كيف سيتصرف «الثنائي الشيعي» حيال «تقدّم أزعور على فرنجية»؟

المعارضة اللبنانية تبلغت من باسيل تطابقه و«الطاشناق» في خيارهما الرئاسي

من لقاء سابق بين رئيس البرلمان نبيه بري وجهاد أزعور (مجلس النواب)
من لقاء سابق بين رئيس البرلمان نبيه بري وجهاد أزعور (مجلس النواب)
TT
20

كيف سيتصرف «الثنائي الشيعي» حيال «تقدّم أزعور على فرنجية»؟

من لقاء سابق بين رئيس البرلمان نبيه بري وجهاد أزعور (مجلس النواب)
من لقاء سابق بين رئيس البرلمان نبيه بري وجهاد أزعور (مجلس النواب)

يقف لبنان على مسافة أيام معدودة من الخطوة النيابية المقبلة التي يتوقع أن يبلورها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بعد أن استكملت القوى السياسية استعداداتها لخوض المنافسة الرئاسية بين مرشح «محور الممانعة» النائب السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور المدعوم من قوى المعارضة التي تقاطعت مع «التيار الوطني الحر»، برئاسة النائب جبران باسيل، على ترشيحه، مع تعذر ضمان فوز أحدهما في دورة الانتخاب الأولى، ما يستدعي إبقاء جلسات الانتخاب مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس، شرط أن يتأمن النصاب القانوني بأكثرية ثلثي أعضاء البرلمان لانعقادها. هذا في حال عدم لجوء أي فريق إلى تطيير النصاب، كما كان يحصل في الجلسات السابقة.

فالمنافسة ستكون على أشدها بين فرنجية وأزعور، إذ يرجّح مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط» عدم حصول أي منهما على الغالبية المطلقة، أي 65 نائباً، فيما تؤكد مصادر في المعارضة أن مرشحها سيسجّل تقدّماً على منافسه الذي ينطلق من تأييد 54 نائباً، وأن لديها إمكانية للحصول على الغالبية النيابية في حال أنه حظي بتأييد نواب «اللقاء الديمقراطي» وآخرين من المستقلين والمتردّدين ومن بينهم النواب التغييريون.

حقائق

65 صوتاً

هي الأغلبية المطلقة التي لا يتوقع أن يحصل عليها أي من المرشحين في الدورة الأولى.

ويكشف مصدر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أنه يستبعد تراجع عدد النواب المؤيدين لأزعور، ويقول إن باسيل أبلغ قيادات المعارضة بأن نواب تكتل «لبنان القوي»، بمن فيهم النواب المنتمون إلى حليفه حزب «الطاشناق»، سيقترعون لمصلحته. 

ويلفت المصدر إلى أن 35 نائباً ينتمون إلى حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وكتلة «التجدد الوطني» و«قوى التغيير» والمستقلين (غسان سكاف، بلال الحشيمي، جان طالوزيان) حسموا أمرهم بتأييد أزعور إلى جانب تأييده من 19 نائباً ينتمون إلى تكتل «لبنان القوي»، ويؤكد أن مؤيدي أزعور لم ينقطعوا عن التواصل مع النواب المتردّدين وآخرين من «قوى التغيير» لإقناعهم بصوابية خيارهم الرئاسي الداعم لأزعور. 

ويجزم المصدر نفسه أن اتصالات أزعور، التي أجراها عن بُعد بالنواب التغييريين، كانت مثمرة وإيجابية، ويقول بأن تأييده لن يقتصر على النواب مارك ضو، ميشال الدويهي ووضاح الصادق الذي تواصل أمس (السبت) مع النائب نعمة أفرام، وإنما سينضم إليهم عدد لا بأس به من زملائهم النواب الذين يُترك لهم الإعلان عن تأييدهم له حتى لو لم يشاركوا في اجتماعات المعارضة. 

وفي المقابل ينطلق المصدر النيابي في تقديره الأولي بعدم حصول أحدهما، أي أزعور وفرنجية، على 65 صوتاً في دورة الاقتراع الأولى، من أن هناك أكثر من 20 نائباً لم يحسموا موقفهم حتى الساعة، وأن هناك ضرورة للتواصل معهم من قبل فرنجية وقيادات في محور الممانعة لإقناعهم بجدوى الاقتراع لمصلحة زعيم تيار «المردة». 

سليمان فرنجية (تويتر)
سليمان فرنجية (تويتر)

ويعترف المصدر نفسه بأن مؤيدي فرنجية وأزعور يبالغون في تعداد النواب المؤيدين لهما، ويؤكد بأن «البوانتاج» الدقيق لتوجهات النواب الذي أُجري حتى الساعة يشير بصراحة إلى أن التصويت في البرلمان لأحدهما يبقى يتراوح ما بين 50 و54 نائباً، نظراً لأن أكثر من 20 نائباً لم يحسموا أمرهم. 

