اليوم التالي في غزة... دعوة «حماس» لتبني مقترح «الإسناد المجتمعي» تلقى «تحفظاً»

«فتح» تؤكد أن «اللجنة» لا توحد الجغرافيا الفلسطينية

مواطنون فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)
مواطنون فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)
TT
20

اليوم التالي في غزة... دعوة «حماس» لتبني مقترح «الإسناد المجتمعي» تلقى «تحفظاً»

مواطنون فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)
مواطنون فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)

دعوات جديدة من «حماس» بشأن «لجنة إدارة قطاع غزة» في اليوم التالي من الحرب، تطالب حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، بالتجاوب مع جهود تشكيلها، بينما تحفظت الأخيرة ودعت لأن تكون الحكومة هي مَن تدير من دون القبول بأي لجان تفصل القطاع عن الضفة.

هذا التباين الذي يأتي بعد نحو شهر من اتفاق مبدئي رعته القاهرة بعد جولتين في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، بشأن تشكيل «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة والمعبر الحدودي مع مصر على أن تكون من التكنوقراط، وبمرسوم من الرئيس الفلسطيني، يكشف عن وجود «خلافات ورفض غير معلن من (السلطة)» بحسب تقديرات خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

ويتوقع الخبراء أن تبذل مصر جهوداً إضافية باعتبار الفكرة قائمة بالأساس لمنع أي ذرائع من إسرائيل في اليوم التالي للحرب، تعطل انسحابها من القطاع، بدعوى رفض وجود «حماس» بالحكم.

وتحدثت «حماس» في بيان صحافي، الجمعة، عن أنها «خلال الأشهر الأخيرة تعاملت بإيجابية مع مبادرة الأشقاء في مصر المدعومة عربياً وإسلامياً لتشكيل (لجنة الإسناد المجتمعي) لإدارة شؤون قطاع غزة بشكل مؤقت، وأن تكون مرجعيتها السياسية المرسوم الرئاسي الفلسطيني، والتأكيد على أن قطاع غزة، هو جزء أصيل من الجغرافيا السياسية الفلسطينية».

فلسطيني يقوم بإجلاء طفل جريح بعد غارة إسرائيلية على الزوايدة وسط قطاع غزة (أ.ب)
فلسطيني يقوم بإجلاء طفل جريح بعد غارة إسرائيلية على الزوايدة وسط قطاع غزة (أ.ب)

حركة «حماس» التي سبق أن أعلنت في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنها وافقت على تشكيل اللجنة، قالت في البيان، إنها «قطعت شوطاً مهماً مع الإخوة في حركة (فتح) برعاية الأشقاء في مصر لتشكيلها». وأضافت أنها «تواصلت وتوافقت مع عدد من القوى والفصائل والشخصيات والفعاليات الوطنية إلى مجموعة من الأسماء المقترحة من ذوي الكفاءات الوطنية والمهنية، وتم تسليمها إلى الأشقاء في مصر».

وأعربت «حماس» في البيان ذاته عن أملها من «(فتح) والسلطة التجاوب مع جهود تشكيل (لجنة الإسناد المجتمعي) في إطار النظام السياسي الفلسطيني والعمل من خلال الإجماع الوطني ومشروعيته السياسية».

كما تحدث مصدر فلسطيني مقرب من السلطة لـ«الشرق الأوسط»، السبت، عن أن «الرئيس الفلسطيني يقف في موقف المتحفظ على تشكيل تلك (اللجنة)، خشية أن تتسبب في فصل غزة»، وبالتالي «لم يوقع على مرسوم بشأنها رغم إنجاز تفاهمات تلك (اللجنة) منذ أوائل ديسمبر الماضي»، و«لم يعلن ذلك علناً، وأبدى ذلك عبر تسريبات صدرت من متحدثين عدة، تعبر عن التحفظ بشأن صدور المرسوم»، متوقعاً استمرار جهود إضافية من القاهرة لإنهاء الانقسام على نحو يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.

في حين تحفظ متحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، منذر الحايك، على بيان «حماس»، في تصريحات نقلها إعلام فلسطيني، السبت، قائلاً إن «تشكيل أي لجنة لا توحد الجغرافيا أو الديموغرافيا الفلسطينية أمر خاطئ»، مشيراً إلى أن «منظمة التحرير وذراعها التنفيذية (السلطة الوطنية الفلسطينية)، هي صاحبة الولاية القانونية على الضفة والقطاع».

