ميقاتي: تلقيت وعوداً بالسعي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان

اجتماعات وزارية وحكومية للبحث في خطط الطوارئ

TT

ميقاتي: تلقيت وعوداً بالسعي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان

عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات، الخميس، للبحث في خطط الطوارئ التي تقوم بها الوزارات والأمم المتحدة لمواكبة التطورات في لبنان، في ظل التصعيد العسكري الذي تشهده الجبهة الجنوبية.

وأعلن ميقاتي، خلال ترؤسه جلسة للحكومة، أنه تلقى بعض الأجواء الدبلوماسية التي أبدت تفهماً للمخاوف اللبنانية، ووعداً باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.

وقال في مستهل الجلسة: «طوال الأيام الماضية، واصلت إجراء الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية لشرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع التعديات الإسرائيلية وامتداد النيران إلى الداخل اللبناني، إذ ما يحصل في الجنوب وسقوط الشهداء يوماً بعد يوم يجب التوقف عنده. من هنا كانت مطالبتنا الدائمة للدول الشقيقة والصديقة بأن تقوم بالضغط اللازم لوقف الاستفزازات والتعديات الإسرائيلية على لبنان».

وأكد: «إننا مستمرون في اتصالاتنا بشكل مكثف، وتلقيت في الساعات الماضية بعض الأجواء الدبلوماسية التي أبدت تفهماً للمخاوف اللبنانية ووعداً باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. وآخر هذه الاتصالات، جرى قبل بدء الجلسة بدقائق من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، الموجود في القاهرة، الذي وضعني في أجواء الاتصالات تمهيداً لعقد مؤتمر في القاهرة يوم السبت المقبل».

ووجّه ميقاتي رسالة إلى الداخل اللبناني، متمنياً أن يكون هناك موقف موحد، داعياً الجميع، «سواء أكانوا مشاركين في الحكومة أم خارجها، وخاصة المشاركين في الحكومة، الذين لا يحضرون جلساتها (في اشارة إلى التيار الوطني الحر)، إلى عدم المزايدة بالوطنية». وأضاف: «همّنا واحد، هو مصلحة البلد، ويجب أن نبقى معاً. وإذا لم يتلقف الجميع الفرصة الحالية للاجتماع وانتخاب رئيس للجمهورية، فماذا ينتظرون؟».

وانتقد ميقاتي «التحركات الشعبية التي تتخطى التعبير عن الرأي لتتحول إلى تعديات على الناس والجيش والقوى الأمنية وعلى الممتلكات العامة والخاصة والبعثات الدبلوماسية»، مؤكداً أنها مرفوضة، وذلك في إشارة إلى التعديات التي طالت مقر السفارة الأميركية خلال تنفيذ تحرك، رفضاً لمجزرة المستشفى في غزة.

وعن الخطوات العملية التي تقوم بها الحكومة تحضيراً لأي تصعيد، قال: «اجتمعت مطولاً مع حاكم مصرف لبنان، واطلعت منه على الإجراءات التي يتخذها لتأمين الاستقرار النقدي. وضبط سعر الصرف، وأنا مطمئن للخطوات التي تتخذ».

وكان ميقاتي قد عقد صباحاً اجتماعاً وزارياً موسعاً ضمّ وزراء الداخلية والبلديات بسام مولوي، والصحة العامة فراس أبيض، والإعلام زياد مكاري، والبيئة ناصر ياسين، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي، ومسؤولي الهيئات الإنسانية والإنمائية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة والعاملة في لبنان. وتم خلال الاجتماع البحث في خطة الطوارئ، التي أعدّتها «الأمم المتحدة» لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان خدماتياً وإنسانياً وصحياً واجتماعياً.

كما اجتمع مع وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، واطلع منه على الإجراءات والتدابير الاحترازية والخطط التي تضعها الوزارة في المرافئ اللبنانية الأربعة (بيروت، طرابلس، صيدا، صور)، وكذلك على صعيد المطار والطرقات والجسور، لمواجهة أي ظروف استثنائية تواجه هذه المرافق الحيوية.


مقالات ذات صلة

«حل الدولتين» ينتظر دعماً من القمة الخليجية - الأوروبية

خاص سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وعمان كريستوف فارنو (الشرق الأوسط)

«حل الدولتين» ينتظر دعماً من القمة الخليجية - الأوروبية

أكّد سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وعُمان، كريستوف فارنو، أن هناك توافقاً خليجيّاً أوروبيّاً حول ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان.

غازي الحارثي (الرياض)
المشرق العربي جنود في مقبرة بالقدس يوم 6 أكتوبر الحالي خلال تشييع عسكري قُتل بهجوم بطائرة مسيّرة يُعتقد أنها أُطلقت من العراق (أ.ف.ب)

عشرات جنود الاحتياط يرفضون الخدمة في إسرائيل

كشفت مصادر إعلامية في تل أبيب عن اتساع ظاهرة التذمر في صفوف الجيش، وسط معلومات عن رفض 130 جندياً الخدمة في جيش الاحتياط.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا محادثات السيسي ووزير الخارجية الأردني في القاهرة تناولت جهود التهدئة بالمنطقة (الرئاسة المصرية)

مصر والأردن يحذران من خطورة «التصعيد العسكري» بالمنطقة

لقاء الرئيس المصري ووزير الخارجية الأردني في القاهرة تناول مستجدات الجهود المصرية والأردنية الرامية للتهدئة في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يزعم زيارة غزة... وتقرير يؤكد عدم وجود سجل لذلك

زعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أنه سبق أن زار غزة في الماضي، لكن تقريراً نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أكد أنه لا يوجد أي سجل لهذه الزيارة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي أم فلسطينية تدعى رحاب تنعى ابنها محمد البالغ من العمر 14 عاماً في مستشفى الأقصى بدير البلح في غزة والذي قُتل إثر غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)

مقتل 16 فلسطينياً بينهم 9 من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي على غزة

قتل 16 فلسطينياً، بينهم 9 من عائلة واحدة، في الساعات الأولى من صباح اليوم (الأربعاء) جراء غارات إسرائيلية على حي الشجاعية.

«الشرق الأوسط» (غزة )

مراجعة «فتوى النووي» تطرق مكتب خامنئي

منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)
منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)
TT

مراجعة «فتوى النووي» تطرق مكتب خامنئي

منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)
منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

يتصاعد النقاش في إيران لتعديل العقيدة الدفاعية وإعادة النظر بفتوى تحريم إنتاج السلاح النووي، ويكاد أن يصل إلى مكتب المرشد علي خامنئي نفسه.

وخلال اليومين الماضيين، قدم الإعلام الإيراني المقرب من المرشد تصورات مقلقة عن عدم امتلاك طهران قوة ردع نووية. وقالت صحيفة «طهران تايمز»، إن «الخطر الإسرائيلي غير المنضبط يغذي المطالبات الشعبية الإيرانية بامتلاك الأسلحة النووية».

وصباح الخميس، نقلت وكالة «فارس» عن رسول سنائي ‌راد، مستشار الشؤون السياسية في مكتب خامنئي، إن «استهداف إسرائيل المحتمل للمنشآت النووية سيكون ضرباً للخطوط الحمراء الإقليمية والدولية».

وقال سنائي راد: «بعض السياسيين (الإيرانيين) أثار إمكانية تغيير السياسات الاستراتيجية النووية؛ لأن ضرب مراكز الطاقة في البلاد سيكون له تأثير على المعادلات أثناء الحرب وبعدها».

رسول سنائي ‌راد مستشار الشؤون السياسية في مكتب خامنئي (تسنيم)

ودأبت مؤسسات عسكرية وسياسية إيرانية، خلال السنوات الماضية، على التلويح بتغيير العقيدة النووية إلى إنتاج هذا السلاح، لكن غالباً ما ينتهي الأمر إلى التذكير في كل مرة بأن ذلك «محرَّم وفق فتوى المرشد علي خامنئي».

لكن التصعيد الراهن في المنطقة يفرض معادلة جديدة على إيران، لا سيما بعد الضربة التي لحقت بـ«حزب الله»، أهم وكلائها في المنطقة، والشعور السائد بأن إيران باتت في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

وتدرس إسرائيل ردها على الصواريخ الباليستية الإيرانية، ومن المتوقع أن تفوض الحكومة في تل أبيب رئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يولاف غالانت لتحديد موعد الضربة ومكانها.

وقال غالانت، في وقت سابق، إن بلاده «جهزت رداً قاتلاً ومفاجئاً لإيران»، وكان ذلك مباشرة بعد مكالمة غير حاسمة بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن.

«ماذا تنتظرون؟»

وطالب النائب علي حسن أخلاق أميري، خلال جلسة في البرلمان الإيراني، «المجلس الأعلى للأمن القومي بإعادة النظر في وضع عقيدة الدفاع عن إيران في أسرع وقت ممكن».

وتروّج مؤسسات سياسية في إيران لفكرة أن تعزيز الردع ضد إسرائيل، يلقى صدى بين الدوائر الأكبر نفوذاً ونخبوية في البلاد.

وخاطب أخلاق أميري أعضاء البرلمان قائلاً: «لماذا تكتفون بالنقم على جرائم إسرائيل؟ هل تشعرون بالخوف؟ هل العيش في هذه الدنيا ثمين لدرجة أنكم تقبلون بالذل».

وقال أخلاق أميري: «مراجعة فتوى (تحريم النووي) وفق أدبيات الفقه الإمامي يتعلق الآن بالزمان والمكان المؤثرين في الفقه بصفته حكماً ثانوياً، ومن ثم عرض النتائج على المرشد». ومع ذلك، أقرّ النائب بأن «الفتوى لا تزال قائمة».

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهِر توسعاً في منشأة نطنز النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

وصدرت فتوى خامنئي لتحريم السلاح النووي عام 2003، بوصفها رأياً استشارياً ملزماً.

وفي وقت لاحق، أعلنتها الحكومة الإيرانية (الفتوى) في بيان خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. وكان الرئيس الإيراني الأسبق قد عدّ الفتوى أكبر ضمان لحركة إيران في مسار التكنولوجيا النووية السلمية.

وتوشك طهران على رفع مخزونها الحالي من اليورانيوم المخضب إلى نحو 90 في المائة في غضون أسبوعين، لتكون قادرة على إنتاج قنبلة نووية، وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.