في توغلها البري... إسرائيل تعزل مدينة غزة وشمالها عن باقي القطاع

دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي تمر على طريق بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي تمر على طريق بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

في توغلها البري... إسرائيل تعزل مدينة غزة وشمالها عن باقي القطاع

دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي تمر على طريق بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي تمر على طريق بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

واصل الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، عمليات توغله البري في داخل قطاع غزة المستمرة منذ عدة أيام بالتزامن مع شن هجمات جوية مكثفة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأعلنت مصادر فلسطينية عن عشرات القتلى والجرحى في غارات جوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة استهدفت منازل سكنية ومواقع مدنية وأراضٍ زراعية.

وذكرت المصادر أن الجيش الإسرائيلي عزل في توغلاته البرية مدينة غزة وشمالها إلى حدٍ كبير عن بقية القطاع نتيجة للعمليات البرية الإسرائيلية والاشتباكات ذات الصلة مع نشطاء وفصائل فلسطينية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تواصل القتال على الأرض في قطاع غزة، وتطوق بالفعل مدينة غزة من كلا الجانبين.

وذكر الجيش أنه خلال ساعات الليل، واجه جنود من لواء جولاني والقوات المدرعة مجموعات فلسطينية مسلحة أطلقت نيران مضادة للدبابات عليهم وفجروا عبوات ناسفة وألقوا قنابل يدوية.

وأضاف أن قواته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين، فيما تحركت المقاتلات بالتعاون مع القوات الجوية، ووجهت طائرة لمهاجمة فرقة مضادة للدبابات خططت لإطلاق النار وتمت تغطيتها بنيران القوات البحرية.

آلية عسكرية إسرائيلية تجري مناورات داخل قطاع غزة (إ.ب.أ)

في هذه الأثناء، حذرت الأمم المتحدة من أن عزل مدينة غزة وشمالها يهدد بتوقف تسليم المساعدات الإنسانية من الجنوب إلى نحو 300 ألف نازح داخلياً في شمال القطاع.

وكان قطاع غزة شهد أمس مقتل 280 فلسطينياً، مما رفع عدد القتلى المبلغ عنه منذ بدء هجمات إسرائيل في السابع من الشهر الماضي إلى 8805، ثُلثاهم من الأطفال والنساء، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن حصيلة «مجزرتي» إسرائيل في مخيم جباليا يومي أول أمس (الثلاثاء) وأمس (الأربعاء) تجاوز ألف شخص ما بين قتيل وجريح ومفقود.

وحسب المكتب الإعلامي، بلغ عدد القتلى 195 والمفقودين تحت الأنقاض 120 والجرحى 777 جراء تدمير طائرات حربية إسرائيلية مربعين سكنيين في مخيم جباليا.

وتكافح فرق الإنقاذ، وأغلبها من الدفاع المدني الفلسطيني، لتنفيذ مهامها، وسط غارات جوية متواصلة، ونقص حاد في الوقود لتشغيل المركبات والمعدات.

وتشير التقديرات إلى أن الآلاف محاصرون تحت الأنقاض، فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنها اضطرت، بسبب نقص الوقود، إلى تقليص عدد سيارات الإسعاف التي تديرها.

وقدرت الأمم المتحدة وجود أكثر من 1.4 مليون شخص في غزة نازحين داخلياً، حيث لجأ أكثر من 690 ألفاً و400 شخص إلى 149 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وفي الأيام الأخيرة، انتقل عشرات الآلاف من النازحين داخلياً، الذين كانوا يقيمون سابقاً مع عائلات مضيفة، إلى الملاجئ العامة بحثاً عن الطعام والخدمات الأساسية، مما أدى هذا إلى زيادة الضغط على الملاجئ المكتظة بالفعل.

في هذه الأثناء، تصاعدت التحذيرات من مخاطر نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية من المستشفيات في قطاع غزة في ظل انقطاع كامل للكهرباء منذ أكثر من 20 يوماً إثر وقف إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود إلى غزة.

وبعد توقف الخدمات بسبب نقص الوقود والكهرباء في مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن مستشفى الشفاء في مدينة غزة والمستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا أوشكا على النفاد من الوقود، وناشدت المجتمع الدولي والسكان المحليين في المساعدة في توفير الوقود.

وحذرت الوزارة من أن 42 طفلاً تحت أجهزة دعم الحياة، و62 جريحاً يستخدمون أجهزة التنفس، و650 مريضاً مصاباً بالفشل الكلوي، هم الأكثر عرضة للخطر في حالة انقطاع التيار الكهربائي.

وفي الوقت الحالي، هناك 15 مستشفى من أصل 35 مستشفى لديها القدرة على استيعاب المرضى الداخليين لا تعمل، بالإضافة إلى مركزين متخصصين للمرضى الخارجيين.

وتتأثر جميع المستشفيات والعيادات العاملة بنقص حاد في الوقود، مما يؤدي إلى تقنين صارم واستخدام محدود للمولدات للوظائف الأساسية فقط. علاوة على ذلك، فإن صيانة وإصلاح المولدات الاحتياطية، التي لم تكن مخصصة في الأصل للتشغيل المستمر، أصبحت صعبة بشكل متزايد بسبب ندرة قطع الغيار.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تعزّز قواتها في الضفة لأغراض «تشغيلية ودفاعية»

المشرق العربي عناصر من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية 11 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

إسرائيل تعزّز قواتها في الضفة لأغراض «تشغيلية ودفاعية»

دفع الجيش الإسرائيلي 3 كتائب احتياط إلى الضفة الغربية استعداداً لتصعيد إقليمي محتمل، بغرض تعزيز الوجود الأمني في الضفة عشية الأعياد اليهودية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية طفل فلسطيني يسير أمام أنقاض المباني في مدينة غزة (أ.ف.ب)

مصر تشدد على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان لتفادي «الحرب المفتوحة»

ندد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي بـ«إمعان إسرائيل في توسيع رقعة الصراع»، مجدداً مطالبة تل أبيب بالانسحاب من معبر رفح و«محور فيلادلفيا».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)

هل تُسهم التحركات العربية في الضغط لتنفيذ «حل الدولتين»؟

شهدت فعاليات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك، تحركات ومساعي عربية من أجل تنفيذ «حل الدولتين».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي دمار جرّاء الغارات الإسرائيلية على السكسكية بجنوب لبنان (رويترز)

شعبية نتنياهو ترتفع بفضل الحرب ضد «حزب الله»

أظهر استطلاعان للرأي العام في إسرائيل أن حزب «الليكود»، برئاسة بنيامين نتنياهو، سيفوز بـ25 مقعداً في «الكنيست» إذا أُجريت الانتخابات اليوم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي عمال فلسطينيون يعبرون من شمال غزة للعمل في إسرائيل (أ.ف.ب)

نقابات ترفع شكوى لمنظمة العمل الدولية بشأن معاملة إسرائيل لعمال فلسطينيين

رفعت عشر نقابات عمالية عالمية شكوى، الجمعة، لمنظمة العمل الدولية تتهم فيها إسرائيل بأن معاملتها للعمال الفلسطينيين منذ بدء حرب غزة تنتهك معاهدة عالمية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مَن «الناجي الوحيد» مِن القيادة العسكرية العليا لـ«حزب الله»؟

TT

مَن «الناجي الوحيد» مِن القيادة العسكرية العليا لـ«حزب الله»؟

الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لسلسلة القيادة العسكرية لـ«حزب الله» بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله
الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لسلسلة القيادة العسكرية لـ«حزب الله» بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، أنه قام بتصفية قيادة «حزب الله» العسكرية، في ضربة غير مسبوقة للجماعة اللبنانية المدعومة من إيران.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، شجرة لسلسلة القيادة العسكرية لـ«حزب الله» بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الجمعة، وقد حمل كل من فيها علامة «تم القضاء عليه»، باستثناء فرد واحد هو أبو علي رضا «قائد وحدة بدر» التابعة لجبهة الجنوب.

فمن هو أبو علي رضا؟

يُلقب بـ«الحاج أبو حسين»، ويتولى قيادة وحدة «بدر» أحد أبرز التشكيلات العسكرية في «حزب الله»، وأشارت تقارير إسرائيلية إلى توليه قيادة وحدة «الرضوان» النخبوية، خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل يوم 20 سبتمبر (أيلول) الحالي.

لا يُعرف عنه الكثير، وتشير التقارير إلى أنه يبلغ من العمر 60 عاماً، وينحدر من بلدة باريش في قضاء صور جنوب لبنان.

حسب التقارير، نجا أبو علي رضا في تسعينات القرن الماضي من محاولة اغتيال مع إبراهيم عقيل، وتدرج في مناصب عسكرية متعددة ضمن هيكلية «حزب الله»، ليصبح من أبرز ضباط العمليات في محور الجنوب.

يُصنف ضمن الجيل الثالث من قيادات الحزب، وتلقى تدريبات عسكرية متقدمة في إيران. قليل الخروج للعلن، وعندما يظهر يكون متستراً أو مغطى الوجه ليشرح مهام أو أهدافاً أو معلومات عسكرية تخص الحزب.