قال مستشار رئاسة مجلس الوزراء السوري، عبد القادر عزوز، اليوم (الأربعاء)، إن مباحثات أستانا تشكل اختبارا جديا لرغبة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في البحث عن تسوية وتفاهم يفضي إلى انسحاب القوات التركية وإيجاد حلول للكثير من الملفات العالقة بين البلدين.
وأكد عزوز في مقابلة مع وكالة «أنباء العالم العربي» حرص سوريا على «علاقات طبيعية مع تركيا، كونها تتمتع بثقل سياسي استراتيجي وجغرافي». وقال: «نطمح لعودة العلاقات وحل الخلافات بالطرق السلمية؛ وما نطالب به ينسجم مع مبادئ الأمم المتحدة في عدم استخدام القوة أو التهديد بها لحل الخلافات».
وأكد عزوز رفض بلاده تواجد أي قوات أجنبية على أراضيها دون تنسيق مشترك، قائلا: «لذلك، نطالب بسحب القوات التركية وإزالة أي آثار مترتبة على ذلك».
وكان رئيس الوفد السوري في أستانا أيمن سوسان قال في وقت سابق اليوم إن الجانب التركي لا يزال بعيدا عن الوفاء بمتطلبات العلاقات مع دمشق، وأشار في تصريحات لقناة «الإخبارية» السورية الرسمية إلى أن الانسحاب التركي من بلاده يجب أن يبدأ على الفور
مصالح مشتركة
وقال مستشار رئاسة مجلس الوزراء السوري: «دمشق حريصة على محاربة الإرهاب، وأيضا على الأمن القومي التركي؛ لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب على الأمن الوطني السوري؛ فما تراه أنقرة إرهابا، قد لا يتوافق مع ما تراه دمشق؛ لذلك، فإن محاربة الإرهاب تكون عبر التنسيق الأمني والسياسي وعدم توفير أي ملاذات آمنة للإرهابيين».
وأكد البيان الختامي للاجتماع الدولي العشرين حول سوريا بموجب صيغة أستانا، اليوم، على التزام الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن البيان الختامي للاجتماع أدان ما سمّاها «الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة» على الأراضي السورية، واعتبرها انتهاكا للقانون الدولي ولسيادة البلاد.
وقال عزوز إن هناك العديد من النقاط المشتركة بين سوريا وتركيا «كالحرص على ضرورة تحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب ورفض التدخلات الخارجية... ذلك كله يمكن أن يمهد لخارطة طريق تتم من خلالها جدولة انسحاب القوات التركية الموجودة على الأراضي السورية، وبما لا يسمح أيضا بتواجد مجموعات أو تنظيمات تقوّض الأمن القومي التركي والسوري».
وحول التعزيزات العسكرية التي أرسلها الجيش السوري إلى مناطق التماس في شمال سوريا، اعتبر عزوز هذا يأتي «في إطار بسط سيطرته (الجيش السوري) وسيادته على جميع المناطق، بما لا يسمح للتنظيمات الإرهابية والانفصالية باستغلال الفراغ الأمني والعسكري في بعض المناطق السورية».
وانتهت اليوم أعمال الاجتماع الدولي العشرين حول مستقبل سوريا بمشاركة نواب وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا؛ وشارك في أعماله بصفة مراقبين ممثلو الأمم المتحدة ولبنان والعراق والأردن.