العراق: الموازنة ستمضي رغم مخاوف صندوق النقد الدولي

صورة وزعها إعلام «عصائب أهل الحق» للقاء الخزعلي والحلبوسي
صورة وزعها إعلام «عصائب أهل الحق» للقاء الخزعلي والحلبوسي
TT

العراق: الموازنة ستمضي رغم مخاوف صندوق النقد الدولي

صورة وزعها إعلام «عصائب أهل الحق» للقاء الخزعلي والحلبوسي
صورة وزعها إعلام «عصائب أهل الحق» للقاء الخزعلي والحلبوسي

تقترب القوى السياسية العراقية من تشريع الموازنة العامة، هذ الأسبوع، وفقاً لأعضاء في تحالف «إدارة الدولة» الحاكم، رغم تحذيرات صندوق النقد الدولي أخيراً، من تداعيات العجز المالي، وإمكانية «اشتعال التضخم» من جديد.

وتوقع مسؤول حكومي رفيع، التصويت على الموازنة خلال أقل من 10 أيام، فيما أرجع التأخير إلى «تسوية الخلافات على بنود الموازنة الخاصة بإقليم كردستان».

من جانبه، أوضح عضو في «تحالف السيادة» السني لـ«الشرق الأوسط» اليوم (الاثنين)، أن «القوى السياسية تدفع باتجاه تشريع الموازنة بأقرب وقت ممكن»، وأن الوقت لم يعد يكفي لإجراء مراجعات فنية، بناء على تقدير الخبراء الدوليين.

وفي السياق نفسه، قال قيادي في «الإطار التنسيقي» لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة المالية «راجعت على مدار أسابيع جميع الملاحظات الفنية، وأجرت عشرات التعديلات على بنود القانون». لكنه أوضح أن «المناقلات المالية بين بنود الموازنة تأثرت كثيراً بضغوط ومطالبات سياسية تتعلق باستحقاق الانتخابات المقبلة».

الحلبوسي - الخزعلي

وأكد كل من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وأمين حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، «ضرورة تمرير الموازنة بأسرع وقت». وقال مكتب الخزعلي في بيان الاثنين، إنه بحث مع الحلبوسي في المستجدات السياسية وما أفرزته النقاشات داخل مجلس النواب بشأن مواد قانون الموازنة المالية والتأكيد على ضرورة تمرير القانون بأسرع وقت لما له من أهمية تتعلق بحياة المواطنين وإنجاز المشروعات التنموية في البلاد.

وكان نائب رئيس البرلمان العراقي محسن المندلاوي أعلن أن «أرقام العجز الواردة في المشروع الحكومي ستبقى كما هي، لكن البرلمان يعد بالتصويت على قانون الموازنة، التي تضمن تنفيذ منهاج خدمي يلبي الطموح».

وكذلك قال عضو البرلمان يوسف الكلابي، إن «اللجنة أجرت مناقلات مالية بحدود 7 تريليونات دينار في الموازنة الاتحادية».

مكاسب وقتية

من ناحية أخرى، أكد مسؤول مالي، رفض الكشف عن اسمه، أن «الحكومة تدرس بعناية التقارير الأخيرة لصندوق النقد الدولي، لكن القوى السياسية تريد الأموال الآن، دون تأخير، لأنها تفكر بالمكاسب الوقتية».

وكان صندوق النقد، أكد في بيان صدر عن اجتماع عقد في عمان، بين خبراء الصندوق وآخرين من العراق، في 31 مايو (أيار) الماضي، أن «زخم نمو الاقتصاد العراقي تباطأ في الأشهر الأخيرة، بعد التعافي إلى مستوى ما قبل الجائحة العام الماضي»، مشيراً إلى أن «إنتاج النفط سيتقلص بنسبة 5 في المائة خلال عام 2023، بسبب خفض إنتاج أوبك + وانقطاع خط أنابيب نفط كركوك - جيهان».

وأكد صندوق النقد الدولي أنه «إذا لم تحدث زيادة كبيرة في أسعار النفط، فقد يؤدي الموقف المالي الحالي إلى ازدياد العجز وتكثيف ضغوط التمويل في السنوات المقبلة».


مقالات ذات صلة

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

خاص جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، الجمعة، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)
تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)
تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة، و«سيعمل على إعادة المدنيين الأبرياء المحتجزين كرهائن إلى ديارهم».

وأضافت أنه «سيعيد فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، ومحاربة الإرهاب، ودعم إسرائيل».

ووفقاً لما نقله الموقع عن مصادر، فإن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عندما اتصل بترمب لتهنئته على فوزه في الانتخابات، أخبره هرتسوغ أن إطلاق سراح الرهائن الـ101 «قضية ملحة» وقال لترمب: «عليك إنقاذ الرهائن»، الذي قال رداً على ذلك إن جميع الرهائن تقريباً ماتوا على الأرجح، ولكن الرئيس الإسرائيلي ذكر أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.

وقال أحد المصادر: «لقد فوجئ ترمب، وقال إنه لم يكن على علم بذلك»، وأكد مصدران آخران أن ترمب قال إنه يعتقد أن معظم الرهائن ماتوا.

وعندما التقى هرتسوغ بايدن في البيت الأبيض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، طلب منه العمل مع ترمب بشأن هذه القضية حتى يتولى ترمب منصبه.

وبعد يومين، عندما استضاف ترمب في اجتماع لمدة ساعتين في المكتب البيضاوي، أثار بايدن مسألة الرهائن واقترح عليه العمل معاً للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.

وقال بايدن لعائلات الرهائن الأميركيين، في اجتماع عقد بعد ساعات قليلة من لقاء ترمب: «لا يهمني إن كان ترمب يحصل على كل الفضل ما دام أنهم سيعودون إلى الوطن».

ولفت الموقع إلى أن المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار عالقة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وفي اجتماع عُقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، أخبر قادة الجيش الإسرائيلي والموساد والشين بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنهم يعتقدون أن حركة «حماس» من غير المرجح أن تتخلى عن شروطها للانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.

وأخبروه أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالتوصل إلى صفقة، فيجب عليها تخفيف مواقفها الحالية.

وتضع عائلات الرهائن والمسؤولون الإسرائيليون الآن آمالهم في نجاح ترمب، حيث فشل بايدن حتى الآن في إقناع نتنياهو بإنهاء الحرب في غزة مقابل تحرير الرهائن المحتجزين لدى «حماس».

وقبل أقل من شهرين من تنصيب ترمب، يبدو من غير المرجح أن يحدث اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في أي وقت قريب.

وبدلاً من ذلك، من المرجح جداً أن يرث ترمب الأزمة والمسؤولية عن الأميركيين السبعة المحتجزين لدى «حماس»، والذين يُعتقد أن أربعة منهم على قيد الحياة.