«حزب الله» يتحمل مسؤولية منع انزلاق حادث الكحالة إلى تصعيد

حلفاؤه يأخذون عليه قصوره في التعامل مع انقلاب الشاحنة

عناصر من الجيش اللبناني في الموقع الذي حصل فيه حادث شاحنة «حزب الله» (إ.ب.أ)
عناصر من الجيش اللبناني في الموقع الذي حصل فيه حادث شاحنة «حزب الله» (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يتحمل مسؤولية منع انزلاق حادث الكحالة إلى تصعيد

عناصر من الجيش اللبناني في الموقع الذي حصل فيه حادث شاحنة «حزب الله» (إ.ب.أ)
عناصر من الجيش اللبناني في الموقع الذي حصل فيه حادث شاحنة «حزب الله» (إ.ب.أ)

كان تعامل «حزب الله» مع انزلاق الشاحنة المحملة بالذخائر في بلدة الكحالة موضع تقويم غلب عليه اللوم من حلفائه، لأنه لم يكن مضطراً للذهاب بعيداً، وكان في غنى عن البيان الذي أصدرته كتلة «الوفاء للمقاومة» بدلاً من أن يبادر منذ اللحظة الأولى للاتصال بقيادة الجيش، واضعاً في عهدتها معالجة تداعيات الحادث لتطويق ردود الفعل التي استهدفته من جانب خصومه، فيما غاب حلفاؤه من المسيحيين عن السمع ولم يحركوا ساكناً، ما أتاح لهم التفرُّد بمحاصرته سياسياً وإعلامياً.

فاتباع «حزب الله» سياسة الهجوم لم يكن في محله، خصوصاً أن انزلاق الشاحنة أدى إلى تبدُّل المشهد السياسي وكان وراء تسعير الخلاف الشيعي - المسيحي، مع أن تدخّل الجيش اللبناني، ولو جاء متأخراً، فتح الباب أمام استيعاب التأزُّم السياسي وحال دون أن يتطور إلى صدام بين أبناء بلدة الكحالة والمجموعة الحزبية المسلحة المكلّفة بمواكبة الشاحنة.

كما أن الحزب اصطدم بعدم قدرة «التيار الوطني الحر» على التخفيف من وطأة الهجوم الذي استهدفه من قبل خصومه في الشارع المسيحي، واضطر إلى مراعاة الأجواء التي سادت البلدة، وهذا ما تضمنه البيان الذي أصدره بقوله إن كل ضحية سقطت جاءت نتيجة قصور من «حزب الله» أو القوى الأمنية.

لكن تطرق «التيار الوطني» إلى ما سمّاه قصور القوى الأمنية لم يكن موضع إجماع من قبل معظم نوابه الذين أدلوا بدلوهم لحظة مقتل أحد أبناء الكحالة فادي بجاني المحسوب سياسياً على «التيار».

ومن تابع ردود فعل نواب «التيار الوطني»، توقف أمام تجاوز معظمهم للموقف الذي صدر عن رئيسه النائب جبران باسيل، ولاحقاً لدعوة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون إلى التهدئة.

ورأى قيادي في «التيار الوطني» فضّل عدم ذكر اسمه، أن عون رسم السقف السياسي في التعاطي مع انزلاق الشاحنة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن ردود الفعل الأخرى، بصرف النظر عن أصحابها، من المنتمين إلى «التيار الوطني» ليست ملزمة، وإن إصدارها يكمن في استيعاب الوضع المتأزم الذي أرخى بظلاله على بلدة الكحالة من جهة، وفي قطع الطريق على خصومه في الشارع المسيحي في محاولاتهم للمزايدة عليه.

ويعترف القيادي نفسه بأن ردود الفعل شكّلت إزعاجاً لباسيل في حواره المستجدّ مع «حزب الله»، لكنه سيستمر، «ونحن ننتظر رد (حزب الله) على الورقة السياسية التي أودعها لدى مسؤول التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا»، ولا يؤيد «التيار» محاولات وضع اللوم على قائد الجيش العماد جوزيف عون بذريعة التأخر في سيطرة الوحدات العسكرية على الوضع المتأزّم، ويقول إن الجهود يجب أن تنصبّ لوأد الفتنة المذهبية. ويسأل: ماذا كان يفترض أن يقوم به الجيش غير الجهود التي قام بها وحال دون وضع يد الأهالي على ما تحمله الشاحنة من ذخائر، ما يدفع بحزب الله للقيام برد فعل يرفع منسوب التأزم ويصعب السيطرة عليه؟

