حكومة لبنان في أزمة بعد نفاد أموال «صندوق النقد»

أنفقتها دون رقابة البرلمان... ودعوات للمحاسبة

لودريان لدى زيارته رئيس البرلمان نبيه بري يوم الجمعة (البرلمان اللبناني)
لودريان لدى زيارته رئيس البرلمان نبيه بري يوم الجمعة (البرلمان اللبناني)
TT

حكومة لبنان في أزمة بعد نفاد أموال «صندوق النقد»

لودريان لدى زيارته رئيس البرلمان نبيه بري يوم الجمعة (البرلمان اللبناني)
لودريان لدى زيارته رئيس البرلمان نبيه بري يوم الجمعة (البرلمان اللبناني)

تواجه حكومة تصريف الأعمال في لبنان، برئاسة نجيب ميقاتي، أزمة جديدة مع نفاد أموال صندوق النقد الدولي التي صرفها مجلس الوزراء، بعد رفض نائب حاكم مصرف لبنان بالإنابة، وسيم منصوري، تحويل الأموال لتغطية نفقات رئيسية للحكومة إذا لم يتوفّر الغطاء القانوني له.

ووجّه النائب مارك ضوّ سؤالاً إلى الحكومة عبر الأمانة العامة لمجلس النواب حول هذا الموضوع، معلناً أن الحكومة «صرفت مبلغ 1.139 مليار دولار، الذي حصل عليه لبنان من صندوق النقد الدولي في سبتمبر (أيلول) 2021»، في وقت حذّر خبراء من أن الدولة «ستصبح عاجزة عن دفع رواتب القطاع العام، وستصبح أمام خيارين؛ إما مواجهة الناس في الشارع، أو الخضوع لشروط صندوق النقد والبدء بالإصلاحات».

وقد بررت وزارة المال اللبنانية صرف أموال صندوق النقد لضرورات حتّمتها حاجة الدولة لها. وقد أوضح مصدر مسؤول في وزارة المال لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل ما صرفته الوزارة من أموال السحب الخاص موثّق بالمستندات، وقد قدمتها لدعم أدوية السرطان والأمراض المستعصية والمزمنة وغسيل الكلى، وشراء القمح، ثمّ دعم كهرباء لبنان، وشراء المحروقات، وبعدها تسديد قروض مستحقّة للبنك الدولي، وغيرها»، مشيراً إلى أن «المبلغ المتبقّي يقارب 70 مليون دولار أميركي».

في المقابل، اعتبر رئيس لجنة المال والموازنة، النائب إبراهيم كنعان، أن «الحكومة ورئيسها صرفوا هذه الأموال خلافاً للقوانين المالية المرعية الإجراء، وخلافاً للتعهد الذي قدّموه للمجلس النيابي». وهو ما رأى فيه الخبير المالي والاقتصادي، سامي نادر، أن «صرف أموال السحب الخاص يكرّس عدم مصداقية الدولة أمام الخارج».


مقالات ذات صلة

المناوشات العسكرية تتواصل على الحدود اللبنانية

المشرق العربي قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يزور جندياً أصيب بالقصف الإسرائيلي (مديرية التوجيه)

المناوشات العسكرية تتواصل على الحدود اللبنانية

تواصلت المناوشات العسكرية بين «حزب الله» اللبناني والجيش الإسرائيلي على طول خط الحدود، مع تطور تمثل باستهداف إسرائيل عمق بعض القرى الحدودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)

فرنسا تجمد مساعداتها للبنان لفرض حل لـ«أزمة الفراغ» في الجيش

لم تعلن فرنسا استسلامها في ملف منع الفراغ في قيادة الجيش اللبناني، المركز الماروني الأهم في البلاد بعد رئاسة الجمهورية.

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي جنود لبنانيون عند أحد مداخل مخيم «عين الحلوة» خلال اشتباكات الصيف الماضي بين الفصائل (أ.ف.ب)

«طلائع حماس» في لبنان لتوسيع نفوذها في المخيمات

أثار إعلان حركة «حماس» في لبنان تأسيس طلائع «طوفان الأقصى» سجالاً وردود فعل سلبية بمجملها، رغم أن الحركة الفلسطينية بادرت لإصدار توضيحات، نافية.

أوروبا 
الرئيس ماكرون يصافح لارشيه وإلى جانبه يائيل براون - بوفيه في 11 نوفمبر (إ.ب.أ)

باريس تحذّر لبنان من «حرب مفتوحة» مع إسرائيل

يُنتظر وصول وفد أمني فرنسي إلى إسرائيل هذا الأسبوع، لمناقشة التدهور الأمني على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، بعدما سبق لكبار المسؤولين الفرنسيين.

