علاوي: أدماني فأس النظام وتسللوا إلى المشرحة للتأكد من جثتي

رئيس الوزراء العراقي الأسبق روى لـ"الشرق الأوسط" رحلته مع «البعث» وصدّام وعراق ما بعد الاحتلال (2)

TT

علاوي: أدماني فأس النظام وتسللوا إلى المشرحة للتأكد من جثتي


رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي (غيتي)
رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي (غيتي)

في السبعينات غادر شابان العراق للابتعاد عن «السيد النائب» صدام حسين وآلته الأمنية القاتلة. اسم الأول نوري المالكي، وهو عضو في حزب «الدعوة» الذي اتخذ صدّام قراراً باقتلاعه من جذوره. واسم الثاني إياد علاوي، وهو عضو في حزب «البعث»، هاله ما شهده الحزب بفعل تقدم صدّام للسيطرة بالقوة على كل مفاصله تحت عباءة الرئيس أحمد حسن البكر. وسيتواجه الرجلان لاحقاً في عراق ما بعد الغزو الأميركي.

في 2010 دخلت مكتب رئيس الوزراء العراقي، وكان اسمه نوري المالكي. كان الحوار مفيداً. انتابني بعد خروجي منه شعور بأن عراق ما بعد صدام أنجب رجلاً قوياً لن يغادر موقعه الجديد ببساطة، كي لا نقول إنه لن يغادر إلا على رؤوس الحراب. واستوقفني أن الرجل الذي كان قد وقّع قرار إعدام صدام، وقف أمام جثة الأخير حين نقلها المنفذون إلى قرب منزله. قال المالكي في الحوار: «لم تكن أمنيتي إعدام صدام، فهذا خلاص له. الإعدام بحقه قليل لما ارتكبه من جرائم.

محاكمة صدام وأركان نظامه (غيتي)

كان يجب أن يبقى سجيناً مُذَلاً ومهاناً كنموذج للديكتاتوريين؛ لكنها رغبة الناس وعائلات الشهداء... رأيته مضطراً بعد إعدامه، وبعد إلحاح من بعض الإخوة. وقفت أمام جثته نصف دقيقة، وقلت له: ماذا ينفع إعدامك؟ هل يعيد لنا الشهداء والبلد الذي دمرته؟».في تلك السنة عاش العراق أزمة طويلة مفتوحة حول تشكيل الحكومة الجديدة. المالكي يطالب بولاية ثانية، وعلاوي -وهو رئيس سابق للحكومة- يعتبر نفسه صاحب حق في ضوء نتائج الانتخابات النيابية. بعد 8 أشهر، كسب المالكي المبارزة، والأسباب كثيرة. دعم إيران الواضح للمالكي، وحرص الإدارة الأميركية على استرضاء إيران. يضاف إلى ذلك أن علاوي لم يأخذ بنصيحة أسداها إليه قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني. لم يأخذ أيضاً بنصيحتين له بزيارة إيران سمعهما من فلاديمير بوتين وبشار الأسد، في حين سمع الثالثة من الشيخ صباح الأحمد. تمسّك علاوي بموقفه الرافض «استجداء رئاسة الوزراء من الخارج»، وسيكشف -في حوار «الشرق الأوسط» معه- ما جرى في تلك اللقاءات، مُصدراً حكماً قاسياً على نائب الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن، ومناوراته لإبقاء المالكي في موقعه.

الخط العروبي العلماني

تمسّك علاوي بخطه «العراقي العروبي العلماني»، رافضاً التسليم بحق إيران في تشكيل المشهد السياسي، معتبراً أنها شاركت أميركا في تخريب العراق. وهكذا انقضت السنوات، ولم يزر علاوي إيران ولو لمرة واحدة، على الرغم من توليه منصب رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية ورئاسة كتلة نيابية كبيرة. وكان لافتاً عدم تردده في إبداء انتقادات صريحة للتدخلات الخارجية في الشأن العراقي، وبينها تدخلات أميركا وإيران.

علاوي... فأس النظام العراقي لحق به إلى لندن لكنه عاد إلى بلاده بعد الغزو ولعب أدواراً سياسية بارزة (غيتي)

ما كان لكل هذه الأسئلة أن تُطرح لو سارت الأمور فجر الرابع من فبراير (شباط) 1978 في لندن على النحو الذي أراده سيّد بغداد. في تلك الليلة نفّذت المخابرات العراقية أمراً من «السيد النائب» يقضي بـ«تهشيم رأس» إياد علاوي الذي استقال من الحزب، وبدأ يبحث عن التغيير في العراق من خارجه.

محاولة الاغتيال

سألت علاوي عن محاولة الاغتيال تلك، والتي لا تزال آثارها ماثلة في جسده. وسأتركه يروي.

سبقت المحاولة تهديدات كثيرة. تركتُ حزب «البعث» كلياً عام 1975. سلّمت التنظيمات التي كنت مسؤولاً عنها في 1974، وفي 1975 شكّلنا «الوفاق الوطني» بشكل سري، من دون أن نعطيه اسماً؛ إذ رأينا أن الأمور بدأت تنحرف عن جادة الصواب، سواء على الصعيد العربي أو العراقي والوطني. استمرت التهديدات والإغراءات من 1975 إلى 1978 عندما لعبوا لعبة قذرة جداً.

أرسلوا إليّ في لندن شخصاً سمّى نفسه «جهاد الدليمي». اتصل بي وقال إنه يريد أن نلتقي بشكل عاجل. كانت وردتنا، عبر جماعتنا وأصدقائنا وإخواننا، معلومات بأن هناك 13 شخصاً سيتعرضون للاغتيال: أنا، وطالب شبيب، وحازم جواد (الرجل الذي قاد استيلاء «البعث» على السلطة في 1963)، وتحسين معلا، وحميد الصايغ، وغيرهم. اغتيالات وتصفيات تتعلق بالحزب. قال «جهاد الدليمي»: أنا آتٍ إليك. لم أكن أعرفه، وأخذت حذري من الذهاب إلى المكان الذي كان يسكن فيه، وكان في فندق؛ لكنه بقي يلحّ إلحاحاً كبيراً، فظننت أن لديه قضية مهمة.

