الفلسطينيون يحيون «النكبة» بشعار «العودة حق»

عباس يلقي كلمة بالمناسبة في الأمم المتحدة

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في ملبورن بأستراليا السبت (إ.ب.أ)
مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في ملبورن بأستراليا السبت (إ.ب.أ)
TT

الفلسطينيون يحيون «النكبة» بشعار «العودة حق»

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في ملبورن بأستراليا السبت (إ.ب.أ)
مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في ملبورن بأستراليا السبت (إ.ب.أ)

يستعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإلقاء خطاب حول النكبة الفلسطينية في مقر الأمم المتحدة التي تحيي للمرة الأولى في تاريخها حدثاً متعلقاً بالذكرى.

ووصل عباس إلى نيويورك، السبت، للمشاركة في إحياء الذكرى الـ75 للنكبة، وسيلقي خطابه يوم الاثنين، بالتزامن مع ذكرى النكبة، في الخامس عشر من مايو (أيار) الجاري.

ويأتي إحياء الأمم المتحدة لذكرى النكبة الفلسطينية، من خلال قرار اعتمدته الجمعية العامة في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ونص على اعتبار 15 مايو من كل عام، يوماً لإحياء هذه الذكرى.

ويحيي الفلسطينيون يوم الاثنين الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، التي شهدت تهجير نحو 800 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة، تحت شعار «النكبة جريمة مستمرة والعودة حق».

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين رئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، أحمد أبو هولي، إن فعاليات هذا العام ستنظم في الوطن والشتات والجامعة العربية والأمم المتحدة كذلك.

ويفترض أن تنطلق حملات افتراضية، الأحد، تحمل شعار «النكبة جريمة مستمرة والعودة حق»، ثم يجري تنظيم مسيرات ومهرجانات مركزية في رام الله وغزة وفي المخيمات في الشتات، يومي الأحد والاثنين، تطلق خلالها صافرات الحداد لمدة 75 ثانية بعدد سنوات النكبة عبر مآذن المساجد، فيما تقرع إجراء الكنائس.

وعادة يحمل الفلسطينيون مفاتيح بيوتهم التي هُجروا منها ويرفعون الرايات السوداء في يوم النكبة.

واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية، يمثل إمعاناً واستمراراً في «سياسات القتل، والتدمير، والتهجير، التي مارستها العصابات الصهيونية بحق أبناء شعبنا خلال النكبة عام 1948».

ودعا اشتية، الأمم المتحدة للتدخل العاجل لوقف المجازر المرتكبة بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، والضفة الغربية، وتفعيل القوانين الدولية الخاصة بمقاطعة إسرائيل، وعدم السماح للجناة بالإفلات من العقاب.

كما دعا الفلسطينيين في ذكرى النكبة إلى وحدة الموقف بين جميع فصائل العمل الوطني، وعدم السماح بانفراد إسرائيل بأحدها.

ويحيي الفلسطينيون الذكرى عادة، مؤكدين أن حق العودة لن يسقط بالتقادم وأنهم متمسكون به من جيل لجيل.

وتضاعف الفلسطينيون 10 مرات منذ النكبة ووصل عددهم العام الماضي إلى نحو 14 مليون نسمة، نصفهم (7 ملايين) نسمة في فلسطين التاريخية (ما يشمل 1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).

ويعيش في الضفة الغربية، بما فيها القدس، 3.2 مليون نسمة، ونحو 2.1 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان نحو 477 ألف نسمة في نهاية عام 2021.

أما اللاجئون، فتشير سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أن عدد المسجلين، وذلك في ديسمبر (كانون الأول) 2020، بلغ نحو 6.4 مليون لاجئ، يعيش 28.4 في المائة منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.


مقالات ذات صلة

تركيا تؤكد مجدداً استعدادها للمشاركة في قوة الاستقرار بغزة

المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

تركيا تؤكد مجدداً استعدادها للمشاركة في قوة الاستقرار بغزة

أكدت تركيا مجدداً استعدادها لإرسال قوات عسكرية ضمن قوة الاستقرار الدولية الجاري العمل على تشكيلها في غزة، وقالت إنه تم تحديد أعضاء اللجنة التي ستدير القطاع.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا إردوغان أكد عقب مباحثات مع رئيس «جمهورية شمال قبرص التركية» طوفان إرهورمان بأنقرة في 13 نوفمبر تمسكه بحل الدولتين (الرئاسة التركية)