المشرق العربي مبنى الجامعة اللبنانية كلية العلوم (متداولة)

طلاب الجامعات في لبنان مثقلون بالانهيار المالي

مع انهيار النظام المالي في لبنان في 2019، يرزح كثير من طلبة الجامعات تحت وطأة عقبات متزايدة تؤثر على مسيرتهم التعليمية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

بعد 60 يوماً من القصف... إسرائيل بعيدة عن تحقيق أهدافها في غزة

دمار في غزة وسط استمرار المعارك الجمعة (أ.ف.ب)
دمار في غزة وسط استمرار المعارك الجمعة (أ.ف.ب)
TT

بعد 60 يوماً من القصف... إسرائيل بعيدة عن تحقيق أهدافها في غزة

دمار في غزة وسط استمرار المعارك الجمعة (أ.ف.ب)
دمار في غزة وسط استمرار المعارك الجمعة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من 60 يوماً من القصف المدمر على قطاع غزة وإيقاع آلاف القتلى من المدنيين وكذلك من عناصر «حماس»، وعشرات آلاف الجرحى، ومع تنامي الضغوط الدولية لوقف الحرب، لا يزال الجيش الإسرائيلي بعيداً عن تحقيق أهدافه المعلنة، ويدفع ثمناً غير قليل من حياة جنوده. ومع أنه يتمتع بقوة جبارة وأسلحة ضخمة ومتطورة ووسائل تبلغ أوج ما اخترعه علم تطوير الأسلحة التكنولوجية العالية، فإنه يواجه مقاومة شديدة من عناصر «حماس» ومفاجآت كثيرة وكبيرة.

وفي ظل احتدام المعارك في القطاع، قالت «حماس»، الجمعة، إن إسرائيل قصفت المسجد العمري الذي يرجع تاريخه إلى القرون الوسطى في غزة، ما تسبب في دمار واسع النطاق للمبنى، ووصفت ذلك بأنه «جريمة همجية شنيعة». وأضافت في بيان أوردته «رويترز» أن إسرائيل استهدفت «معظم المعالم التاريخية في قطاع غزة بما يشمل المساجد العريقة والكنائس التاريخية التي وقفت شاهدة على عراقة هذا الشعب العظيم»، بما شمل تدمير 104 مساجد و3 كنائس تاريخية.

دمار عقب غارة إسرائيلية على دير البلح الجمعة (د.ب.أ)

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام تديرها «حماس» في غزة ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحتها على الفور، أضراراً جسيمة بالمسجد مع سقوط جدران وأسقف وصدع كبير في الجزء السفلي من المئذنة الحجرية.

والمسجد العمري، الذي سمي نسبة لثاني خليفة في تاريخ الإسلام عمر بن الخطاب، هو أقدم وأكبر مسجد في قطاع غزة.

وتزامن قصف المسجد مع معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الفصائل الفلسطينية. وبعدما ركز الإسرائيليون هجومهم البري ضد «حماس» في مرحلة أولى في شمال غزة، وسعوا عملياتهم في الأيام الماضية إلى جنوب القطاع.

مسجد مدمر في مخيم الشاطئ (أ.ب)

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه «ضرب 450 هدفاً» في غزة في عمليات برية وجوية وبحرية، ما أسفر عن مقتل «كثير من الإرهابيين». وفي شمال مدينة خان يونس (جنوب)، هزّت عمليات القصف التي نفّذها الجيش الإسرائيلي حي الكتيبة، وفق ما أفاد به مراسل وكالة الصحافة الفرنسية التي أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن، الخميس، أنه عثر على ترسانة في جامعة الأزهر في مدينة غزة (شمال) وعلى نفق يربط بينها وبين مدرسة «تبعد كيلومتراً واحداً».

وقالت «كتائب عز الدين القسام»، الجمعة، إن عدداً من الأسرى الإسرائيليين سقطوا بين قتيل وجريح في القصف الإسرائيلي على مناطق بمدينة غزة. وكانت «القسام» قد أعلنت صباحاً أن جندياً إسرائيلياً أسيراً لديها في غزة لقي حتفه في اشتباكات اندلعت إثر محاولة من الجيش الإسرائيلي لإطلاق سراحه.

الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على قطاع غزة الجمعة (رويترز)

وأقر الجيش، الجمعة، بوقوع إصابات بـ«نيران صديقة» خلال معارك غزة؛ فقد قصفت طائرة مروحية عسكرية بيتاً في غزة كان يوجد به جنود إسرائيليون، ما أدى إلى مقتل جندي واحد على الأقل. كما تشير تقارير إلى وقوع جنود من قوات النخبة و«الكوماندوز» في كمائن ينصبها عناصر «حماس»، كما حدث في الفرقة التي قُتل فيها جيل آيزنكوت، نجل رئيس أركان الجيش الأسبق وعضو مجلس قيادة الحرب في الحكومة، غادي آيزنكوت الذي تلقى التعازي من كبار قادة الحكومة والمعارضة خلال دفن نجله، الجمعة.

