على الرغم من مرور نحو 80 عاماً على رحيل الزعيم النازي أدولف هتلر، فإنه يعود إلى الواجهة هذه الأيام؛ إذ ظهر مؤلفه في يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الذكرى السنوية لـ«يوم المحرقة النازية لليهود (هولوكوست)».
وأمسك نتنياهو بالنسخة العربية من كتاب أدولف هتلر «كفاحي»، خلال مؤتمر صحافي مسائي السبت، زاعماً أن الجنود الإسرائيليين عثروا عليها إلى جانب دعاية نازية ودعاية أخرى بمنزل تديره حركة «حماس» في غزة، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.
وقال نتنياهو في كلمة بالفيديو نشرها عبر موقع «إكس» إنه «عندما تنتهي إسرائيل من غزة، فإن مثل هذا التعليم المعادي للسامية لن يستمر». وأضاف: «إذا لم نقض على إرهابيي (حماس)؛ هؤلاء النازيين الجدد، فإن المذبحة المقبلة لن تكون سوى مسألة وقت».
מדינת היהודים קמה מאפר השואה כדי להבטיח כוח מגן לעם היהודי.לישראל, כמו לכל מדינה ריבונית, עומדת הזכות הבסיסית להגן על עצמה. אף אחד לא ייקח מאיתנו את הזכות הזאת, ואף אחד לא יעצור אותנו מלממש אותה. pic.twitter.com/hv8vsnnLwo
— Benjamin Netanyahu - בנימין נתניהו (@netanyahu) January 27, 2024
وعدّ حسام بدران، القيادي في حركة «حماس»، أن تصريحات نتنياهو «مثيرة للسخرية»، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بالكذب والتضليل. وقال في تصريحات إعلامية: «محاولة الإيحاء بأننا نحتاج مثل هذه الكتب تعدّ تضليلاً. الاحتلال وحده والجرائم التي يرتكبها هي المشجع الوحيد لوجود المقاومة الفلسطينية».
* نتنياهو ليس الأول
ولم تكن تلك أول مرة يظهر فيها كتاب «كفاحي» في عوالم السياسة الإسرائيلية؛ إذ استعان به الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ أيضاً في مقطع فيديو يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قائلاً إنه عُثر على نسخة من الكتاب على جثة ناشط في «حماس» في قاعدة كانوا يستخدمونها في شمال غزة.
وزعم الرئيس الإسرائيلي أن ذلك يظهر أن «البعض في حركة (حماس) يتبنون آيديولوجية هتلر المعادية للسامية».
يأتي ذلك وسط الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على غزة إثر الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» على بلدات في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
* ما كتاب «كفاحي»؟
و«كفاحي» كتاب لأدولف هتلر، جمع بين عناصر السيرة الذاتية والشرح التفصيلي لنظريات هتلر النازية، والذي يصور اليهود على أنهم «شر مطلق على الأرض يجب التخلص منهم». ونُشر المجلد الأول من الكتاب عام 1925، والمجلد الثاني عام 1926.
وحقق هتلر ثروة من طبعات «كفاحي»، وقد اشترت الدولة الألمانية ملايين النسخ التي اشتهرت بتوزيعها على الأزواج المتزوجين حديثاً. وتشير التقديرات إلى أنه جرى بيع 12 مليون نسخة في ألمانيا وحدها؛ وفقاً لتقرير سابق من «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)».
وحرر «كفاحي» برنارد شتمبفل الذي قتل في «ليلة السكاكين الطويلة» حين نفذ النظام النازي عملية التطهير في ألمانيا بين 30 يونيو (حزيران) و2 يوليو (تموز) 1934.
* «كفاحي» بين ترمب وبايدن
ونهاية العام الماضي، واجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، انتقادات حادّة بسبب هجماته اللفظية على المهاجرين، التي شبّهها البعض بالفلسفة النازية. ورداً على تلك الانتقادات حينها؛ قال ترمب إنه لم يقرأ «يوماً كتاب أدولف هتلر (كفاحي)».
وفي نوفمبر 2023، اتهم الرئيس جو بايدن، الذي هزم ترمب في انتخابات 2020 ويُحتمل أن يواجهه مرة أخرى في انتخابات 2024، ترمب بترديد مواقف الزعيم النازي أدولف هتلر بتوصيفه خصومه بأنهم «حشرات». ونفى ترمب ذلك وقال: «لم أقرأ كتاب (كفاحي) قط»، مضيفاً أن هتلر استخدم هذه اللغة «بطريقة مختلفة تماماً».
* نسخة جديدة
وفي عام 2016، انتهت فترة الملكية الفكرية لكتاب «كفاحي» الذي حظرته السلطات الألمانية، بعد 70 عاماً من وفاة هتلر في نهاية الحرب العالمية الثانية.
ونشرت الطبعة الأصلية لكتاب هتلر مذيلة بتعليقات علمية وتعليقات مبوبة في 8 يناير (كانون الثاني) عام 2017 في برلين، وأثارت جدلاً إعلامياً واسعاً على المستوى الدولي.
وحققت النسخة المنقحة من كتاب «كفاحي» مبيعات غير متوقعة حينها؛ إذ جرى بيع 85 ألف نسخة، وفقاً للناشر آندرياس ويرشينغ، وهو مدير «معهد التاريخ المعاصر» في ميونيخ.
وكان الهدف من مشروع هذه الطبعة سحب البساط من تحت أقدام الذين أرادوا إعادة نشر الكتاب بعد انتهاء فترة الملكية الفكرية له دون تذييل أو تعليقات علمية، وفقاً لتقرير سابق من «وكالة الأنباء الألمانية».
وطرحت في بولندا أول نسخة معتمدة باللغة البولندية من كتاب «كفاحي» لأدولف هتلر عام 2021، على أن يقتصر استخدامها على الأغراض الأكاديمية فقط؛ وفق تقرير من «وكالة الصحافة الفرنسية».