كيف سينعكس «عصيان موسكو» على «فاغنر» في سوريا؟

المرتزقة الروس ينتشرون خصوصاً حول حقول النفط في البادية

صورة تم توزيعها اليوم لزعيم جماعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين مع قادته في مدينة روستوف على نهر الدون في جنوب روسيا (أ.ف.ب)
صورة تم توزيعها اليوم لزعيم جماعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين مع قادته في مدينة روستوف على نهر الدون في جنوب روسيا (أ.ف.ب)
TT

كيف سينعكس «عصيان موسكو» على «فاغنر» في سوريا؟

صورة تم توزيعها اليوم لزعيم جماعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين مع قادته في مدينة روستوف على نهر الدون في جنوب روسيا (أ.ف.ب)
صورة تم توزيعها اليوم لزعيم جماعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين مع قادته في مدينة روستوف على نهر الدون في جنوب روسيا (أ.ف.ب)

اتجهت الأنظار في الساعات الماضية إلى سوريا لمعرفة كيف سينعكس الصراع الدائر في موسكو على وضع مقاتلي جماعة «فاغنر» وعلاقتهم بالجيش الروسي.

وفي حين انتقل الخلاف بين زعيم جماعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى مرحلة المواجهة العسكرية المفتوحة، اتجهت الأنظار في الساعات الماضية إلى الساحات التي ينتشر فيها مقاتلو جماعة المرتزقة الروس حول العالم، بما في ذلك سوريا، لرصد كيف سينعكس «العصيان» في موسكو على وضع مقاتلي جماعة «فاغنر»، وعلاقتهم بالجيش الروسي. ولم تنتشر معلومات فورية عن أي صدام بين الطرفين على الأرض السورية، ولكن من غير الواضح هل سيحاول الجيش الروسي اللجوء إلى نزع سلاح هؤلاء المرتزقة أم أن هؤلاء سيتمردون عليه أيضاً كما يحصل داخل روسيا نفسها.

صورة تم توزيعها اليوم لزعيم جماعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين مع قادته في مدينة روستوف على نهر الدون في جنوب روسيا (أ.ف.ب)

وتراوحت ردود الفعل السورية على التطورات الروسية بين معارض شامت وموالٍ قَلِق. وكتبت صحيفة «الوطن» السورية المحلية القريبة من الحكومة: «صدم رئيس مجموعة (فاغنر)، يفغيني بريغوجين، العالم بتحركه ضد موسكو التي تضع جيشها على الجبهات مع أوكرانيا و(الناتو)، متهماً قادة روسيا العسكريين بالخيانة والفساد». لكن الإعلام الرسمي لم يأتِ على ذكر النبأ.

وقال معارض سوري: «في المدى القريب سيؤدي ذلك (ما يحصل في روسيا) إلى حالة من الفوضى والارتباك سيدفع ثمنها المجندون السوريون في صفوف (فاغنر)، وأغلبهم تجند بدافع الحاجة والفقر».

وقال رجل سوري موالٍ للحكومة وأمضى خدمته العسكرية الاحتياطية في دير الزور: «الأمر معقد، وانعكاسه سيكون سلبياً على الوضع في دير الزور ومناطق وجود قوات (فاغنر)». وأضاف: «لقد تعاملت معهم خلال خدمتي. هم عصابات مرتزقة... أحياناً كانوا يفتعلون اشتباكات وهمية في تصرفات، الهدف منها ابتزاز المال من السوريين».

وألقى تمرد «فاغنر» ظلالاً ثقيلة على المشهد السوري القلق في ظل تحشيد عسكري في ريفي حلب وإدلب شمالاً، وذلك نظراً لاعتماد القوات الروسية الموجودة في سوريا بشكل أساسي على مقاتلي «فاغنر» الأجانب من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، إلى جانب قرابة 3 آلاف من المقاتلين السوريين المجندين بصفوف «فاغنر»، بحسب نشطاء و«المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وتوجد قوات «فاغنر» ضمن حقول نفط في البادية السورية (دير الزور والحسكة وحمص) بالإضافة لوجودها ضمن مناطق خفض التصعيد المتفق عليها بين روسيا وتركيا.

وساهمت قوات «فاغنر» بشكل أساسي في تقدم العمليات العسكرية الروسية - السورية داخل الأراضي السورية، حيث اعتمد الروس عليهم بوصفهم قوات برية، بشكل أساسي، بينما كان دور الجيش الروسي مقتصراً على الإشراف العسكري على سير العمليات والقصف الجوي أيضاً.

