قُتل سبعة أشخاص، بينهم عناصر في مجموعات مُوالية لطهران، اليوم الاثنين، في قصف إسرائيلي استهدف مقرّاً لهذه المجموعات بمنطقة السيدة زينب قرب دمشق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وذكر «المرصد» أن بين القتلى سوريين اثنين، يعمل أحدهما مرافقاً لضابط في «الحرس الثوري» الإيراني. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «قصفاً إسرائيلياً بثلاثة صواريخ استهدف مقرّاً لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص». وأوردت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء أن «الكيان الإسرائيلي استهدف مركزاً استشارياً إيرانياً في منطقة السيدة زينب». وفي وقت لاحق، قال مصدر عسكري سوري، وفق بيان عن وزارة الدفاع: «نحو الساعة 13:00 من ظهر اليوم (10:00 ت غ)، شنّ العدوّ الصهيوني عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتلّ، مستهدفاً عدداً من النقاط جنوب دمشق». وأدى القصف، وفق المصدر نفسه، إلى «ارتقاء عدد من المستشارين الإيرانيين، وآخرين مدنيين، ووقوع عدد من الجرحى، إضافة إلى بعض الخسائر المادية». وتُعدّ منطقة السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات مُوالية لطهران. ولـ«حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني مقرّات فيها، وفق «المرصد». وتُعدّ طهران داعمة أساسية لدمشق، وقدّمت، خلال النزاع المستمر منذ نحو 13 عاماً، دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لها. وتنفي إيران إرسال قوات للقتال في سوريا، مكرِّرة أن وجودها هناك يقتصر على مستشارين عسكريين ومجموعات مُوالية لها من بلدان عدة. واتهمت إيران، في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إسرائيل بقتل رضي موسوي، القيادي البارز في «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري»، في ضربة شنّتها قرب دمشق. وقُتل 13 شخصاً؛ بينهم خمسة مستشارين في «الحرس»، جرّاء غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حي المزة بدمشق، في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، وفق «المرصد». وتتزامن هذه الضربات مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتي تزداد الخشية من اتساع رقعتها. وقد استهدفت إسرائيل، منذ ذلك الحين، مراراً الأراضي السورية، وطال القصف مرات عدة مطاريْ دمشق وحلب الدوليين، وأيضاً مواقع تابعة لـ«حزب الله». وشنّت إسرائيل، خلال الأعوام الماضية، مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة، وأخرى لـ«حزب الله»، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرِّر أنها ستتصدى لما تصفه بأنه محاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

