قياديان بـ«حماس»: وقف إطلاق نار شامل ومتبادل هو شرط استئناف التفاوض مع إسرائيل

جنود إسرائيليون يقصفون أهدافاً في قطاع غزة (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يقصفون أهدافاً في قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

قياديان بـ«حماس»: وقف إطلاق نار شامل ومتبادل هو شرط استئناف التفاوض مع إسرائيل

جنود إسرائيليون يقصفون أهدافاً في قطاع غزة (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يقصفون أهدافاً في قطاع غزة (إ.ب.أ)

قال مسؤولان في حركة «حماس»، اليوم (السبت)، إن عدة مقترحات وصلت إلى الحركة من الوسيطين المصري والقطري حول استئناف مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل.

وأضاف المسؤولان المقيمان خارج غزة، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لوكالة أنباء العالم العربي، أن الحركة ردّت على المقترحات بالتأكيد على شرط مسبق يتمثل في وقف إطلاق النار قبل الدخول في التفاوض.

وكشف المصدران أن الأمور لا تزال في بدايتها ولم يتم حتى الآن التوصل إلى شيء، وأشارا إلى أن ما يجري هو بناء أرضية لهذا التفاوض.

وقال أحد المسؤولين: «نؤكد أن هناك تسارعاً في الاتصالات مع الوسطاء، لكن تقدماً طفيفاً حدث في بعض الملفات المطروحة، ومن المبكر الحديث عن أساس التفاوض الذي سيتم التوافق عليه».

وأضاف مسؤول آخر أن حركة «حماس» لم تغلق الباب حول التفاوض لتجزئة الصفقة الشاملة كما يطلب الوسطاء الآن، مشيراً إلى أن الحركة تدرس كل ما يطرح من أفكار، لكن لا يمكن تكرار تجربة التبادل وفق الآليات والشروط السابقة.

وقال: «نحن لدينا إصرار على وقف إطلاق نار مسبق قبل التفاوض، والاحتلال تقدم بعرض وقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل على الأساس السابق، ورفضنا هذا المقترح جملة وتفصيلاً، وما نريده هو وقف شامل ودائم لإطلاق النار».

وأضاف: «لن تكون هناك صفقة إلا بما تقبله فصائل المقاومة في غزة».

وحول إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، مقتل 3 من المحتجزين الإسرائيليين في منطقة الشجاعية في غزة، نفى المصدر وجود معلومات حول الموضوع. وقال: «لا معلومات لدينا حول ظروف خروج الأسرى الثلاثة الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية».

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم (السبت)، إن الضغط يتزايد على المستوى السياسي للعودة إلى طاولة المفاوضات وإجراء عملية تبادل مع حركة «حماس».

وقالت الهيئة، نقلاً عن مصادر إسرائيلية: «العائلات التي احتجزت (حماس) أبناءها منذ نحو 70 يوماً تعلم أن الوقت يلعب دوراً رئيسياً، ومع مرور كل يوم يتزايد الخطر على حياتهم».

وأشارت هيئة البثّ إلى أن إسرائيل تبحث عرضاً يمكن تقديمه للوسطاء، بأن يكون من ضمن ما توافق عليه الحكومة الإسرائيلية هو عدم ملاحقة يحيى السنوار قائد حركة «حماس» في غزة، والسماح له بالخروج من القطاع مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.


مقالات ذات صلة

إسرائيل ستستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء

شؤون إقليمية وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - د.ب.أ)

إسرائيل ستستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء

قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأحد، إن إسرائيل تخطط لاستخدام عوائد الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية لسداد ديونها.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي طفل يُطْعم طفلاً آخر بينما هما جالسان في مقبرة لجأت إليها عائلات نازحة في دير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

نتنياهو يعزل وزراءه عن مباحثات «صفقة غزة»

عزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزراءه، عن مفاوضات صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي دخلت مرحلتها الحاسمة الأخيرة، في مؤشر على تقدُّم مهم…

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

5 آلاف قتيل ومفقود منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة

أفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة «حماس»، الأحد، بأن نحو 5 آلاف فلسطيني قُتلوا وفُقدوا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على شمال غزة منذ 100 يوم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مظاهرة لأقارب المحتجزين الإسرائيليين في تل أبيب تطالب بالإفراج عنهم (أ.ب)

«حماس» ردّاً على زوجة رهينة إسرائيلي: مصيره يعتمد على نتنياهو

ردّت «حماس» على طلب امرأة إسرائيلية توضيح وضع زوجها المحتجز رهينة في قطاع غزة، وقالت الحركة الفلسطينية، السبت، إن مصيره يعتمد على رئيس الوزراء الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة ملتقَطة 13 ديسمبر 2023 تُظهر جنوداً إسرائيليين قرب الحدود مع قطاع غزة  (د.ب.أ)

بعد 15 شهراً على المعارك... هل نجح نتنياهو في هزيمة «حماس»؟

في وقت تتحدث فيه مصادر عسكرية إسرائيلية عن تضعضع «حماس»، وانسحاب عناصرها من مناطق قتالية، تُظهِر المعارك بالميدان استمرار القتال وإيقاع خسائر بالقوات الإسرائيلي

«الشرق الأوسط» (غزة)

ملجأ «أشبه بالقبر» في غزة... للاحتماء من البرد والحرب

امرأة تغسل ملابس بيديها أمام مقبرة نزحت إليها عائلات هرباً من الحرب في دير البلح بوسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
امرأة تغسل ملابس بيديها أمام مقبرة نزحت إليها عائلات هرباً من الحرب في دير البلح بوسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
TT

ملجأ «أشبه بالقبر» في غزة... للاحتماء من البرد والحرب

امرأة تغسل ملابس بيديها أمام مقبرة نزحت إليها عائلات هرباً من الحرب في دير البلح بوسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
امرأة تغسل ملابس بيديها أمام مقبرة نزحت إليها عائلات هرباً من الحرب في دير البلح بوسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

في مواجهة البرد والمطر في الشتاء، خطرت لرب العائلة الفلسطيني تيسير عبيد الذي لجأ مع أسرته إلى دير البلح وسط قطاع غزة، فكرة الحفر في الأرض. حفر الرجل في التربة الطينية في المخيم الذي نزحت إليه عائلته بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، حفرة مربعة بعمق مترين تقريباً، غطاها بقماش مشمع مشدود فوق إطار خشبي.

«أشبه بالقبر»

يقول رب الأسرة: "بسبب الضيق، فكرت أن أحفر في التراب حتى أتوسع». ويضيف تيسير من داخل الملجأ، بينما يلعب أطفاله على أرجوحة صغيرة ثبَّتها على لوح يشكل إطاراً للقماش المشمع: «بالفعل، حفرتُ 90 سنتيمتراً، وشعرت بتوسع إلى حد ما». وتابع: «ثم فكرتُ أن أعمق الحفرة، وبالفعل عمقتُ الحفرة، ونزلتُ إلى متر وثمانين سنتيمتراً، وكانت الأمور إلى حد ما مريحة». وأضاف قائلاً: «لو كانت لديَّ خيارات غير ذلك لما عشتُ في حفرة أو جورة أشبه بالقبر».

وملأ أكياس طحين قديمة بالرمل، وكدّسها على المدخل لمنع تسرُّب الوحل إلى الداخل، وقال: «غير التعب والوقت والجهد الذي تطلبه مني وأنا أحفر، قضيت فترة أحاول إقناع أولادي وعائلتي بأن يتعايشوا فيه، طبعاً ليس لدينا خيار أفضل من ذلك».

«الموت برداً»

حفر رب الأسرة بعض الدرجات في الأرض للنزول إلى الملجأ، وأقام ما يشبه مدخنة يحرق فيها بعض الأوراق أو الكرتون على أمل تدفئة الجو قليلاً، دون أن ينجح في ذلك حقاً.

أمام الموقد، يفرك الأطفال أيديهم محاولين إيجاد بعض الدفء. ويأمل عبيد أيضاً في توفير حماية أفضل من الغارات الإسرائيلية لعائلته التي فرت من القتال في شمال قطاع غزة، لكنه يخشى ألا يصمد الملجأ أمام غارة قريبة، ويقول: «لو وقع انفجار حولنا وانهالت التربة، بدل أن يُتاح مأوًى لي، سيصبح قبراً لي».

ونزح تقريباً جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بسبب الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إثر هجوم غير مسبوق شنته «حماس» على الأراضي الإسرائيلية. وأشار مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2024 إلى أن 66 في المائة من مباني القطاع تضررت.

وهرباً من القتال والقصف الإسرائيلي، اضطُر كثير من المدنيين للجوء إلى مخيمات مكتظة، معظمها في وسط غزة وجنوبها. وفي القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصاراً مطبقاً، باتت مواد البناء نادرة، ويُضطر النازحون إلى استخدام ما يُتاح لهم لارتجال ملاجئ مؤقتة وسط ظروف صحية كارثية. وأشارت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الخميس، إلى أن 8 أطفال حديثي الولادة قضوا بسبب انخفاض حرارة أجسامهم، بينما تُوفي 74 طفلاً منذ بداية هذا العام بسبب «ظروف الشتاء القاسية».

وقالت المتحدثة باسم «الأونروا» لويز واتريدج: «نبدأ هذا العام الجديد بأهوال العام الماضي نفسها. ليس هناك أي تقدُّم ولا أي عزاء. الأطفال يموتون برداً».

يُذْكَر أن أكثر من 45 ألف فلسطيني معظمهم مدنيون قضوا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقاً بها. وفي الجانب الإسرائيلي أسفر هجوم «حماس» في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1208 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.