السعودية ترحّب بخطة الإدارة الأميركية لإنهاء الصراع في غزة

«الوزراء» يشيد بنتائج زيارة رئيس الوزراء الباكستاني التي شهدت توقيع «اتفاقية الدفاع المشترك»

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال ترؤسه الجلسة التي عُقدت في الرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال ترؤسه الجلسة التي عُقدت في الرياض (واس)
TT

السعودية ترحّب بخطة الإدارة الأميركية لإنهاء الصراع في غزة

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال ترؤسه الجلسة التي عُقدت في الرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال ترؤسه الجلسة التي عُقدت في الرياض (واس)

عبَّر مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، عن ترحيب بلاده بإعلان الإدارة الأميركية خطة الرئيس دونالد ترمب الشاملة لإنهاء الصراع في قطاع غزة، وإعادة إعمار القطاع، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، وكذلك إعلانه أنّه لن يسمح بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.

وأكد المجلس، خلال الجلسة التي عُقدت برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في الرياض، استعداد السعودية للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق اتفاق شامل لوقف الحرب في قطاع غزة، وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية دون قيود؛ بما يسهم في تعزيز جهود التوصُّل لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس «حل الدولتين»، ويكفل قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وقدر المجلس المشارَكة الفاعلة لوفد السعودية في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات الدولية المنعقدة ضمنها؛ مجسداً بذلك مكانة هذه البلاد على المستوى العالمي، ودورها المحوري في السياسة الدولية، وجهودها الريادية الداعمة للسلم والعدل، وتفعيل مبدأ الحوار والحلول السلمية على الأصعدة كافة.

وتطرَّق إلى نجاح مساعي السعودية المكثفة في ازدياد عدد الدول المعترِفة بدولة فلسطين، وتنامي الإرادة الدولية نحو ترسيخ حق الشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره.

وأشاد المجلس، خلال اطّلاعه على مجمل أعمال الدولة في الأيام الماضية لا سيما المتصلة بتعزيز العلاقات مع مختلف دول العالم، بنتائج زيارة دولة رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف للسعودية، وما شهدت من توقيع اتفاقية «الدفاع الاستراتيجي المشترك» التي تهدف إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين الشقيقين، وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم.

وفي مستهل الجلسة؛ أعرب ولي العهد السعودي عن شكره وتقديره لقادة الدول الشقيقة والصديقة على ما أبدوه من مشاعر صادقة تجاه المملكة العربية السعودية بمناسبة اليوم الوطني الخامس والتسعين، متوجهاً بالحمد والثناء للمولى عز وجل، على ما أنعم به على هذه البلاد المبارَكة من استقرار ورخاء وتنمية، وما تحقَّق لها من إنجازات غير مسبوقة في مسيرة التقدم والازدهار.

وبيَّن سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء ثمَّن انتخاب السعودية عضواً في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يؤكد ثقة المجتمع الدولي في دورها الفاعل والبنّاء، وسعيها المستمر لتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال؛ بما يخدم التنمية والسلام العالميَّين.

قدّر المجلس المشاركة الفاعلة لوفد السعودية في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة (واس)

وعدَّ المجلس انتخاب السعودية عضواً في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، بعد حصولها على 175 صوتاً من أصل 184، تقديراً عالياً من الدول الأعضاء لدور المملكة الريادي وإسهاماتها ومبادراتها في هذا القطاع.

وأكد أن انضمام محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية إلى برنامج «الإنسان والمحيط الحيوي»، التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)؛ يعكس التزام المملكة الراسخ بحماية بيئاتها الطبيعية، وجهودها المستمرة في مجالات صون التنوع الأحيائي وتحقيق التنمية المستدامة.

وأشاد مجلس الوزراء بمخرجات النسخة الثانية لـ«المنتدى العالمي للبنية التحتية» الذي عُقد في الرياض، وما شهده من مشارَكة واسعة النطاق من مختلف دول العالم، وتوقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم لبناء مستقبل مستدام في هذا القطاع الحيوي، بما يعزز جودة الحياة، ويُحسّن المشهد الحضري.

واستعرض المجلس تطور خدمات قطاع المياه في جميع مناطق المملكة، ومن ذلك التدشين ووضع حجر الأساس لـ122 مشروعاً للبيئة والمياه والزراعة في المنطقة الشرقية بتكلفة تجاوزت 7.68 مليار دولار (28.8 مليار ريال)؛ لتحقيق الاستدامة البيئية والمائية، وتعزيز منظومات الإنتاج والتخزين والتوزيع والمعالجة، وتحسين جودة المياه.