كان هذا قبل الاعتداء بشهر. أعطاني اسم الفندق الذي كان ينزل فيه في محلة إيرلز كورت (غرب لندن). اتصلت به من هاتف عمومي قبالة الفندق، فقال إنه موجود في الداخل. قلت له: خلال نصف ساعة أكون عندك؛ لكنني لن أستطيع أن أتأخر في اللقاء.

موضوع غريب

راقبت الفندق فلم أجد أي حركة مريبة. التقيته وفاتحني بموضوع غريب. شخص لا تعرفه يفاتحك بعملية انقلاب. وقال لي: أنا مبعوث من قبل أشخاص يهمونك ويعرفونك ويحترمونك، وسمّى لي منهم سعيد ثابت (رحمه الله) وكان بعثياً كبيراً. سألته: ماذا يريدون؟ قال إنهم يبحثون عن البعثيين الذين لهم شأن في الحزب، ويريدون التعاون معهم. قلت له: هل هذا كلام تتحدث به مع إنسان غريب مثلي بالنسبة إليك؟ اذهبوا وعدّلوا الأمور من داخل الحزب. قلت ذلك من أجل أن أتحاشى الموضوع. أنهيت الحديث بقولي له: أنا ليس لدي شيء أقدمه، ولست مستعداً للتآمر. أنا أعمل الآن في المجال الطبي ومتفرغ له.

صدام في اجتماع مع كبار قادة أركان نظامه (غيتي)

اتصلت بطالب شبيب، وكان حازم جواد عنده، وقال لي حازم: حصل معي الأمر ذاته، وضروري أن تخبر السفير العراقي أو مسؤول حزب «البعث» بالأمر. قلت له إنه إنسان بريء فكيف أُخبر عنه؟ لو كان بريئاً ولو بنسبة 1 في المليون فكيف أُخبر عنه؟ القصة أن شخصاً لا أعرفه جاء يفاتحني بانقلاب.

اتصلت بأحد أصدقائنا الذي كنت أدخلته إلى جهاز الأمن والمخابرات عندما كنت مسؤولاً في الحزب، اسمه نزار، هو الآن لاجئ سياسي في كندا، وقلت له: يا نزار، هل يمكن أن تتأكد ما إذا كان جهاز المخابرات أرسل إليّ أحداً؟ هل يمكن أن تتأكد لي من الأمر؟ علماً بأننا كنا نعمل بسرّية كبيرة.

«جهاد الدليمي»

بعد 10 أيام اتصل بي، وقال لي إن جهاز المخابرات أرسل لك شخصاً سمّى نفسه «جهاد الدليمي»، نسيت اسمه الحقيقي. تفاجأت بهذا الكلام رغم أنني كنت أتوقع ممارسات انتقامية. كلّمت أحد الإخوان وطلبت منه أن ألتقي مسؤول تنظيم الحزب في مقهى أحد الفنادق، واخترت فندق «غلوستر». التقينا، وقلت له: جاءني شخص مكلّف بأن يفاتحني بانقلاب، وأريد أن أعطيكم اسمه وصفاته. هو أسمر، ويقول إن اسمه «جهاد». فابتسم المسؤول وقال لي: تأخرت يا دكتور في إخبار الحزب. قلت له: أنا تركت الحزب، ولست موظفاً في الدولة، وأنا أعمل طبيباً. بعد شهر بالتمام جرت محاولة الاغتيال.

كان ذلك ليل 3- 4 فبراير 1978، في منطقة اسمها إبسوم في ساري (جنوب غربي لندن)؛ حيث كنت أقيم مع زوجتي الأولى التي توفيت رحمها الله. أصيبت بجرح بالغ خلال المحاولة. كنت في عملي في المستشفى ليلاً، ثم لبّيت دعوة عند أصدقاء أكراد، وكنا نتحدث في السياسة. عدت نحو منتصف الليل إلى البيت، وكنت متعباً. كنت معتاداً أن أبقي الستائر مرفوعة قليلاً، ويدخل من خلالها ضوء بسيط من الشارع. عند نحو الثالثة فجراً سمعت صوتاً، ففتحت عيني ورأيت شبحاً قرب سريري. توهّمت أنني أحلم. لكنني رأيت شيئاً يلمع متجهاً نحوي، فقلت: هذا ليس حلماً. ضربني الشبح فوراً في رجلي، وشعرت كأن ناراً دخلت فيها. الركبة اليسار لم أعد قادراً على تحريكها، وتلقيت ضربات وعضات في يدي، وتهشيماً بالأظافر في صدري، وشعرت بماء حار على رأسي. ماذا يجري؟ استمرت هذه المسألة نحو دقيقتين أو ثلاث دقائق، ثم أشعلت زوجتي الضوء، وأصيبت فوراً بهستيريا، وهجمت على هذا الشخص تلقائياً، وهو طويل ومدرب. (أورد علاوي اسم المهاجم كاملاً؛ لكن سنكتفي بنشر الأحرف الأولى، وهي: م.ع.ج). خلع المهاجم اثنتين من أسنان زوجتي بيده. استمررنا نتعارك وأنا ممسك بـ«الطبر» (الفأس) وأمنعه من استخدامها.

ماء حار

لكن الماء الحار الذي كنت أشعر به تبيّن أنه دم نتيجة ضربة في رأسي، والعظام خرجت من رجلي اليمنى، وأنا على هذه الركبة (اليسرى). ساهم هذا في إنقاذ حياتي بالنتيجة.

كنت خائفاً على زوجتي، بعدما تمكّن من أخذ «الطبر» ضربها على يدها، وبقيت معلّقة بالجلد فقط، فقلت لها أن تقفز وتتعلق برقبته بيدها السليمة، علماً بأنه طويل، بينما أنا جالس على الركبة، وكان «الطبر» متجهاً إلى رأسي. لكنني تمكنت؛ لأنه كان طويلاً وأنا في الأسفل، أن آخذ «الطبر» منه، بينما زوجتي تمكنت من التمسك برقبته وشدته إلى الوراء، حينها أمسكت «الطبر» من مقبضه وأخذته منه، وضربته به في رجله. استمر الأمر نحو 10 إلى 12 دقيقة، حينها اتجه إلى باب الغرفة ليغادر، فزحفت وقلت لزوجتي أن تبقى خلفي، ووصلت إلى «تواليت»؛ حيث أخذت عبوة عطر ورميتها عليه، فالتفت إليّ ليرى إن كنت ميتاً أو حياً، وكانت الدماء تغطي أرض الغرفة والجدران. وما إن التفت إليّ، وعرفت أن المسألة سياسية، شتمته وقلت له: «يا ابن الكذا... أنتم فعلتم ذلك لأنكم جبناء، ولكن إن أعطاني الله الحياة فسأقلع عيونك وعيون صدّام، وإذا مت فهناك من سيأخذ ثأري». عندها أدار رأسه وخرج لاعتقاده أنني لن أبقى حياً. لاحظت أنه كان برفقة شخص آخر على وسطه مسدس.