ودعا الحايك «(حماس) أن تفهم أن هناك مؤامرة على غزة، وأن تدرك تماماً خطورة الموقف»، متسائلاً: «لماذا لا تخرج (حماس) ببيان وتقول إن الحكومة الفلسطينية هي التي تمثل الكل الفلسطيني؟ ولماذا نشكل لجاناً لا تخدم الكل الفلسطيني؟ وتُفرق الضفة عن القطاع في وقت توجد فيه حكومة فلسطينية معترف بها فلسطينياً وعربياً ودولياً».

امرأة فلسطينية تنعي أحد أفراد أسرتها الذي قُتل بقصف إسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية تنعي أحد أفراد أسرتها الذي قُتل بقصف إسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)

وبرأي المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، فإن الفكرة قدمت من القاهرة لتشكيل «لجنة» في أكتوبر الماضي، ونوقشت في نوفمبر، ونضجت في ديسمبر، بهدف سحب مبررات إسرائيل وذرائعها بعدم تسليم السلطة لـ«حماس» أو لـ«فتح» والبقاء بالقطاع، ووصفها بأنها «فكرة خارج الصندوق (أي متميزة) ونوقشت بشكل مطول و«تم التأكيد على أنها ستصدر بمرسوم وتكون تحت إدارة (السلطة) لإبعاد أي تخوفات بشأنها».

ويعتقد أن عدم إنجاز اتفاق بشأن «اللجنة» يعود إلى «عدم صدور مرسوم من الرئيس الفلسطيني، دون إعلان رسمي عن سبب ذلك التحفظ أو طبيعية الخلافات».

في حين يرى المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أنه ليست هناك إشكالية في تكوين «لجنة الإسناد» بقدر ما المشكلة في رغبة «حماس» في الاستمرار جهة حاكمة في قطاع غزة، وتستخدم «اللجنة» غطاءً، مؤكداً أنها لو لديها جدية كان ينبغي أن تعلن رسمياً أنها انسحبت من حكم القطاع وتمنح الأمر لـ«السلطة» حتى تحبط أي ذرائع تهدد الوحدة الفلسطينية أو تزيد من عمر مخططات نتنياهو للبقاء في غزة.

ويرى أن المشكلة ليست في فجوات يجب سدها بين «السلطة» و«حماس»، مؤكداً أن الأخيرة «يهمها الحصول حتى آخر لحظة على ضمانة للبقاء بالحكم في اليوم التالي للحرب، كما أن بنيامين نتنياهو حريص على البقاء لآخر لحظة بالسلطة».

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

ولم ترد قيادات من «حماس»، ومحسوبون عليها، على طلب التعليق لـ«الشرق الأوسط»، كما لم تعلن القاهرة عن موقف رسمي بشأن نتائج رعايتها لجولة المحادثات التي رعتها بين حركتي «فتح» و«حماس».

ويفترض أن «اللجنة» حال أقرت كانت ستتبع السلطة الفلسطينية، وتتضمّن شخصيات مستقلة، وتتولى مهمة إدارة الشؤون المدنية، وتوفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وتوزيعها في القطاع، وإعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر، والشروع في إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإسرائيلية، وفق مصادر فلسطينية تحدثت سابقاً لـ«الشرق الأوسط».

ويأتي ذلك الغموض بشأن مسار «اللجنة» في ظل حضور جديد لقضية اليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة على طاولة مناقشات إسرائيل، في ظل موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الرافض لوجود «حماس» بالسلطة نهائياً.

فلسطينيون يقودون سياراتهم بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في خان يونس (إ.ب.أ)
فلسطينيون يقودون سياراتهم بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في خان يونس (إ.ب.أ)

وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن اجتماع وزاري، عقد الخميس، تناول قضايا من أبرزها، اليوم التالي للحرب، تحت عنوان مناقشة «مسألة توزيع المساعدات الإنسانية»، وذلك بعد أيام من تحذيرات كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن إسرائيل ستعود إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل 7 أكتوبر 2023 إذا لم تجد بديلاً لحكم «حماس».