وكتب المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع الذي رافق القوات في غزة، أنه «حتى الآن توجد آلاف الانتصارات التكتيكية على (حماس)، ولا يزال مفقوداً انتصار استراتيجي». وقال: «لقد مر الاجتياح البري الأولي بنجاح رغم التخويف حول قدرات الجيش البري، ووصل الجيش إلى مستشفى (الشفاء)، المكان الذي قلة آمنوا بأن القوات ستدخل أبوابه. مدينة غزة احتلت ورغم وقف النار، عاد الجيش للقتال وبقوة. والآن يركز الجيش على 3 جهود: في الشجاعية، في جباليا وفي خان يونس، حيث تعمل وحدة رأس الحربة 98. حتى الخميس، لم تسقط هاتان الحارتان بعد، والقتال هناك ضارٍ، لكنه يتقدم. يدور الحديث عن كتيبتين لـ(حماس) ألحقتا الضرر الأكبر لسكان غلاف غزة، وقد استعدتا على مدى سنوات طويلة لدخول الجيش الإسرائيلي. في جباليا أيضاً تحققت صورة ينبغي أن تكون مخطوطة في الوعي، في توثيق استثنائي لم يشهد له مثيل حتى الآن في الحرب: عشرات كثيرة من المشبوهين بالمشاركة في الإرهاب يرفعون أيديهم، يحتمل أن يكون هذا بعد أن استسلم بعضهم، وسلموا أنفسهم لقوات الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى ذلك قتلت قواتنا مئات المخربين في الحيين».

جريحان فلسطينيان في مستشفى بدير البلح في وسط قطاع غزة الجمعة (أ.ب)

وتابع: «(لواء) غولاني، المظليون، كفير، لواء 188 والهندسة يقاتلون في معارك وجهاً لوجه، ويبدون تفوقاً واضحاً على العدو. يوجد قتلى وجرحى، لكن أمام التحدي من الصعب أن نرى جيشاً آخر في العالم كان سيحقق نتائج أفضل في القتال فوق الأرض وأساساً تحت الأرض».

وكتب ناحوم بارنياع في الصحيفة نفسها: «قيادة الجيش غير راضية عن وقف القتال في النقطة الزمنية الحالية، دون أن يتحقق حسم، دون إنجازات يكون ممكناً التباهي بها حتى بعد أن يترسب غبار المعركة. ومن ناحية عسكرية، الهجوم البري في جبهة خان يونس هو فرصة أخيرة أليمة. من خان يونس جنوباً لم يعد هناك، إلى أين الذهاب؟ لا لـ(حماس)، لا للجيش الإسرائيلي، لا لمليون ونصف المليون فلسطيني نزحوا من بيوتهم. والتبجح بأن الجيش يحاصر منزل السنوار (زعيم حماس في غزة) هو قصة يرويها رئيس وزرائنا لنفسه، يرويها لنا. فالقتال ضارٍ، ويكلف كل يوم قتلى بنار (حماس)، بالعبوات، بالنار الصديقة».

طفلان فلسطينيان في مخيم للنازحين في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

وأضاف: «خيراً سيكون إذا ما أدى القتال في خان يونس إلى تفكيك حقيقي لـ(حماس)، وتصفية شريحة قيادتها. هذه إمكانية، أمل، رهان؛ الخطر على حياة المقاتلين وحياة المخطوفين هو بمثابة يقين. (حماس) تقاتل حربها الأخيرة، بما في ذلك في شمال القطاع، في بيت لاهيا، في الشجاعية وفي جباليا، وكذلك في الجنوب. هي تطلق الصواريخ، تنتج أفلام الدعاية، تتخذ قرارات عن مصير المخطوفين (...) المراسلون في قنوات التلفزيون المهتمون برفع المعنويات الوطنية يصفونهم مثل جبناء بائسي الروح. ليتهم كانوا جبناء. لو كانوا جبناء لخرجوا من فوهات الأنفاق بجموعهم، رافعين الأيادي والأعلام البيضاء».


«أطباء بلا حدود»: عدم تحرك مجلس الأمن يجعله شريكاً في مجزرة غزة

فلسطينيون يجلسون فوق مبنى دمره القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في مخيم النصيرات للاجئين (أ.ب)
فلسطينيون يجلسون فوق مبنى دمره القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في مخيم النصيرات للاجئين (أ.ب)
TT

«أطباء بلا حدود»: عدم تحرك مجلس الأمن يجعله شريكاً في مجزرة غزة

فلسطينيون يجلسون فوق مبنى دمره القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في مخيم النصيرات للاجئين (أ.ب)
فلسطينيون يجلسون فوق مبنى دمره القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في مخيم النصيرات للاجئين (أ.ب)

أكدت منظمة أطباء بلا حدود اليوم (الجمعة)، أن عدم تحرك مجلس الأمن الدولي حيال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يجعله «شريكا في المجزرة» المرتكبة في قطاع غزة.