وفي هذا السياق علمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية أن الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، الموجود حالياً خارج لبنان لعب دوراً أسهم في تهدئة الوضع، وكان على اتصال برئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقيادتي الجيش و«حزب الله»، ونجله رئيس «التقدمي» تيمور جنبلاط، انطلاقاً من أن انزلاق الشاحنة حصل في منطقة حساسة تشكل نقطة العبور إلى البقاع وسوريا وتقع على تخوم بلدة عاليه وقراها، وأن لا مصلحة في تحويلها إلى خطوط تماس تهدد السلم الأهلي الذي لا يزال ينعم به البلد برغم أزماته الاقتصادية والاجتماعية التي لا حلول لها حتى الساعة.

وتكشف المصادر النيابية أن تأخر الجيش في السيطرة على الوضع والإمساك به لم يكن مقصوداً، وإنما لا بد من التحضير له سياسياً وميدانياً كان من نتائجه إخلاء كوع الكحالة من المجموعة الحزبية التابعة لـ«حزب الله» والمواكبة للشاحنة، كي يتسنى للوحدات العسكرية توفير الحماية المطلوبة لانتشال الشاحنة وإفراغها من حمولتها، وقالت إن احتكاك الوحدات العسكرية بالمتجمّعين من أهالي البلدة لم يكن يهدف سوى إلى منع وضع اليد على ما تحمله من ذخائر.

وتؤكد أن جنبلاط الذي بادر إلى التحرك فور انزلاق الشاحنة وقبل انتشار نبأ سقوط قتيلين، بقي على تواصل مع النواب الأعضاء في «اللقاء الديمقراطي» الذين أبدوا تفهُّماً وتجاوباً لوجهة نظره، وهذا ما يفسر عدم انخراطهم في تأجيج الصراع السياسي بدخولهم طرفاً في تبادل الحملات. وتقول إن جنبلاط الأب لم يكن منحازاً لهذا الطرف أو ذاك بمقدار ما أنه قرر منذ اللحظة الأولى انحيازه لمصلحة التهدئة وعدم تعريض السلم الأهلي إلى انتكاسة لا أحد يمكنه التكهُّن إلى أين يمكن أن تمتد.

لذلك لا بد من التريُّث إلى حين صدور التحقيق القضائي لتبيان الخيط الأسود من الخيط الأبيض، مع دعوة المصادر النيابية إلى ضرورة لملمة الوضع ومنع كوع الكحالة من أن ينزلق سياسياً باتجاه تمديد الفراغ في رئاسة الجمهورية، وهذا ما يحتّم على «حزب الله» مسؤولية حيال تطويق المفاعيل السلبية لانزلاق الشاحنة، ما يتطلب منه الخروج من دائرة المكابرة إلى التواضع.



انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي الزيتون بشمال غزة

دورية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)
دورية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)
TT

انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي الزيتون بشمال غزة

دورية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)
دورية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)

أكدت هيئة البث الإسرائيلية اليوم (الأربعاء) أن الجيش انسحب من حي الزيتون في جنوب مدينة غزة بشمال القطاع، بعد أسبوع من العمليات المتواصلة هناك.

ونقلت الهيئة عن مصادر في الجيش قولها إن العمليات متواصلة في 3 مناطق بقطاع غزة، وهي: جباليا في الشمال، وشرق رفح في الجنوب، ومنطقة محور نتساريم في وسط القطاع.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن القوات الإسرائيلية انسحبت من حي الزيتون، بعد معارك «ضارية» مع الفصائل المسلحة استمرت عدة أيام.

كان الجيش الإسرائيلي قد عاد إلى منطقة حي الزيتون، بعدما قال إن حركة «حماس» عاودت نشاطها هناك، وتحاول استعادة سيطرتها على الحكم المدني. واجتاحت القوات الإسرائيلية الحي قبل نحو أسبوع، وسط غارات جوية مكثفة، ما أدى إلى سقوط كثير من القتلى.

من ناحية أخرى، قال التلفزيون الفلسطيني صباح اليوم إن 10 أشخاص قُتلوا جراء قصف إسرائيلي على عيادة طبية في حي الصبرة بجنوب مدينة غزة في شمال القطاع.

وأشارت قناة «الأقصى» التلفزيونية إلى أن العيادة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

ودارت اشتباكات عنيفة بين الفصائل والقوات الإسرائيلية أيضاً في مخيم جباليا؛ حيث تنفذ القوات الإسرائيلية أيضاً عملية عسكرية واسعة منذ عدة أيام.

وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، في بيان اليوم، أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع جنود إسرائيليين قرب مخيم جباليا، وأوقعت عدداً منهم بين قتيل وجريح.

وكانت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، قد قالت أمس (الثلاثاء) إنها قتلت 7 جنود إسرائيليين شرق معسكر جباليا.


نازحو الجنوب اللبناني في قلب المعاناة: المساعدات شبه معدومة

حوّل القصف الإسرائيلي عدداً كبيراً من قرى جنوب لبنان إلى ركام ما دفع سكانها إلى النزوح والمعاناة (أ.ف.ب)
حوّل القصف الإسرائيلي عدداً كبيراً من قرى جنوب لبنان إلى ركام ما دفع سكانها إلى النزوح والمعاناة (أ.ف.ب)
TT

نازحو الجنوب اللبناني في قلب المعاناة: المساعدات شبه معدومة

حوّل القصف الإسرائيلي عدداً كبيراً من قرى جنوب لبنان إلى ركام ما دفع سكانها إلى النزوح والمعاناة (أ.ف.ب)
حوّل القصف الإسرائيلي عدداً كبيراً من قرى جنوب لبنان إلى ركام ما دفع سكانها إلى النزوح والمعاناة (أ.ف.ب)

ألقت جبهة «المساندة» التي فتحها «حزب الله» في لبنان لدعم غزّة، بثقلها على أبناء القرى الجنوبية الذين تحوّلوا إلى نازحين داخل بلدهم، وباتوا بحاجة إلى المساعدات الغذائية والاجتماعية، بالإضافة إلى كارثة تدمير منازلهم جراء القصف الإسرائيلي، وتحويل بلداتهم إلى أرض محروقة ستبقى غير صالحة للسكن لسنوات طويلة.

وحالة الطوارئ التي وضعتها البلديات واتحادات البلديات في جنوب لبنان عجزت عن مواجهة أزمة النازحين وتلبية حاجياتهم، رغم دخول الجمعيات والمنظمات المحليّة والدولية على الخطّ، والسبب في ذلك يعود إلى أن الأعداد أكبر من القدرة على الاستيعاب، خصوصاً في محافظتي صور والنبطيّة، حيث فاق عدد المهجّرين إليها 60 ألف شخص من البلدات الواقعة على خطّ النار.

وأشار نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء صور حسن حمّود إلى أنه «منذ الأيام الأولى للاعتداءات الإسرائيلية، في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبدء عمليات النزوح من القرى الحدودية، وضع الاتحاد نفسه في حالة استنفار لمواجهة التطورات، وجرى فتح ثلاثة مراكز إيواء، أضيف إليها لاحقاً مركزان بسبب ازدياد عدد النازحين».

وأكد حمود، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحرب الإسرائيلية تسببت حتى الآن بنزوح أكثر من 27000 شخص من قرى قضاء صور الحدودية، يتوزعون الآن داخل المدينة وفي البلدات المحيطة، مثل البرج الشمالي والعباسية وبرج رحال ومعركة وغيرها، بالإضافة إلى عائلات انتقلت إلى صيدا وبيروت»، لافتاً إلى أن «مراكز الإيواء الموجودة في مدينة صور وبالقرب منها تضمّ نحو 1000 نازح، أما الباقون فيتوزعون على شقق سكنية عائدة إما لأبنائهم أو أقاربهم أو لأبناء المنطقة، ضمن إطار التكافل الاجتماعي».

ومع امتداد الأزمة وغياب أفق الحلّ، تكبر الحاجة إلى المساعدات التي لا تزال أقلّ بكثير من حاجة الناس إليها.

وقال حمود إن اتحاد بلديات صور «استعان بالجمعيات المحليّة والمنظمات الدولية، لطلب المساعدة؛ لأننا نعرف أن إمكانات الدولة متواضعة أو شِبه معدومة، لكننا تلقّينا بعض المساعدات العينية من وزارة الشؤون الاجتماعية ومجلس الجنوب»، مضيفاً أنه «منذ أن بدأت الحرب قبل ثمانية أشهر، لم تحصل بعض العائلات على أكثر من حصتين غذائيتين أو ثلاث، بينما هي تحتاج إلى حصة غذائية يومياً بالحد الأدنى».