واطّلع مجلس الوزراء على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انتهى إليه كل من مجلسي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها.

تطرّق المجلس إلى نجاح مساعي السعودية المكثفة في تزايد عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين، وتنامي الإرادة الدولية نحو ترسيخ حق الشعب الفلسطيني (واس)

وقرَّر المجلس، تفويض وزير البيئة والمياه والزراعة - أو مَن ينيبه - بالتباحث مع الجانب الصومالي في شأن مشروع مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة، والتوقيع عليه، ووزير الاستثمار - أو مَن ينيبه - بالتوقيع على مشروع اتفاقية بين السعودية والمغرب حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، في ضوء الصيغة المرافقة، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقَّعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.

وفوَّض المجلس، وزير التعليم - أو مَن ينيبه - بالتباحث مع الجانب الكوري في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في التعليم الصحي والتدريب والبحث، والتوقيع عليه. وتفويض رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي - أو مَن ينيبه - بالتباحث مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) في شأن مشروع اتفاقية تعاون بين الهيئة والمنظمة، والتوقيع عليه.

وأقرَّ المجلس، انضمام صندوق التنمية السياحي عضواً منتسباً إلى منظمة السياحة العالمية. وقيام وزير المالية بإصدار الترخيص اللازم لبنك «آيزي بنك». ووافق على ترقيات وتعيينات بالمرتبتين الخامسة عشرة، والرابعة عشرة.

كما اطّلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية للهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء، وهيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية، وهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة، والمركز السعودي للاعتماد، ومركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة، والمركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


مقالات ذات صلة

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة من الرئيس الإيراني

الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة من الرئيس الإيراني

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطية، من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب) play-circle

تحليل إخباري تصريحات ترمب عن السعودية تتجاوز صياغة البروتوكول المألوفة

يعكس تكريم الرئيس ترمب لولي العهد السعودي رغبة في إظهار مستوى استثنائي من الاحترام السياسي وتأكيد مكانة الرياض في حسابات واشنطن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والرئيس الأميركي دونالد ترمب في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالرياض (منتدى الاستثمار) play-circle

خاص الذكاء الاصطناعي يعزز «العصر الذهبي» للشراكة التقنية بين الرياض وواشنطن

تستعد السعودية والولايات المتحدة لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، يتصدرها الذكاء الاصطناعي، في وقت يشهد فيه العالم سباقاً محموماً نحو بناء اقتصادات رقمية.

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس) play-circle

ولي العهد السعودي يغادر إلى واشنطن

غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الاثنين، إلى الولايات المتحدة، في زيارة عمل رسمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص محافظ «صندوق الاستثمارات العامة» ياسر الرميان خلال جلسة حوارية في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (رويترز)

خاص «السيادي» السعودي يضع بصمته في الاقتصاد الأميركي باستثمارات تفوق 170 مليار دولار

في وقتٍ تتجاوز فيه استثمارات «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي في الولايات المتحدة حاجز 170 مليار دولار، تترسخ ملامح شراكة استراتيجية تُعد الأكبر من نوعها.

زينب علي (الرياض)

السيناتور ريش لـ«الشرق الأوسط»: السعودية لاعب رئيسي في مستقبل الأمن والاقتصاد العالميين

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الرياض يوم 13 مايو (رويترز)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الرياض يوم 13 مايو (رويترز)
TT

السيناتور ريش لـ«الشرق الأوسط»: السعودية لاعب رئيسي في مستقبل الأمن والاقتصاد العالميين

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الرياض يوم 13 مايو (رويترز)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الرياض يوم 13 مايو (رويترز)

«السعودية شريك استراتيجي، ولاعب رئيسي في مستقبل الأمن والاقتصاد والسلام العالمي»، هكذا لخّص السيناتور الجمهوري البارز جيم ريش، أهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي إلى البيت الأبيض.

وبالتزامن مع الزيارة، استمزجت «الشرق الأوسط» آراء مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين حول المخرجات المرتقبة، اقتصادياً وأمنياً وسياسياً ودفاعياً.

وتعكس استعدادات الإدارة الأميركية حجم الاهتمام الذي توليه واشنطن للدفع بالعلاقات مع السعودية، في مختلف المجالات، خصوصاً أنها تأتي بعد 6 أشهر فقط على زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض، في أول محطّة خارجية له خلال ولايته الثانية.