«حل الدولتين» يفجّر توتراً بين قبرص وتركيا... وألمانيا تسعى لوساطة

أثار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان غضب قبرص مرة أخرى بتمسُّكه بـ«حل الدولتين»؛ لحل مشكلة الجزيرة المقسّمة بين شطرين يوناني وتركي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ) play-circle 00:54

«الأمم المتحدة» لإرسال لجنة تحقيق في انتهاكات الفاشر

كلّف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، بعثة لتقصي الحقائق وتحديد هوية جميع المسؤولين عن الانتهاكات التي يُشتبه في ارتكابها في مدينة الفاشر…

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ)

مجلس حقوق الإنسان يشكل بعثة لتقصي الحقائق في الفاشر

اعتمد أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال اجتماعهم في جنيف، بالإجماع قرارا بتشكيل بعثة مستقلة لتقصي الحقائق والتحقيق في الفظائع التي ارتكبت في الفاشر بالسودان.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
أوروبا فلسطينيون ينتظرون الحصول على الطعام من مطبخ خيري في مدينة غزة (رويترز)

وكالتان أمميتان تحذران من «16 بؤرة جوع» في العالم

حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة معنيتان بالغذاء، اليوم الأربعاء، من أن ملايين الأشخاص حول العالم قد يواجهون المجاعة.

«الشرق الأوسط» (روما)

القضاء اللبناني يكشف تفاصيل محاولتَي تهريب كوكايين وكبتاغون

أكياس تحتوي حبوب كبتاغون معروضة على الأرض بمقر «شعبة المعلومات» في بيروت خلال سبتمبر الماضي إثر الإعلان عن إحباط عملية التهريب (إ.ب.أ)
أكياس تحتوي حبوب كبتاغون معروضة على الأرض بمقر «شعبة المعلومات» في بيروت خلال سبتمبر الماضي إثر الإعلان عن إحباط عملية التهريب (إ.ب.أ)
TT

القضاء اللبناني يكشف تفاصيل محاولتَي تهريب كوكايين وكبتاغون

أكياس تحتوي حبوب كبتاغون معروضة على الأرض بمقر «شعبة المعلومات» في بيروت خلال سبتمبر الماضي إثر الإعلان عن إحباط عملية التهريب (إ.ب.أ)
أكياس تحتوي حبوب كبتاغون معروضة على الأرض بمقر «شعبة المعلومات» في بيروت خلال سبتمبر الماضي إثر الإعلان عن إحباط عملية التهريب (إ.ب.أ)

فكك قراران قضائيان أصدرهما قاضي التحقيق الأول في شمال لبنان، ناجي الدحداح، لغز عمليتين كبيرتين لمحاولة تهريب المخدرات من مرفأ طرابلس في شمال لبنان إلى مرفأ جدّة بالمملكة العربية السعودية، وكشف أهمية التنسيق الأمني السعودي - اللبناني الذي أسفر عن توقيف شبكتين خطيرتين لتهريب المخدّرات، وأحال المتورطين فيهما على المحاكمة أمام محكمة الجنايات، طالباً لهم عقوبات تصل إلى السجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة.

5 لبنانيين وسوري

فبعد شهرين من إحباط العملية التي كانت قد أعلنت عنها السلطات اللبنانية، ادّعت النيابة العامة الاستئنافية في الشمال على 5 لبنانيين وسوري واحد، أسندت إليهم جرائم «تأليف جمعية من الأشرار امتهنت الاتجار بالمخدّرات، لا سيما حبوب الكبتاغون، بقصد تهريبها إلى السعودية للاتجار بها وتعكير صلات لبنان بالمملكة».

وأفاد القرار القضائي بأن الكمية «ضبطت في بلدة بخعون (الضنيّة - شمال لبنان) في 6 سبتمبر (أيلول) الماضي، وهي عبارة عن 1405 كيلوغرامات من حبوب الكبتاغون، بناءً على تنسيق بين الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية ومكتب مكافحة المخدرات المركزي، بعد أن كانت الجهات المختصة في المملكة ضبطت بوقتٍ سابق 4 حاويات بداخلها 1111 كيلوغراماً من الكبتاغون؛ أي ما يعادل 6 ملايين و875 ألف حبة، في ميناء جدّة آتية من مرفأ طرابلس في شمال لبنان».

