حريق كبير يلتهم غابات اللاذقية وتحذير من تمدده

استجابة روسية بمروحيات خاصة مع أطقمها

TT

حريق كبير يلتهم غابات اللاذقية وتحذير من تمدده

وجود مختصين للتغلب على الحرائق (شبكة أخبار اللاذقية)
وجود مختصين للتغلب على الحرائق (شبكة أخبار اللاذقية)
تواصلت جهود إطفاء الحريق الضخم الذي اندلع يوم الثلاثاء في مناطق عدة في غابات وأحراج محافظة اللاذقية على الساحل السوري، في ظل تحذيرات منصة الغابات ومراقبة الحرائق في سوريا من ارتفاع مؤشرات خطورة الحريق يومي الأربعاء والخميس، وتأثّر السفوح الشرقية لسلسلة الجبال الساحلية بمستويات الخطورة المرتفعة جداً للحرائق، ودعوتها القاطنين بجوار الغابات إلى الامتناع عن إشعال النيران أو ممارسة أي نشاط يسبب نشوب حرائق.
وجود مختصين للتغلب على الحرائق (شبكة أخبار اللاذقية)

وقالت مصادر أهلية في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط»، إن حريقا ضخما نشب مساء الثلاثاء استمر ليوم الأربعاء، بسبب سرعة الرياح المتقلبة ووعورة المناطق الجبلية، حيث امتدت الحرائق على مساحات واسعة بين مشقيتا والسرسكية وفي سولاس وخربة سولاس وعين الزرقا، وبيت شميسة، ووصلت إلى تخوم مناطق سيطرة المعارضة.

وأفادت المصادر بانفجار لغم من مخلفات العمليات العسكرية في الأعوام السابقة، بآلية إطفاء في جبل زغارو بمحيط مشقيتا، أثناء عمليات الإطفاء دون وقوع إصابات بشرية. كما تم إخلاء المنازل الواقعة في المزارع التي حاصرتها النيران، ونقل سكانها إلى مراكز إيواء مؤقتة.

وقالت وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك) إن روسيا استجابت للحالة البيئية الطارئة في سوريا، إثر نشوب حرائق في غابات محافظة اللاذقية الساحلية، وأرسلت مروحيات خاصة بمكافحة الحرائق مع أطقمها للمساعدة في إخماد النيران.

وتشير الأنباء الواردة من اللاذقية بعد ظهر الأربعاء، إلى السيطرة على 70% من الحريق بمشاركة فرق إطفاء من عدة محافظات وحوامات وأخرى تابعة للقوات الروسية، في المناطق الجبلية الوعرة التي يصعب وصول فرق الإطفاء إليها.

وقال مدير الدفاع المدني في اللاذقية، العميد جلال داؤود، في تصريحات للإعلام المحلي، إن الحرائق لا تزال مندلعة في جبل النملة، قرب بلدة ربيعة في ريف المحافظة الشمالي قريبا من مناطق سيطرة المعارضة.

يشار إلى أن حريقا سابقا نشب في الأراضي الزراعية بين عين البيضا وخربة الجوزية، بمساحة ستة دونمات مزروعة بالليمون والرمان، أخمده فوج إطفاء اللاذقية بالتعاون مع الأهالي ودائرة الحراج، وذلك مع حريق آخر اندلع في منطقة النخلة التابعة لبلدة الهنادي.

مخلفات الزراعة

وسجلت مديرية الحراج في اللاذقية وقوع أكثر من 120 حريقاً حراجياً بمساحة 70 هكتارا حتى يوم الأربعاء، وأكثر من 370 حريقا في أراض زراعية التهمت أكثر من 900 هكتار، وفق مدير مديرية الحراج في وزارة الزراعة، علي ثابت، في تصريح لجريدة «تشرين» الرسمية، أشار فيه إلى أن أهم أسباب اندلاع الحرائق «التحريق الزراعي»، أي قيام المزارعين بحرق مخلفات الأراضي الزراعية، ما يتسبب بنشوب حريق يمتد للأراضي الحراجية ويخرج عن السيطرة.