وقالت المنظمة غير الحكومية «إلى اليوم، عدم تحرك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واستخدام حق النقض (الفيتو) من قبل الدول (الدائمة العضوية) خصوصا الولايات المتحدة، يجعلها شريكا في المجزرة الجارية».

ويبتّ مجلس الأمن اليوم دعوة إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» في قطاع غزة، في عملية تصويت غير محسومة النتائج في ظل أوضاع دبلوماسية مشحونة.

وتأتي عملية التصويت بعدما وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة الأربعاء إلى مجلس الأمن استخدم فيها صراحة المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر»، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.

ومنذ بداية الحرب، تمكّن مجلس الأمن من تبنّي قرار واحد يدعو إلى «هدنات وممرّات إنسانية» في غزة، وليس إلى «وقف إطلاق نار» تعارضه الولايات المتحدة.


واشنطن تبلغ مجلس الأمن معارضتها وقف إطلاق النار في غزة

روبرت وود نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن (أ.ف.ب)
روبرت وود نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تبلغ مجلس الأمن معارضتها وقف إطلاق النار في غزة

روبرت وود نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن (أ.ف.ب)
روبرت وود نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي المنعقد اليوم (الجمعة)، معارضتها وقفا فوريا لإطلاق النار في قطاع غزة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال نائب المندوبة الأميركية روبرت وود: «في حين تدعم الولايات المتحدة بشدة السلام المستدام الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمن وسلام، لا ندعم الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار». ورأى أن ذلك «سيؤدي فقط إلى زرع بذار الحرب المقبلة، لأنه لا رغبة لحماس برؤية سلام مستدام أو حل الدولتين».

وكان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان قد قال في جلسة لمجلس الأمن إن الأمن والاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتحققا قبل القضاء على حركة «حماس»، معتبراً أن «وقف إطلاق النار في الوقت الحالي يعني ترسيخ حكم حماس في غزة واستمرار معاناة الجميع».

في غضون ذلك، طالبت «حماس» مجلس الأمن وكل دول العالم بوقف «الحرب الوحشية» الإسرائيلية في قطاع غزة قبل «فوات الأوان».وقالت في بيان «نطالب مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي وكل دول العالم بوقف هذه الحرب الوحشية وإنقاذ قطاع غزة قبل فوات الأوان»، معتبرة أن القطاع «يمر بمرحلة خطيرة على كافة المستويات، خاصة على المستوى الإنساني والإغاثي والغذائي والمائي والصحي»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.


الأونروا تدعو إلى «وقف النار» في غزة لوضع حد لـ«إزهاق أرواح الفلسطينيين»

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة أونروا خلال زيارته غزة (حسابه على منصة «إكس»)
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة أونروا خلال زيارته غزة (حسابه على منصة «إكس»)
TT

الأونروا تدعو إلى «وقف النار» في غزة لوضع حد لـ«إزهاق أرواح الفلسطينيين»

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة أونروا خلال زيارته غزة (حسابه على منصة «إكس»)
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة أونروا خلال زيارته غزة (حسابه على منصة «إكس»)

دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، اليوم الجمعة، إلى «وقف إنساني فوري لإطلاق النار» في قطاع غزة، حيث خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 17400 قتيل، خلال شهرين.

وقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، في خطاب إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أدعو جميع الدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار؛ لأسباب إنسانية».

وأضاف: «إن الدعوة إلى وضع حد لإزهاق أرواح الفلسطينيين في غزة لا تمثل إنكاراً للهجمات البغيضة التي وقعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في إسرائيل»، والتي شنّتها «حماس».

وحذّر، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، من أن قدرات الوكالة على تنفيذ تفويضها في قطاع غزة أصبحت محدودة جداً.

وتابع، في الرسالة التي تحمل تاريخ السابع من ديسمبر (كانون الأول): «لا بد لي من إبلاغكم بأن قدرة الأونروا على تنفيذ تفويض الجمعية العامة لها في غزة أصبحت، اليوم، محدودة جداً، مع ما يترتب على ذلك من عواقب فورية ووخيمة على الاستجابة الإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة وعلى حياة المدنيين في غزة».

وأشار لازاريني إلى «التداعيات طويلة المدى بالنسبة للاجئي فلسطين وآفاق التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم». وتابع قائلاً: «اليوم، ونتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية، هناك ما يقرب من 1.2 مليون مدني يلوذون بمنشآت الأونروا. لقد أصبحت الوكالة المنصة الرئيسية لتقديم المساعدات الإنسانية لأكثر من 2.2 مليون شخص في غزة، وهي منصة على وشك الانهيار».

وأضاف أن الفرضية الأساسية لولاية الأونروا المتمثلة في تقديم الخدمات للاجئي فلسطين إلى أن يجري التوصل إلى حل سياسي «معرَّضة لخطر كبير، فدون المأوى الآمن والمعونة يواجه المدنيون في غزة خطر الموت أو سيُجبَرون على الذهاب إلى مصر وخارجها».

وحذَّر المفوض العام للأونروا أيضاً من أن التهجير القسري إلى خارج غزة «قد يؤدي إلى إنهاء احتمالات التوصل إلى حل سياسي، والذي يُعدّ جوهر ولاية الأونروا، مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر جسيمة على السلام والأمن الإقليميين. التهجير القسري إلى خارج الأراضي الفلسطينية، وهو ما يُذكّرنا بنكبة عام 1948، لا بد من منعه».

ودعا إلى منع كارثة «لا يمكن علاجها»، من خلال تحرك الدول الأعضاء بشكل فوري لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار؛ لأسباب إنسانية، وفرض القانون الدولي، وحماية المدنيين وموظفي الأمم المتحدة ومنشآتها والمستشفيات والمباني العامة التي توفر ملاذاً آمناً من الهجمات والأمراض.

وفي وقت سابق، اليوم، أعلنت الأونروا أن 133 من موظفيها قُتلوا في غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأضافت، في بيان، أنها قامت بإخلاء أربعة ملاجئ تابعة لها في خان يونس، بجنوب قطاع غزة، يوم الأربعاء الماضي، عقب صدور أوامر بالإخلاء من السلطات الإسرائيلية.

وأوضحت الوكالة الأممية أن 1.9 مليون شخص، أو أكثر من 85 في المائة من سكان قطاع غزة، نزحوا داخل القطاع، منذ السابع من أكتوبر الماضي، لافتة إلى أن منهم من نزح مرات متعددة.


عباس: عقد مؤتمر دولي للسلام ضروري لإنهاء الحرب في غزة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
TT

عباس: عقد مؤتمر دولي للسلام ضروري لإنهاء الحرب في غزة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، أن عقد مؤتمر دولي للسلام ضروري لإنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى حل سياسي دائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء بمكتبه في رام الله، قال عباس (87 عاماً): «أنا مع المفاوضات وأن يكون هناك مؤتمر دولي للسلام برعاية دولية، يجب أن يقود إلى حل بحماية دولية يقود إلى دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف».

وأضاف أن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل عام وصل إلى مرحلة خطيرة تتطلب عقد مؤتمر دولي وضمانات من القوى العالمية.


مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة: وقف النار يعني ترسيخ حكم «حماس» في غزة

جلعاد إردان الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن غزة (أ.ف.ب)
جلعاد إردان الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن غزة (أ.ف.ب)
TT

مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة: وقف النار يعني ترسيخ حكم «حماس» في غزة

جلعاد إردان الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن غزة (أ.ف.ب)
جلعاد إردان الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن غزة (أ.ف.ب)

قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان اليوم (الجمعة)، إن الأمن والاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتحققا قبل القضاء على حركة «حماس»، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف إردان في جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عبر ترجمة، أن «وقف إطلاق النار في الوقت الحالي يعني ترسيخ حكم حماس في غزة واستمرار معاناة الجميع».

فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة إلى المستشفى في دير البلح الجمعة (أ.ب)

وكانت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة قد دعت الأربعاء الماضي إلى تبني قرار عاجل لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة، وقالت إنها قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن بهذا الشأن.


المناوشات العسكرية تتواصل على الحدود اللبنانية

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يزور جندياً أصيب بالقصف الإسرائيلي (مديرية التوجيه)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يزور جندياً أصيب بالقصف الإسرائيلي (مديرية التوجيه)
TT

المناوشات العسكرية تتواصل على الحدود اللبنانية

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يزور جندياً أصيب بالقصف الإسرائيلي (مديرية التوجيه)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يزور جندياً أصيب بالقصف الإسرائيلي (مديرية التوجيه)

تواصلت المناوشات العسكرية بين «حزب الله» اللبناني والجيش الإسرائيلي على طول خط الحدود، مع تطور تمثل باستهداف إسرائيل عمق بعض القرى الحدودية التي باتت غير مأهولة تقريباً بواسطة الطيران المسيّر والمروحي، كما استهدف الإسرائيليون الجيش اللبناني مجدداً، فقصفوا مركزاً استشفائياً تابعاً للجيش، في وقت كرر فيه الحزب أتهديده بـ«الرد على أي استهداف أو اعتداء على لبنان».

ونعت «المقاومة الإسلامية» - الجناح العسكري للحزب في بيان لها أحد مقاتليها، ويدعى أحمد حسين علي أحمد «أبو عباس» من بلدة الناصرية في البقاع، «الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس»، بينما أعلنت عن تنفيذها عدداً من العمليات. وقالت في بيانات متفرقة إنها استهدفت «موقع ‏مسكاف عام» و«موقع الراهب» ومربض خربة ماعر بالأسلحة المناسبة، وأصيبت إصابة مباشرة. ومساءً، أعلنت أنها استهدفت «موقع رويسات العلم وموقع الرادار في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة ‏بالأسلحة الصاروخية وقد أصابت أهدافها بدقة»، ومن ثم «موقع العباد ‏وثكنة ميتات مقابل بلدة رميش ‏بالأسلحة المناسبة، وأصيبت إصابة مباشرة»، ليقوم بعدها الجيش الإسرائيلي باستهداف بلدة رميش بالقذائف الفوسفورية.

وفي إسرائيل، أعلن المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عن استهداف خلية مسلحين في منطقة جبل الروس على حدود لبنان بطائرة مسيرة، من دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. وذكر أدرعي في حسابه على منصة «إكس» أن الجيش الإسرائيلي وجّه ضربات إلى أهداف داخل سوريا خلال الساعات الماضية بعد إطلاق قذائف نحو هضبة الجولان مساء أمس.

واستمر القصف الإسرائيلي باتجاه جنوب لبنان بشكل متقطع، وقد أسفر عن إصابة المواطن مسعود عبد الله بجروح جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مدخل بلدة راشيا الفخار بقذيفة مدفعية، ومواطن آخر في في بلدة البستان نتيجة القصف المدفعي العنيف الذي تعرضت له بعد الظهر له معظم المناطق الحدودية في القطاع الغربي، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».

وأعلن الجيش اللبناني عن تعرض المركز الاستشفائي التابع له في بلدة عين إبل - الجنوب لقصف من الجيش الإسرائيلي؛ ما أدى إلى أضرار مادية دون وقوع إصابات.

ونفذت مروحية إسرائيلية من نوع «أباتشي»، بعد ظهر الجمعة، قصفاً جوياً استهدف منزلاً في بلدة مروحين بصاروخ جو أرض، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، وذكرت «قناة المنار» التابعة لـ«حزب الله» أن هذا المنزل استهدف للمرة السادسة.

وأشارت «الوكالة» إلى أن المدفعية استهدفت الأطراف الغربية لبلدة طيرحرفا ومنطقة اللبونة ووادي حامول وأطراف بلدة عين إبل، بالقرب من المستشفى، إضافة إلى مناطق الطراش والجبل والدباكة ورأس الظهر والأطراف الشمالية والجنوبية لبلدة ‫ميس الجبل من جهة بلدتي حولا وبليدا.

وسجل تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي في أجواء مدينة بعلبك ليلاً وخلال ساعات النهار، وصباحاً فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً إلى الساحل البحري جنوباً.

وكانت المدفعية الإسرائيلية قد استهدفت فجراً حرش هورا ومحيط ديرميماس، وتعرضت أطراف ديرميماس وكفركلا للقصف في ساعات الفجر الأولى.

وظهراً، استهدف القصف المدفعي وادي البياض وأطراف بلدات حولا ومركبا وبليدا وعيترون والعديسة وبستان الجوز في منطقة باب التنية جنوب الخيام، كذلك أغارت مسيرة إسرائيلية على تلة الحمامص في سردا.

وفي النبطية تعرض محيط بلدات عيترون وعيتا الشعب ورامية لقصف مدفعي مباشر، وسط تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط.

وفي صور، استهدف القصف المدفعي الأطراف الشرقية بين بلدتي شيحين وزبقين، بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الاستطلاعي، واستهدف القصف المدفعي العنيف أطراف بلدات مروحين والضهيرة وشيحين.

وكرر رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش أن «المقاومة لن تتردد في الرد على أي استهداف أو اعتداء على لبنان». وقال في خطبة الجمعة: «العمليات التي تقوم بها المقاومة على امتداد المنطقة في لبنان واليمن والعراق هي لمساندة غزة، ومن أجل الضغط لوقف العدوان، وعدم تمكين العدو من الانتصار على المقاومة».


غوتيريش: منظومة الدعم الإنساني في قطاع غزة تُواجه خطر الانهيار

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

غوتيريش: منظومة الدعم الإنساني في قطاع غزة تُواجه خطر الانهيار

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، من أن منظومة الدعم الإنساني في قطاع غزة تُواجه خطر الانهيار، مما سيؤدي لزيادة الضغط باتجاه نزوح جماعي إلى مصر.

وأضاف، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، أن القصف المكثف ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات تجعل من المستحيل الوصول إلى معظم السكان ممن يحتاجون للمساعدة.

وتابع قائلاً عبر ترجمة: «لم نتمكن من الوصول لأي مكان في غزة وتوزيع المساعدات، في الفترة من 2 حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) سوى في رفح، خلال الأيام الماضية»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأكد الأمين العام، في الوقت نفسه، أن «الأمم المتحدة» ملتزمة بالبقاء ومساعدة شعب غزة، لكن «ظروف توفير فعال للمساعدات الإنسانية في غزة لم تعد قائمة».