ومع تلاشي الأمل بوقف المواجهة على الجبهة الجنوبية، فإن أزمة النزوح لن تنتهي مع وقف إطلاق النار. وكشف حمود أن «أغلب البلدات الحدودية باتت مدمرة»، مشيراً إلى أن بلدات يارين، ومروحين، والضهيرة، وطيرحرفا، وبليدا، وكفركلا، والعديسة، وعيتا الشعب «مدمرة بنسبة 70 في المائة، والإحصاءات الأولية تتحدث عن تدمير ما يزيد عن 11000 وحدة سكنيّة، وهذا يعني أن هذه القرى ليست صالحة للسكن وتحتاج إلى سنوات لإعادة البناء».

صعوبة المشهد في محافظة صور تنسحب على قرى قضاء النبطية التي تشهد كثافة سكانية كبيرة، أضيفت إليها مشكلة النزوح، وقد وضعت «هيئة إدارة الكوارث» منطقة النبطية في حالة استنفار لمواكبة هذا الواقع ومستجدّاته التي تتغير يوماً بعد يوم. وكشف عضو في الهيئة، لـ«الشرق الأوسط»، أن اللجنة التي شُكّلت لمواكبة أزمة النزوح «تشرف يومياً على تقديم المساعدات لـ7207 عائلات؛ أي بحدود 26895 شخصاً، موزعين على مراكز إيواء وشقق سكنية ضمن أقضية مرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل».

وقال عضو الهيئة، الذي رفض ذكر اسمه، إن «مراكز الإيواء هي عبارة عن مدرسة وفندق مقدّمين من أحد المتبرعين، ومبنى للبلدية، وأحد النوادي الرياضية»، لافتاً إلى أن «كل عائلة تحتاج إلى حصّة غذائية وحصّة من مواد التنظيف، وتتولى تقديمها جهات متعددة؛ أبرزها مجلس الجنوب (مؤسسة رسمية)، وجمعيات محلية، ومنظمات دولية ومتمولون من أبناء المنطقة، لكنّ كل هذه التقديمات لا تؤمّن الحدّ الأدنى من حاجيات هذه العائلات»، مشيراً إلى أن «مهمة هيئة إدارة الكوارث محددة بتقديم المعلومات عن العائلات التي تحتاج للمساعدات، والتثبّت من أن الحصة الغذائية وصلت إلى هذه العائلات وفق الأصول».

وثمة عائلات متروكة لقدرها، وليس هناك من يتابع أوضاعها وفق رواية النازحة «منال. ر»، التي تركت بيتها في العديسة وفرّت مع أبنائها إلى مركز إيواء في بلدة المروانية. وتؤكد منال، لـ«الشرق الأوسط»، أنها «أرملة وأم لأربعة أطفال، تقيم في فندق تحوّل إلى مركز إيواء»، وتجزم بأنها «لا تتلقى أي مساعدة؛ لا من أحزاب ولا من جمعيات أو منظمات». وتضيف: «أنا مثل كثير من النازحين، نتدبّر أمورنا بأنفسنا. لقد بعت ما لديَّ من ذهب وتخليتُ عن سيارتي وبعض المقتنيات من أجل تأمين معيشة أطفالي، وكل من يدَّعي أنه يساعدنا مستعدة لمواجهته».

ويشير مختار بلدة شبعا، محمد هاشم، إلى أن «90 في المائة من أبناء البلدة هُجِّروا وتركوا منازلهم بسبب القصف الذي تعرضت له البلدة». ويقول، لـ«الشرق الأوسط»، إن هؤلاء «يتوزعون على مناطق مختلفة في صيدا وإقليم التفاح وجبل لبنان والبقاع وبيروت»، مشيراً إلى أن «بعض هؤلاء استأجروا منازل من أموالهم، والبعض الآخر يقيم عند أقاربه»، مُبدياً أسفه لـ«حالة التخلّي عن الناس في هذه المحنة»، مشيراً إلى أن «الدولة أيضاً تخلّت عن مسؤولياتها تجاه الناس، والأحزاب لا تهتمّ إلّا بمحازبيها».


فلسطينيون تقطعت بهم السبل ينصبون خياماً بموقع عسكري لـ«القسام» في خان يونس

فلسطينيون يمرون بجوار المباني المدمرة على طول أحد شوارع خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يمرون بجوار المباني المدمرة على طول أحد شوارع خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

فلسطينيون تقطعت بهم السبل ينصبون خياماً بموقع عسكري لـ«القسام» في خان يونس

فلسطينيون يمرون بجوار المباني المدمرة على طول أحد شوارع خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يمرون بجوار المباني المدمرة على طول أحد شوارع خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ضاقت الأماكن بالنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، حتى لم يعد أمامهم سوى نصب الخيام في مواقع كانت فيما مضى نقاطاً عسكرية تابعة لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس».

