الجيش الإسرائيلي يتراجع وسط مقاومة غير مسبوقة في الزيتون وجباليا

غانتس يقول إن المعارك ستتوسع... و«القسّام» تقصف جنوباً وشمالاً... والضحايا أكثر من 13 ألفاً

الجيش الإسرائيلي ينقل معتقلين فلسطينيين خارج قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
الجيش الإسرائيلي ينقل معتقلين فلسطينيين خارج قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
TT
20

الجيش الإسرائيلي يتراجع وسط مقاومة غير مسبوقة في الزيتون وجباليا

الجيش الإسرائيلي ينقل معتقلين فلسطينيين خارج قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
الجيش الإسرائيلي ينقل معتقلين فلسطينيين خارج قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مقاومة غير مسبوقة مع بدء مرحلة ثانية في حربها البرية، في ظل فشلها في التقدم في منطقتي حي الزيتون وجباليا، بعدما تكبّدت هناك خسائر كبيرة.

وفي وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أنه يوسّع عمليته في الشمال ونحو الجنوب، بعدما صادق رئيس الأركان هيرتسي هليفي على ذلك، اضطر إلى التراجع في محاور مختلفة في شمال القطاع ووسطه، وأقرّ بمعارك ضارية وخسائر في صفوف قواته، لكنه واصل قصف مناطق مختلفة في قطاع غزة، مخلفاً المزيد من الضحايا، وأطبق حصاره على عدد من المستشفيات الفلسطينية، بينها الإندونيسي، في خطوة ردّت عليها «كتائب القسّام» بقصف منطقة واسعة تبدأ من أسدود جنوباً إلى تل أبيب شمالاً.

وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة: إن المقاتلين الفلسطينيين صدّوا محاولة الجيش الإسرائيلي التقدم باتجاه حي الزيتون من المنطقة الجنوبية الشرقية وباتجاه جباليا، وأجبروه على التراجع في محور الصبرة ومحور الثلاثيني باتجاه الغرب، مشيرة إلى أنهم يشتبكون معه في منطقتي الشيخ رضوان والنصر.

دبابتان إسرائيليتان على الحدود مع قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
دبابتان إسرائيليتان على الحدود مع قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

واقتحام حي الزيتون وجباليا يُعدّ المهمة الأصعب للجيش الإسرائيلي الذي أقرّ بمعارك ضارية مع «كتيبة الزيتون» التي وصفها بأنها إحدى أكبر تشكيلات «كتائب القسّام».

وكانت «كتائب القسّام» نشرت الأحد فيديوهات وصوراً مسجلة لعناصرها وهم يستهدفون دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية وجنوداً متحصنين في مبانٍ بمدينة غزة، وفي مستشفى الرنتيسي للأطفال. كما أظهرت المشاهد شن هجمات مباغتة من مسافة قريبة، تجاه دبابات وجنود، وكذلك اغتنام عناصر «القسّام» عتاداً لجنود إسرائيليين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أن 3 من قواته قُتلوا؛ ما يرفع العدد إلى أكثر من 15 في الأيام الثلاثة الماضية التي حاول فيها الجيش التقدم أكثر في مناطق شمال القطاع وداخل مدينة غزة. وأوضح الجيش الإسرائيلي، أن جنديين من لواء «المظليين» قُتلا باشتباكات شمال قطاع غزة، وفي حين قُتل جندي ثالث من لواء «غفعاتي» في موقع آخر؛ ليرتفع بذلك عدد القتلى الإسرائيليين من الجنود والضباط إلى 67 منذ بدء التوغل البري في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويبلغ بذلك 387 عدد الجنود والضابط الذين قُتلوا منذ عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي.

فلسطيني يجلس على أنقاض منزل عائلة درويش المدمر جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة الاثنين (أ.ب)
فلسطيني يجلس على أنقاض منزل عائلة درويش المدمر جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة الاثنين (أ.ب)

وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، أكد الوزير في مجلس الحرب، بيني غانتس، أن المعركة في القطاع تتوسع وتزداد عمقاً وستستمر.

وقال غانتس: إنه حتى لو كانت هناك هدنة لإعادة المختطفين، فإن إسرائيل ستعود لضرب العدو.

وتوجد مفاوضات متقدمة بشأن صفقة تبادل تشمل أطفالاً ونساءً، لكن حتى مساء الاثنين لم يكن هناك اتفاق نهائي، رغم أن الرئيس جو بايدن قال رداً على سؤال على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض إنه «يعتقد» أن هناك اتفاقاً وشيكاً لإطلاق سراح الرهائن لدى حركة «حماس».

الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

وقال مصدر سياسي لهيئة البث الإسرائيلية: إنه لم يتم بعد التوافق على صفقة، غير أنه تم إحراز تقدم بهذا الصدد. ويدور الحديث عن استعداد «حماس» للإفراج على أيام عدة عن خمسين شخصاً خطفوا خلال عملية «طوفان الأقصى»، مقابل الإفراج عن عدد مماثل من الأسرى من نساء وأطفال في السجون الإسرائيلية. لكن إسرائيل تريد رفع العدد الذين ستفرج عنهم «حماس».

وفي وقت تواصلت فيه المعارك البرية، أطبقت القوات الإسرائيلية حصارها على المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة شمال قطاع غزة. وانتشرت الدبابات الإسرائيلية في محيط المستشفى الإندونيسي واستهدفت كل من حاول الخروج منه.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي: إن إسرائيل استهدفت المستشفى بالقذائف وتسببت في قتل وإصابة الكثير من الفلسطينيين في المستشفى.

إسعاف طفل أصيب بغارة إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة الاثنين (إ.ب.أ)
إسعاف طفل أصيب بغارة إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة الاثنين (إ.ب.أ)

وكان الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى الشفاء ومستشفى الرنتيسي وسيطر عليهما، وحاول السيطرة على مستشفيات الإندونيسي والعودة والمعمداني.

وتقول إسرائيل: إن «حماس» حوّلت المستشفيات، وتحديداً مجمع الشفاء، مراكز تحكم وسيطرة، لكنها لم تقدم أدلة قاطعة على ما يدعم هذا الاتهام. وهي عرضت مساء الأحد مشاهد لنفق زعمت أن «حماس» كانت تستخدمه بجانب مجمع الشفاء.

في المقابل، قصفت «القسّام» مناطق واسعة في إسرائيل في ضربة بدت مفاجئة بعد تراجع حدة القصف الصاروخي من القطاع. وأعلنت «القسّام» ضرب تل أبيب وأسدود ومناطق أخرى رداً على «المجازر بحق المدنيين». ودوّت صفارات الإنذار في منطقة امتدت من أسدود جنوباً إلى هرتسليا شمالاً (نحو 60 كلم شمال القطاع) وسقطت شظايا في تل أبيب وحولون.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن الصفارات دوّت في 129 موقعاً إسرائيلياً في اللحظة نفسها. جاء ذلك بينما واصل الطيران الإسرائيلي قصف مناطق واسعة في قطاع غزة، محدِثاً دماراً كبيراً ومزيداً من الضحايا.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في إحصائية اصدرها يوم الاثنين: إن «عدد إجمالي المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 1340 مجزرة، في حين بلغ عدد المفقودين أكثر من 6500 مفقود، إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات، بينهم أكثر من 4400 طفلٍ وامرأة.

وجاء في البيان: «بلغ عدد الشهداء أكثر من 13300 شهيد، بينهم أكثر من 5600 طفل، و3550 امرأة، فيما زاد عدد الإصابات على 31000 إصابة، أكثر من 75 في المائة منهم من الأطفال والنساء».

وبالنسبة للوحدات السكنية، فقد بلغت عدد الوحدات السكنية التي تعرضت إلى هدم كلي 43 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى 225 ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الجزئي، وهذا يعني أن نحو 60 في المائة من الوحدات السكنية في قطاع غزة تأثرت بالعدوان ما بين هدم كلي وغير صالح للسكن وهدم جزئي.

أما عدد المقار الحكومية المدمرة فبلغت 98 مقراً حكومياً، و266 مدرسة منها 66 مدرسة خرجت عن الخدمة، و83 مسجداً بشكل كلي و170 مسجداً بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس. وخرج عن الخدمة نتيجة العدوان الإسرائيلي 25 مستشفى و52 مركزاً صحياً.


مقالات ذات صلة

تهديد «حماس» ما زال قائماً رغم ردّها الباهت على الضربات الإسرائيلية

تحليل إخباري مسلحون من حركة «حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle

تهديد «حماس» ما زال قائماً رغم ردّها الباهت على الضربات الإسرائيلية

ألحقت إسرائيل خسائر فادحة بـ«حماس»، عبر غارات جوية، هذا الأسبوع، لكن مصادر قالت إن الحركة أظهرت أنها قادرة على تحمُّل أضرار كبيرة ومواصلة القتال والحُكم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جانب من تظاهرة ضد الحكومة الإسرائيلية قرب مقر إقامة نتنياهو في القدس الجمعة (رويترز)

غالبية في إسرائيل تؤيد استمرار الحرب على غزة

أظهر استطلاع جديد في إسرائيل أن غالبية 57 في المائة من الجمهور ترى أنه يجب الاستمرار في الحرب على غزة بقوة شديدة.

نظير مجلي (تل أبيب)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز) play-circle

بوتين قلق من استئناف الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة

أعرب الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، الجمعة، عن «قلقه» من استئناف الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكداً استعداد موسكو للمساعدة في «خفض التصعيد».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري مقاتلون من «حماس» في خان يونس يوم 20 فبراير الماضي (رويترز)

تحليل إخباري الأسرى الورقة الأهم... على ماذا تراهن «حماس» في غزة؟

رغم النكسات التي مُنيت بها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، لا تزال حركة «حماس» تُحاول إظهار نوع من التحدي والصمود في مواجهة الدولة العبرية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون ينزحون بعد عودة العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى قطاع غزة (أ.ب) play-circle

«حماس» تبحث مقترح ويتكوف... وإسرائيل تُكثف ضرباتها على غزة

أعلنت «حماس»، الجمعة، أنها تناقش المقترح الأميركي لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة، وذلك مع تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بالقطاع للضغط على الحركة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تهديد «حماس» ما زال قائماً رغم ردّها الباهت على الضربات الإسرائيلية

مسلحون من حركة «حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
مسلحون من حركة «حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
TT
20

تهديد «حماس» ما زال قائماً رغم ردّها الباهت على الضربات الإسرائيلية

مسلحون من حركة «حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
مسلحون من حركة «حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

ألحقت إسرائيل خسائر فادحة بحركة «حماس» الفلسطينية، عبر غارات جوية، هذا الأسبوع، قتلت رئيس حكومة غزة ومسؤولين كباراً آخرين، لكن مصادر فلسطينية وإسرائيلية تقول إن الحركة أظهرت أنها قادرة على تحمُّل أضرار كبيرة ومواصلة القتال والحُكم، وفق ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.

وفقاً لمصادر في «حماس»، فإنه بعد مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، انتقلت الحركة إلى مجلس قيادي أقل اعتماداً على الشخص الواحد. ومع تقلص ترسانتها الصاروخية، أعادت الحركة التركيز على حرب الشوارع، وبات جناحاها العسكري والسياسي يعتمدان على الأشخاص لنقل الرسائل؛ لتجنب التجسس الإلكتروني.

استهدف أحدث الضربات الإسرائيلية، بشكل رئيسي، إضعاف قدرة «حماس» على الحكم في غزة، مما ينذر بجولة جديدة كبرى من الهجمات العسكرية التي ردّت عليها الحركة، حتى الآن، بإطلاق بضعة صواريخ فقط على تل أبيب.

أنهى العنف وقف إطلاق النار، الذي استمر أسابيع، بعد حرب استمرت لمدة 15 شهراً حاولت فيها إسرائيل تدمير «حماس» بقصف عنيف وهجمات برية؛ رداً على هجوم السابع من أكتوبر 2023.

لا تزال خصماً قوياً

وقتلت الضربات الإسرائيلية، يوم الثلاثاء الماضي، عصام الدعليس، رئيس متابعة العمل الحكومي، الرئيس الفعلي للحكومة، ووكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة ليلحقا الآلاف من مقاتلي «حماس» الذين لقوا حتفهم في الحرب، بالإضافة إلى كثير من قادتها العسكريين والسياسيين.

ومع توقع تجدد الصراع الشامل، الآن، في الشرق الأوسط المضطرب، فإن قدرة «حماس» على الصمود في وجه أي هجوم إسرائيلي جديد ستكون حاسمة في تحديد الإطار الزمني للصراع الجديد، والوضع داخل غزة بعد ذلك.

يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دوماً إن الهدف الرئيسي من الحرب هو تدمير «حماس» بوصفها كياناً عسكرياً وحاكماً. وأضاف أن هدف الحملة الجديدة هو إجبار الحركة على تسليم الرهائن المتبقّين.

تشير المقابلات، التي أجرتها «رويترز» مع أربعة مصادر داخل «حماس» وقريبة منها، وكذلك مع محللين إسرائيليين وفلسطينيين لديهم إلمام بقدرات الحركة وعملياتها، إلى أن «حماس» لا تزال خصماً قوياً، على الرغم من إضعاف قدراتها.