رحلة العذاب والعلاج

بعدما غادر، زحفت إلى الهاتف، واتصلت بالمستشفى، وقلت لهم إننا -أنا وزوجتي- أُصبنا إصابات بالغة، ولا نعرف إن كنا سنعيش أم سنموت، ويجب أن تخبروا الشرطة بهذا الاعتداء علينا. أرسلوا إلينا سيارة إسعاف، وكان بيتنا قريباً من المستشفى التي تعمل فيها زوجتي. في أقل من 5 دقائق وصلت الشرطة والإسعاف، ونقلونا فوراً إلى المستشفى، ووضعونا في غرفتين منفصلتين. قالوا لي إن جرّاحاً زائراً سيأتي ليجري لك الجراحة المطلوبة، وسنعطيك إسعافات أولية ريثما يصل. فقلت لهم: لا تفعلوا شيئاً حتى يأتي ابن عمي. أعطيتهم رقمه ليتصلوا به، وكان بيته قريباً. فقالوا: هل الوقت الآن وقت ابن عمك؟ قلت: نعم، اتصلوا به ليأتي. جعفر علاوي أصبح لاحقاً وزير الصحة في العراق. اتصلوا به وجاء مع زوجته وأخته، فقلت له: يا جعفر، اتصل بصلاح شبيب وتحسين معلا وحميد الصايغ، وقل لهم إن إياد ضُرب، وأنتم أسماؤكم مسجلة على جدول القتل، ولا نعرف إن كان إياد سيعيش أم سيموت؛ لكن خذوا حذركم بشدة. فقال لي: هل الآن وقتها؟ اذهب إلى غرفة العمليات. قلت له: اذهب واتصل بهم ثم عد إليّ.

وجوه كئيبة

نقلوني إلى غرفة للعناية المركزة بعد غرفة العمليات، وقطعوا عني أي اتصالات، حتى أهلي منعوهم من زيارتي. أبقوني ثلاثة أيام تحت المراقبة، إذ كانوا يخشون حصول نزيف في الدماغ. الحمد لله، لم يحصل نزيف. بعد ذلك، نقلوني إلى غرفة عادية، ورأيت كل الوجوه كئيبة. الأهل والأصدقاء قلقون وخائفون، ظننت أن زوجتي توفيت، فقلت لهم: خير إن شاء الله؟ هذا طريقنا، وصدام قرر أن يتعامل معنا بهذا الشكل، ماذا نفعل؟

في هذه الأثناء، قال لي شرطي كان موجوداً إن قضيتك سياسية، وسيأتي رئيس قسم مكافحة الإرهاب في «سكوتلانديارد»، جيم نيفل، ومساعده ورنوك، ليتوليا التحقيق فيها. وسألته عما يحصل، فقال لي: ألم يخبروك؟ قلت له: لم يخبرني أحد شيئاً. فقال لي: لقد تسللوا إلى مشرحة المستشفى، وتفقدوا الجثث هناك للتأكد من مقتلك. وعند الفجر بينما كان عمّال يحضرون جثة إلى المشرحة سمعوا وقع أقدام باتجاههم فهربوا.

ذهبوا إلى مشرحة المستشفى ليتأكدوا إن كنت قد قُتلت. خضعت لعلاجات وعمليات لمدة شهر في المستشفى، في ظل حماية مسلحة من شرطة مكافحة الإرهاب. بعد شهر، جاءتني الشرطة مع عدد من المدنيين، وسألوني إن كنت أتآمر على الحكم في العراق. الشرطة أجرت تحقيقات فظيعة. وجدوا ساعة المعتدي وآثاراً من دمه؛ لأنني كنت ضربته على رجله، وهو من صنف موجود بكثرة في العراق وغير موجود في إنجلترا. وجدوا ساعته المصنوعة في اليابان بشكل خاص للقصر الجمهوري العراقي. كانوا دقيقين. أخذوا بصمات أصابعه.

قال رجال الشرطة: نحن لا نستطيع أن نبقي لك حماية بشكل دائم، فيجب أن تغادر إلى مستشفى آخر، ولا يعرف هويتك الحقيقة سوى مدير المستشفى والطبيب المعالج، وتقول للآخرين إنك لبناني وجُرحت في الحرب الأهلية في لبنان. وكان لدي صديق أمون عليه، فطلبت منه أن يجد لي مستشفى آخر خارج لندن. نقلوني إلى مستشفى في منطقة غلوسترشاير؛ حيث خضعت لثلاث عمليات. الطبيب المعالج ومدير المستشفى فقط كانا يعرفان هويتي، والبقية قلت لهم إنني من لبنان وأُصبت في الحرب.

خضعت لجراحات متكررة، واستغرقت مدة العلاج سنة ونصف سنة. خلال الفترة الأولى أجروا لي عدة عمليات، ثم خضعت لعلاج طبيعي. زوجتي أصيبت في الفترة الأولى بانهيار عصبي. ثم أصيبت بالسرطان وتوفيت، رحمها الله.

برزان يشرف من باريس ويسخر

نجح المنفذون في المغادرة إلى فرنسا، وعادوا منها إلى العراق. طبعاً كانوا يسافرون بجوازات مزورة، وأحياناً بجوازات دبلوماسية. اللافت أن برزان التكريتي (أخ غير شقيق لصدام) جاء إلى باريس ليشرف على العملية من هناك.