الاستقرار الإقليمي

يقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور جيم ريش، لـ«الشرق الأوسط» إنه مع «تغيّر الشرق الأوسط بشكلٍ كبير خلال السنوات القليلة الماضية، ورسم المنطقة مساراً جديداً، ستكون السعودية قائداً مُهمّاً في العديد من الملفات».

رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جيم ريش (أرشيفية)

وبينما أقرّ ريش بصعوبة التطبيع وتعقيداته في الوقت الحالي، إلا أنه يرى أنّ هذه الخطوة قد تُؤدي إلى «تحويل هذه اللحظة من الفرصة إلى عصرٍ دائم من الازدهار»، على حدّ تعبيره. وذلك في الوقت الذي تؤكّد فيه الرياض أن التطبيع ليس مطروحاً على طاولة التفاوض قبل إيجاد حل لإقامة دولة فلسطينية.

الجنرال فوتيل خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ في 2016 (غيتي)

من جانبه، عدّ قائد القيادة الأميركية المركزية السابق، الجنرال جوزيف فوتيل، الزيارة مؤشرا على أنّ «الولايات المتحدة لا تزال تمتلك مصالح حيوية تتعلق بالأمن القومي في الشرق الأوسط». ولفت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن السعودية هي «شريك إقليمي أساسي»، مُعبّراً عن أمله في أن «تكون هذه الزيارة خطوة أخرى نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي في منطقة شديدة الأهمية من العالم».

اتفاقات دفاعية واقتصادية وسياسية

ترى نائبة مساعد وزير الخارجية سابقاً، مرشحة جو بايدن السابقة لمنصب السفير إلى ليبيا، جينيفر غافيتو، أن الزيارة «تُرسّخ فعلياً مكانة السعودية شريكاً أساسياً في استراتيجية ترمب لمنطقة الشرق الأوسط». وتقول: «لقد كان من الواضح منذ زيارة ترمب إلى المملكة في شهر مايو (أيار) أنّ صفقات الاستثمار الضخمة تُشكّل محوراً لطموحات الإدارة الاقتصادية. كما أنّ تأثير ولي العهد السعودي على ترمب فيما يتعلّق بالسياسات في المنطقة، مثل ملفي سوريا وغزة لا يقلّ أهمية عن ذلك». وتوقعت غافيتو استمرار تطوّر الشراكة الجيوسياسية بين البلدَين التي ستعزّزها الاتفاقيات لبناء علاقة دفاعية وأمنية أوثق.

ترمب يلتقي أحمد الشرع بحضور ولي العهد السعودي في الرياض خلال مايو الماضي (واس)

وعن أجندة الزيارة، من الناحية الاقتصادية، يقول مدير الاستراتيجية والسياسة السابق لكل من قطر والكويت في وزارة الدفاع الأميركية، المستشار العسكري السابق في هيئة الأركان المشتركة لليمن والسعودية والأردن وعمان، آدم كليمينتس، إن الولايات المتحدة «ستسعى بالتأكيد إلى شراكة مع السعودية، سواء فيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، أو المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية في لبنان، أو في جهود إعادة الإعمار في سوريا». وتابع الدبلوماسي السابق خلال حديث مع «الشرق الأوسط» بالقول إنها «مشاريع ضخمة جداً»، وستسعى الولايات المتحدة إلى التعاون مع السعودية لتحقيق تلك الأهداف.

أما من الناحية الأمنية فيرى كليمينتس أن الولايات المتحدة تسعى أيضاً إلى الحصول على دعم «أقلّه سياسي، لأي آلية إنفاذ عسكرية يمكن أن تُطبّق على الأرض في غزة. كما ستنظر واشنطن إلى السعودية للحصول على دعم في لبنان خلال مرحلة الانتقال السياسي-العسكري، ولجهود نزع السلاح (من «حزب الله» وحصره بيد الدولة). كما ستحتاج الولايات المتحدة إلى دعم سعودي لتعزيز الهيكل الأمني والبنية التحتية الأمنية في سوريا».

التزام دفاعي

يقول المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط في مجموعة «Eurasia»، فراس مقصد، إن الزيارة «تبرز مدى التقدّم الذي حققته هذه العلاقة الثنائية المهمة»، مرجحاً أن تتعزّز هذه العلاقة أكثر، «مدفوعةً بشكل أساسي بالمنافسة بين الولايات المتحدة والصين، وليس بـ(الجهود الأميركية للدفع) بملف التطبيع»، على حد قوله.

وتوقّع مقصد، في حديث مع «الشرق الأوسط»، صدور إعلانات مهمة خلال الزيارة، «من ضمنها التزام أميركي صريح بالدفاع عن السعودية، وصفقات أسلحة كبرى تشمل مقاتلات (F-35) وطائرات (MQ-9 Reaper) المسيّرة، بالإضافة إلى اتفاقات بشأن التعاون التكنولوجي ونقل رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة».

ويرجّح مقصد أن يُقدّم ترمب ضمانات أمنية مُعزّزة للسعودية، بالإضافة إلى التقنيات الأميركية المتقدمة الضرورية لدعم عملية التحوّل التي تشهدها المملكة في إطار «رؤية 2030». وينقل مقصد عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن «ما يستعد ترمب لتقديمه إلى السعودية هو التزام بالدفاع عنها يفوق ما تقدّمه أميركا إلى اليابان».


محمد بن سلمان وترمب... تعميق الشراكة ودعم الاستقرار

الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب)
الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب)
TT

محمد بن سلمان وترمب... تعميق الشراكة ودعم الاستقرار

الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب)
الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب)

يبدأ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، زيارة عمل رسمية إلى الولايات المتحدة اليوم، بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واستجابة لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال الديوان الملكي السعودي، في بيان، إن الأمير محمد بن سلمان سيبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتنظر الدوائر السياسية الأميركية إلى الزيارة بوصفها حدثاً استراتيجياً يُعمّق الشراكة ويدعم الاستقرار ويستعد البيت الأبيض لها بكثير من الاهتمام.

وقال ترمب، مساء الجمعة، خلال توجّهه إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، إن هذه الزيارة «أكثر من مُجرّد لقاء... نحن نُكرّم المملكة العربية السعودية وولي العهد».

وفي إطار تغطية «الشرق الأوسط» الشاملة للزيارة، تحدّث خبراء من البلدَين ومسؤولون سابقون عن أهمية تعميق العلاقات بين البلدَين وعن النقاشات المزمع طرحها بخصوص فرص الحلول السياسية لقضايا المنطقة ورفع التعاون الاقتصادي.

وتقول مساعدة وزير الخارجية الأميركي السابقة لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، إن العلاقات بين البلدَين «حاسمة للغاية في رسم جهد مشترك لتحقيق الاستقرار، ومن ثم مساعدة المنطقة على الانطلاق بالطريقة الممكنة»، فيما قال السفير الأميركي السابق لدى السعودية، مايكل راتني، إن «التحول الذي شهدته السعودية تقدم بسرعة كبيرة، وطبيعة المجتمع والاقتصاد تغيّرت بشكل لافت، وبدأ الأميركيون تدريجياً، وربما ببطء، ملاحظة هذه التغييرات».


السعودية الدولة الـ21 في نادي المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم

مقاتلة «إف 35» التي عرضتها «لوكهيد مارتن» في «معرض دبي للطيران» (الشرق الأوسط)
مقاتلة «إف 35» التي عرضتها «لوكهيد مارتن» في «معرض دبي للطيران» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية الدولة الـ21 في نادي المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم

مقاتلة «إف 35» التي عرضتها «لوكهيد مارتن» في «معرض دبي للطيران» (الشرق الأوسط)
مقاتلة «إف 35» التي عرضتها «لوكهيد مارتن» في «معرض دبي للطيران» (الشرق الأوسط)

جعل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب موافقته على بيع مقاتلات «إف 35» للسعودية، المملكةَ، الدولة الحادية والعشرين التي تشارك في تملك المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم.

وتُقدّم شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية مقاتلتها الشبحية «إف 35» بوصفها «أكثر مقاتلة متقدمة في العالم»، مستندةً إلى أرقام وبيانات تشغيلية تُظهر الانتشار المتزايد للطائرة وقدرتها على تشكيل عماد منظومات الدفاع الجوي الحديثة في القرن الحادي والعشرين.

1255 طائرة

وفقا لأحدث الإحصاءات حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، يظهر اتساع برنامج «إف - 35» ليشمل 20 دولة مشاركة في البرنامج، مع تسليم أكثر من 1255 مقاتلة حتى الآن.

مقصورة القائد في مقاتلة «إف 35» (الشرق الأوسط)

وتشير الأرقام إلى أن المقاتلة التي استكشفتها «الشرق الأوسط» في جولة خاصة بمعرض دبي للطيران دخلت الخدمة على نطاق واسع؛ إذ جرى تفعيل 50 قاعدة جوية وبحرية لاستقبالها وتشغيلها، فيما تشغّلها فعلياً 11 دولة على أراضيها.