ورداً على سؤال، يؤكد أن اكتمال شروط المواجهة بين أزعور وفرنجية سيدفع بالرئيس بري لتحديد موعد لانعقاد جلسة الانتخاب، من دون أن يلوح في الأفق ما يدعو للتفاؤل بأن جلسة الانتخاب ستكون حاسمة هذه المرة بخلاف الجلسات السابقة التي تحولت إلى مهزلة. 

ويضيف أن السباق على أشدّه بين أزعور وفرنجية لتوسيع مروحة التأييد النيابي لهما، رغم أن مصدراً في المعارضة يؤكد أن تقدّم مرشحها على منافسه أصبح في متناول اليد، وأن الشغل حالياً يدور حول تأمين حصوله في دورة الانتخاب الأولى على تأييد الغالبية النيابية المطلقة، وهذا ما يدعونا للترقّب للموقف الذي سيصدر غداً الثلاثاء عن «اللقاء الديمقراطي» الذي سيكون موضع اهتمام محلي ودولي. 

ويبقى السؤال: متى سيدعو الرئيس بري النواب لانتخاب الرئيس؟ وهل يحسم أمره بدعوتهم الأسبوع المقبل بعد أن يكون منح فرصة للكتل النيابية التي لم تحسم أمرها لتقول من هو مرشحها، رغم أن هناك من يتوقع أن تبقى مواقف معظم النواب المترددين ضبابية وتحتفظ لنفسها بكلمة السر لعلها تفصح عنها في صندوق الاقتراع؟ 

البرلمان اللبناني ينتظر موعداً للجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للجمهورية (الشرق الأوسط)
البرلمان اللبناني ينتظر موعداً للجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للجمهورية (الشرق الأوسط)

وينسحب السؤال نفسه على محور الممانعة للتأكد كيف سيتصرف في جلسة الانتخاب في حال أن البوانتاج الخاص بتوزّع أصوات النواب على فرنجية وأزعور أعطى التقدّم للأخير على منافسه حتى لو لم يحصل على الغالبية المطلقة؟ 

قد يكون من السابق لأوانه السؤال عن السيناريو الذي قد يلجأ إليه محور الممانعة، وإن كان سيجد نفسه ملزماً بواحد من الخيارين: الاقتراع بورقة بيضاء أو التصويت لمرشحه فرنجية. 

فاقتراعه بورقة بيضاء يشكل إحراجاً له، لأنه من غير الجائز أن لا يقترع له وهو أول من رشحه بتأييد على بياض من بري، ولاحقاً من أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، إلا إذا أراد قطع الطريق على أزعور في حال تأكد رقمياً أنه سيتقدم عليه، وبالتالي فإن مجرد تقدّمه سيؤدي حكماً إلى البحث عن مرشح بديل، شرط أن يكون عدد الأوراق البيضاء في صندوق الاقتراع يفوق عدد الذين صوّتوا لأزعور. 

لذلك يمكن أن تؤدي معاودة فتح أبواب البرلمان أمام النواب لانتخاب الرئيس إلى تبدّل في المشهد الانتخابي، ما يدفع بالثنائي الشيعي إلى طرح خطة -ب- على طاولة المفاوضات للتفاهم على مرشح بديل لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي وإلا سيطول أمد الفراغ. 

فهل يتخلى الثنائي الشيعي عن ترشيح فرنجية؟ أم أنه سيتمسك به اعتقاداً منه بأن لديه القدرة على تعديل ميزان القوى في البرلمان الذي لا يصب حالياً لمصلحة مرشحه، وإلا لم يكن الرئيس بري مضطراً للقول في المقابلة التي أجرتها معه «الشرق الأوسط» بأن موازين القوى في البرلمان لا تسمح بحصول مرشح على الأصوات اللازمة لانتخابه؟ ومع استعصاء الانتخاب دعَوْنا إلى التفاهم. خصوصاً أن رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين تناغم معه لاحقاً فهل يخطو الثنائي الشيعي خطوة على طريق التفاهم مع مؤيدي أزعور لإنتاج رئيس توافقي؟ 


مقالات ذات صلة

خاص إزالة صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله (بلدية بيروت)

خاص قرار سياسي بـ«تنظيف» بيروت وطريق مطارها من الصور والأعلام الحزبية

انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت عملية إزالة الأعلام والصور والشعارات الحزبية من جميع الشوارع وصولاً إلى مطار رفيق الحريري الدولي، تنفيذاً لتعليمات رسمية.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي 
الجيش اللبناني ينتشر في مواقع عسكرية تسلمها من «القيادة العامة» في شرق لبنان (مديرية التوجيه)