بناء على هذه المعطيات، استُدعي صاحب المؤسسة التجارية التي جرى التصدير باسمها، ولم يقتصر التحقيق على الكمية المضبوطة في بخعون، بل توسّع ليشمل الشحنة التي وصلت إلى السعودية في وقت سابق، فتبيّن أنها أُرسلت بحراً من مرفأ طرابلس إلى دولة الكويت، قبل أن تصل لاحقاً إلى أراضي المملكة.

ووفق ما ورد في القرار القضائي، فقد تمكّن عناصر «مكتب مكافحة المخدرات المركزي»، بالتنسيق مع «فرع المعلومات»، من معرفة هوية صاحب الشحنة وتحديد مكان وجوده في طرابلس ومن ثمّ توقيفه، واعترف بتنفيذه عملية تهريب حبوب الكبتاغون إلى دولة الكويت ضمن الحاويات الأربع ومنها إلى السعودية. وأعطى معلومات مفصلة عن كيفية توضيب حبوب الكبتاغون داخل غالونات دهانات في مستودع عائد لأحد شركائه، فحُدّد موقع المستودع بدقّة، ودُوهِم من قبل العناصر الأمنية، وأوقف صاحب المستودع الذي عثر بداخله أيضاً على 80 كيساً كبيراً تحتوي حبوب كبتاغون.

كما عثر على كمية كبيرة من غالونات الدهانات، عددها 489، مطابقة لتلك التي ضُبطت في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ماكينتي تفريغ هواء وميزانين. وقدّرت الزنة الإجمالية لحبوب الكبتاغون المضبوطة داخل المستودع بـ1405 كيلوغرامات.

وكُشفت هوية أصحاب البضاعة، وأجرى القاضي الدحداح تحقيقاته في القضية، وخلص إلى اتهام كلّ من المدعَى عليهم: أحمد. ص، وباسم. ش، ومازن. ج، وحسن. ج، وأحمد. ج، وسمير. خ، بجناية الاتجار بالمخدرات وتهريبها، وأحالهم إلى محكمة الجنايات في الشمال لمحاكمتهم.

شبكة كوكايين

وفي قضيّة أخرى وأكبر أهميّة أيضاً، أسدل القاضي الدحداح الستار على محاولة تهريب شحنة من مادة الكوكايين المخدرة من مرفأ طرابلس إلى ميناء جدّة. وأفاد بأنه في 6 أغسطس (آب) 2025، ورد إلى «مكتب مكافحة المخدرات المركزي» كتاب معلومات من ضابط الارتباط السعودي عبر سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت، يفيد بوجود إحدى الحاويات في مرفأ طرابلس تحتوي كمية من المخدرات، ولدى مداهمة الحاوية تبيّن أن فيها 480 غالوناً من الدهون النباتية، وقد ضبطت 10 منها كانت تحتوي على 126 كيلوغراماً من مادة الكوكايين المخدرة معدّة للتصدير إلى المملكة العربية السعودية.

البرازيل والصين

على أثر ورود هذه المعلومات، داهم مكتب مكافحة المخدرات تلك الحاويات، وتبين أن البيان الجمركي العائد لها يفيد بأن شحنة الدهون النباتية مصدرها الصين، لكن من خلال التدقيق في البيان الجمركي اتضح أن مصدر هذه البضاعة البرازيل وليس الصين؛ مما يشير إلى اعتماد الشبكة على التمويه وإخفاء بلد المنشأ لمنع إثارة الشبهات.

وبناء على التحقيقات الأولية ثم الاستنطاقية التي استغرقت وقتاً طويلاً، أصدر القاضي الدحداح قراره الظني، واتهم كلاً من المدعَى عليهم: محمد. ر، ومادلين. ز، وأحمد. ك، وآخرين، بجناية الاتجار بالمخدرات وترويجها، وتأليف عصابة تنشط في تهريب المخدرات إلى لبنان والمحيط واستيرادها وتصديرها، وأحالهم إلى محكمة الجنايات للمحاكمة، بالاستناد إلى مواد في قانون المخدرات تصل عقوبتها إلى الأشغال الشاقة 15 عاماً.


برّي يستطلع موقف إيران بعد «معالجة انزعاجه» من قاسم

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً وفداً من «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد (أرشيفية - الوكالة الوطنية للإعلام)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً وفداً من «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد (أرشيفية - الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

برّي يستطلع موقف إيران بعد «معالجة انزعاجه» من قاسم

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً وفداً من «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد (أرشيفية - الوكالة الوطنية للإعلام)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً وفداً من «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد (أرشيفية - الوكالة الوطنية للإعلام)

كثرت التأويلات السياسية في لبنان للدوافع التي أملت على رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري تكليف معاونه السياسي النائب علي حسن خليل لتمثيله في المؤتمر الذي استضافته طهران، وعنوانه «القانون الدولي تحت الهجوم».