أبلغ صحافي بريطاني مهتم بشؤون العراق «سكوتلانديارد» أن برزان كان في باريس لهذا الغرض. ليلة العملية اتصل برزان بشقيقي عماد في بغداد نحو الثانية بعد منتصف الليل، قائلاً له: «ما أخبار الدكتور؟». فأجابه أخي بأني بخير، فأخذ برزان يقهقه بشكل هستيري، وقال: «سلامنا له»، ثم أقفل السمّاعة. أثار الاتصال قلق أخي، فحاول أن يكلّمني في اليوم التالي؛ لكنه لم يتمكن، وأبلغه ابن عمّي لاحقاً أن إياد وقع وكسر رجله، وسيكلمك بعد يومين.

فترة مزعجة ومتعبة

أمضيت سنة في المستشفى، لم أستطع أن أسكن في بيت أو أن أعمل في مستشفى، وجُلت على منازل أقربائي. البيوت الفارغة استخدمتها (للإقامة فيها). حقيقة، كانت فترة مزعجة ومتعبة.

سألت علاوي: لماذا لم يطلق المهاجمان النار عليه؟ فتابع روايته.

اعتقدا أنني سأموت بفعل النزف. الغرفة كانت كلها دماء. كان في التلفزيون البريطاني برنامج يظهر الجرائم البشعة، ومحاولة اغتيالي أظهروها على التلفزيون، وصور الفأس والدماء على الجدران. عندما وقعت الجريمة في فبراير كان الجو بارداً جداً، وأوقفت الشرطة كل أجهزة التدفئة في المنزل، ولكن عندما أصبح الجو دافئاً انفجرت الأنابيب، وغمرت المياه كل شيء في البيت، ولم تبقِ أي ورقة... كل هذه الأمور ظهرت في التلفزيون. كانت محاولة قتل جادة، وكلّفتهم أموالاً كثيرة، وفق ما عرفت لاحقاً.

المنفذ يسقط في الفخ

بعد سقوط النظام وعودتنا إلى بغداد، بلغني أن «م.ع.ج» موجود في تركيا. جاءني ضابط مخابرات عراقي وقال لي: هل تعرفه إن عُرضت صورته عليك؟ قلت: نعم. أراني صورته فعرفته، فقلت له: أين هو الآن؟ قال إنه في تركيا مكلّف من المخابرات العراقية بمتابعة المعارضة العراقية التي تخرج وتدخل من طريق الشمال، عبر كردستان، لكي يغتالهم، واسمك في المقدمة.

اتصلنا بتركيا، فقالوا: أنتم تعدمون وتقتلون، لن نسلمكم إياه. لاحقاً، جاء الأميركيون وقالوا لي إن أريناك صورة الشخص الذي ضربك، فهل تعرفه؟ قلت: نعم. فأروني صورته، وقالوا لي إنه في تركيا، ونقدر أن نفاتح الحكومة التركية ليسلمونا إياه. وصارت القضية بالشكل التالي: فاتحوا الحكومة التركية، وقالوا لها أن تطلب منه الرجوع لكي يأخذ تأشيرة أخرى، فقط عليه أن يدخل العراق ويغادره عبر جسر إبراهيم الخليل في معبر زاخو في كردستان. فقط تعبر وتعود إلى تركيا ونعطيك تأشيرة لمدة 5 سنوات. جماعة مسعود بارزاني، الأسايش- المخابرات، موجودون في المعبر. جاءتهم إشارة من الأميركيين، فاعتقلوه رأساً وأرسلوه إلى المعتقل في بغداد.

الأميركيون طلبوا مني أن أراه، فرفضت لئلا أفعل له أي شيء تحت تأثير الغضب. وكذلك قلت إنني أتنازل عن حقي الشخصي؛ لكن يبقى الحق العام الذي لا يمكنني أن أتنازل عنه.

غداً حلقة ثالثة


مقالات ذات صلة

الحلبوسي يفجر قنبلة بشأن تعاقد مئات الأحزاب والقوى السياسية العراقية مع شركات أميركية

المشرق العربي محمد الحلبوسي (أ.ف.ب)

الحلبوسي يفجر قنبلة بشأن تعاقد مئات الأحزاب والقوى السياسية العراقية مع شركات أميركية

فجّر رئيس البرلمان العراقي المقال محمد الحلبوسي قنبلة من الوزن الثقيل عن قيام أكثر من 280 حزبا وكيانا وقوى وشخصيات سياسية عراقية بالتعاقد مع شركات ضغط أميركية.

حمزة مصطفى (بغداد)
الخليج قوات أمن عراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)

مقتل 11 شخصاً في هجوم نسب إلى تنظيم «داعش» في شرق العراق

قُتل 11 شخصاً في شرق العراق حينما انفجرت عبوتان ناسفتان بحافلة صغيرة كانوا يستقلونها قبل أن يطلق قناص النار عليهم.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال لقاء ببغداد (أرشيفية - المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)

إقليم كردستان والحكومة العراقية يفشلان في حل أزمة الرواتب

ينص قانون الموازنة العامة على إلزام إقليم كردستان بتسليم الإيرادات غير النفطية للدولة مقابل التزام وزارة المالية الاتحادية بتمويل مستحقات الإقليم شهرياً.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مؤيدو مقتدى الصدر خلال احتجاج في مدينة الصدر ببغداد أبريل الماضي (أ.ب)

العراق... «الإطار التنسيقي» متمسك بإجراء الانتخابات المحلية في موعدها

«الإطار التنسيقي متجه إلى اعتماد استراتيجية داخلية أحادية يريد من خلالها السيطرة على كل مواقع الدولة، ليس في الفضاء الشيعي فحسب وإنما في الفضاء العام».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي ساحة في بغداد (مواقع التواصل)

«فك اختناقات بغداد» رهان السوداني أمام شركائه وخصومه معاً

السوداني: «هذه المشروعات لن تذهب مع المشروعات المتلكئة، وأي جهة تعرقل التنفيذ فأنا موجود».

حمزة مصطفى (بغداد)

أكثر من 100 قتيل في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا بغزة

صورة جوية للمباني التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة (أ.ف.ب)
صورة جوية للمباني التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من 100 قتيل في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا بغزة

صورة جوية للمباني التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة (أ.ف.ب)
صورة جوية للمباني التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة (أ.ف.ب)

أفاد تلفزيون «فلسطين» اليوم (السبت) بمقتل أكثر من 100 شخص في قصف طائرات إسرائيلية منزلاً يؤوي عائلات ونازحين بمخيم جباليا بشمال قطاع غزة.