وفي عام 2015، جاءت قوات «فاغنر» مع القوات الروسية إلى سوريا لتشارك في الحرب إلى جانب القوات الحكومية، وتمركزت ضمن حقول نفط في البادية السورية. وقُتل مئات من عناصر هذه الجماعة عندما حاولوا التقدم نحو حقل نفطي بريف دير الزور عام 2018، وهو ما استدعى تدخلاً عسكرياً أميركياً بالمدفعية والطيران.


مقالات ذات صلة

جيش مالي يعتقل قيادياً في «داعش» ويقتل بعض معاونيه

أفريقيا مواطنون ماليون يحتفلون بعودة جنود من الجيش من معارك ضد الإرهاب (الجيش المالي)

جيش مالي يعتقل قيادياً في «داعش» ويقتل بعض معاونيه

نفذ الجيش المالي عملية عسكرية «خاصة» على الحدود مع النيجر، أسفرت عن اعتقال قيادي بارز في «تنظيم داعش في الصحراء الكبرى».

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا أعضاء من مجموعة «فاغنر» الروسية في مالي (أرشيفية - أ.ب)

بعد قرار تشاد... هل خسرت فرنسا آخر موطئ قدم في الساحل؟

تشاد تنهي اتفاق التعاون العسكري والأمني مع فرنسا، لتلتحق بركب دول الساحل؛ مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي دخلت في قطيعة مع فرنسا.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا بريطانيا تفرض 46 عقوبة جديدة على روسيا بما في ذلك على مواطنين لديهم صلات بمجموعة فاغنر (رويترز)

بريطانيا تصدر عقوبات جديدة على صلة بـ«فاغنر» الروسية

قالت الحكومة البريطانية، اليوم (الخميس)، إنها فرضت 46 عقوبة جديدة على روسيا بما في ذلك على مواطنين على صلة بمجموعة فاغنر العسكرية الروسية، وفق «رويترز».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا طوارق مع عناصر في الجيش الجزائري أثناء نقل جرحى إلى المستشفى (خبير عسكري جزائري)

الجزائر تطالب بعقوبات ضد مالي بعد هجوم شنته فوق أراضيها

طالبت الجزائر بإنزال عقوبات دولية على الحكومة المالية، بعد الهجوم الذي شنّه الجيش المالي على مواقع للطوارق المعارضين في بلدة تقع على الحدود مع الجزائر.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

التلفزيون السوري: غارة إسرائيلية تستهدف منشآت عسكرية في حلب

قصف إسرائيلي سابق على ضواحي دمشق (أرشيفية - رويترز)
قصف إسرائيلي سابق على ضواحي دمشق (أرشيفية - رويترز)
TT

التلفزيون السوري: غارة إسرائيلية تستهدف منشآت عسكرية في حلب

قصف إسرائيلي سابق على ضواحي دمشق (أرشيفية - رويترز)
قصف إسرائيلي سابق على ضواحي دمشق (أرشيفية - رويترز)

أفاد التلفزيون السوري بأن غارة إسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية في بلدة السفيرة بمحافظة حلب، اليوم (الخميس).

بدوره، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع تابعة للجيش السوري جنوب مدينة حلب.

وأفاد «المرصد» عن دويّ «ما لا يقلّ عن سبعة انفجارات ضخمة ناتجة عن استهداف الطيران الإسرائيلي لمعامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب حلب والبحوث العلمية»، وهي مواقع تابعة للجيش السوري أخليت منذ سقوط نظام بشار الأسد.

وتستهدف إسرائيل مواقع عسكرية سورية بصورة متزايدة منذ سقوط نظام الأسد الشهر الماضي.

وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة داهمت موقعاً تحت الأرض لصناعة الصواريخ في سوريا في سبتمبر (أيلول)، وإن المصنع كان مخصصاً لإنتاج مئات الصواريخ الدقيقة لتستخدمها جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران ضد إسرائيل، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأوضح الجيش الذي نادراً ما يعلّق على تحركاته في سوريا، أن العملية جرت في الثامن من سبتمبر، وشارك فيها أكثر من 100 جندي من وحدات الكوماندوز، قاموا بتفكيك المنشأة الواقعة في منطقة مصياف على مقربة من شاطئ البحر المتوسط في محافظة حماة.

ولم يذكر الجيش حصيلة للعملية، بينما كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحدث في حينه عن مقتل 27 شخصاً.