
المشرق العربي وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي (الشرق الأوسط)

«الخارجية» اللبنانية تنبه السفير الإيراني بعدم «التدخل في شؤون البلاد»

قدم السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني توضيحاتٍ للجانب اللبناني حول منشور له تطرَّق فيه إلى مسألة «نزع السلاح».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تعهدات مكتوبة من الشرع لكسب ثقة الإدارة الأميركية

سوريون يحتفلون برفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة (رويترز)
سوريون يحتفلون برفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة (رويترز)
TT
20

تعهدات مكتوبة من الشرع لكسب ثقة الإدارة الأميركية

سوريون يحتفلون برفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة (رويترز)
سوريون يحتفلون برفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة (رويترز)

ردّت سوريا كتابياً على قائمة شروط أميركية لرفع جزئي محتمل للعقوبات، قائلة إنها طبّقت معظمها؛ لكن البعض الآخر يتطلّب «تفاهمات متبادلة» مع واشنطن، وفقاً لنسخة من رسالة قالت وكالة «رويترز» إنها اطّلعت عليها.

وتتعهد سوريا في رسالتها بإنشاء مكتب اتصال في وزارة الخارجية مهمته البحث عن الصحافي الأميركي المفقود أوستن تايس، كما تورد بالتفصيل إجراءاتها للتعامل مع مخزونات الأسلحة الكيماوية، ومنها تعزيز الاتصال بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. لكن الرسالة لم تورد الكثير من التفاصيل عن مطالب رئيسية أخرى، مثل إبعاد المقاتلين الأجانب والسماح لأميركا بشن ضربات لمكافحة الإرهاب.

وفي القامشلي، دعا مؤتمر «وحدة الصف والموقف الكردي» إلى إقامة «سوريا ديمقراطية لامركزية».