روايات المصادر عن المثال الذي قدمه الدعليس، طوال الحرب، حتى مقتله، من عقد الاجتماعات وتعيين المسؤولين ودفع الرواتب والتفاوض على تأمين تسليم المساعدات، يُظهر قدرة «حماس» على تولي زمام الأمور إلى حد ما، حتى في خِضم الفوضى.

وقال كوبي مايكل، من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ومعهد مشغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية: «لا تزال (حماس) واقفة على قدميها، ولا تزال (حماس) تحكم الأراضي والسكان، وتبذل قصارى جهدها لإعادة بناء نفسها عسكرياً».

تجنيد الآلاف وصُنع قنابل جديدة

كان أول رد فعل لـ«حماس» على استئناف إسرائيل الغارات الجوية، يوم الثلاثاء، وبدء هجومها البري، يوم الأربعاء، هو إطلاق ثلاثة صواريخ على تل أبيب، أمس الخميس.

وصرحت الحركة، في وقت سابق، بأنها لن تردَّ لمنح مهلة للوسطاء للتوصل إلى طريقة ممكنة لمواصلة وقف إطلاق النار، وهو أمر يبدو مستبعَداً بشكل متزايد.

في الأسابيع التي سبقت سَريان وقف إطلاق النار في يناير (كانون الثاني) الماضي، قتلت «حماس» العشرات من الجنود الإسرائيليين في حرب شوارع كانت من بين أكثر المعارك شِدة التي أسقطت قتلى إسرائيليين في هذا الصراع.

وقال مصدر مقرَّب من «حماس»: «عندما ترسل إسرائيل القتال إلى عمق غزة، يصبح ساعتها حتمياً، ويبدأ جنود الاحتلال التساقط قتلى».

وتقول إسرائيل إن حملتها نجحت في تقليص ترسانة «حماس» من الصواريخ وقدرتها على العمل كمنظمة عسكرية متماسكة، وإنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل. من ناحيتها، تنفي «حماس» هذا الادعاء، إلا أنها لم تذكر عدد المقاتلين الذين فقدتهم.

وقال مايكل ميلشتاين، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلي السابق في مركز موشيه ديان بتل أبيب، إن «حماس» تمكنت من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد مستقطبة كثيراً من الشبان العاطلين عن العمل في غزة.

وأضاف مايكل أنه رغم انقطاع إمدادات الأسلحة من الخارج، واستهداف العمليات الإسرائيلية مواقع التصنيع التابعة لـ«حماس» داخل القطاع، فقد أثبتت «حماس» قدرتها على صنع قنابل جديدة من الذخائر غير المنفجرة.

القدرة على الحكم

داخل غزة، وجّه مقتل الدعليس وشخصيات بارزة أخرى، هذا الأسبوع، ضربة قوية للحركة.

وقال ميلشتاين: «فقدوا عدداً من الشخصيات البارزة. كان عصام الدعليس رئيساً لحكومة الظل في غزة، لكن حتى بعد الدمار، لا يزالون يسيطرون على الشارع». ووصف «حماس» بأنها «الطرف المهيمن» في القطاع.

وأضاف: «هناك دائماً مَن سيحل محله»، دون أن يذكر مرشحين محددين.

وتؤكد قدرة الدعليس على العمل، حتى في أشد مراحل الحرب، حدة الصعوبات التي تواجهها إسرائيل.

وقال إسماعيل الثوابتة، الذي عمل مديراً لمكتب الدعليس: «رغم كونه في دائرة الاستهداف المباشر، وتهديدات الاغتيال المتكررة، لم يتوقف عن إدارة المشهد الحكومي بحكمة وحرص شديدين، وظلّ على رأس عمله متنقلاً بسرية تامة بين المؤسسات للإشراف على سير العمل».

وأفاد مصدر مقرَّب من الدعليس بأنه كان يتنقل في أنحاء غزة بسرية محكمة، تارة بسيارات، وتارة أخرى سيراً على الأقدام؛ للقاء الناس. وأضاف المصدر أنه كان يتواصل مع زملائه في الغالب برسائل ورقية.

وقال المصدر المقرَّب منه وآخر قريب من «حماس» إن الدعليس ومكتبه نجحا في ضمان استمرار دفع الرواتب لموظفي الحكومة.

وذكر المصدر القريب من «حماس»: «تخيل صعوبة توزيع الرواتب وإيصالها للموظفين في أنحاء قطاع غزة، في ظل وجود الدبابات والطائرات»، دون أن يكشف كيف جرى إنجاز ذلك.