أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس»، الأحد، أن 20 ألفاً و424 شخصاً قُتلوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب بين الحركة وإسرائيل. وأفادت الوزارة في بيان بـ«ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 20 ألفاً و424 شهيداً و54 ألفاً و36 إصابة»، وتضم الحصيلة 166 شخصاً قُتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وبعد نحو 3 أشهر من بدء الحرب، أعلنت حركة «حماس» اكتشاف جثث عشرات الفلسطينيين، قالت إن عدداً منهم «أُعدموا» خلال عملية برية إسرائيلية في جباليا، بشمال قطاع غزة.
ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 من عناصره في معارك بالقطاع منذ الجمعة، لترتفع إلى 144 حصيلة قتلاه منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر (تشرين الأول).
وقُتل، وفق الوزارة، 201 شخص خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في أماكن عدة بالقطاع الفلسطيني الصغير المكتظ بالسكان، والخاضع لحصار إسرائيلي مطبق.
واندلعت الحرب إثر عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» بعد اقتحام عناصرها الحدود بين غزة وجنوب إسرائيل. وأدى القصف الإسرائيلي الانتقامي بآلاف القنابل براً وبحراً وجواً إلى مقتل 20258 شخصاً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 53 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة.
وأكدت وزارة الصحة أن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية قصفت مناطق عدة من شمال القطاع إلى جنوبه، من بينها مخيم النصيرات للاجئين (وسط)؛ حيث أسفرت غارة ليلية عن مقتل 18 شخصاً.
يأتي ذلك في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة مجدداً على حليفتها إسرائيل لبذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، مكالمة هاتفية «طويلة» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حضّه فيها على حماية المدنيين، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.
وجاء في البيان: «شدد الرئيس على الحاجة الماسة لحماية السكان المدنيين، بمن فيهم أولئك الذين يدعمون عملية المساعدات الإنسانية، وأهمية السماح للمدنيين بالانتقال بأمان بعيداً عن مناطق القتال المستمر».
وأصدر مسؤولون إسرائيليون بياناً مقتضباً عن المكالمة، جاء فيه أن «رئيس الوزراء أوضح أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقق جميع أهدافها».
«مجازر بشعة»
وفي مدينة خان يونس الكبيرة بجنوب غزة؛ حيث تصاعدت أعمدة الدخان بعد القصف، نُقلت الجثث والجرحى إلى «مستشفى ناصر». وحمل رجال امرأة تبكي بعد رؤية جثث أحبائها، بينما شوهد رجل يبكي ويضع يده على جثة مكفّنة، وفي الخارج أقام آخرون صلاة الجنازة أمام جثمان.
واتهم المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، السبت، القوات الإسرائيلية بارتكاب «مجازر بشعة» عدة هذا الأسبوع «أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء في مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وفي بلدة جباليا». ووفق القدرة: «أعدم» الجيش الإسرائيلي «عشرات من المواطنين في الشوارع». وقال إنه جرى «انتشال عشرات الشهداء»، مضيفاً أن «الاحتلال أعدم أعداداً منهم أمام عائلاتهم».
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، لم يشأ الجيش الإسرائيلي الرد بشكل محدّد على الاتهامات حول إعدامات نفذها جنوده، لكنه أكد أن ضرباته «ضد أهداف عسكرية تمتثل لأحكام القانون الدولي»، وتنفَّذ بعد «تقييم مفاده أن الأضرار الجانبية المتوقعة على المدنيين والممتلكات المدنية ليست مفرطة، مقارنة بالنتيجة العسكرية المتوقعة من الهجوم».
وأظهر مقطع فيديو جثة تحت الركام في أحد شوارع جباليا، ودماراً هائلاً في مناطق مختلفة.
وفي بيت لاهيا بشمال القطاع، أعلن الدفاع المدني «انتشال عشرات الجثث المتحلّلة» من الشوارع.
«الجوع والمجاعة وانتشار الأمراض»
وفي ظل الوضع الإنساني الكارثي في غزة، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن «الطلب الأكثر إلحاحاً هو وقف فوري لإطلاق النار».
وأشار إلى أن القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربعاً، وحيث يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات مؤقتة، يهدّده إلى حد بعيد «الجوع والمجاعة وانتشار الأمراض».
وبعد هجمات متكررة بطائرات مُسيَّرة وصواريخ في البحر الأحمر نفذها المتمردون الحوثيون في اليمن، تضامناً مع الفلسطينيين، ضربت طائرة مُسيَّرة سفينة تجارية في المحيط الهندي، السبت، حسبما قالت وكالتان ملاحيتان، أشارت إحداهما إلى أن السفينة مرتبطة بإسرائيل. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
احتجاجات لأهالي الرهائن
ومن جهته، نشر الجيش الإسرائيلي صوراً تظهر جنوده يتقدمون وسط الأنقاض، ويطلقون النار على أهداف جنوب مدينة غزة. وقال إنه «قُضِيَ على إرهابيين مسلحين حاولوا مهاجمة الجنود»، كما دُمِّرت كثير من «المباني التي تستخدمها (حماس) مواقع عسكرية».
وأعلنت «كتائب القسام» إيقاع قوة إسرائيلية في كمين بمنطقة جحر الديك (وسط)، واستهداف عدد من آليات الجيش الإسرائيلي بمناطق متفرقة، فضلاً عن عمليات قصف.
وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم «كتائب القسام»، في بيان، السبت: «فقدنا الاتصال بمجموعة مسؤولة عن 5 أسرى صهاينة، نتيجة قصف صهيوني، ونرجح مقتل الأسرى جراء القصف»، ومن بينهم 3 رجال مسنين ظهروا في مقطع فيديو صدر في 18 ديسمبر (كانون الأول).
وتطالب «حماس» بوقف الحرب قبل بدء أي مفاوضات بشأن الرهائن. وإسرائيل لا ترفض فكرة الهدنة؛ لكنها تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل «القضاء» على الحركة.
وتظاهر إسرائيليون، من بينهم أصدقاء وأقارب رهائن، مرة أخرى، السبت، في تل أبيب، مطالبين باتخاذ إجراءات لضمان إطلاق سراحهم.