«التحالف الدولي» يعزز قواعده شمال شرقي سوريا

تركيا تواصل التصعيد في مناطق «قسد»... وحزب معارض يعلن تمديد إرسال قوات إلى سوريا

تدريبات مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)
تدريبات مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«التحالف الدولي» يعزز قواعده شمال شرقي سوريا

تدريبات مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)
تدريبات مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصلت تركيا قصفها مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا في إطار ردها المتواصل على الهجوم على وزارة الداخلية في أنقرة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، الذي تبناه حزب العمال الكردستاني. وتزامن ذلك مع دفع «التحالف الدولي للحرب على داعش»، بقيادة أميركا، تعزيزات إلى قواعده في محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا) التي تشهد تصعيداً كبيراً من القوات التركية عبر الضربات الجوية والاستهدافات البرية منذ الخميس الماضي.

واستمراراً للتصعيد، استهدفت طائرة تركية مسيَّرة، الأربعاء، منطقة في قرية الفجة التابعة لناحية الهول بريف الحسكة الشرقي.

جاء ذلك بعد مقتل 4 جنود أتراك في استهداف صاروخي نفذته قوات «مجلس تل العسكري» التابعة لـ«قسد» على قاعدة الدوادية التابعة للقوات التركية في ريف الحسكة ضمن ما يعرف بمنطقة «نبع السلام» الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لها. 

كما قتل 3 عناصر من فصيل «أحرار الشرقية» باستهداف بري لقوات المجلس لقرية مشعفة بريف تل تمر، أصيب 6 آخرون بجروح خطيرة، تم نقلهم إلى مستشفيات في تركيا للعلاج. 

منشأة الزربة بالحكسة تشتعل بعد قصف شنته تركيا يوم الخميس (أ.ف.ب)

وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 90 استهدافاً جوياً لمسيَّرات تركية على مناطق «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، منذ مطلع العام الحالي، أسفرت عن مقتل 76 شخصاً، وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح متفاوتة. 

ومع ارتفاع حدة التصعيد التركي على مدى الأسبوع الأخير، لا سيما في الحسكة،  جلبت قوات «التحالف الدولي للحرب على داعش»، رتلاً عسكرياً جديداً من إقليم كردستان العراق من خلال معبر الوليد، مؤلفاً من 30 شاحنة تحمل صهاريج وقود ومعدات لوجيستية باتجاه قواعد التحالف في الحسكة. 

وحذر التحالف الدولي، منذ أيام، من التصعيد الذي قد يؤثر على القوات المنضوية تحته، التي تواصل علمياتها لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي. 

وكانت الولايات المتحدة، التي تقود التحالف، أعلنت أن مقاتلات «إف 16» أسقطت طائرة مسيَّرة تركية اقتربت من إحدى مناطق تمركز قواتها في الحسكة، الخميس الماضي، داعية تركيا إلى الالتزام ببروتوكولات منع الاشتباك. 

وعد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في تصريحات الثلاثاء، أن حادثة إسقاط المسيرة التركية ستظل محفورة في الذاكرة الوطنية لتركيا وسيتم اتخاذ ما يلزم في الوقت المناسب. 

رتل عسكري تركي متوجه إلى إدلب (أرشيفية - الأناضول)

وهاجمت رئيسة حزب «الجيد» التركي القومي المعارض، ميرال أكشنار، الولايات المتحدة بسبب إسقاط المسيرة التركية. وقالت، في كلمة أمام اجتماع مجموعة حزبها بالبرلمان التركي الأربعاء: «لا أستطيع أن أصدق ذلك، إنها حالة ذهنية غريبة وبعيدة كل البعد عن الجدية، ما نحتاج حقاً إلى التساؤل عنه هو ليس مدى قرب طائرتنا من القاعدة الأميركية، وإنما عما تفعله القواعد الأميركية في مناطق يسيطر عليها التنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات (قسد) التي تصنفها تركيا تنظيماً إرهابياً)». 

وأضافت أكشنار: «إذا كانت الدولة الأميركية غير مرتاحة لوجود تركيا في هذه الجغرافيا، فيجب عليها إخلاء قاعدة إنجرليك الواقعة على الأراضي التركية على الفور. دعونا نعرف من هو الصديق ومن هو العدو... وفي الوقت نفسه، يجب على أميركا أن تدفع لتركيا التعويضات اللازمة عن الطائرة المسيرة التي أسقطتها». 

