مقتل الصحافيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا بضربة إسرائيلية في خان يونس

مدير مكتب قناة «الجزيرة» وائل الدحدوح يقبل يد ابنه حمزة بعد وفاته بضربة إسرائيلية (رويترز)
مدير مكتب قناة «الجزيرة» وائل الدحدوح يقبل يد ابنه حمزة بعد وفاته بضربة إسرائيلية (رويترز)
TT

مقتل الصحافيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا بضربة إسرائيلية في خان يونس

مدير مكتب قناة «الجزيرة» وائل الدحدوح يقبل يد ابنه حمزة بعد وفاته بضربة إسرائيلية (رويترز)
مدير مكتب قناة «الجزيرة» وائل الدحدوح يقبل يد ابنه حمزة بعد وفاته بضربة إسرائيلية (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم (الأحد)، مقتل صحافيين اثنين في قصف إسرائيلي الأحد على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، أحدهما متعاون مع وكالة الصحافة الفرنسية والثاني نجل وائل الدحدوح مراسل قناة «الجزيرة» الذي نجا من قصف الشهر الماضي.

وقالت الوزارة في بيان: «ارتقاء مصطفى ثريا وحمزة وائل الدحدوح في غارة على سيارة بمنظقة ميراج برفج جنوب قطاع غزة».

مواطنون يتفحصون السيارة التي كان بها مصطفى ثريا وحمزة الدحدوح بعد مقتلهما في ضربة إسرائيلية في رفح (أ.ف.ب)

وطلبت «وكالة الصحافة الفرنسية» تعليقا من الجيش الإسرائيلي بشأن مقتل ثريا، وهو مصوّر فيديو في الثلاثينات من العمر، تعاون مع «وكالة الصحافة الفرنسية» منذ العام 2019، إضافة إلى غيرها من وسائل الإعلام.

الصحافي والمصور مصطفى الثريا (حسابه بانستغرام)

أما الدحدوح فكان يعمل مع شبكة «الجزيرة» ويتابع حسابه الذي ينشر فيه يوميات الحرب على تطبيق «إنستغرام» أكثر من مليون شخص. ونشر حمزة قبل مقتله بساعتين تقريبا قصة ظهر فيها مواطنون ينتشلون جثامين من تحت ركام أحد المنازل وصورة أخرى لقتلى داخل أكفان فيما يبدو أنه في مشرحة.

مدير مكتب قناة «الجزيرة» وائل الدحدوح يودع جثمان ابنه حمزة بعد وفاته بضربة إسرائيلية (أ.ب)

وفقد وائل الدحدوح زوجته واثنين من أبنائه وحفيده في قصف إسرائيلي في 25 أكتوبر (تشرين الأول)، كما تعرّض لإصابة جراء قصف إسرائيلي في 15 ديسمبر (كانون الأول) أودى بحياة زميله المصوّر سامر أبو دقة.

حمزة الدحدوح مع والده وائل الدحدوح خلال التغطية الصحافية في غزة (مواقع التواصل)

وبمقتل الصحافيين ثريا والدحدوح يرتفع عدد الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام الذي قتلوا منذ بدء الحرب إلى 77 وفقا للجنة حماية الصحافيين. ومن بين هؤلاء 70 صحافيا فلسطينيا وأربعة إسرائيليين وثلاثة لبنانيين قضوا في جنوب لبنان، فيما ترصد نقابة الصحافيين الفلسطينيين وفاة 107 صحافي منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع نطاق هجومه في بيت حانون بغزة

شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية قرب بيت حانون في شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع نطاق هجومه في بيت حانون بغزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه وسع نطاق هجومه البري ضد حركة «حماس» في بيت حانون شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يقترح نقل سكان غزة إلى رفح (رويترز)

«صدمة» بريطانية إزاء اقتراح كاتس نقل سكان غزة إلى رفح

قال هاميش فالكونر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه يشعر بالصدمة من اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، نقل سكان غزة إلى رفح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي فلسطينيون يجمعون بواقي مساعدات إنسانية في رفح بجنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle

الإصابات قرب مراكز توزيع المساعدات تثقل كاهل عمال إغاثة في غزة

أعلن مسؤولون طبيون وعاملون في المجال الإنساني وأطباء في غزة أنهم يعانون وطأة «حوادث الإصابات الجماعية» شبه اليومية وسط تصاعد القصف الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي تصاعد الدخان بعد غارة إسرائيلية بالقرب من مخيم للنازحين على مشارف خان يونس (أ.ف.ب) play-circle 00:31

عشرات القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة

أعلن لتلفزيون الفلسطيني اليوم الأربعاء، عن مقتل 30 في غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة منذ الفجر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبجانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي (د.ب.أ) play-circle

«هدنة غزة» محور ثاني لقاء بين ترمب ونتنياهو خلال 24 ساعة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء، إن اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ركز على جهود تحرير الرهائن المحتجزين في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رئيس قبرص: استقرار لبنان أولوية أوروبية

الرئيس اللبناني ونظيره القبرصي على «الخط الأخضر» الذي يشكّل منطقة عازلة بين القسمين الجنوبي والشمالي من قبرص (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني ونظيره القبرصي على «الخط الأخضر» الذي يشكّل منطقة عازلة بين القسمين الجنوبي والشمالي من قبرص (الرئاسة اللبنانية)
TT

رئيس قبرص: استقرار لبنان أولوية أوروبية

الرئيس اللبناني ونظيره القبرصي على «الخط الأخضر» الذي يشكّل منطقة عازلة بين القسمين الجنوبي والشمالي من قبرص (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني ونظيره القبرصي على «الخط الأخضر» الذي يشكّل منطقة عازلة بين القسمين الجنوبي والشمالي من قبرص (الرئاسة اللبنانية)

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، من العاصمة القبرصية نيقوسيا، التزام بلاده الكامل بالسلام العادل وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، فيما تعهد رئيس قبرص، نيكوس خريستودوليدس، بأن بلاده «ستكون الصوت الذي ينقل صورة لبنان إلى بروكسل»، مشدداً على أن استقرار لبنان هو «أولوية أوروبية».