وأشار غوتيريش إلى أن أكثر من 130 من موظفي المنظمة الدولية قُتلوا في غزة، وهي «أضخم نسبة خسائر في الأرواح، في تاريخ منظمتنا».

وشدّد غوتيريش على أن ما وصفها «وحشية حماس» لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، داعياً «للإفراج الفوري وغير المشروط» عن نحو 130 رهينة محتجَزين في غزة، والسماح بزيارات «اللجنة الدولية للصليب الأحمر».

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، حذَّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من أن فشل «مجلس الأمن» في اعتماد مشروع قرار لوقف إطلاق النار بغزة، اليوم، قد يُدخل الوضع في المنطقة مرحلة خطيرة تهدد الاستقرار الإقليمي.

وكان غوتيريش قد دعا المجلس للتعامل مع الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية باعتبارها تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وطالب بتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على أن للأمين العام «أن يلفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين».

ويوم الأربعاء الماضي، دعت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة إلى تبنّي قرار عاجل لوقف إطلاق النار؛ لأسباب إنسانية في قطاع غزة، وقالت إنها قدّمت مشروع قرار لمجلس الأمن بهذا الشأن.


«حماس»: إسرائيل دمّرت المسجد العمري في غزة

المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)
المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)
TT

«حماس»: إسرائيل دمّرت المسجد العمري في غزة

المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)
المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)

أعلنت حركة «حماس»، اليوم الجمعة، أن إسرائيل قصفت المسجد العمري، الذي يرجع تاريخه إلى القرون الوسطى في غزة، مما تسبَّب بدمار واسع النطاق للمبنى، ووصفت ذلك بأنه «جريمة همجية شنيعة»، وفق وكالة «رويترز».

وقالت «حماس»، في بيان، إن إسرائيل استهدفت «معظم المعالم التاريخية في قطاع غزة، بما يشمل المساجد العريقة، والكنائس التاريخية التي وقفت شاهدة على عراقة هذا الشعب العظيم»، بما شمل تدمير 104 مساجد، وثلاث كنائس تاريخية.

وأظهرت صورٌ، نشرتها وسائل إعلام تديرها «حماس» في غزة، ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحتها على الفور، أضراراً جسيمة بالمسجد، مع سقوط جدران وأسقف، وصَدع كبير في الجزء السفلي من المئذنة الحجرية.

المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)

وتعرّف صحافيو «رويترز» من غزة على المئذنة الموجودة في الصورة، وقالوا إنها مئذنة المسجد العمري.

ولم يردَّ متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على طلب التعليق على الأضرار التي لحقت المسجد.

والمسجد العمري، الذي سُمّي نسبة لثاني خليفة في تاريخ الإسلام؛ عمر بن الخطاب، هو أقدم وأكبر مسجد في القطاع الفلسطيني الصغير الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي منذ هجوم «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

جانب من المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)

وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفقاً لأرقام السلطات الصحية في الأراضي التي تديرها «حماس»، ودمَّر أحياء بأكملها، بما في ذلك كثير من البنية التحتية المدنية.


لبنان: جلسة برلمانية الخميس... والتمديد لقائد الجيش مرجح

بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)
بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)
TT

لبنان: جلسة برلمانية الخميس... والتمديد لقائد الجيش مرجح

بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)
بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)

بات تأجيل تسريح قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون شبه محسوم، الأسبوع المقبل، إما عبر الحكومة وإما عبر مجلس النواب الذي دعا رئيسه نبيه بري إلى جلسة لهيئة مكتب المجلس يوم الاثنين المقبل، تمهيداً لتحديد جلسة برلمانية عامة. ومن المفترض أن يدرس النواب في جلسة الاثنين جدول الأعمال باقتراحات القوانين التي ستطرح في الجلسة التي يرجح انعقادها الخميس المقبل، وتتضمّن تأجيل تسريح عون، وفق ما كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري.