حتى أن بعض خصوم بري ذهبوا بعيداً في تعاطيه مع إيفاده لمعاونه إلى العاصمة الإيرانية، وأخذ يروّج بأنه أوفده خصيصاً ليشكو أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لدى القيادة الإيرانية، لتفرّده بكتابه المفتوح للرؤساء الثلاثة (الجمهورية جوزيف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام) من دون التشاور معه، باعتباره «أخاه الأكبر»، ويحمل منه تفويضاً بكل ما يتعلق بملف الجنوب.

وفي هذا السياق، استغرب مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» كل ما قيل عن أن بري أوفد خليل ليشكو قاسم لدى القيادة الإيرانية. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إنه «اختار عن قصد كاتم أسراره، الذي هو بمثابة أحد أبرز المسؤولين في حركة (أمل) ممن يدورون في الحلقة الضيقة المحيطة به، ليس لتمثيله في المؤتمر فحسب، وإنما للتواصل مع المعنيين بملفي لبنان والعلاقات الأميركية - الإيرانية لاستكشاف الموقف الإيراني على حقيقته حيالهما، ليكون في وسع بري أن يبني على الشيء مقتضاه».

النائب علي حسن خليل (الوكالة الوطنية للإعلام)

ولفت المصدر إلى أن خليل التقى أمين المجلس الأمني القومي الإيراني علي لاريجاني، المكلف مواكبة الوضع اللبناني والتطورات المحيطة به بتواصله مع قيادة «حزب الله»، تحديداً مجلسه الجهادي المعني مباشرة باستعادة الحزب لقدراته العسكرية وترتيب أوضاعه في هذا الخصوص.

اجتماعات طهران

وقال إن اجتماعه بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «يأتي في سياق الدور الموكل إليه بملف السياسة الخارجية الإيرانية في ضوء ما آلت إليه الاتصالات التي يتولاها عدد من الوسطاء في محاولة لاستئناف المفاوضات الإيرانية - الأميركية».

ورأى أن بري «ليس مضطراً لإيفاد خليل إلى طهران ليشكو قاسم على تفرّده بكتابه المفتوح للرؤساء الذي سبّب انزعاجه»، مشيراً إلى أنه تصدّر الاجتماع الذي عُقد لاحقاً بين معاونيهما السياسيين علي حسن خليل وحسين خليل، «انطلاقاً من حرص بري على عدم تظهير خلافهما للعلن، لأنه ليس في وارد افتعال مشكلة يستغلها من يتزعّم الضغوط التي تستهدف الحزب في الداخل والخارج».

الكتاب المفتوح

وأكد المصدر أن الحزب، كما نقل على لسان المعاون السياسي لقاسم، «لم يقصد بكتابه المفتوح بري تحديداً، وهو حريص على التحالف معه ويحظى بتقدير لمواقفه ولن يفرّط فيه»، مع أن النائب خليل رأى، نقلاً عن بري، أن قاسم لم يكن مضطراً لرفع كتابه للرؤساء، وكان يمكنه الاستعاضة عنه ببيان يطل به على حاضنته الشعبية ويحدد فيه موقفه من دعوة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، إسرائيل، للتفاوض.

وقال إن «انزعاج» بري من كتاب قاسم للرؤساء «عولج وتمت السيطرة على تداعياته، ولم تترتب عليه مفاعيل من شأنها تهديد التحالف الاستراتيجي» بين طرفي «الثنائي الشيعي». ولفت إلى أن «الحزب باقٍ على تفويضه لبري ويقف خلفه في تعامله مع التطورات، أكانت عسكريةً أو سياسيةً، تتعلق بالوضع المشتعل في الجنوب».

ملف الجنوب

واعتبر أن لا صحة لكل ما قيل ويقال حول نقل الخلاف إلى طهران عبر خليل «لأن ما سمعه من عراقجي ولاريجاني لا يمكن لموفد غيره أن يسمعه بكل تفاصيله من معلومات تحيط به من قِبَل من يتوليان إدارة ملف الجنوب والتطورات المتلاحقة في المنطقة».