وبتقدير مطاوع فإن اليوم التالي للحرب سيكون الشغل الشاغل لجميع الأطراف، خصوصاً مع احتمال عقد اتفاق هدنة، متوقعاً أن تواصل القاهرة جهودها لإنهاء الانقسام والبحث عن حلول، مضيفاً: «لكن مصالح (حماس) ونتنياهو من تتحكم وتعطل أي مسار».

ووفق الرقب فإن الكرة حالياً في ملعب «السلطة»، متوقعاً أن تواصل القاهرة جهودها مجدداً لسد الفجوات المحتملة في اتفاق «لجنة الإسناد» لسد أي ذرائع إسرائيلية قد تظهر مع حلول اليوم التالي للحرب.


مقالات ذات صلة

هل تقترب «هدنة غزة» من «صفقة تبادل جادة»؟

المشرق العربي طفل يبتعد عن الدخان المتصاعد بعد ضربة إسرائيلية في حي الزيتون بمدينة غزة يوم الأحد (أ.ف.ب)

هل تقترب «هدنة غزة» من «صفقة تبادل جادة»؟

تتكاثف الجهود في مسار التوصل لهدنة جديدة في غزة، وسط أحاديث عن موافقة مشروطة من «حماس» على مقترح مصري خلال اجتماعات بالقاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا بنايات في وسط العاصمة المصرية القاهرة (الشرق الأوسط)

المفاوضات الأميركية - الإيرانية: مصر تدعم «حلولاً وسطاً» تُسهم في خفض توترات المنطقة

أكدت مصر تقديرها للنهج التعاوني الذي يبديه الطرفان الأميركي والإيراني للتوصل إلى «تسوية سياسية عبر إعلاء لغة الحوار والتفاوض».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا نازحون فلسطينيون يتفقدون الأضرار في شمال مدينة غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: محادثات «حماس» بالقاهرة... هل تُعجل بالاتفاق؟

محادثات جديدة تستضيفها القاهرة مع «حماس»، بشأن استئناف اتفاق الهدنة في قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي في مختلف أنحاء القطاع

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون عن ضحايا محاصرين تحت الأنقاض في موقع غارة جوية إسرائيلية أصابت منزلاً بمدينة غزة (رويترز) play-circle

«حماس»: إطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب... معادلة يقبلها العالم ويرفضها نتنياهو

كشف مصدر مطلع في حركة «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (السبت) أن وفداً مؤلَّفاً من قادة كبار في الحركة الفلسطينية، من المقرر أن يصل إلى القاهرة.

«الشرق الأوسط» (غزة - القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون ينقلون أمتعتهم  في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية بغزة (أ.ف.ب) play-circle

حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة تقترب من 51 ألف قتيل

أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 14 شخصاً، بينهم 10 أفراد من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي أمس الجمعة على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تركيا والعراق لتعزيز التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب

جانب من الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين تركيا والعراق على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الأحد (الخارجية التركية)
جانب من الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين تركيا والعراق على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الأحد (الخارجية التركية)
TT
20

تركيا والعراق لتعزيز التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب

جانب من الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين تركيا والعراق على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الأحد (الخارجية التركية)
جانب من الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين تركيا والعراق على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الأحد (الخارجية التركية)

أكد الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين تركيا والعراق تطابق وجهتي نظر البلدين في التعامل مع تهديد حزب العمال الكردستاني واعتباره «تنظيماً إرهابياً».

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن العراق يتعامل حالياً مع حزب العمال الكردستاني، على أنه «تنظيم إرهابي».

وأضاف فيدان في تصريحات، عقب الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين تركيا والعراق، الذي عقد على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع الأحد: «في الوقت الحالي، يتم التعامل مع حزب العمال الكردستاني على أنه (تنظيم إرهابي) من قبل العراق».