وتُقدّر «لوكهيد مارتن» أن يتجاوز عدد مقاتلات «إف 35» العاملة في أوروبا بحلول عام 2035 نحو 700 طائرة، مقابل أكثر من 300 طائرة في منطقة المحيطين الهندي والهادي في التاريخ نفسه، في مؤشر على الدور المحوري الذي تلعبه في خطط التحديث العسكري لحلفاء الولايات المتحدة.

تعدد المهام

تقدّم الشركة طائرتها على أنها مقاتلة متعددة المهام تعتمد على بصمة رادارية منخفضة جداً. فوفق البيانات المعروضة، تستند قدرات التخفي في «إف - 35» إلى تصميم هندسي بزوایا حواف متناسقة، وتقليل البصمة الحرارية لمحركها، مع حمل الأسلحة والوقود داخل البدن في وضعية «الشبحية» بما يحد من إمكانية رصدها بالأنظمة التقليدية.

لوح تعريفي حول المقاتلة «إف 35» (الشرق الأوسط)

وفي الجانب التقني، تضم المقاتلة حزمة متقدمة من المستشعرات، تشمل راداراً بمصفوفة ممسوحة إلكترونياً نشطة (AESA)، ونظاماً بصرياً موزع الفتحات (DAS)، إلى جانب نظام التعيين الكهروبصري للأهداف (EOTS)، وقدرات متطورة للحرب الإلكترونية. وتتيح خاصية «دمج البيانات» أو «صهر الحساسات» للطيار جمع المعلومات من مختلف أجهزة الاستشعار على متن الطائرة في صورة عملياتية واحدة متكاملة لساحة المعركة، ما يعزز سرعة اتخاذ القرار وفاعلية الاشتباك.

شبكة قتالية واسعة

تؤكد «لوكهيد مارتن» أن «إف 35» مصممة للعمل ضمن شبكة قتالية واسعة، إذ تعمل كمنصة اتصالات ومعلومات آمنة، تتبادل الصور والبيانات مع المنصات الجوية والبرية والبحرية الأخرى في آن واحد، بما يرسخ مفهوم «العمليات الشبكية» في ساحات القتال الحديثة.

وتعتمد المقاتلة على محرك «برات آند ويتني إف 135» الذي تصفه الشركة بأنه «أقوى محرك لمقاتلة في العالم»، مع قدرة دفع تتجاوز 40 ألف رطل. ويسمح ذلك للطائرة بالتحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت؛ إذ يمكنها بلوغ سرعة تقارب «ماخ 1.6» مع مدى عملياتي طويل حتى عند حملها الكامل للأسلحة والوقود داخلياً.

ترسانة منوعة

وفي ما يخص التسليح، تستطيع «إف - 35» حمل ترسانة متنوعة من الذخائر، سواء في الحجرتين الداخليتين للحفاظ على وضعية التخفي، أو على نقاط تعليق خارجية في البيئات التي تسمح بذلك، بقدرة إجمالية تفوق 18 ألف رطل من الذخيرة.

وتُظهر البيانات أن المقاتلة باتت اليوم جزءاً ثابتاً من أساطيل 16 قوة جوية وخدمة عسكرية حول العالم، وقد نفذت أكثر من 691 ألف طلعة منذ دخولها الخدمة، إضافة إلى مشاركتها في عدد من التدريبات والمناورات الدولية الكبرى. وبهذه المعطيات، تقدم «لوكهيد مارتن» برنامج «إف - 35» باعتباره إحدى أهم ركائز «أمن القرن الحادي والعشرين»، مع استمرار توسع قاعدة مستخدميه في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي.

ثلاثة طرازات

تتوافر «إف - 35» بثلاثة طرازات رئيسية تلبي احتياجات مختلفة للقوات المسلحة؛ وهي «إف 35 إيه» ذات الإقلاع والهبوط التقليدي والمخصصة أساساً للقوات الجوية، و«إف 35 بي» ذات الإقلاع القصير والهبوط العمودي المهيأة للعمل من القواعد الأمامية القصيرة وسفن الإنزال وحاملات المروحيات، و«إف 35 سي» المخصصة للقوات البحرية للعمل من على حاملات الطائرات، وتتميّز بجناح أكبر ومدى أطول وقدرة على تحمّل ظروف الإقلاع بواسطة المنجنيق والهبوط باستخدام الحبال المخصصة على متن الحاملة.