في موقع التل العسكري بمنطقة القرارة غرب مدينة خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزة، نصب عشرات النازحين خيامهم، علَّهم يجدون الأمان الذي فقدوه في مدينة رفح التي تنذر باشتعال القتال وانهمار القصف عليها، ما حدا بهم إلى الخروج بأرواحهم؛ لكن إلى مكان يرى بعضهم أنه لا يقل خطورة عن رفح بعينها، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

أوضح النازح المسن مروان أحمد الدايا أنه جاء رفقة عشرات النازحين، دون أن يعلم أن المطاف سينتهي به في أحد معاقل «القسام» العسكرية، قائلاً: «أتيت مع النازحين حيث ركبنا الشاحنات وجاءت بنا إلى هنا. أنزلنا حمولتنا ونصبنا الخيام حيث نمكث الآن. مضى علينا أسبوع على هذه الحالة».

بدوره، قال النازح تحسين بركات إنه على علم بخطورة الموقع الذي نزح وعائلته إليه، مؤكداً أنه المكان الوحيد الذي التمس فيه الأمان ولو بعض الوقت.

وأوضح بركات: «أنا في موقع (كتائب القسام) هنا، منشآت القسام ومبانيها من حولنا، وجالسون على أرضها. هذه حالنا، في منطقة القرارة»؛ مؤكداً: «ما من مكان خالٍ سوى هذا المكان، من منطقة المواصي حتى هنا، منطقة القرارة قرب التحلية، هذا موقع (القسام) هنا، والنازحون من حولنا».

وعدَّ بركات الموقع العسكري الذي نزح وعائلته إليه أفضل من الموت في رفح، موضحاً: «قالوا لنا إن بقيتم في رفح فستموتون، فجئنا إلى هنا، نشعر بنوع من الأمان؛ لكن ما من إمكانات نستر بها أنفسنا ونتقي الحر والصقيع. نحن 4 عائلات نمكث هنا، 4 عائلات أقسم بالله، أنام رفقة الشباب في جهة، والبنات والنساء في جهة أخرى».

وتوغلت دبابات إسرائيلية في شرق رفح، ووصلت إلى بعض المناطق السكنية أمس (الثلاثاء) في تصعيد لهجوم إسرائيل على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة التي يحتمي بها أكثر من مليون شخص، بينما قصفت قواتها شمال القطاع في بعض من أشرس الهجمات منذ أشهر.

بينما ترى النازحة الفلسطينية «أم إبراهيم» أن جميع الأماكن في قطاع غزة أمست غير آمنة، مؤكدة: «في أي مكان لا يوجد أمان، كل المناطق لا يوجد فيها أمان، الأمان فقط عند الله».

واشتد وطيس القتال في أنحاء القطاع في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك الشمال، مع عودة الجيش الإسرائيلي للمناطق التي زعم أنه قضى فيها على وجود «حماس» قبل أشهر. وقال سكان ومصادر من المسلحين إن الاشتباكات التي وقعت أمس كانت الأعنف منذ أشهر. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري: «نعمل بتصميم في أجزاء قطاع غزة الثلاثة. القوات تضرب أهدافاً إرهابية من الجو والبر والبحر في وقت واحد» في إشارة إلى شمال القطاع ووسطه وجنوبه.

وتجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الحالية 35 ألفاً حتى الآن، حسب مسؤولي وزارة الصحة في غزة، الذين لا تفرق أرقامهم بين المدنيين والمقاتلين. وقالوا إن 82 فلسطينياً قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أعلى عدد من القتلى في يوم واحد منذ أسابيع.

واستمرت معارك ضارية حتى وقت متأخر من أمس (الثلاثاء) في مخيم جباليا مترامي الأطراف، الذي أقيم للنازحين قبل 75 عاماً في شمال القطاع.


أوستن يؤكد لنظيره المصري التزام واشنطن تجاه أمن مصر والمنطقة

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ف.ب)
TT

أوستن يؤكد لنظيره المصري التزام واشنطن تجاه أمن مصر والمنطقة

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ف.ب)

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، لنظيره المصري محمد زكي، التزام الولايات المتحدة تجاه أمن الشرق الأوسط ومصر في مواجهة التحديات الإقليمية.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان، إن الجانبين بحثا في اتصال هاتفي التعاون الأمني «الثنائي العميق» بين البلدين.

وأضافت أن أوستن عبر عن تقديره لدور«القيادة المصرية في منع اتساع نطاق الصراع الحالي وتوفير المساعدات الإنسانية لأهالي غزة».


«حزب الله» يعلن مقتل أحد عناصره في هجوم إسرائيلي جنوب لبنان

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية كفر كلا بجنوب لبنان (ا.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية كفر كلا بجنوب لبنان (ا.ف.ب)
TT

«حزب الله» يعلن مقتل أحد عناصره في هجوم إسرائيلي جنوب لبنان

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية كفر كلا بجنوب لبنان (ا.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية كفر كلا بجنوب لبنان (ا.ف.ب)

أعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم، مقتل أحد عناصره في هجوم إسرائيلي بجنوب لبنان.

وقال في بيان عبر «تيليغرام»، إن العنصر الذي لقي حتفه يدعى حسين إبراهيم مكي (55 عاماً) من بلدة بيت ياحون

وكانت الوكالة اللبنانية أفادت مساء الثلاثاء بمقتل شخصين في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في صور بجنوب لبنان.

وفي وقت سابق قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن هجوماً بالصواريخ المضادة للدبابات من لبنان قتل شخصاً في بلدة أدميت في الجليل الغربي، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد عدة عمليات إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من لبنان أصيب خلالها جندي بجراح متوسطة فيما أصيب أربعة آخرون بجروح طفيفة.

وأضاف أن طائراته قصفت موقعا عسكريا لحزب الله في منطقة عيتا الشعب وكفر كلا في جنوب لبنان رداً على أطلاق الصواريخ.


فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف «هدف عسكري» في إيلات  بالطيران المسير

أرشيفية لوصول إمدادات عسكرية إلى مطار رامون قرب إيلات (د.ب.أ)
أرشيفية لوصول إمدادات عسكرية إلى مطار رامون قرب إيلات (د.ب.أ)
TT

فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف «هدف عسكري» في إيلات  بالطيران المسير

أرشيفية لوصول إمدادات عسكرية إلى مطار رامون قرب إيلات (د.ب.أ)
أرشيفية لوصول إمدادات عسكرية إلى مطار رامون قرب إيلات (د.ب.أ)

قالت فصائل عراقية مسلحة، اليوم( الثلاثاء)، إنها استهدفت «هدفاً عسكرياً» في إيلات جنوب إسرائيل بالطيران المسير.

وأشارت الفصائل التي تطلق على نفسها اسم «المقاومة الإسلامية في العراق» في بيان على «تيليغرام» إلى أن الاستهداف يأتي رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول الماضي).

من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن إحدى مقاتلاته اعترضت طائرتين مسيرتين اقتربتا من إسرائيل من جهة الشرق.

وأضاف في بيان على «تيليغرام»، أن المسيرتين «لم تدخلا المجال الجوي الإسرائيلي».


جباليا... إسرائيل تضغط على «حماس» وتبحث عن محتجزين

فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

جباليا... إسرائيل تضغط على «حماس» وتبحث عن محتجزين

فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)

على وقع معارك ضارية، تقدمت الدبابات الإسرائيلية، أمس، في عمق مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وعلى مشارف مخيم جباليا شماله، في تصعيد للهجوم المستمر منذ سبعة شهور.

وإذا كان هجوم رفح متوقعاً منذ فترة، فإن عودة العمليات إلى مخيم جباليا شكلت مفاجأة، إذ إن إسرائيل كانت تزعم أنها هزمت حركة «حماس» في شمال القطاع منذ نهايات العام الماضي. ورصدت «الشرق الأوسط» أن القوات الإسرائيلية تعتمد تكتيكاً جديداً لاقتحام جباليا، إذ تحاول التقدم عبر المنطقة الحدودية الشرقية، التي تعد في أجزاء كبيرة منها فارغة من السكان. وواضح أن إسرائيل تريد الضغط أكثر على «حماس» لإجبارها على تقديم تنازلات في مفاوضات صفقة التبادل، وذلك عبر استهداف معقلها الرئيسي في شمال القطاع.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل بعد فشلها في الوصول لأسراها في خان يونس وفي وسط القطاع، ومناطق متفرقة من شماله، تأمل الآن أن تجدهم في المخيم. ومعلوم أنها وجدت سابقاً جثث أسرى قتلوا ودفنوا في مقبرة «الفالوجا» غرب المخيم.