وذكر تلفزيون «فلسطين» في وقت سابق اليوم أن أكثر من 20 شخصاً قُتلوا إثر قصف إسرائيلي على منزل بحي الزيتون في مدينة غزة.

وفي حي الشجاعية بمدينة غزة أيضاً، قالت قناة «الأقصى» إن 11 شخصاً قُتلوا في قصف جوي إسرائيلي على منزل الليلة الماضية.

الدخان يتصاعد من المباني التي تعرضت لقصف إسرائيلي بعد استئناف المعارك في غزة (أ.ف.ب)

وبحسب تلفزيون «فلسطين»، فإن عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أمس ارتفع إلى 240، والجرحى إلى 650 شخصاً.

وفي أعقاب هدنة إنسانية مع حركة «حماس» استمرت أسبوعاً، جددت إسرائيل أمس (الجمعة) هجماتها وعملياتها البرية بقطاع غزة، والتي بدأتها بعد أن شنت «حماس» وفصائل أخرى هجوماً مباغتاً على بلدات ومعسكرات إسرائيلية بمحاذاة قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


عبور شاحنتي وقود معبر رفح إلى داخل غزة

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر قبل انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 7 أيام تنتظر على الحدود قبل تفريغ حمولتها أمس (أ.ف.ب)
شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر قبل انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 7 أيام تنتظر على الحدود قبل تفريغ حمولتها أمس (أ.ف.ب)
TT

عبور شاحنتي وقود معبر رفح إلى داخل غزة

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر قبل انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 7 أيام تنتظر على الحدود قبل تفريغ حمولتها أمس (أ.ف.ب)
شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر قبل انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 7 أيام تنتظر على الحدود قبل تفريغ حمولتها أمس (أ.ف.ب)

أعلن الهلال الأحمر المصري في بيان اليوم السبت عن دخول شاحنتي وقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح للمرة الأولى منذ استئناف الحرب أمس الجمعة.

وقال خالد زايد، رئيس الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، إن 50 شاحنة مساعدات إنسانية وطبية عبرت معبر رفح إلى داخل غزة منذ الجمعة، وفقاً لما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف زايد أن دفعة جديدة من الأجانب ومزدوجي الجنسية وصلوا إلى المعبر اليوم تمهيداً للعبور إلى الجانب المصري.

وقال رئيس الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء إن طائرة مساعدات قطرية وصلت إلى مطار العريش تمهيداً لدخولها لغزة. وأضاف أنه كان على متن الطائرة المواطن القطري غانم المفتاح، وهو الشخصية المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، قالت مصادر أمنية مصرية ومصادر من الهلال الأحمر لوكالة «رويترز» للأنباء إن أولى شاحنات المساعدات منذ انهيار الهدنة في غزة دخلت من الجانب المصري من معبر رفح اليوم السبت في طريقها إلى معبر العوجة للتفتيش قبل مواصلة الطريق إلى قطاع غزة.

وأضافت المصادر أن شاحنتي وقود و50 شاحنة مساعدات مرت من الجانب المصري متجهة إلى العوجة للتفتيش.


«القسام» تعلن استهداف قوات إسرائيلية شرق بلدة ماغين بغلاف غزة

جنود إسرائيليون في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة «حماس» (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة «حماس» (رويترز)
TT

«القسام» تعلن استهداف قوات إسرائيلية شرق بلدة ماغين بغلاف غزة

جنود إسرائيليون في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة «حماس» (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة «حماس» (رويترز)

أعلنت كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، اليوم السبت، أنها قصفت بالصواريخ قوات إسرائيلية شرق بلدة ماغين في غلاف غزة.

يأتي هذا الاستهداف بعد تجدد الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ أمس في أعقاب هدنة إنسانية استمرت أسبوعا، وفقا لما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي».

وكانت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أعلنت في وقت سابق اليوم (السبت) أنها تقصف بالصواريخ مدنا ومواقع وقواعد عسكرية وبلدات إسرائيلية برشقات صاروخية مكثفة. وفي وقت مبكر من اليوم السبت، انطلقت صفارات الإنذار في البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة، لكن لم ترد تقارير عن وقوع أضرار جسيمة أو إصابات. وسُمعت في لقطات مصورة لغزة، تم التقاطها من جنوب إسرائيل، دوي انفجارات وظهر دخان يتصاعد في السماء، وفقا لوكالة «رويترز» للأنباء.


«حزب الله» يعلن مقتل أحد أعضائه في جنوب لبنان

تصاعد الدخان والنيران من مبنى بعد غارة على ما يقول الجيش الإسرائيلي إنها أهداف لـ«حزب الله» في لبنان (رويترز)
تصاعد الدخان والنيران من مبنى بعد غارة على ما يقول الجيش الإسرائيلي إنها أهداف لـ«حزب الله» في لبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يعلن مقتل أحد أعضائه في جنوب لبنان

تصاعد الدخان والنيران من مبنى بعد غارة على ما يقول الجيش الإسرائيلي إنها أهداف لـ«حزب الله» في لبنان (رويترز)
تصاعد الدخان والنيران من مبنى بعد غارة على ما يقول الجيش الإسرائيلي إنها أهداف لـ«حزب الله» في لبنان (رويترز)

أعلن «حزب الله» اللبناني في بيان أن أحد مقاتليه قُتل في جنوب لبنان اليوم (السبت)، وفقاً لوكالة «رويترز».

بذلك، يرتفع عدد قتلى الحزب الذين سقطوا إلى 88 منذ بداية التوترات على الحدود.

كما أعلن الحزب إطلاق قذائف على موقع إسرائيلي؛ إذ أشار اليوم إلى استهداف مرابض مدفعية إسرائيلية في موقع «خربة ماعر»، بالأسلحة الصاروخية.

وقال في بيان صحافي: «دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، استهدفنا صباح اليوم مرابض ‏المدفعية في موقع خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية وتمّ إصابتها إصابة مباشرة».

جاء ذلك بعد يوم من انهيار الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس». وأفادت وسائل إعلام لبنانية اليوم بـ«تعرض عدد من الأودية في القطاع الأوسط وأطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية، لقصف إسرائيلي معادٍ».

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اليوم أن ذلك جاء بعد ليل سادته أجواء من الحذر في المناطق والقرى المتاخمة للخط الأزرق تخلله إطلاق القنابل المضيئة وتحليق الطيران الاستطلاعي.

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدورية بجوار منزل متضرر في قرية مروحين اللبنانية الجنوبية (أ.ب)

وكان أربعة أشخاص قُتلوا وأصيب ثلاثة آخرون أمس (الجمعة) في غارات إسرائيلية متفرقة على جنوب لبنان.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي من ناحية، و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من ناحية أخرى عبر الحدود، وذلك في أعقاب اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


غزة: إسرائيل تُطالب سكان جباليا والشجاعية والزيتون والبلدة القديمة بالإخلاء

فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

غزة: إسرائيل تُطالب سكان جباليا والشجاعية والزيتون والبلدة القديمة بالإخلاء

فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

طالب الجيش الإسرائيلي اليوم (السبت) سكان جباليا والشجاعية والزيتون والبلدة القديمة في غزة بإخلاء منازلهم فورا، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس»: «ندعوكم لإخلاء منازلكم فورا عبر محوريْ حيفا وخليل الوزير والتوجه إلى مراكز الإيواء المعروفة والمدارس في حيي الدرج وتفاح وغرب مدينة غزة».

وأشار أدرعي إلى أن الجيش استأنف «العمل بقوة» ضد «حماس» وباقي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ويستمر القتال في غزة اليوم لليوم الثاني بعد انهيار محادثات لتمديد الهدنة التي استمرت أسبوعا بين إسرائيل وحركة «حماس»، وقال وسطاء إن القصف الإسرائيلي يعقد المحاولات الرامية لوقف القتال مرة أخرى.

وقال مراسلو «رويترز» في خان يونس بجنوب قطاع غزة إن المناطق الشرقية من المدينة تعرضت لقصف مكثف عند انتهاء سريان الهدنة بعد وقت قصير من فجر الجمعة وشوهدت أعمدة الدخان في السماء. وخرج السكان إلى الشوارع فارين بحثا عن مأوى في الغرب وهم يحملون أمتعتهم على عربات.

وأشارت إسرائيل إلى أن قواتها البرية والجوية والبحرية ضربت أكثر من 200 «هدف» في غزة.


«سرايا القدس»: نخوض اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية بمحاور شمال غربي وجنوب غزة

دخان يتصاعد بعد انفجار في الجزء الشمالي من قطاع غزة كما يظهر من سديروت جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد بعد انفجار في الجزء الشمالي من قطاع غزة كما يظهر من سديروت جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

«سرايا القدس»: نخوض اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية بمحاور شمال غربي وجنوب غزة

دخان يتصاعد بعد انفجار في الجزء الشمالي من قطاع غزة كما يظهر من سديروت جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد بعد انفجار في الجزء الشمالي من قطاع غزة كما يظهر من سديروت جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)

قالت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، اليوم (السبت)، إنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية في حي الشيخ رضوان ومحاور شمال غربي وجنوب غزة منذ ساعات الفجر الأولى، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

كما أعلنت «السرايا» أنها لا تزال تقصف بالصواريخ مدناً ومواقع وقواعد عسكرية وبلدات إسرائيلية برشقات صاروخية مكثفة.

قوات الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وتم استئناف القتال بين إسرائيل و«حماس» يوم الجمعة بعد وقف إطلاق نار استمر سبعة أيام.

وتزعم إسرائيل أن «حماس» انتهكت شروط الاتفاق بإطلاق صواريخ باتجاه أراضيها خلال الليل. ودوّت صفارات الإنذار في البلدات الإسرائيلية جنوب إسرائيل بالقرب من غزة بعد ظهر الجمعة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم قصف «أكثر من 400 هدف إرهابي» في قطاع غزة منذ انتهاء الهدنة.


مقتل عنصرين مواليين لـ«حزب الله» في قصف إسرائيلي قرب دمشق

دخان يتصاعد فوق المباني بعد غارة إسرائيلية على مشارف دمشق في 22 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد فوق المباني بعد غارة إسرائيلية على مشارف دمشق في 22 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

مقتل عنصرين مواليين لـ«حزب الله» في قصف إسرائيلي قرب دمشق

دخان يتصاعد فوق المباني بعد غارة إسرائيلية على مشارف دمشق في 22 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد فوق المباني بعد غارة إسرائيلية على مشارف دمشق في 22 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

قُتل مقاتلان سوريّان مواليان لـ«حزب الله» في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للحزب المدعوم من إيران قرب دمشق اليوم (السبت)، حسبما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «مقاتلَين سوريين يعملان مع (حزب الله) قُتلا وأصيب سبعة مقاتلين يعملون مع الحزب في غارات جوية إسرائيلية ليلاً على مواقع (حزب الله) قرب السيدة زينب» في جنوب شرقي العاصمة.

وأفاد المرصد بأن انفجارات عنيفة متتالية دوّت في دمشق، تزامناً مع محاولة المضادات الأرضية التابعة للنظام السوري استهداف الصواريخ الإسرائيلية في سماء المنطق، فيما تحركت سيارات الإسعاف إلى الموقع لنقل الجرحى.

وأشار المرصد عبر موقعه الرسمي إلى أن القصف هو الثاني في أقل من أسبوع؛ إذ قصفت إسرائيل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، قاعدة لقوات الدفاع الجوي، في منطقة المزة، ومطار دمشق الدولي، مما أدى لإخراج المطار عن الخدمة وإصابة ضابط برتبة نقيب وعنصرين آخرين.

وبحسب المرصد، فقد استهدفت إسرائيل الأراضي السورية منذ مطلع العام الحالي 56 مرة، 41 منها جوية و15 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 115 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

وتسببت تلك الضربات بمقتل 102 من العسكريين، بالإضافة لإصابة 120 آخرين بجراح متفاوتة، فضلاً عن سقوط جرحى مدنيين. ويشير المرصد السوري إلى أن إسرائيل قد تستهدف بالمرة الواحدة أكثر من محافظة.


«أطباء بلا حدود» تطالب بوقف فوري ومستدام للقتال في غزة

الدخان يتصاعد من المباني بعد تعرضها لقصف إسرائيلي مع استئناف المعارك في غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من المباني بعد تعرضها لقصف إسرائيلي مع استئناف المعارك في غزة (أ.ف.ب)
TT

«أطباء بلا حدود» تطالب بوقف فوري ومستدام للقتال في غزة

الدخان يتصاعد من المباني بعد تعرضها لقصف إسرائيلي مع استئناف المعارك في غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من المباني بعد تعرضها لقصف إسرائيلي مع استئناف المعارك في غزة (أ.ف.ب)

أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» اليوم (السبت) ضرورة حماية مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة، وطالبت بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في القطاع، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وقالت المنظمة عبر منصة «إكس» إن مستشفى العودة تضرر جراء انفجار وقع بعد ساعات قليلة من انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أن المستشفى هو أحد آخر مستشفيات شمال غزة التي كانت لا تزال عاملة بعد أن دمر القصف العشوائي المنطقة.

وأوضحت المنظمة أن مخزون الإمدادات الطبية في مستشفى العودة ينخفض إلى مستوى خطير، ما يجعله بأمسّ الحاجة إلى الأدوية والمعدات بسبب الحصار المستمر والهجوم على مرافق طبية أخرى.

وطالبت المنظمة بإدخال المساعدات دون قيود إلى قطاع غزة بأكمله.

ونقل تلفزيون فلسطين اليوم عن وزارة الصحة أن عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أمس ارتفع إلى نحو 200.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أكثر من 200 هدف في قطاع غزة، في اليوم الأول للمرحلة الجديدة من الحرب على غزة.


عدم التماثل في الحروب... غزّة نموذجاً جديداً

آلية إسرائيلية في شمال قطاع غزة المدمر (أ.ف.ب)
آلية إسرائيلية في شمال قطاع غزة المدمر (أ.ف.ب)
TT

عدم التماثل في الحروب... غزّة نموذجاً جديداً

آلية إسرائيلية في شمال قطاع غزة المدمر (أ.ف.ب)
آلية إسرائيلية في شمال قطاع غزة المدمر (أ.ف.ب)

عدم التماثل (Asymmetry) واقع مرافق لحياة الإنسان منذ البدء. هو موجود وفاعل في كلّ علاقات البشر بين بعضهم بعضاً. يصف بعضهم عدم التماثل بأنه يعكس العلاقة بين القويّ والضعيف. هو علاقة نشأت بين داود من جهّة، وجوليات العملاق من جهّة أخرى، فقط لتبيّن أن للضعيف في بعض الأحيان فرصة الانتصار على القويّ. وفي الحدّ الأدنى منعه من حسم المعركة لصالحه. وعليه؛ لزم على الضعيف أن يؤمّن الإرادة السياسيّة، والاستراتيجيّة الصحيحة، وأيضاً وسائل التنفيذ الضروريّة.

يوجد عدم التماثل حتى بين القوى العظمى. ففي كلّ الجيوش التقليديّة، يتواجد عدم التماثل. بكلام آخر، كلّ الجيوش التقليديّة تقاتل تقليدياً، كما تقاتل بطريقة «عدم التماثل». وإلا فما معنى تواجد القوات الخاصة التي تقاتل خلف خطوط العدو في أيّ جيش عصريّ؟

التنظيمات من خارج إطار الدولة

الغارات الإسرائيلية حوّلت أجزاء من بيت لاهيا بشمال قطاع غزة إلى أنقاض (د.ب.أ)

يقول المفكّر الأميركيّ، ستيفن بيدل إن الجدل يدور الآن حول طريقتيّ قتال مختلفتين بين اللاعب من خارج إطار الدولة (NSA) من جهّة، وبين جيوش الدول من جهّة أخرى. فهناك طريقة القتال حسب أسلوب فابيان (Fabian)، وهو الإمبراطور الرومانيّ الذي قاتل هانيبعل في الحرب البونيّة الثانية. ترتكز هذه الطريقة على القتال الذي يهدف إلى استنزاف قدرات العدو على فترات طويلة، لكن دون التورّط بمعركة فاصلة وحاسمة.

كما أن هناك طريقة القتال حسب أسلوب نابليون بونابرت (أيضاً حسب المفكر ستيفن بيدل) الذي اقترح مهاجمة العدو عبر ضربات متتالية ومتسارعة، وبعدها الانتقال إلى مرحلة الحسم النهائيّة، وذلك عبر استعمال قوى الاحتياط. نجحت استراتيجيّة نابليون فقط لأنها اعتمدت على العدد، أي الجيش الكبير (La Levee en Masse).

في القرن الـ21 تظهّر لاعب جديد - قديم على الساحة العسكريّة والسياسيّة، ألا وهو اللاعب من خارج إطار الدولة (Non State Actor).

يقول المفكّرون الاستراتيجيّون إن من بين أسباب عودة اللاعب من خارج إطار الدولة إلى المسرح الحربيّ في القرن الـ21: انتشار وسهولة الحصول على التكنولوجيا المتقدمة، والتي كانت حكراً على الدول فيما مضى. التحضّر السريع (Urbanization) للانتشار السكّاني والانتقال من الريف إلى المدن. وأخيراً وليس آخرا، خفض الدول لعدد جيوشها بشكل كبير؛ الأمر الذي دعا مَن هم خارج إطار الدولة إلى التحصّن داخل المُدن وخلقَ بالتالي وضع عدم تماثليّ أو أنشأ ما يُعرف بـ«دولة داخل الدولة».

جنود إسرائيليون خلال المعارك ضد "حماس" شمال غزة (أ.ف.ب)

الدولة واللاعب من خارج إطار الدولة

وهنا، يُطرح موضوع النمط الجديد للدولة في تعاملها مع اللاعب من خارج إطار الدولة.

في النمط المتكرّر يمكن رصد الآتي:

نجحت المُنظّمات من خارج إطار الدولة في خلق كيانات سياسيّة لها، وأهمها السيطرة على الأرض، وكذلك البنى التحتيّة لإدارة هذه الكيانات، سواء سُمّيت التنظيمات الإرهابيّة أو غير ذلك من التسميات. لكن عندما قرّرت الدولة استعادة الأرض والقضاء على هذه التنظيمات، فإنها كانت مُرغمة على القتال داخل المُدن. ولذلك؛ سعت الدولة وبالقوّة العسكريّة إلى حصر هذه التنظيمات في الأماكن السكنيّة، وبالتالي التعامل معها عسكريّاً.

وبذلك، تتظهّر نقاط القوة لدى الطرفين. في حصار المدن، تملك الدولة القدرات الناريّة، اللوجيستيّة، كما التفوّق العددي، والشرعيّة اللازمة للتعامل مع مشاكلها الداخليّة. في المقابل، يُعدّ القتال داخل المدن مُكلفاً للدولة، لكنه عامل قوّة للتنظيمات. إذ تعدّ التنظيمات أن الدروع البشريّة، كما الهندسة المُدنيّة، هما عامل قوّة لها. فهي تُضحّي بكلّ شيء من أجل الاستمرار. فهي تربح إذا لم تخسر. وبسبب هذه الأمور، يدفع البشر ثمن الاقتتال من مالهم وأرواحهم.

 

دمار جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

إذاً يكون نمط التعامل بين الدولة والتنظيمات على الشكل التالي: إخراج التنظيمات من خارج المدينة، ودفعها إلى الداخل. الحصار الكلّي للمدينة. محاولة تدمير مراكز ثقل هذه التنظيمات، من بنى تحتيّة بشريّة وماديّة. ولأن هذه التنظيمات تقاتل بطريقة حرب العصابات، يكون التدمير كبيراً للمدينة. وفي حال انتصار الدولة، يدفع الكلّ الأثمان الباهظة، خاصة في صفوف المدنيّين. تكرّر هذا النمط في معركة نهر البارد في لبنان بين الجيش والتنظيمات الإرهابيّة التي تحصنت في هذا المخيم الفلسطيني شمال لبنان. كما تكرّر في كلّ مدينة حُرّرت من سيطرة تنظيم «داعش»، من الموصل في العراق إلى الرقة في سوريا، مروراً بالكثير من المدن الصغيرة التي كانت تحت حكم هذا التنظيم في أوجه نفوذه.

حرب غزّة اليوم

تتماثل حرب غزّة مع الحروب المُدنيّة الأخرى بالكثير من الأمور. فهي تحصل في أماكن سكنيّة. وبين لاعب من خارج إطار الدولة، وضد دولة تطوّق هذا اللاعب أو التنظيم. تملك الدولة أحدث جيوش العالم، وتستعمل أكبر قدر ممكن من القوة الناريّة؛ الأمر الذي يؤديّ إلى قتل المدنيين، وإلحاق تدمير شامل بالمدينة. هدف المتقاتلين هو التدمير الكامل والشامل للآخر. لا تستطيع «حماس» تدمير دولة إسرائيل. في المقابل، تدمير التنظيم لا يلغي القضيّة.

حالياً، الكلّ في مأزق، فماذا بعد الوقفة الإنسانيّة؟ هل ستعود الحرب؟ وإذا توقّفت، فماذا عن الأهداف الإسرائيليّة، وماذا عن الأهداف الأميركيّة أيضاً؟ وكيف تصف «حماس» نصرها؟ فهل هو فقط بالصمود والاستمرار؟ وكيف تترجم «حماس» ما فعلته إلى البُعد السياسيّ؟

في الختام، يقول علماء الاجتماع: إن المماطلة (Procrastination) صفة بشريّة، وهي تؤدّي إلى تعقيد تنفيذ الأمور الحياتيّة للفرد. فإذا كان عمل ما يتطلّب وقتاً وجهداً محدّدين، فمن المفروض عدم المماطلة؛ لأن الأمر قد يُدخل إلى معادلة الحلّ والتنفيذ تعقيدات لم تكن محسوبة أصلاً ليخرج الأمر عن السيطرة. ماطلت إسرائيل بعد المبادرة العربية في بيروت عام 2002 لحل القضيّة الفلسطينيّة. وها هي تدفع الأثمان الكبيرة بعد دخول عوامل كثيرة إقليميّة إلى معادلة الحلّ لتتعقّد أكثر. ولعل أهم هذه العوامل هو عامل اللاعبين من خارج إطار الدولة.


القصف الإسرائيلي يخلّف 240 قتيلا منذ انتهاء الهدنة

TT

القصف الإسرائيلي يخلّف 240 قتيلا منذ انتهاء الهدنة

 فلسطينيون يتفقدون موقعاً في خان يونس بعد غارة إسرائيلية على بعد انتهاء الهدنة (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون موقعاً في خان يونس بعد غارة إسرائيلية على بعد انتهاء الهدنة (د.ب.أ)

أعلنت حكومة حماس اليوم (السبت)، ارتفاع حصيلة القتلى في غزة جراء القصف الإسرائيلي منذ أمس إلى 240، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.وفي وقت سابق، أشارت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى إلى 200 والجرحى إلى 589، حسبما نقلت وكالة أنباء العالم العربي عن تلفزيون فلسطين اليوم.

 

 

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية في وقت سابق اليوم، إن إسرائيل واصلت اليوم قصف مواقع مختلفة في قطاع غزة من الجو والبر والبحر، خاصة في خان يونس جنوب القطاع.

 

مسعفون يحاولون إنقاذ رجل من تحت أنقاض مبنى انهار جراء القصف الإسرائيلي في رفح (ا.ف.ب)

ونقلت الوكالة عن مصادر محلية القول إن الطائرات الإسرائيلية تواصل شن سلسلة غارات وصفتها بالعنيفة على منازل المواطنين في منطقتي الشيخ نصر وبني سهيلا، مشيرة إلى أن الشظايا وصلت إلى مدرسة تابعة لوكالة الأونروا تأوي مئات النازحين، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الزراعية الشرقية لمدينة خان يونس.

ووفقا للوكالة، قتل أكثر من 15 ألف شخص، بينهم 6150 طفلاً، وأكثر من 4 آلاف إمرأة، إضافة إلى أكثر من 37 ألف جريح منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.