صورة تذكارية للوفدين التركي والعراقي قبل الاجتماع الخامس للآلية الأمنية في أنطاليا الأحد (الخارجية التركية)
صورة تذكارية للوفدين التركي والعراقي قبل الاجتماع الخامس للآلية الأمنية في أنطاليا الأحد (الخارجية التركية)

ولفت إلى أن الحكومة العراقية كانت أعلنت العام الماضي، حزب العمال الكردستاني «تنظيماً محظوراً»، لكن لا يؤثر إن كان التصنيف يشير إلى أنه تنظيم «محظور» أو «إرهابي»؛ يكفي أنه تنظيم غير شرعي، وما يهم هنا هو الموقف المتخذ تجاه هذا الحزب.

وكان مجلس الأمن الوطني العراقي أعلن حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض صراعاً مسلحاً ضد تركيا منذ عام 1984 خلف نحو 40 ألف قتيل كما تقول أنقرة، تنظيماً محظوراً، في أعقاب زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للعراق في 22 أبريل (نيسان) 2024.

ودعا وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين خلال زيارته لبغداد في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى شن معركة مشتركة للقضاء على تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني (الإرهابيين).

وأتت زيارة فيدان للعراق وسط دعوات متكررة من تركيا لحل «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وتوعدت أنقرة بشن عملية جديدة عبر الحدود ضد «الوحدات الكردية» ما لم تتم معالجة مخاوفها.

جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية العراقي والتركي في بغداد في يناير الماضي (رويترز)
جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية العراقي والتركي في بغداد في يناير الماضي (رويترز)

وقال فيدان في بغداد: «أود أن أؤكد بقوة على هذه الحقيقة: حزب العمال الكردستاني يستهدف تركيا والعراق وسوريا، ومن أجل مستقبل منطقتنا وازدهار شعوبنا، يتعين علينا أن نخوض معركة مشتركة ضد الإرهاب، يتعين تدمير (داعش) وحزب العمال الكردستاني بكل ما أوتينا من قوة».

وفي 10 مارس (آذار) الماضي وقع قائد «قسد»، مظلوم عبدي، اتفاقاً مع الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، قضى باندماج «قسد» في مؤسسات الدولة السورية. وعَدّت «قسد» أن هذا الاتفاق أسقط المطالبات التركية بحل الوحدات الكردية وخروج مقاتليها من سوريا.

وأطلقت تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مبادرة، دعمها إردوغان، أسفرت عن نداء وجهه الزعيم التاريخي للحزب، عبد الله أوجلان، الذي يمضي عقوبة بالسجن المشدد مدى الحياة في جزيرة إيمرالي غرب تركيا، للحزب لعقد مؤتمره العام وإعلان حل نفسه وإلقاء أسلحته.

ووصف فيدان الاجتماع الخامس للآلية الأمنية بأنه كان «مثمراً للغاية»، لافتاً إلى أنه تم إعداد نص بيان مشترك، كما استعرض الجانبان الأعمال المنجزة حتى الآن في مجال الأمن.

وقال فيدان إن تركيا والعراق يتابعان عن كثب التطورات في المنطقة، و«قمنا خلال الاجتماع بمراجعة المشكلات الأمنية القائمة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التطورات الأمنية المحتملة».

فيدان التقى نظيره العراقي فؤاد حسين على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي (الخارجية التركية)
فيدان التقى نظيره العراقي فؤاد حسين على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي (الخارجية التركية)

وترأس فيدان الوفد التركي في اجتماع الآلية المشتركة، الذي ضم كلاً من وزير الدفاع يشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، ونائب وزير الداخلية منير كارا أوغلو.

في المقابل، ترأس وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين وفد بلاده، الذي ضم كلاً من وزير الدفاع ثابت العباسي، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض، ووزير داخلية إقليم كردستان العراق ريبر أحمد، ورئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، ورئيس دائرة الدول المجاورة في وزارة الخارجية العراقية محمد رضا الحسيني.

وعقد فيدان وحسين لقاء ثنائياً قبل اجتماع الآلية الأمنية، الذي بحث سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، والتنسيق المشترك في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.

كما تناول تعزيز التفاهم الذي تطور بين تركيا والعراق في مجال الأمن، وبخاصة في مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني، من خلال خطوات ملموسة إضافية.

وكان الاجتماع الرابع للآلية المشتركة عقد في أنقرة في 15 أغسطس (آب) 2024، وناقش العلاقات والتطورات الإقليمية مع التركيز على التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب بين البلدين؛ وتم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب بين البلدين.