وتقول المصادر إن بري سيدعو إلى جلسة تشريعية الخميس المقبل في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإذا لم تكن الحكومة قد حسمت موضوع التمديد لقائد الجيش، فعندها سيقوم البرلمان بالمهمة عبر تعديل قانون الدفاع لتأجيل التسريح بما يتناسب مع صلاحيات مجلس النواب، وتؤكد في المقابل، أن جدول الأعمال لن يكون مقتصراً على هذا البند، إنما سيتضمن عشرات اقتراحات القوانين، وسيكون تأجيل التسريح البند الأول ضمن اقتراحات القوانين التي تحمل صفة المعجلّ المكرر. وفي حين لم تعلن كل الكتل موقفها من المشاركة في الجلسة التشريعية، تبدو المصادر واثقة من أن نصاب الجلسة المحدد بـ65 صوتاً سيكون مؤمناً، مذكرة بأن كتل «القوات اللبنانية» و«اللقاء الديمقراطي» و«الاعتدال الوطني» قدمت اقتراحات بهذا الشأن، وبالتالي ستحضر الجلسة، والأمر نفسه بالنسبة إلى «حركة أمل» و«حزب الله»، إضافة إلى عدد لا بأس به من النواب التغييريين والمستقلين. ويبقى موقف حزب «الكتائب اللبنانية» الذي كان يرفض التشريع في ظل الفراغ الرئاسي لكنه يطالب بالتمديد للعماد عون عبر الحكومة، أي قد يعمد إلى تعديل موقفه عند الدعوة للجلسة.

وعن موقف «حزب الله» الذي لم يعلن عنه صراحة حتى الآن، لا سيما في ظل معارضة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل للتمديد وبالتالي عدم حضوره الجلسة، تقول المصادر: «حضور كتلة حزب الله تحصيل حاصل ولم تجرِ العادة أن يعطّل جلسات التشريع».

وفي الإطار نفسه، تجدد مصادر «القوات» التأكيد لـ«الشرق الأوسط» على أن موقف المعارضة موحد لجهة التمديد لقائد الجيش انطلاقاً من الاعتبارات نفسها، وهي الفراغ الرئاسي والوضع الأمني في لبنان. وفي حين تلفت إلى أن جزءاً من هذه المعارضة يفضّل أن يقر التمديد في الحكومة، تؤكد أنها لم تقفل الباب أمام التشريع لأن هذه المسألة تتجاوز التشريع إلى الأمن القومي وعدم المجازفة في آخر مساحة استقرار في البلد.

وقال النائب في «القوات» فادي كرم إن «الأمن القومي أساسي وأولوية وهو يرتفع فوق كل الحسابات الأخرى»، مشدداً على أن «السياسة المعتمدة من (القوات) هي سياسة مبدأ، وأتت عدم مشاركتها في الاجتماعات التشريعية من منطلق أنه بغياب رئيس الجمهورية يجب ألا تكون هناك جلسات تشريعية»، وأضاف: «هناك توجّه لعقد هذه الجلسة والتشريع للتمديد لقائد الجيش».

من الناحية الدستورية، يوضح الخبير القانوني والدستوري سعيد مالك، لـ«الشرق الأوسط»، أن مجلس النواب (في غياب رئيس الجمهورية) مهمته محصورة بتشريع أو تعديل مواد قانونية موجودة ضمن إطار قوانين مرعية الإجراء، والمقصود من التمديد للعماد عون تعديل المادة 56 من قانون الدفاع الوطني وتحديداً رفع سن التقاعد التي حُددت في هذه المادة بـ60 عاماً. ويشير إلى أن هناك 4 اقتراحات قوانين مقدمة من كتل نيابية تختلف عن بعضها بعض الشيء، منها ما تقتصر فقط على قائد الجيش وكل مَن يتبوأ سدة القيادة مستقبلاً وهناك اقتراحات تشمل الألوية، إضافة إلى رتبة عماد. وهناك اقتراحات تشمل أسلاكاً عدة وليس الجيش فقط.

وكانت كتلة «الجمهورية القوية» (القوات) قد قدّمت اقتراح قانون يقضي بـ«تعديل سنّ التسريح الحكمي من الخدمة العائد لرتبة عماد في الجيش»، بحيث يصبح 61 سنة بدلاً من 60 سنة، ويستفيد منه بشكل خاص قائد الجيش، على اعتبار أنه الوحيد الذي يحمل رتبة عماد. كذلك تقدّم «اللقاء الديمقراطي» باقتراحي قانون الأول لتعديل المادّتين 56 و57 من قانون الدفاع الوطني المتعلّقتين بالتسريح الحكمي للعسكريين والتمديد لهم سنتين في كل المواقع، والثاني لتعديل المادة 68 من نظام الموظفين لتمديد سنّ التقاعد أو الصرف من الخدمة لكلّ الموظفين إلى 68 من العمر بدل 64، على أن يشمل العسكريين والمدنيين.

كذلك، قدّمت كتلة «الاعتدال الوطني» اقتراح قانون للتمديد لقادة الأجهزة الأمنية لمدة سنة، وتحديداً الذين يحملون رتبة عماد أو لواء ويمارسون مهامهم بالأصالة أو بالوكالة أو بالإنابة ولا يزالون في وَظائِفهم بتاريخِ صدورِ هذا القانون، وذلك لمدة سنة من تاريخ إحالتهم على التقاعد، ما يعني أن اقتراح القانون يشمل بشكل أساسي العماد عون والمدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي تنتهي ولايته في شهر مايو (أيار) المقبل، إضافة إلى المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا.