مستشار الأمن القومي الأميركي: نقوم بمفاوضات مكثفة لإطلاق الرهائن 

دمرت إسرائيل آلاف المباني بقطاع غزة (وزارة الخارجية الفلسطينية)
دمرت إسرائيل آلاف المباني بقطاع غزة (وزارة الخارجية الفلسطينية)
TT

مستشار الأمن القومي الأميركي: نقوم بمفاوضات مكثفة لإطلاق الرهائن 

دمرت إسرائيل آلاف المباني بقطاع غزة (وزارة الخارجية الفلسطينية)
دمرت إسرائيل آلاف المباني بقطاع غزة (وزارة الخارجية الفلسطينية)

تباينت التصريحات حول مصير المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح رهائن إسرائيليين لدى حركة «حماس»، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في لقاء مع شبكة «سي إن إن» يوم الأحد، إن هناك جهوداً حول إطلاق سراح الرهائن، دون أن يوضح التفاصيل، لكنه قال: «ما يمكنني قوله هو أن هناك مفاوضات مكثفة ونشطة تشمل إسرائيل وقطر والولايات المتحدة، وتشارك مصر ودول أخرى فيها، والهدف هو القيام بما هو ضروري على طاولة المفاوضات لضمان حصولنا على العودة الآمنة لجميع الرهائن بمن في ذلك الأميركيون، وهم 9 مفقودين... ولا نعرف حالتهم وهل هم أحياء أو أموات، لكننا على اتصال مع عائلاتهم».

وفي المقابل، قال مسؤول فلسطيني مطّلع على محادثات الرهائن في غزة إن حركة «حماس» علّقت، يوم الأحد، المفاوضات بشأن الرهائن بسبب ما تقوم به إسرائيل تجاه مستشفى «الشفاء»، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».

حركة نزوح كثيفة في ظل تكثيف الجيش الإسرائيلي هجومه على الجزء الشمالي من قطاع غزة (أ.ب)

الرواية الإسرائيلية

وعن تطور الأحداث في غزة، قال سوليفان إن «لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد جماعة إرهابية خرجت في الأسبوعين الماضيين، وقالت إنها تود تكرار يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) مراراً وتكراراً حتى تنتهي إسرائيل من الوجود». ورفض المسؤول الأميركي تأكيد أو نفي الرواية الإسرائيلية حول قيام «حماس» باستخدام المستشفيات لتخزين الأسلحة وإخفاء مقاتليها.

وشدد سوليفان على أن مَن تواجهه إسرائيل هو عدو إرهابي يختبئ بين المدنيين، ويستخدم المدنيين دروعاً بشرية» مشيراً إلى أن إسرائيل «تتحمل عبئاً إضافياً في مواصلة الحملة ضد المجموعة الإرهابية مع التمييز بين الإرهابيين والمدنيين الأبرياء». وأوضح أن الولايات المتحدة تواصل «سراً وعلناً» تحميل إسرائيل مسؤولية العمل وفقاً لقواعد الحرب.

وتابع سوليفان قائلاً: «نحن (الولايات المتحدة وإسرائيل) دول ديمقراطية... وبوصفنا ديمقراطيات علينا أن نكون مختلفين، وعلينا أن نلتزم بقواعد الحرب، وأن نبذل قصارى الجهد لحماية المدنيين الأبرياء، وأن نكون حذرين في العمليات العسكرية لتجنب أي خسارة في أرواح المدنيين».

المستشفيات وتخزين الأسلحة

وفي سؤال حول الرواية الإسرائيلية بقيام «حماس» باستخدام المستشفيات لتخزين الأسلحة وإدارة العمليات، قال سوليفان: «لا أستطيع الخوض في الأمور الاستخباراتية، لكن هناك تقارير تشير إلى أن (حماس) تستخدم المستشفيات ومرافق مدنية أخرى لتخزين الأسلحة وإخفاء مقاتليها، ولدى (حماس) سجل حافل تاريخياً في هذا الأمر»

وشدد مستشار الأمن القومي الأميركي على أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى معارك بالأسلحة النارية في المستشفى، ولا تريد أن ترى مرضى أبرياء أو جرحى يُقتلون في أثناء تبادل إطلاق النار، وهذه هي الطريقة التي ننظر بها إلى هذه القضية، هذه هي الطريقة التي نتواصل بها مع نظرائنا الإسرائيليين».

بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك بينهما عُقد في 18 أكتوبر (د.ب.أ)

احتلال غزة

وحول التصريحات الأميركية بأنه من الخطأ أن تحتل إسرائيل غزة، وتفضيل أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع بعد الحرب، في مقابل تصريحات نتنياهو برفض تولي السلطة الفلسطينية مقاليد الحكم هناك، ورغبته في فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة في غزة، قال سوليفان: «يتعين على رئيس الوزراء أن يوضح ماذا يقصده في ما يتعلق بالسيطرة الأمنية الكاملة، ونحن واضحون للغاية بشأن موقفنا، وأنه لا يمكن إعادة احتلال غزة، ولا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للشعب الفلسطيني من غزة، ولا تقليص لأراضي القطاع. وقال: «في الوقت نفسه لا يمكن استخدام غزة قاعدة إرهابية لمهاجمة إسرائيل منها، وهذه هي الخطوط الأساسية لدينا، وقلنا إنه ينبغي أن تكون هناك قيادة موحدة في كل من الضفة الغربية وغزة، وتحديد كيفية إدارة الضفة الغربية وغزة سوف يعود إلى الشعب الفلسطيني»


مقالات ذات صلة

تركيا تؤكد استمرار جهودها لوقف إطلاق النار في غزة

المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام في إسطنبول الجمعة (أ.ف.ب)

تركيا تؤكد استمرار جهودها لوقف إطلاق النار في غزة

أعلنت تركيا أنها تواصل جهودها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية في غزة، مؤكدة أن طريق السلام في المنطقة يمر عبر حل الدولتين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

ترمب ينشر مقطع فيديو يتضمن شتائم نابية بحق نتنياهو

نشر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مقطع فيديو مثيراً للجدل تضمَّن شتائم نابية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

وسعت إسرائيل عمليتها في الضفة الغربية بعدما صنّفتها "ساحة رئيسية" في خريطة التهديدات، وقال وزير الدفاع إن الجيش يستعد للرد وفقاً لذلك.

كفاح زبون (رام الله)
خاص قوات إسرائيلية على شاطئ صيدا خلال اجتياح لبنان عام 1982 (غيتي)

خاص «الفرص الضائعة»... إيلي سالم يروي قصة الاتفاق اللبناني - الإسرائيلي

يروي إيلي سالم، وزير خارجية لبنان السابق، في كتابه «الفرص الضائعة»، تفاصيل ما عُرف بـ«اتفاق 17 أيار» عام 1983 بين لبنان وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي نقل طفلة فلسطينية جريحة من المستشفى الإندونيسي إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس (أ.ف.ب)

مجمع طبي في غزة يعلن توقف الخدمة الصحية ما عدا الأقسام الحرجة

أعلن مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم الأربعاء، توقف كامل الخدمة الصحية المقدمة في المجمع ما عدا الأقسام الحرجة وهي أقسام العناية المركزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

نعمت عون حملت مسؤوليات «بحجم جبال»... ما نعرفه عن السيدة اللبنانية الأولى

السيدة الأولى نعمت عون إلى جانب زوجها الرئيس جوزيف عون في بعبدا (رويترز)
السيدة الأولى نعمت عون إلى جانب زوجها الرئيس جوزيف عون في بعبدا (رويترز)
TT

نعمت عون حملت مسؤوليات «بحجم جبال»... ما نعرفه عن السيدة اللبنانية الأولى

السيدة الأولى نعمت عون إلى جانب زوجها الرئيس جوزيف عون في بعبدا (رويترز)
السيدة الأولى نعمت عون إلى جانب زوجها الرئيس جوزيف عون في بعبدا (رويترز)

مع فوز قائد الجيش جوزيف عون بالرئاسة، برز اسم زوجته السيدة الأولى نعمت عون، التي لعبت دوراً في دعم زوجها خلال مسيرته المهنية، مع حفاظها على خصوصية حياتها بعيداً عن الأضواء الإعلامية.

قلة ظهورها الإعلامي تجعل الكثيرين يتساءلون عن ملامح شخصيتها، وأهميتها كشريكة لرئيس ينظر إليه لبنان والعالم كرمز للاستقرار.