ولفت إلى وقوع بعض الحرائق «بفعل فاعل، عن طريق إشعال النار ضمن الأراضي الحراجية من قبل أشخاص»، مؤكداً أنّ أكثر من 95 % من الحرائق ناتجة عن نشاط بشري.

انتشار واسع لحرائق أحراش اللاذقية (المكتب الإعلامي لمحافظة اللاذقية)

فصل الحرائق

يشار إلى أن فصل الصيف يعد موسما للحرائق في سوريا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وضعف الجاهزية اللازمة للإحاطة بالحرائق حال نشوبها.

وكان أكبر موسم للحرائق عام 2020 الذي شهد أكثر 2480 حريقا، وشمل أربع محافظات هي اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص، منها 2115 حريقا في أراض زراعية و365 في مناطق حراجية أسفرت عن تضرر 252 بلدة واحتراق أكثر من مليونين و100 شجرة مثمرة ومقتل ثلاثة أشخاص.

واتهمت السلطات السورية 35 شخصا، آنذاك، بإشعال حرائق غابات، تم الحكم على 24 منهم بالإعدام لتسبب الحرائق التي أشعلوها بوقوع قتلى، فيما حكمت على 11 آخرين بالسجن المؤبد و5 قاصرين بالسجن لمدد تتراوح بين 10 و12 عاما.


مقالات ذات صلة

البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

أميركا اللاتينية عنصر إطفاء يحاول إخماد الحريق في حقول قصب السكر قرب مدينة دومون البرازيلية (رويترز)

البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

أعلنت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا، أمس (الأحد)، أن البرازيل «في حالة حرب مع الحرائق والجريمة»، في وقت أُعلِنت فيه حالة الطوارئ في 45 مدينة.

«الشرق الأوسط» (ريبيراو بريتو (البرازيل))
أميركا اللاتينية انخفاض الرطوبة وارتفاع الحرارة متخطية 35 درجة مئوية يفاقم الظروف المواتية للحرائق (رويترز)

استدعت إصدار أعلى درجات التحذير... حرائق غابات تستعر في البرازيل

امتدت حرائق غابات أمس (الجمعة) في أنحاء ولاية ساو باولو، أكثر ولايات البرازيل اكتظاظاً بالسكان، ما استدعى إصدار أعلى درجات التحذير في 30 مدينة.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
شؤون إقليمية حرائق الغابات لا تزال مستمرة في إزمير وسط جهود للسيطرة عليها (إكس)

تركيا تعلن السيطرة على حرائق الغابات بشكل كبير

نجحت السلطات التركية في السيطرة على حرائق الغابات المستمرة منذ أسبوع بصورة كاملة في بعض المناطق، في حين تتواصل الجهود للسيطرة على بقيتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية تُظهر خلايا نحل محترقة بعد حريق الغابات في قرية سنجقلي (أ.ف.ب)

الحرائق تحول قرية سنجقلي الخلابة في إزمير التركية إلى جحيم (صور)

كانت قرية سنجقلي توفر منظراً خلاباً من مرتفعات إزمير على ساحل تركيا الغربي، حتى حوّلت ألسنة اللهب أقساماً واسعة منها إلى أثر بعد عين.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية منظر عام لمنطقتي بايراكلي وكارشياكا بعد الحريق مع استمرار جهود الإطفاء والتبريد في اليوم الثاني من حريق إزمير الكبير (د.ب.أ)

حريق غابات لا يزال يهدد مناطق سكنية في إزمير التركية

يستمر حريق غابات في تشكيل تهديد لمناطق سكنية في إزمير ثالثة مدن تركيا من حيث عدد السكان.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

غالانت: سنواصل ضرب «حزب الله» حتى إعادة سكان الشمال

سيدات يقفن إلى جانب أحد المنازل المدمرة في بلدة الخيام (أ.ف.ب)
سيدات يقفن إلى جانب أحد المنازل المدمرة في بلدة الخيام (أ.ف.ب)
TT

غالانت: سنواصل ضرب «حزب الله» حتى إعادة سكان الشمال

سيدات يقفن إلى جانب أحد المنازل المدمرة في بلدة الخيام (أ.ف.ب)
سيدات يقفن إلى جانب أحد المنازل المدمرة في بلدة الخيام (أ.ف.ب)

جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تأكيده على مواصلة المواجهات مع «حزب الله» حتى إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، في وقت ساد فيه الهدوء الحذر على جبهة جنوب لبنان، الأحد، بعد توتّر شهده مساء السبت.

