حرب جنين تدمي المخيم وتنذر بتصعيد

اجتياح بري وقصف جوي... والسلطة تؤكد وقف التنسيق الأمني

جانب من المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين في جنين أمس (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين في جنين أمس (أ.ف.ب)
TT

حرب جنين تدمي المخيم وتنذر بتصعيد

جانب من المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين في جنين أمس (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين في جنين أمس (أ.ف.ب)

تحول مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، أمس، إلى ساحة حرب، في ظل عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي تعد الأعنف منذ أكثر من عقدين، وتنذر بتصعيد.

وأظهرت الصور المنتشرة من داخل المخيم دماراً واسعاً طال مباني ومنازل سكنية ومركبات ومحال تجارية، بعد هجوم بري وجوي بالمسيّرات منذ ساعات فجر الاثنين.

وتحدثت مصادر فلسطينية عن اشتباكات مسلحة بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في مناطق متعددة من مخيم جنين، في وقت عمد فيه شبان إلى إلقاء قنابل محلية الصنع على الآليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي المساء، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن «عملية جنين مستمرة، حتى تحقق الهدف المطلوب»، وأضاف خلال كلمته في حدث أقامته السفارة الأميركية عن العملية في جنين: «نحن نحدد الآن معادلة جديدة أمام الإرهاب... كل الوقت».

في هذه الأثناء، قررت القيادة الفلسطينية وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي والاستمرار في وقف التنسيق الأمني، وذلك رداً على الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قوله في بيان صدر عن الاجتماع الطارئ الذي عقدته القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس مع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، إن القيادة قررت استكمال الانضمام إلى بقية المنظمات الأممية والدولية، و«تقنين العلاقة» مع الإدارة الأميركية، وإن «تفاهمات العقبة وشرم الشيخ لم تعد قائمة» في ظل عدم الالتزام الإسرائيلي بها.

من جهتها، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الجرائم «التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها»، كما أعرب جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عن إدانته للانتهاك الصارخ للمواثيق والقوانين الدولية من قبل إسرائيل «التي تعرقل جهود عملية السلام لحل القضية الفلسطينية».


مقالات ذات صلة

السلطة الفلسطينية تتهم جهات إقليمية بالوقوف خلف المسلحين بالضفة

المشرق العربي العميد أنور رجب المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية يتحدث عن عمل الأجهزة الأمنية في مخيم جنين خلال مؤتمر صحافي بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس (رويترز)

السلطة الفلسطينية تتهم جهات إقليمية بالوقوف خلف المسلحين بالضفة

تشن السلطة الفلسطينية عملية ضد مسلحين في مخيم جنين، منذ نحو 4 أسابيع، في تحرك هو الأوسع منذ سنوات طويلة، في محاولة لاستعادة المبادرة على الأرض.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية مواطنون فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)

اليوم التالي في غزة... دعوة «حماس» لتبني مقترح «الإسناد المجتمعي» تلقى «تحفظاً»

دعوات جديدة من «حماس» بشأن «لجنة إدارة قطاع غزة» في اليوم التالي من الحرب، تطالب حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس بالتجاوب مع جهود تشكيلها

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي جنود إسرائيليون يظهرون في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في نابلس بالضفة الغربية (أرشيفية - أ.ب)

قتيل وتسعة جرحى بعملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شاب وإصابة تسعة فلسطينيين آخرين، بينهم أربعة جروحهم خطرة، في عملية نفّذها الجيش الإسرائيلي في مخيّم بلاطة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية أنصار حركة «فتح» يلوحون بالأعلام الفلسطينية وأعلام الحركة خلال مسيرة لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة جنين بالضفة الغربية

استمرار الاشتباكات والاتهامات في الضفة

عمَّقت السلطة الفلسطينية عمليتها في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وسط اشتباكات متصاعدة مع مسلحين بداخله.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية مشيعون حول جثمان الصحافية الفلسطينية شذى الصباغ التي أصيبت برصاصة خلال اشتباكات بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في مخيم جنين بالضفة الغربية (رويترز)

نتنياهو يرفض نقل أسلحة للسلطة الفلسطينية... متجاهلاً طلباً أميركياً

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي طلباً من واشنطن بنقل أسلحة وذخيرة إلى السلطة الفلسطينية، على الرغم من حملتها في مخيم جنين التي تُعدها إسرائيل مفيدة لها أمنياً.

كفاح زبون (رام الله)

ميقاتي إلى دمشق لتدشين العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)
TT

ميقاتي إلى دمشق لتدشين العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

يتوجّه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، السبت، للقاء قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، في أول زيارة رسمية منذ تولي القيادة الجديدة السلطة في سوريا، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأفاد مكتب رئاسة الحكومة بأن ميقاتي سيقوم بزيارة، السبت، إلى سوريا؛ تلبية لدعوة من قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع. وستكون زيارة ميقاتي الأولى لمسؤول لبناني منذ سقوط نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد زيارة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.

وكان ميقاتي قد تحادث هاتفياً مع الشرع، في 3 يناير (كانون الثاني) الحالي، بُعَيد فرض السلطات السورية الجديدة قيوداً على دخول اللبنانيين سوريا، بعد حوادث وقعت بين مسلحين سوريين والجيش اللبناني عند الحدود اللبنانية السورية. وبعدما كان يُسمح للبنانيين بدخول سوريا دون تأشيرة مع جواز السفر أو بطاقة الهوية فقط، منعت الشروط الجديدة الدخول إلا لمن يملك إقامة أو إذناً خاصاً أو لمَن والدته أو زوجته من الجنسية السورية.

وكان الشرع قد أكد أن بلاده لن تمارس بعد الآن «تدخلاً سلبياً» في لبنان، وأنه سيحترم سيادة الدولة المجاورة.

وبسطت سوريا، على مدى ثلاثة عقود، سلطتها سياسياً وعسكرياً على لبنان، حيث تدخلت، خلال الحرب الأهلية التي دارت بين عاميْ 1975 و1990، ونسب إليها اغتيال عدد من الشخصيات السياسية؛ بينهم رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، حيث سحبت قواتها من لبنان، بعد اغتياله عام 2005، تحت ضغط دولي.

زعيم «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع خلال اجتماع في دمشق (إ.ب.أ)

ومن المتوقع أن تفتح زيارة ميقاتي لسوريا مساراً جديداً من العلاقات بين البلدين، وتصحيحاً أو تعديلاً للاتفاقات بينهما، حيث يوجد 42 اتفاقية موقَّعة بين لبنان وسوريا، معظمها، بعد عام 1990، دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ، وإن ما نفذ كان لصالح الدولة السورية. وأبرز هذه الاتفاقيات «معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق»، و«اتفاقية الدفاع والأمن»، و«اتفاق التعاون والتنسيق الاقتصادي والاجتماعي»، و«اتفاق نقل الأشخاص المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية».