الفرنسيون متمسكون بـ«مرشح ثالث» للرئاسة اللبنانية

وقوى محلية تستبعد حلاً من خارج تسوية إقليمية

الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارة سابقة له إلى بيروت يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري (أ.ف.ب)
الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارة سابقة له إلى بيروت يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري (أ.ف.ب)
TT

الفرنسيون متمسكون بـ«مرشح ثالث» للرئاسة اللبنانية

الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارة سابقة له إلى بيروت يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري (أ.ف.ب)
الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارة سابقة له إلى بيروت يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري (أ.ف.ب)

يحط الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت يوم الأربعاء في زيارة تستمر حتى الجمعة المقبل، يحاول فيها وللمرة الرابعة على التوالي إحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

محاولة لودريان الجديدة تتزامن مع حراك قطري بدأ الأسبوع الماضي بزيارة بعيداً عن الأضواء قام بها بحسب معلومات «الشرق الأوسط» موفد الدوحة جاسم بن فهد آل ثاني الذي التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين، بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

وتؤكد مصادر مطلعة على الجو الفرنسي الرسمي، أن «لودريان سيبدأ محاولاته الجديدة من حيث انتهت المحاولة الماضية بإشارة إلى تمسك باريس بطرح مرشح ثالث (أي مرشح غير سليمان فرنجية مرشح «حزب الله» وحلفائه أو مرشح المعارضة جهاد أزعور). وأن الكرة في ملعب اللبنانيين والنواب وليس في أي ملعب آخر، وأن طرح المرشح الثالث يأتي لاختصار المسارات، خاصة وأن انتخاب الرئيس لن يكون إلا بوابة لجملة من الاستحقاقات الأخرى التي ستؤسس لانطلاق عملية الإصلاح الحقيقية والنهوض بالبلد». وتضيف المصادر: «ينطلق المبعوث الفرنسي من التطورات الكبيرة التي شهدتها وتشهدها المنطقة انطلاقاً من غزة. فبعدما كانت الضغوط والمخاطر من عدم انتخاب رئيس داخلية بشكل أساسي، باتت اليوم إقليمية. أضف أن لبنان يجب أن يكون حاضراً من خلال رئيسه ليواكب أي تسوية كبيرة مقبلة قي المنطقة».

واستبعد عضو تكتل «لبنان القوي» آلان عون، أن يتحقق أي خرق على المستوى الرئاسي في المرحلة الراهنة؛ «لأن المعطيات الداخلية لم تتبدّل وما زلنا عند النقطة نفسها التي غادر على أساسها لودريان كما الموفد القطري»، عادّاً في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يهمّ لودريان بالإضافة إلى إعادة تأكيد الدور الفرنسي في لبنان هو حثّ اللبنانيين على أن يكونوا جاهزين من خلال تكوين سلطة كاملة المواصفات، أي رئيس جمهورية وحكومة للمشاركة في مؤتمر دولي محتمل بعد الحرب في غزة، وسيكون لبنان معنياً به بعد الاشتباكات التي حصلت على الحدود الجنوبية وترنّح القرار 1701».

ومنذ فترة بات استحقاق تعيين قائد جديد للجيش يزاحم الاستحقاق الرئاسي؛ كون أن ولاية القائد الحالي العماد جوزيف عون تنتهي في العاشر من ديسمبر (كانون الثاني) المقبل. حتى أن بعض الدبلوماسيين في لبنان حاولوا استخدام المهلة الفاصلة عن هذا الموعد للحث على انتخاب رئيس تكون له الكلمة في تسمية قائد للجيش.

لكن آلان عون لا يرى إمكانية لحل رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش دفعة واحدة؛ «لأن حلّ الشغور في قيادة الجيش محكوم بأن ينتهي خلال أقلّ من شهر بينما رئاسة الجمهورية ما زالت من دون معطيات جديدة ومن دون أفق زمني واضح حتى الساعة».

وكشف النائب وضاح الصادق، عن أن أعضاء تكتل قوى «التغيير» تلقوا دعوة للقاء لودريان، مرجحاً أن تندرج المباحثات بإطار «حث القوى اللبنانية على وجوب انتخاب رئيس يواكب هذه المرحلة»، معبراً عن أمله في أن يكون «بات لدى اللجنة الخماسية تصور واضح للحل».

واستبعد الوصول لنتائج بخصوص الأزمة الرئاسية بمعزل عن التسوية المرتقبة للمنطقة، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأمر بات أصعب بعد استلام الإيراني زمام المبادرة والتفاوض بالكامل من المجموعات والمنظمات التي يرعاها».

واستبعد الصادق في حديثه أن تعطي الأحداث في غزة والمنطقة دفعاً لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، متوقعاً أن «يصبّ الضغط الدولي في اتجاه تقوية مؤسسات الدولة بعدما تبين فعلياً أن قرار الحرب والسلم ليس بيدها، وبالتالي من المستبعد أن يقبل المجتمع الدولي بأن يستلم هذا المحور مجدداً رئاسة الجمهورية. وقد يصح ترتقب ماذا ستمنح إيران اقتصادياً مقابل ضمان استقرار كامل في المنطقة وأمن إسرائيل».


مقالات ذات صلة

قوافل الإغاثة السعودية تواصل التدفق إلى لبنان

الخليج الطائرة السعودية الإغاثية حملت مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

قوافل الإغاثة السعودية تواصل التدفق إلى لبنان

واصلت قوافل الإغاثة السعودية التدفق إلى لبنان، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي في القصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)

ميقاتي يطالب بـ«تنفيذ فوري» لوقف إطلاق النار بعد قصف «هستيري» استهدف بيروت

طالب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المجتمع الدولي بـ«تنفيذ فوري» لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، مندداً بقصف «هستيري» طال العاصمة بيروت الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

«مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل».

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...

فاطمة عبد الله (بيروت)

دول الجوار ترفع التأهب مع تطورات سوريا

TT

دول الجوار ترفع التأهب مع تطورات سوريا

سيارة إسعاف تتقدم باتجاه موقع استهدفته غارة جوية للنظم السوري حي بمنطقة إدلب أمس (أف.ب)
سيارة إسعاف تتقدم باتجاه موقع استهدفته غارة جوية للنظم السوري حي بمنطقة إدلب أمس (أف.ب)

بينما رفعت بعض دول الجوار حالة التأهب مع التطورات الميدانية في شمال سوريا، ارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف الذي تشنّه فصائل معارضة منذ الأربعاء هناك إلى 412 قتيلاً على الأقل، بينهم 61 مدنياً، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأوفدت إيران وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى دمشق، حيث التقى الرئيس بشار الأسد أمس، وسلّمه رسالة من «القيادة الإيرانية». وقال عراقجي عقب اللقاء، إنه تم التوصل إلى «تفاهمات جيدة»، خصوصاً بشأن تفاصيل الدعم الذي يجب تقديمه لسوريا.

كذلك، حذرت طهران، واشنطن، من استغلال الوضع في سوريا، وأشارت إلى احتمال إرسالها قوات «استشارية» إلى حلب، إذا تطلب الأمر. وفي هذه الأثناء، أعاد العراق انتشار قواته على الحدود مع سوريا، فيما ترأس رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني لبحث الأوضاع الأمنية في المنطقة.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، حالة تحشيد عسكري على الحدود مع سوريا، بناء على القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري الأمني المصغر الذي دعا إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.