وأكدت أكشنار أن مكافحة جميع المنظمات الإرهابية، التي تشكل تهديداً للوحدة الوطنية والوحدة الإقليمية للدولة التركية هي أمر مبرر ومشروع. 

وقالت إن حزبها يدعم جميع العمليات العسكرية ضد هذه التنظيمات الإرهابية سواء العمال الكردستاني أو الوحدات الكردية أو غيرها في شمالي سوريا والعراق. 

وأكدت أن حزبها سيواصل هذا الدعم من خلال الموافقة على المذكرة المقدمة من الحكومة إلى البرلمان بطلب تمديد صلاحيتها لإرسال قوات إلى سوريا والعراق لمدة عامين إضافيين. 


مقالات ذات صلة

سوريا: غارات إسرائيلية تستهدف المنطقة الوسطى

المشرق العربي عناصر من الجيش السوري (أرشيفية - رويترز)

سوريا: غارات إسرائيلية تستهدف المنطقة الوسطى

قال التلفزيون الرسمي السوري، إن سوريا تصدّت «لأهداف معادية» في المنطقة الوسطى، الأحد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الرئيس السوري بشار الأسد يصافح وزير خارجية إيران عباس عراقجي في دمشق السبت (إ.ب.أ)

الأسد لعراقجي: الرد الإيراني على إسرائيل «كان قوياً»

تزامنت زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى دمشق مع استهداف سيارة على طريق «حمص - حماة»، وسط أنباء عن اغتيال عضو بارز في «الحرس الثوري» الإيراني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي هارب من الحرب بلبنان يحمل متاعه لاجتياز طريق معبر المصنع بعد استهدافه بغارة إسرائيلية الجمعة (أ.ب)

الوافدون من لبنان إلى سوريا... معاناة عبر الحدود

يواجه الوافدون مخاطر كثيرة في ظل الاستهداف الإسرائيلي للمعابر، أبرزها الانتظار لساعات طويلة قد تصل إلى أيام، لعدم توفر وسائل نقل تقلهم إلى وجهتهم في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إ.ب.أ)

لبحث التطورات الإقليمية... وزير الخارجية الإيراني يصل دمشق

كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم (السبت) أن الوزير عباس عراقجي وصل إلى العاصمة السورية دمشق.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نازحون ينتظرون إذن الدخول إلى معبر «الطبقة» الحدودي (الشرق الأوسط)

من لبنان إلى شمال شرقي سوريا... عبور 12 ألف نازح الحدود

أعلنت مسؤولة كردية بارزة في «الإدارة الذاتية»، اليوم (الجمعة)، أن أكثر من 12 ألف نازح سوري عبروا من مناطق النظام السوري قادمين من لبنان إلى شمال شرقي سوريا.

كمال شيخو (معبر الطبقة (سوريا))

سوريا: غارات إسرائيلية تستهدف المنطقة الوسطى

عناصر من الجيش السوري (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش السوري (أرشيفية - رويترز)
TT

سوريا: غارات إسرائيلية تستهدف المنطقة الوسطى

عناصر من الجيش السوري (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش السوري (أرشيفية - رويترز)

تصدت الدفاعات الجوية السورية «لأهداف معادية» في المنطقة الوسطى مساء الأحد، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية مستعملة العبارة المستخدمة عادة للإشارة إلى الضربات الإسرائيلية على البلاد التي مزقتها الحرب.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «وسائط دفاعنا الجوي تتصدى لأهداف معادية في أجواء المنطقة الوسطى».

من جهته، تحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن «غارات إسرائيلية» على «مستودع أسلحة جنوب حمص ومخزن صواريخ في ريف حماة الشرقي»، مضيفا أن المواقع كلها تابعة للجيش السوري. وقالت السلطات اللبنانية الجمعة إن غارة جوية إسرائيلية أدت إلى قطع الطريق الدولي الرئيسي الذي يربط البلدين، وتحديدا عند نقطة المصنع الحدودية (شرق).

منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الضربات في البلاد، استهدفت بشكل رئيسي مواقع للجيش وفصائل مدعومة من إيران، من بينها حزب الله اللبناني. ونادرا ما تعلق السلطات الإسرائيلية على ضربات بعينها في سوريا، لكنها قالت مرارا إنها لن تسمح لعدوتها اللدود إيران بترسيخ وجودها في البلد المجاور.

وتزايدت الضربات في الأيام الأخيرة، وشملت مناطق قريبة من الحدود مع لبنان. ودخل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى سوريا خلال الأسبوع الماضي، هربا من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على لبنان.