لكن المصدر نأى بنفسه عن التعليق على الموقف الأخير لقاسم بقوله إن لا خطر على المستوطنات في شمال إسرائيل، وإن الحزب استعاد قدراته العسكرية في إطار الدفاع عن لبنان في وجه الاعتداءات، ولا تحمل أهدافاً هجومية أو قتالية، مع أن مفاجأة قاسم أُثيرت في لقاءات خليل الإيرانية، فيما رأى خصومه بأنه كان من المستحسن لقاسم أن يضع تحوّله في موقفه بطمأنته المستوطنات بعهدة الدولة لتقوية موقف عون في التفاوض إذا قُوبل بموافقة إسرائيل.

طمانة المستوطنات

وسألت المصادر السياسية، قاسم، عن الأسباب الكامنة وراء طمأنته للمستوطنات، بالتلازم مع إضفائه الطابع الدفاعي لا الهجومي أو القتالي على استعادته لقدراته العسكرية؟ وهل ينم، كما قالت لـ«الشرق الأوسط»، عن تحوّل في موقف الحزب الأول من نوعه منذ أن قرر إسناده لغزة؟ وما إذا كان تحوّله ناجماً عن توافقه والقيادة الإيرانية، برغم أن حركة «أمل» أحجمت عن التعليق على ما قاله والذي أحدث مفاجأة تجاوزت حليفه إلى خصومه؟

ولم تستبعد أن يكون تحول قاسم يقدم ورقة لإيران تحسّن شروطها في أي مفاوضات محتملة مع أميركا. لكنها دعت إلى انتظار الحصيلة السياسية للقاءات خليل في طهران، «وبالأخص تلك التي جمعته بلاريجاني وعراقجي، وما إذا كانت تحمل جديداً في ما يتعلق بتعاطي القيادة الإيرانية مع الوضع اللبناني من نافذته الجنوبية المتأزمة».


إنذار إسرائيلي يربك بلدة حدودية لبنانية

مواطن يعاين موقعاً تم استهدافه في بلدة طير فليسا في الجنوب بغارة إسرائيلية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
مواطن يعاين موقعاً تم استهدافه في بلدة طير فليسا في الجنوب بغارة إسرائيلية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

إنذار إسرائيلي يربك بلدة حدودية لبنانية

مواطن يعاين موقعاً تم استهدافه في بلدة طير فليسا في الجنوب بغارة إسرائيلية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
مواطن يعاين موقعاً تم استهدافه في بلدة طير فليسا في الجنوب بغارة إسرائيلية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

دفعت التطورات المتلاحقة في الجنوب اللبناني بالمشهد الأمني إلى مستوى جديد من التوتر، بعدما تلقّت بلدة عيترون الحدودية تحذيراً أمنياً بإخلاء «هدف غير محدّد»، أعقبته مباشرة قنابل صوتية أطلقتها مسيّرة إسرائيلية فوق أطراف البلدة، في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي، والمسيّر، وصولاً إلى أجواء الهرمل (أقصى شمال شرقي لبنان)، مروراً ببيروت، وضاحيتها الجنوبية.

إنذار بلا تفاصيل

نائب رئيس بلدية عيترون، نجيب قوصان، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ البلدية لم تتبلغ «تفاصيل بشأن طبيعة الاستهداف، وما وصل إلينا كان مجرد معلومة أمنية عامة، بلا تحديد لمكان، أو زمان محتمل للاستهداف».

وأضاف أن «بعض الأهالي غادروا للاحتياط، بينما بقي معظم السكان، ولم تُسجَّل حركة نزوح واسعة»، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني «أعاد تموضعه في عدد من النقاط منذ ساعات الصباح».

إرباك في آلية الإبلاغ

وعلى خلاف كل التحذيرات السابقة التي اعتاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إطلاقها عبر منصة «إكس»، أتى هذه المرة التحذير عن طريق «الميكانيزم» (لجنة مراقبة وقف إطلاق النار) عبر الجيش اللبناني.

وأكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش اللبناني أبلغ البلدية أن عيترون ستكون عرضة للاستهداف»، بينما قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إنّ الجيش اللبناني «لم يتبلغ هذه المرة أي تفاصيل حول طبيعة الهدف»، خلافاً للآلية المعتادة التي تنتقل فيها المعلومات عبر «الميكانيزم» بعد إبلاغ الجانب الأميركي، على أن يكشف الجيش على الموقع خلال 24 ساعة، وهو ما حصل مراراً سابقاً. لكن هذه المرة «قيل له فقط إن هناك استهدافاً محتملاً من دون إيضاحات إضافية».