وجاء كلام الرئيس اللبناني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس، في ختام قمة ثنائية ومحادثات موسعة بين الجانبين، تناولت ملفات التعاون الدفاعي والاقتصادي والبحري، إلى جانب العلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي، ودور قبرص في دعم هذا المسار.

التزام لبناني بتنفيذ القرار 1701

بدوره، شدّد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، خلال المؤتمر، على الدعم الأوروبي الواضح لاستقرار لبنان، مشيداً بجهود الرئيس عون في تنفيذ القرار الدولي 1701، الذي يكرّس وقف الأعمال العدائية في الجنوب اللبناني، حسبما أفادت الرئاسة اللبنانية.

وقال الرئيس القبرصي: «نحيي وندعم جهودكم الشخصية، فخامة الرئيس، في سبيل التطبيق الكامل للقرار 1701، واتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أُقر في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024». وأضاف أن استقرار لبنان «ليس فقط مصلحة لبنانية – قبرصية، بل هو أولوية استراتيجية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي ككل».

ويأتي التركيز القبرصي – الأوروبي على القرار 1701 في وقت يتعرض فيه الجنوب اللبناني إلى تصعيد عسكري مستمر منذ أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط ضغوط دولية على الأطراف كافة لضبط النفس وتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة.

في هذا السياق، قال الرئيس عون إن لبنان «متمسك بوقف الأعمال العدائية، ويعمل على التزام القرار 1701 بكل مندرجاته»، لكنه شدد أيضاً على أن «السلام لا يكون من طرف واحد»، داعياً المجتمع الدولي إلى تحميل إسرائيل مسؤولية الخروقات اليومية للقرار، والتي باتت موثقة من قبل قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان.

دور قبرص داخل الاتحاد الأوروبي

وأكد الرئيس القبرصي من جهته أن بلاده ستستخدم رئاستها المقبلة للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2026 للدفع بملف لبنان على أجندة الاتحاد، مشيراً إلى انعقاد قمة مقرّرة العام المقبل تجمع قادة الاتحاد مع شركائهم في منطقة المتوسط.

وقال خريستودوليدس: «قبرص ستكون الصوت الذي ينقل صورة لبنان إلى بروكسل»، مضيفاً أن «التحديات التي نواجهها في شرق المتوسط تتطلب شراكة استراتيجية، ولبنان شريك لا غنى عنه في هذا الإطار».

كما كشف عن أن الدعم المالي الذي أقرته المفوضية الأوروبية للبنان بقيمة مليار يورو «بات في المرحلة الأخيرة من الإعداد»، وسيوجه إلى «قطاعات حيوية تساهم في صمود الدولة اللبنانية وتحسين ظروف معيشة المواطنين».

عون: ما يجمعنا أكثر من بحر وحدود

وفي كلمته أمام الإعلام، استعرض الرئيس عون مسار العلاقات التاريخية بين البلدين، وقال: «منذ قرون، ما جمعنا هو أكثر من الجغرافيا؛ تقاطع المصالح، ومرورنا بتجارب استعمارية ومصيرية واحدة، وجعلتنا الهجرات المتبادلة نتقاسم المصير نفسه».

وأضاف: «قبرص لم تكن يوماً مجرد جارة، بل ملجأ آمن في الأزمات، وجسراً يربط لبنان بأوروبا»، لافتاً إلى أن «عشرات آلاف اللبنانيين يعيشون اليوم على أرضها، ويساهمون في تعميق الروابط الثنائية».

وتابع عون: «القرار 1701 ليس ورقة تفاوضية، بل التزام لبناني واضح بخيار السلام، ونحن نرفض منطق التهديد والعدوان، كما نرفض أن تُستخدم أراضينا منصة لأي اعتداء».

جولة رمزية ومباحثات موسعة

وكان عون قد وصل إلى قبرص صباح الأربعاء على متن طوافة عسكرية لبنانية حطت في لارنكا، واستُقبل في القصر الرئاسي في نيقوسيا بمراسم رسمية، شملت عزف النشيدين، وتحية حرس الشرف، ووضع إكليل من الزهر أمام تمثال رئيس الأساقفة مكاريوس الثالث، مؤسس الدولة القبرصية الحديثة.

وعقد الرئيسان جلسة محادثات ثنائية، تلتها جلسة موسعة حضرها من الجانب اللبناني وزير الخارجية يوسف رجي، وسفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل، والمستشاران جان عزيز والعميد أندريه رحال. أما من الجانب القبرصي، فشارك فيها وزراء ومستشارون معنيون بالأمن والدبلوماسية والدفاع.

وتخللت الزيارة جولة مشتركة على الخط الأخضر الذي يفصل بين شطري العاصمة نيقوسيا، قبل أن يختتم الرئيس القبرصي اليوم باستضافة نظيره اللبناني على مأدبة غداء رسمية استكملت خلالها النقاشات السياسية والاقتصادية.