من هي نعمت عون التي تنقلت بين أروقة الحياة العسكرية ومشاهد الخدمة العامة؟

نعمت عون زوجة العماد جوزيف عون، من عائلة متواضعة من منطقة ‏الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت. والدها إلياس نعمة كان موظفاً في ‏شركة طيران «الشرق الأوسط»، ولديها شقيقتان، تانيا ولينا نعمة. ‏

وُلدت ونشأت في لبنان، حيث درست وعملت لسنوات طويلة في مجال ‏العلاقات العامة.

وشغلت منصب رئيسة قسم البروتوكول والعلاقات العامة ‏في الجامعة اللبنانية الأميركية (‏LAU‏) لمدة 23 عاماً.‏

يُعرف عن نعمت عون البعيدة عن الأضواء السياسية دعمها للأنشطة الإنسانية والاجتماعية التي تدعم العائلات اللبنانية. ومن المتوقع أن يكون لها دور بارز في تعزيز قيم الوحدة والتكافل الاجتماعي في المرحلة المقبلة.

وشاركت في نشاطات ‏اجتماعية، أبرزها المشاركة في تكريم أبناء العسكريين الشهداء في نادي ‏الرتباء في الفياضية خلال مناسبة عيد الجيش، في الأول من أغسطس (آب) من كل ‏عام، حيث تمضي وقتاً معهم وتستطلع أحوالهم. ‏

مسؤوليات مزدوجة و«حمل يوازي جبالاً»

تحمّلت مسؤوليات مزدوجة في تربية ابنيها وتعويض غياب زوجها ‏المتكرّر بسبب التزاماته العسكرية، خصوصاً خلال الفترات الأمنية ‏الحسّاسة. ولعبت دوراً محورياً في دعم زوجها طوال مسيرته العسكرية.‏

دعمت نعمت عون زوجها خلال مسيرته العسكرية (إكس)

وقالت السيدة الأولى في حديث إعلامي سابق: «منذ ارتباطي بزوجي أدركت أن حياتنا لن تكون بالسهولة التي تسير فيها حياة أزواج آخرين. فاختياره الحياة العسكرية كان بمثابة ارتباطه بزوجة أخرى، لا بل أولى بالنسبة إليه. كان يردد على مسامعي أنني الزوجة الثانية، وعليه اخترت طوعاً التأقلم مع هذا النمط من الحياة لمعرفتي بمدى حماسته لخدمة وطنه وتكريس حياته له».

وعن زوجها، قالت: «كان يثق بقدرتي على تعويض غيابه المتكرّر عن المنزل بسبب ظروف الخدمة، وتقدّمه في الرتب، كما بسبب الأوضاع الأمنية والحروب التي عاشها وطننا، والتي تسبّبت في إصابته أكثر من مرّة». وبرأي نعمت عون «إنّها لمسؤولية كبيرة أن تكون المرأة زوجة قائد للجيش خصوصاً في بلد يواجه المخاطر باستمرار. زوجة القائد تتحمّل أعباءً تُضاف إلى كل المسؤوليات التي تحملها. القلق الذي تعيشه على زوجها الذي يحمل مسؤولية وطن بأكمله، يوازي بحجمه جبالاً».

عائلة الرئيس اللبناني جوزيف عون وزوجته نعمت في القصر الرئاسي في بعبدا (رويترز)

أم لولدين

ونعمت عون أم لولدين، ابنها خليل مصرفيّ، ومعروف باحترافه كرة السلة، أما ‏ابنتها نور فتدرّجت في المجالات العلمية، وتعمل مع مؤسّسات دولية. ‏

خليل جوزيف عون يحترف كرة السلة (إكس)

نعمت عون الجدة

نعمت عون جدّة لولد من ابنها خليل، واسمه جوزيف على اسم جده، ولولد آخر من ابنتها الحامل بتوأم.‏

وعن حفيدها جوزيف، عبّرت بأن ولادته «غيرت حياتها وحياة زوجها بشكل كبير». وأضافت: «مقولة (ما أعز من الولد إلا ولد الولد) تفسّر العلاقة الوطيدة والمميّزة التي تنشأ بين الأجداد والأحفاد، والتي تتغلّب على علاقة الأبناء بآبائهم».

وفي لقاء سابق مع «مجلة الجيش اللبناني»، قالت: «يجسّد جوزيف الصغير فسحة الأمل التي نشعر بها في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، وجلّ ما أتمنّاه أن ينعم صغيرنا كما أطفال لبنان كلهم بمستقبل أفضل وبوطن يعيشون فيه بسلام وطمأنينة».