وأضافت المصادر أنّ الجيش «كان قد تمسّك سابقاً بالبقاء في مواقع حساسة مثل بلدة كفردونين رغم الضغط الإسرائيلي»، لكن «الإسرائيليين غالباً ما منعوه من الكشف على المواقع، وهددوا باستهداف أي تحرك، بينما امتنعت (اليونيفيل) عن مرافقة الجيش». واعتبرت أن «تبليغاً بلا تفاصيل مثل هذا يُسجَّل للمرة الأولى في عيترون، ما نتج عنه إرباك في البلدة».

رسالة للبلدة بأكملها

في السياق، رأى العميد المتقاعد سعيد قزح أنّ «عدم تحديد النقطة المراد إخلاؤها يعني عملياً أن الرسالة موجهة إلى كامل البلدة»، في إطار «رفع منسوب الضغط على لبنان لدفعه إلى مفاوضات مباشرة حول ملف السلاح، وترتيبات الحدود».

وأشار إلى أنّ «سلسلة المؤشرات الأخيرة، من غارات عيترون إلى التحليق فوق بيروت بالتزامن مع تقديم السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى أوراق اعتماده، تؤشر إلى أن إسرائيل لم تعد مستعدة للقبول باستمرار السلاح خارج سلطة الدولة». ورأى أن هاجس تل أبيب هو «منع تمدد السلاح إلى ما بعد الليطاني في أي لحظة».

وأضاف أن «المشهد على الحدود يشي بأن إسرائيل انتقلت من سياسة الضغط إلى مرحلة التحضير لعمل عسكري»، لافتاً إلى أن «التسريبات الإسرائيلية حول خطط لعمليات سريعة تتقاطع مع تقديرات واسعة في تل أبيب تعتبر أن توسع العمليات العسكرية بات قريباً».

وكانت الصحف الإسرائيلية رفعت منسوب التهديد خلال اليومين الماضيين، إذ ذكرت «معاريف» أنّ «جولة قتال جديدة مع (حزب الله) هي مسألة وقت ليس إلا». بينما كشفت «يديعوت أحرونوت» أنّ إيران و«حزب الله» «يعيدان بناء نظام تهريب جديد عبر مسارات بحرية، ودول أخرى». كما أكدت القنوات العبرية أن الجيش «ناقش وتدرّب على سيناريوهات تهدف إلى حسم المواجهة خلال ثلاثة أسابيع».

عمال إسرائيليون أثناء عملهم على السياج الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)

وفيما يتعلق بالتقديرات الإسرائيلية لحرب قد تستمر ثلاثة أسابيع، يوضح قزح أنه «لا يمكن لأحد تحديد مدة الحرب مسبقاً؛ يُعرف كيف تبدأ الحروب لا كيف تنتهي»، لكنه يشير إلى أنّ «الجبهة الداخلية الإسرائيلية مهيأة نفسياً لمعركة مع لبنان، بخلاف الانقسام القائم حول غزة، إذ يجتمع المعسكران السياسيان في إسرائيل على هدف إنهاء خطر الجبهة الشمالية».

اغتيال في المنصوري

في موازاة المشهد المتوتر في عيترون، كانت قد وسّعت إسرائيل عملياتها جنوباً، إذ اغتالت مساء الأحد مدير مدرسة المنصوري، محمد شويخ، بغارة استهدفت سيارته في البلدة.

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنّ «مسيرة معادية استهدفت بلدة المنصوري بالقرب من ملعب الإمام موسى الصدر، فاندلعت النيران في المكان»، قبل أن تكشف لاحقاً أنّ الهجوم أدى إلى مقتل مدير المدرسة محمد شويخ.

وبينما شيّعت البلدة محمد شويخ، ونعاه «حزب الله»، بوصف أنه «مجاهد»، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على «إكس»: قضى الجيش الإسرائيلي «على أحد عناصر (حزب الله)، والذي عمل ممثلاً محلياً للتنظيم في المنصوري بجنوب لبنان».

وأضاف: «لقد عمل المدعو شويخ ممثلاً محلياً لـ(حزب الله) في قرية المنصوري، وفي إطار مهامه كان مسؤولاً عن العلاقة بين التنظيم وسكان القرية في مواضيع عسكرية واقتصادية. كما حرص على الاستيلاء على ممتلكات خاصة لأهداف إرهابية».