وسّع الجيش الإسرائيلي توغله البري في شمال قطاع غزة، أمس، وسط معارك قاسية، إذ وصلت قوات ودبابات إسرائيلية إلى أطراف مدينة غزة، بعد ثلاثة أيام من بدء هجوم بري كبير في القطاع، بينما واصلت الطائرات ضرب مناطق مختلفة في القطاع، ما أثار مزيداً من الدعوات الدولية لحماية المدنيين. ووصلت القوات الإسرائيلية، لأول مرة، إلى حي الزيتون وشارع صلاح الدين الرئيسي الذي يفصل بين شمال القطاع وجنوبه، وقالت إنها ضربت أكثر من 600 هدف في القطاع خلال 24 ساعة فقط، بينما عدّ الكثيرون ذلك محاولة لعزل شمال غزة.
من جانبها، قالت حركة «حماس»، إنها أجبرت القوات المهاجمة على التراجع، وكبّدتها خسائر وأفشلت مخططها. وأعلن غازي حمد، عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، في مؤتمر صحافي، أن الجيش الإسرائيلي فشل في توغله البري، وأن «كتائب القسام استطاعت صد قوات الاحتلال في كل الأماكن التي حاولت الدخول منها، واستطاعت أن تلحق بهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد». كما ردت «كتائب القسام» بقصف القدس وتل أبيب ومناطق في الغلاف.
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد، في خطاب، مساء أمس، أن الحرب ستستمر وأن الجيش الإسرائيلي سيواصل توسيع نطاق دخوله البري إلى قطاع غزة «بخطوات مدروسة وقوية»، مشيراً إلى أنه يحرز تقدماً تدريجياً.
في الأثناء، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، مع نظيره البرتغالي جواو غوميز كرافينيو، وجوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، تطورات الأوضاع في غزة ومحيطها، مع استمرار التصعيد العسكري وتضرر المدنيين العزل.
وبحث الجانبان سبل منع التهجير القسري لسكان غزة، ودعم الجهود الرامية إلى وقف التصعيد، وناقشا أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه ذلك، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بما يمنع تفاقم الأزمة الإنسانية، والعودة إلى مسار السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية.
وزادت «حماس» من ضغوطها على نتنياهو، الذي يتعرض أصلاً إلى ضغوط عدة داخلية وخارجية، إذ نشرت شريط فيديو لـ3 أسيرات إسرائيليات طالبن نتنياهو بالإفراج عنهن فوراً. واتهمت إحدى الأسيرات نتنياهو بالفشل، وقالت إنهن يتحملن فشله السياسي والأمني والعسكري والحكومي. ووجهت حديثها لرئيس الوزراء الإسرائيلي مباشرة قائلة: «أنت تريد أن تقتلنا، أنت تريد أن تقتل الجميع، أنت تريد أن يقتلنا الجيش. ألا يكفي أنك ذبحت الجميع، ألا يكفي مقتل مواطنين إسرائيليين أبرياء في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق سراحنا الآن، أطلق سراح مواطنيهم، أطلق سراح أسراهم (الفلسطينيين)... الآن الآن الآن».
ورد نتنياهو واصفاً المقطع المصوَّر بدعاية «نفسية قاسية» من قبل «حماس». وأضاف، في منشور على منصة «إكس»، إن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لإعادة الرهائن.