وكان كبير الموظفين الدوليين يتحدث خلال مؤتمر صحافي، حول مؤتمر المناخ داخل المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، فسأله صحافي عن اليوم التالي بعد الحرب في غزة، فأجاب: «يجب أن يكون لدينا ما قبل»، موضحاً أنه «لهذا السبب كنت أصر على ضرورة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وعلى الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية، وعلى تحرير الرهائن، وعلى ضرورة إنهاء انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين». وكذلك عبر عن اعتقاده أنه «من المهم أيضاً أن نكون قادرين على تحويل هذه المأساة إلى فرصة»، مستدركاً أنه «لكي يكون ذلك ممكناً، فمن الضروري أن نتحرك بعد الحرب بطريقة حازمة ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين».
سلطة معززة
وأكد غوتيريش أن ذلك يستوجب قيام «سلطة فلسطينية قوية تتولى المسؤوليات في غزة»، مضيفاً أنه «يفهم أن السلطة الفلسطينية لا يمكنها أن تأتي على ظهر الدبابات الإسرائيلية إلى غزة». ورأى أن ذلك يعني أن «المجتمع الدولي بحاجة إلى فترة انتقالية». وزاد: «لا أعتقد أن فرض حماية الأمم المتحدة على غزة هو الحل»، بل إلى «نهج متعدد (...) تتعاون فيه البلدان والكيانات المختلفة». وشدد على أنه بالنسبة لإسرائيل، فإن «الولايات المتحدة هي الضامن الرئيسي لأمنها». أما بالنسبة للفلسطينيين، فإن «الدول المجاورة والعربية في المنطقة ضرورية» في سبيل «تهيئة الظروف اللازمة لعملية انتقالية، بما يسمح للسلطة الفلسطينية (...) المعززة، بتولي المسؤولية». وشدد على إنشاء «التحرك في مسار حازم لا رجعة فيه (نحو) حل الدولتين على أساس المبادئ التي أرساها المجتمع الدولي إلى حد كبير».
قتل... لا مثيل له
ورداً على سؤال حول دعواته المتكررة لوقف النار واستهداف المؤسسات التابعة للأمم المتحدة في غزة، قال غوتيريش إنه كان «واضحاً للغاية في إدانة انتهاكات القانون الدولي الإنساني وانتهاكات حماية المدنيين، وليس لدي تفويض لتصنيف هذه الأفعال». وأضاف: «شهدنا في أسابيع قليلة مقتل آلاف الأطفال (...) إننا نشهد مقتل مدنيين بشكل لا مثيل له ولا سابق له في أي صراع منذ توليت منصب الأمين العام» عام 2016.
وأوضح أنه قدم خلال السنوات السبع الماضية، تقارير أظهرت أن أكبر عدد من الأطفال الذين قُتلوا في عام واحد من جانب طرف واحد كان عام 2017 أو 2018 من حركة «طالبان»، وكان ثاني أعلى رقم يُعزى للحكومة السورية حين بلغ عدد الأطفال القتلى نحو 700 طفل.