أظهرت بيانات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء في «اليوم العالمي للاجئين»، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000، أن أكثر من 6.4 مليون لاجئ فلسطيني مسجلون في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ما زالوا يعانون اللجوء، بسبب تهجيرهم من أراضيهم قسراً إبان نكبة عام 1948.
وقال الجهاز إن «أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير شكلت مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت هذه النكبة من عملية تطهير عرقي، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله، وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية».
وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، تم تدمير 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافقت عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين.
واليوم بعد 74 عاماً على النكبة، تشير سجلات وكالة «الأونروا»، إلى أن عدد اللاجئين المسجلين، في ديسمبر (كانون الأول) لعام 2020، حوالي 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4 في المائة منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب يونيو (حزيران) 1967 (حسب تعريف الأونروا)، ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً.
وبشكل عام بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية عام 2021، حوالي 14 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948، حوالي نصفهم (7 ملايين نسمة) في فلسطين التاريخية (1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).
وتشير التقديرات السكانية إلى أن عدد السكان بلغ نهاية 2021 في الضفة الغربية (بما فيها القدس) 3.2 مليون نسمة، وحوالي 2.1 مليون نسمة في قطاع غزة.
وبناءً على هذه المعطيات، فإن الفلسطينيين يشكلون 49.9 في المائة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1 في المائة من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85 في المائة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27.000 كم2).
وقالت حركتا «فتح» و«حماس»، في بيانين منفصلين بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، إن حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض لن يسقط بالتقادم، والمشروعات التصفويّة لحقوق شعبنا التاريخيّة سيكون مآلها الفشل.
وقالت حركة «فتح» إن حق العودة والتعويض ضمنه القرار الدولي رقم 194 وغيره من القرارات التي صدرت بموجب الشرعيّة الدولية، مؤكّدةً أن محاولات منظومة الاحتلال اختلاق حقائق ديمغرافيّة وجغرافيّة، من خلال التوسُّع الاستيطانيّ، واستجلاب المستوطنين، باعتبارهم المادة البشريّة للمشروع الإسرائيلي، ستبوء بالفشل.
وقالت حركة «حماس»، إنه «لا تنازل عن حقّ عودة جميع اللاجئين من أبناء شعبنا إلى ديارهم التي هجّروا منها قسراً، ونرفض كل الحلول الرّامية لإسقاط هذا الحقّ المقدّس، وسيواصل شعبنا مقاومته الشاملة حتى انتزاع حقوقه كافة وإنهاء الاحتلال الصهيوني الفاشي».