سلاح المخيمات في لبنان ينتظر مبادرات

ينتظر سحب السلاح الفلسطيني داخل المخيمات في لبنان، مبادراتٍ لبنانيةً، بعدما تسلّم الجيش اللبناني كل المراكز العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات، وبات السلاح.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)

لبنان: مخاوف طرابلسية من تكرار الإخلال بالتوازن الطائفي في الانتخابات المحلية

تتخوف الأوساط من أن ينسحب القلق القائم حالياً، حيال تهديد المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي لبيروت، على طرابلس باستبعاد العلويين والمسيحيين.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)

الرئيس اللبناني يبدأ زيارة رسمية إلى قطر

بدأ الرئيس اللبناني جوزيف عون، الثلاثاء، زيارة رسمية إلى قطر، يلتقي خلالها أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الحكومة اللبنانية تطبق ازدواجية «الأمن والإنماء» في مطار بيروت ومحيطه

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى جانب طيار مدني يتبع شركة «طيران الشرق الأوسط» (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى جانب طيار مدني يتبع شركة «طيران الشرق الأوسط» (رئاسة الحكومة)
TT
20

الحكومة اللبنانية تطبق ازدواجية «الأمن والإنماء» في مطار بيروت ومحيطه

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى جانب طيار مدني يتبع شركة «طيران الشرق الأوسط» (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى جانب طيار مدني يتبع شركة «طيران الشرق الأوسط» (رئاسة الحكومة)

واصلت الحكومة اللبنانية إجراءاتها الهادفة إلى تعزيز دور مطار بيروت في «مسعى لضبط أمنه وأمن محيطه» الذي شهد اهتزازاً في أوقات سابقة، كما أكد مصدر رسمي لبناني لـ«الشرق الأوسط». وأشار المصدر إلى «خطة عملياتية أمنية - لوجيستية متكاملة يجري الإعداد لها لضبط أوضاع المطار أمنياً وتأهيلياً»، مشيراً إلى أن ما «ينطبق على حرم المطار، ينطبق على محيطه».

وأطلق رئيس الحكومة نواف سلام، الأربعاء، مشروع إعادة تأهيل طريق مطار بيروت الدولي، في خطوة وصفها بـ«الرمزية والوطنية»، عادَّاً أن «تعزيز أمن طريق المطار هو أولوية».

وخلال جولة ميدانية شارك فيها وزراء السياحة والداخلية والأشغال، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة «شركة طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت، كشف سلام عن سلسلة اجتماعات جرت في الفترة الأخيرة مع الشركة، مشيراً إلى أن اللقاء الأهم سيكون في عيد تأسيسها الثمانين بعد أشهر عدة.

وفيما يتعلّق بالشق الأمني، لفت سلام إلى أن «تعزيز أمن طريق المطار هو أولوية»، مؤكداً أن اجتماعات عُقدت مع وزيري الدفاع والداخلية لوضع خطة متكاملة بهذا الخصوص؛ لما للطريق من أهمية رمزية ووطنية.

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يطلق مشروع إعادة تأهيل مطار بيروت (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يطلق مشروع إعادة تأهيل مطار بيروت (رئاسة الحكومة)

رسامني: الطريق تجسّد كرامة وطن

من جانبه، أكد وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني أن مشروع تطوير طريق المطار «لا يقل أهمية عن تطوير المطار نفسه»، مشيراً إلى أن الطريق «تجسّد قيمة وطن بأكمله».

وتوقّع رسامني أن تنتهي أعمال التأهيل خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر حداً أقصى، معلناً عن خطوات لتفعيل دور القطاع الخاص من خلال إنشاء هيئة ناظمة للطيران المدني والمرافئ، بهدف رفع مستوى الإيرادات العامة.

الحوت: بداية جديدة للبنان

أما رئيس مجلس إدارة «الميدل إيست» محمد الحوت، فرأى أن لبنان دخل «مرحلة جديدة» بعد وقف إطلاق النار وانتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية وتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة، مضيفاً أن «البلاد أمام فرصة جدية للنهوض».

وفي ملف الشعارات التي كانت منتشرة حول المطار، في إشارة إلى تلك التابعة لقيادات «حزب الله» ومسؤولين إيرانيين، ثمّن الحوت جهود وزير الداخلية في «ضبط الإعلانات العشوائية المنتشرة على طول الطريق والجسور والأنفاق المؤدية إلى المطار»، مشدداً على ضرورة تخصيص هذه المساحات للإعلانات التجارية المنظمة فقط، بعيداً عن السياسة.