وقال غالانت، في تصريح له عند الحدود الشمالية: «الثمن الذي ندفعه لن يذهب سدى، وسنواصل ضرب (حزب الله) حتى نعيد سكان الشمال».

ومساءً، ذكرت وسائل إعلام أن رشقة صاروخية كبيرة أطلقت من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مع تسجيل انفجار صواريخ اعتراضية في أجواء القطاع الغربي.

وكان قصف متقطع سجل على بلدات جنوبية عدة؛ ما أدى إلى سقوط 4 جرحى، فيما نفذ «حزب الله» عملية مستهدفاً «التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا»، و«دورية للجيش الإسرائيلي قرب حاجز كفريوفال»، و«انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع المرج بالأسلحة الصاروخية».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيّرة شنت غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب؛ ما أدى إلى سقوط 4 جرحى، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

وأفادت الصحة أيضاً بأن "الغارة الإسرائيلية المعادية التي استهدفت بلدة بيت ليف، أدت إلى استشهاد شخص وإصابة شخصين بجروح، ومن بين الجريحين سيدة جروحها بليغة".

وأشارت «الوطنية» إلى أن درون إسرائيلية ألقت قنابل 4 مرات، الأحد، بالقرب من الجدار الحدودي في بلدة كفركلا.

وأضافت «الوطنية» أن مسيّرة إسرائيلية ألقت مواد حارقة بالقرب من بلدية العديسة، بالتزامن مع قصف مدفعي على البلدة وعلى أطراف بلدة الوزاني.

وكان مساء السبت شهد توتراً على الجبهة؛ حيث تعرضت أطراف يحمر الشقيف ومجرى النهر عند الأطراف الجنوبية فيها لقصف مدفعي، تسبب في اندلاع النيران التي امتدت إلى مشارف المنازل.

وأفادت «الوكالة» أيضاً بأن مسيّرة إسرائيلية ألقت قنبلة حارقة على أحراج العديسة وأخرى قرب البلدية؛ مما تسبب باندلاع النيران فيها، وللسبب نفسه، تحركت سيارات إطفاء لإخماد حريق كبير شبّ في أطراف بلدة الناقورة جراء إلقاء طائرة درون مواد حارقة في المنطقة، حسب «الوطنية».

ومع ارتباط جبهة الجنوب بالحرب على غزة ومسار مفاوضات الهدنة، يعدُّ رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي الوضع بجبهة الجنوب في هذه المرحلة كما كان عليه منذ أن فتح «حزب الله» جبهة الإسناد في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، مع تراجع في مستوى تهديدات «حزب الله». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الاختلاف اليوم هو أن سقف تهديدات قادة (حزب الله) بات أكثر محدودية مع اقتناعهم بأن التصعيد لم يردع إسرائيل بل كان يوفر الذرائع لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لجر الحزب لحرب واسعة لا تريدها إيران».

وفي حين يلفت إلى أن «الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر لم يكن بمستوى التهديدات والتوقعات وسبقه ضربات استباقية عنيفة من جانب إسرائيل»، يشير إلى «الغارات الجوية اليومية للطيران الإسرائيلي وعمليات الاغتيال المستمرة مقابل ضربات للحزب محصورة بمنطقة جغرافية وعدد من المواقع الإسرائيلية قرب الحدود».

جانب من الدمار الذي لحق بمباني ميس الجبل في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

من هنا يرى أن هذا الواقع سيستمر على ما هو عليه بانتظار حل دبلوماسي، تسعى إليه قوى مثل أميركا وفرنسا، سيأتي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن السؤال يبقى، حسب قهوجي «ماذا سيفعل الحزب إن تمكنت إسرائيل من اغتيال شخصية قيادية جديدة للحزب أو إذا أصرت إسرائيل على تغيير الواقع العسكري في جنوب لبنان بشكل كبير؟».