وبموازاة ذلك، تقدمت الدبابات الإسرائيلية من جهة معبر رفح في الشرق، متجاوزة شارع صلاح الدين إلى مناطق في غرب ووسط رفح، حيث يتكدس أكثر من مليون فلسطيني هناك، تحت نيران قصف جوي ومدفعي.

إلى ذلك، اعترض البيت الأبيض بشدة على مشروع قانون يقوده الجمهوريون يسعى إلى إجبار الرئيس جو بايدن على إلغاء تعليق شحنة من القنابل عالية القدرة إلى إسرائيل.


نازحون سوريون يعودون من لبنان... إلى الخيام

لاجئون  يتحضرون لمغادرة منطقة عرسال باتجاه سوريا (إ.ب.أ)
لاجئون يتحضرون لمغادرة منطقة عرسال باتجاه سوريا (إ.ب.أ)
TT

نازحون سوريون يعودون من لبنان... إلى الخيام

لاجئون  يتحضرون لمغادرة منطقة عرسال باتجاه سوريا (إ.ب.أ)
لاجئون يتحضرون لمغادرة منطقة عرسال باتجاه سوريا (إ.ب.أ)

عاد 330 سوريّاً من لبنان إلى بلدهم ضمن عمليات العودة الطوعية التي كانت قد بدأت عام 2017، وتوقفت لنحو 7 أشهر، وكان آخرها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وباشرت المديرية العامة للأمن العام في لبنان، صباح أمس (الثلاثاء)، تنظيم العودة لسوريين سجلوا أسماءهم لدى مراكز الأمن العام، ووافق الأمن السوري على عودتهم، فيما لا يزال آخرون ينتظرون الموافقة على طلب مغادرتهم، إذ تواجه بعض العائلات مشكلة مرتبطة برفض مغادرة أحد أفرادها، مما يؤدي إلى تراجع العائلة بأكملها عن قرار المغادرة، وفق ما قال أحد اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن عدد هؤلاء ليس قليلاً.

وانطلقت رحلة عودة اللاجئين من وادي حميد في عرسال الساعة السابعة صباحاً في اتجاه معبر الزمراني على الحدود اللبنانية - السورية نحو قراهم مصطحبين معهم آلياتهم المدنية وجراراتهم الزراعية ومواشيهم في سيارات وشاحنات مستأجرة من عرسال. ويقول أحد النازحين من بلدة الجراجير إلى القلمون الغربي، وهو يغادر لبنان مع أفراد عائلته العشرة: «سنعيش في خيمة في أرضنا على مقربة من بيتنا الذي تضرّر، بانتظار الانتهاء من ترميمه والانتقال للسكن فيه». ويشكو نازح آخر من الأوضاع المادية الصعبة في لبنان، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «بعد 12 عاماً من اللجوء في لبنان، أغادر اليوم ولا أملك في جيبي مائة دولار أميركي... سأعمل في بلدي وأعيش هناك».


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان (أ.ب)
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان (أ.ب)
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان (أ.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل مدني وإصابة 5 جنود جراء صواريخ أُطلقت اليوم (الثلاثاء) من لبنان على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري، في إحاطة متلفزة: «على الحدود الشمالية، قُتل مدني اليوم جراء صاروخ مضاد للدبابات أصاب أداميت» الكيبوتس الواقع عند الحدود مع لبنان.

وأشار هاغاري إلى أن القوات الإسرائيلية «هاجمت خلال النهار عشرات الأهداف لـ(حزب الله) في جنوب لبنان».

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه تم رصد «إطلاق صواريخ عدة مضادة للدبابات من لبنان»، وإن جندياً أصيب بجروح متوسطة، في حين أن إصابات 4 آخرين طفيفة.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي.

في سياق متصل، أفادت الوكالة اللبنانية، مساء اليوم (الثلاثاء)، بمقتل شخصين في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في صور بجنوب لبنان. وأضافت أن سيارات الإسعاف توجهت للمنطقة المستهدفة.


مستوطنون يقتحمون الأقصى ملوحين بالأعلام الإسرائيلية

عشرات المستوطنين رفعوا أعلاماً إسرائيلية وهتافات استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى في يناير الماضي (صورة نشرتها «الأناضول»)
عشرات المستوطنين رفعوا أعلاماً إسرائيلية وهتافات استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى في يناير الماضي (صورة نشرتها «الأناضول»)
TT

مستوطنون يقتحمون الأقصى ملوحين بالأعلام الإسرائيلية

عشرات المستوطنين رفعوا أعلاماً إسرائيلية وهتافات استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى في يناير الماضي (صورة نشرتها «الأناضول»)
عشرات المستوطنين رفعوا أعلاماً إسرائيلية وهتافات استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى في يناير الماضي (صورة نشرتها «الأناضول»)

اقتحم مستوطنون متطرفون المسجد الأقصى، الثلاثاء، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية، وأدوا الصلوات الجماعية العلنية داخله بحراسة قوات الاحتلال، في ذكرى ما يسمى «يوم الاستقلال».

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 423 مستوطناً اقتحموا الأقصى خلال فترة الاقتحامات الصباحية.

وقام مستوطنون برفع العلم الإسرائيلي والتوشح به خلال اقتحام الأقصى، استجابة لدعوات جماعات «الهيكل» المتطرفة لرفع 500 علم إسرائيلي في الأقصى، وسمح لهم بالوصول إلى الأقصى، فيما منع المئات من المصلين من الدخول إليه، وأجبر المعظم من كبار السن والداخل الفلسطيني على الانتظار لساعات على أبواب الأقصى والبلدة القديمة.

مرور المصلين إلى المسجد الأقصى عبر نقطة تفتيش قرب باب الأسباط في القدس مارس الماضي (أ.ف.ب)

كانت الشرطة الإسرائيلية فرضت حصاراً على أبواب البلدة القديمة، وانتشرت على كافة الأبواب، ومنعت الدخول باتجاهها، فيما حاولت إخلاء منطقة باب العامود عدة مرات، وطالبت عبر مكبرات بمغادرة المنطقة.

كما اعتدت القوات على عدد من الشبان والفتية بالدفع والضرب والتفتيش.

وتجمع عشرات المصلين أمام باب الأسباط بعد أن أغلقه الاحتلال ومنعهم من الدخول إلى المسجد الأقصى، حيث اضطروا إلى أداء الصلاة خارج المسجد.

أرشيفية لاقتحام المستوطنين للأقصى (أ.ف.ب)

مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس أدان اقتحام المستعمرين للمسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أنه يتابع حجم الحشد والتحريض الإعلامي الذي مارسته مجموعات المتطرفين بحق الأقصى، عبر دعواتها وتهديداتها باستهدافه باقتحامات واسعة.

ودعا المجلس دول العالم العربي والإسلامي إلى تحمل مسؤوليتها تجاه المسجد الأقصى، والضغط على حكومة الاحتلال لوقف انتهاكاتها.

كما عدّت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين إقدام مجموعات من المستعمرين المتطرفين، بحماية قوات الاحتلال، على رفع أعلام الاحتلال في باحات المسجد الأقصى المبارك، سابقة خطيرة، ومحاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني والسياسي لمدينة القدس المحتلة، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

يهود متشددون قرب إحدى بوابات مجمع المسجد الأقصى بالقدس 25 أبريل (أ.ب)

وأكدت اللجنة، في بيان، أن تلك الانتهاكات المتكررة تمثل محاولةً جديدةً لخلق واقع جديد في المسجد الأقصى، وعدواناً على المكانة الدينية العظيمة له، واعتداءً على سيادة شعبنا عليه، وتحدياً للأمتين العربية والإسلامية، وخرقاً صارخاً للقانون الدولي، وانتهاكاً للأعراف والاتفاقيات التي تحمي المقدسات والأماكن الدينية.

وشددت اللجنة على أنه لا سيادة على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها إلا للشعب الفلسطيني، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واستناداً إلى الحق التاريخي والقانوني والديني الذي تسعى حكومة المستعمرين بزعامة الثلاثي العنصري بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء) وإيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي) وبتسلئيل سموتريتش (وزير المالية)، إلى المساس به ومصادرته.

وناشدت اللجنة المؤسسات الدولية ذات الصلة، وكنائس العالم أجمع، اتخاذ مواقف جادة تجاه ما يقترفه هؤلاء المستعمرون المتطرفون، وحكومتهم، بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتوفير الحماية لها باعتبارها أماكن عبادة محمية من وجهة نظر القانون الدولي، حفاظاً على حرمتها وقدسيتها، ورفضاً لمحاولات تغيير وضعها القانوني والتاريخي القائم.

وأكدت اللجنة أن كل تلك الجرائم والانتهاكات بحق المقدسات تترافق مع استمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير والتجويع لأهلنا بقطاع غزة، وتصاعد إرهاب قوات الاحتلال والمستعمرين في مدن الضفة الغربية المحتلة وقراها ومخيماتها.

يذكر أن نحو 7500 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلال خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي.