مستشار الحكومة السورية: نراهن على مبادرة عربية لحل الأزمة

جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في مصر الأسبوع الماضي (رويترز)
جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في مصر الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

مستشار الحكومة السورية: نراهن على مبادرة عربية لحل الأزمة

جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في مصر الأسبوع الماضي (رويترز)
جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في مصر الأسبوع الماضي (رويترز)

توقع مستشار رئاسة مجلس الوزراء السوري، عبد القادر عزوز، أن يشارك الرئيس بشار الأسد في القمة العربية المقرر عقدها في مدينة جدة السعودية الأسبوع المقبل، مشدداً على أهمية الدور العربي في حل الأزمة السورية.

وقال عزوز في تصريح خاص لوكالة «أنباء العالم العربي»: «سوريا من أكثر الدول التي كانت تحرص على حضور القمم واجتماعات جامعة الدول العربية على مستوى الرئيس، يعني جميع القمم كانت تُمثل برأس الدولة في سوريا، وبالتالي أعتقد بأن ما اتسم به سيادة الرئيس وحرصه على العمل العربي المشترك والتضامن العربي يشير إلى أنه يمكن أن تكون هناك مشاركة له لا شك في قمة جدة».

كانت وسائل الإعلام السورية والسعودية قد ذكرت، أمس (الأربعاء)، أن الرئيس السوري بشار الأسد تلقى دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للمشاركة في الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستعقد في مدينة جدة في 19 مايو (أيار) الحالي.

وقال عزوز: «سوريا بلا شك مع كل الجهود التي يبذلها الأشقاء العرب من أجل تحقيق الاستقرار والسلام والرفاهية لشعوب المنطقة. ونذكر كيف كانت سوريا والسعودية ومصر نواة أساسية في معالجة القضايا والخلافات، وأيضاً الأزمات التي كانت تبرز في المنطقة. وهذا الأمر سيكون له تأثير كبير على آفاق الحل السياسي والحوار والمصالحة الوطنية».

العلاقات السورية السعودية

تحدث مستشار رئاسة مجلس الوزراء السوري عن دور السعودية في عودة سوريا للرَكب العربي فقال: «سوريا تنظر بارتياح كبير للجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية من أجل استعادة مكانتها واستئناف أنشطتها في جامعة الدول العربية، وأيضاً في دعم الاستقرار من خلال الاتفاق السعودي الإيراني، بما يدفع إلى تصفير المشاكل والعمل على معالجة الخلافات بالحوار والتواصل والانفتاح البنَّاء والفعال».

وأضاف: «تستطيع السعودية أن تسهم في آلية تفعيل الحوار الوطني في سوريا بعيداً عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي، وأيضاً تستطيع أن تهيئ بيئة آمنة لعودة السوريين إلى سوريا، وبالتالي حل الأزمة السياسية، التي يمكن معالجتها من خلال آليات الحوار وبعيداً عن العنف وبعيداً عن التدخل الخارجي».

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها إن المملكة العربية السعودية قررت استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في الجمهورية العربية السورية، انطلاقاً من روابط الأخوة التي تجمع شعبيهما، وحرصها على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال عزوز: «سوريا والمملكة العربية السعودية عبر التاريخ من الركائز المهمة في الأمن القومي العربي وأيضاً الأمن الإقليمي، والتواصل بين بعضهما بعضاً لا ينعكس فقط على التقدم في العلاقات الثنائية بين البلدين، بل أيضاً ينعكس إيجاباً على جميع دول المنطقة».

وأضاف: «السعودية يمكن أن تسهم أيضاً في دعم حوار وطني بين السوريين، وهو دور مرحب به، وذلك على أساس آلية الحوار والاحتكام له، وبالتالي فإن كلاً من سوريا والسعودية تدعم الاستقرار في المنطقة من جهة وتدعم دور الحكومات الوطنية».

مبادرة عربية

تحدث المسؤول السوري عن أن «دمشق تتطلع إلى دور عربي عبر الجامعة العربية في سوريا، سواء لجهة تهيئة بيئة سياسية ومواجهة الإرهاب ومواجهة الاحتلال الخارجي، يعني أن تكون هناك مبادرة عربية وازنة تقف إلى جانب سوريا» في مواجهة القوى الخارجية على أراضيها. وأضاف: «الجامعة العربية يمكنها رعاية حوار وطني في سوريا بعيداً عن الأجندات الخارجية التي تريد تقسيم سوريا أو إضعافها أو فدرلتها أو غير ذلك، وكل هذا يسهم في الحل السياسي».

وفيما يتعلق بعودة اللاجئين قال إن «سوريا قامت بما يتوجب عليها من أجل تأمين عودة اللاجئين، عبر إصدار أكثر من 24 مرسوم عفو، كان آخرها المرسوم رقم 7 المتعلق بكل الأعمال المرتبطة بالإرهاب، كما تمت مصالحات وطنية على كامل الأراضي السورية ولسنوات طويلة».

وأضاف: «الدولة السورية لديها خطة من أجل دمج المواطنين السوريين وإعادتهم إلى سوريا بطريقة آمنة وطوعية، واتخذت إجراءات في هذا الجانب، حيث تم اطلاع الجانب التركي عليها بحضور الجانب الروسي والجانب الإيراني».

وعن إمكانية عقد اجتماع بين الرئيسين السوري والتركي قال: «عقد أي اجتماع على مستوى الرؤساء يتوقف على طبيعة تطور اجتماعات اللجان الفنية، وأيضاً على تطور الاجتماعات التي تجري كل فترة ما بين وزراء الدفاع من جهة، وبين وزراء الخارجية من جهة أخرى».

كانت وزارة الخارجية الروسية قد ذكرت أن وزراء خارجية سوريا وإيران وتركيا وروسيا عقدوا اجتماعاً في العاصمة موسكو لبحث القضايا المتعلقة باستئناف العلاقات بين سوريا وتركيا في مختلف المجالات.

وقال عزوز: «تركيا تحتل أجزاء من أراضي الجمهورية العربية السورية، ويجب الانسحاب الفوري وغير المشروط. وأيضاً هناك الكثير من أهلنا السوريين يعانون في تركيا، وفي حال التوصل لحلول لهذه المشاكل يمكن يكون هناك أرضية لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق».



الشرع يتعهد حصر السلاح بيد الدولة

سوريون يبحثون عن ذويهم المفقودين بين جثث عُثر عليها في سجن صيدنايا ونقلت إلى مشرحة مستشفى المجتهد في دمشق (أ.ف.ب)
سوريون يبحثون عن ذويهم المفقودين بين جثث عُثر عليها في سجن صيدنايا ونقلت إلى مشرحة مستشفى المجتهد في دمشق (أ.ف.ب)
TT

الشرع يتعهد حصر السلاح بيد الدولة

سوريون يبحثون عن ذويهم المفقودين بين جثث عُثر عليها في سجن صيدنايا ونقلت إلى مشرحة مستشفى المجتهد في دمشق (أ.ف.ب)
سوريون يبحثون عن ذويهم المفقودين بين جثث عُثر عليها في سجن صيدنايا ونقلت إلى مشرحة مستشفى المجتهد في دمشق (أ.ف.ب)

قائد «الحرس الثوري» الإيراني: سوريا كانت درساً مريراً

بارزاني يشيد بتصريحات الشرع حول أكراد سوريا تعهد قائد السلطة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، أمس، بحصر السلاح بيد الدولة، وحل كل الفصائل، وإلغاء التجنيد الإجباري باستثناءات محددة.

وفي حين أيّد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، رفع العقوبات عن «هيئة تحرير الشام» التي تقود المعارضة، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن التكتل «لن يرفع العقوبات المفروضة على سوريا إلا إذا ضمن حكّامها الجدد عدم اضطهاد الأقليات».

ووصل بيدرسن إلى دمشق، أمس (الأحد)، في أول زيارة له بعد إسقاط نظام الأسد، معرباً عن أمله في رؤية «نهاية سريعة للعقوبات»، بينما قالت كالاس إن اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين المقرر عقده في بروكسل، اليوم (الاثنين)، الذي يتضمن سوريا على جدول أعماله، لن يتناول مسألة زيادة الدعم المالي المقدم لدمشق بخلاف ما قدمه الاتحاد الأوروبي بالفعل عبر وكالات الأمم المتحدة.

ميدانياً، قررت إسرائيل، أمس، زيادة عدد المستوطنين في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن «التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم (النبرة المعتدلة) لقادة قوات المعارضة».

وأدانت السعودية قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي التوسع في الاستيطان بالجولان المحتلة، ومواصلتها تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها.