تقدير أميركي – أوكراني لدور السعودية في محادثات السلام

محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا برعاية السعودية في 11 مارس 2025 (رويترز)
محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا برعاية السعودية في 11 مارس 2025 (رويترز)
TT

تقدير أميركي – أوكراني لدور السعودية في محادثات السلام

محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا برعاية السعودية في 11 مارس 2025 (رويترز)
محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا برعاية السعودية في 11 مارس 2025 (رويترز)

ثمّنت الولايات المتحدة وأوكرانيا، الثلاثاء، دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تسهيل محادثات الأزمة الأوكرانية التي استضافتها الرياض هذا الأسبوع، مما يعكس الثقة المتزايدة في قدرته على جمع الأطراف المعنية لتقريب وجهات النظر بينهم والتوصل لحلول سلمية.

وأعربت الولايات المتحدة في بيان، صدر الثلاثاء، عقب المحادثات مع روسيا وأوكرانيا، عن امتنانها للأمير محمد بن سلمان على قيادته الحكيمة ورعايته لاستضافة المحادثات الثنائية المهمة مع الوفود الروسية والأوكرانية، وذلك في إطار تقدير القيادة الأميركية له ولمكانة المملكة وثقلها السياسي والاقتصادي، ودورها المحوري على المستوى الدولي.

وذكر البيت الأبيض أن «محادثات الرياض» جرت في جو من التعاون البنّاء والاحترام المتبادل، مؤكداً أنها أثبتت مجدداً دور السعودية كوسيط رئيس يسهم في تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة.

وجاءت الجولات التفاوضية في الرياض بين الوفدَين الأميركي الروسي من جهة، والوفدَين الأميركي والأوكراني من جهة أخرى بوساطة الأمير محمد بن سلمان، استمراراً لحرصه منذ الأيام الأولى للأزمة الأوكرانية على بذل جميع المساعي الحميدة لتسهيل الحوار وإيجاد حل سلمي لها، وضمن جهود السعودية الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار العالمي.

محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا باستضافة ورعاية سعودية (واس)

وبينما أسفرت «اجتماعات الرياض» عن اتفاق على هدنة جزئية في البحر الأسود وتدابير أخرى لتحقيق السلام بأوكرانيا، ذكّرت مصادر تحدثت إليها «الشرق الأوسط» بحاجة السلام إلى مراقبة دولية تشارك فيها الأمم المتحدة ودول أخرى محايدة مثل السعودية. وأعربت موسكو وواشنطن عن ترحيبهما بدعم الدول المحايدة لتنفيذ الاتفاقيات، وأكدت روسيا عزمها على مواصلة العمل لخلق «سلام دائم».

بدوره، أكد وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف نجاح المحادثات التي رعتها السعودية، في وقت أشار فيه مسؤول أوكراني إلى أن الدور السعودي محل تقدير الأوكرانيين، وقال: «كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان محايداً بحق، وقدَّم لأوكرانيا مساعدات إنسانية. لا توجد سوى مشاعر إيجابية».

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قدّم خلال اتصال هاتفي مع الأمير محمد بن سلمان منتصف مارس (آذار) الحالي، شكره وتقديره للسعودية على مساعيها البناءة والحميدة، في ظل جهودها لإيجاد تسوية وحل سياسي للأزمة الأوكرانية؛ انطلاقاً من علاقاتها المتوازنة بمختلف الأطراف، وما تحظى به من تقدير دولي، ودورها الريادي في تعزيز الأمن والسلام والاستقرار العالمي.

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس فلاديمير بوتين في الرياض 7 ديسمبر 2023 (واس)

وبحسب الكرملين، عبّر بوتين خلال الاتصال الهاتفي مع الأمير محمد بن سلمان عن «تقديره الكبير لجهود الوساطة التي تبذلها السعودية»، خصوصاً لاستضافتها محادثات روسية - أميركية في 18 فبراير (شباط) الماضي، كما ناقشا أيضاً التعاون الثنائي، وأهميته من أجل استقرار سوق النفط العالمية.

يأتي الاتصال بعد أيام من استقبال ولي العهد السعودي، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته الرابعة للسعودية منذ اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية فبراير (شباط) 2022، حيث عبّر الضيف عن الشكر والتقدير للجهود التي تبذلها السعودية، منوهاً بدورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني بقصر السلام في جدة الاثنين الماضي (واس)

وتبع اللقاء محادثات بين واشنطن وكييف استضافتها جدة، بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان، ضمن مساعي السعودية لإنهاء الأزمة الأوكرانية عبر الحوار بوصفه السبيل الوحيد للوصول إلى توافق حول أطر وآليات الحل، وذلك استمراراً لمبادراتها الدبلوماسية والإنسانية منذ الأيام الأولى للصراع.

كانت المحادثات الأميركية - الروسية التي استضافتها الرياض هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وشارك فيها وفدان رفيعا المستوى من واشنطن وموسكو، وأثمرت اتفاق الجانبين عدداً من الأمور شملت تشكيل فرق رفيعة المستوى للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، والعمل على إعادة فتح القنوات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو.

وشكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في 20 فبراير الماضي، الأمير محمد بن سلمان، لجعله المملكة مكاناً للمحادثات الأميركية - الروسية في الرياض، واصفاً السعودية بأنها «مكان خاص مع قادة خاصين». وأكد خلال افتتاح قمة «الأولوية» لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» في ميامي أن مفاوضات الرياض، تمثل تطوراً مهماً في طريق إنهاء الحرب.

ترمب متحدثاً أمام جمهور مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في ميامي (أ.ب)

وأضاف الرئيس الأميركي الذي أعلن حينها أنه سيتوجّه إلى المملكة على الأرجح خلال شهر ونصف الشهر المقبلين: «أودُّ أن أشكر السعودية على استضافتها هذه القمة التاريخية، لكن على وجه الخصوص، يتعين علينا أن نشكر الأمير محمد بن سلمان على استضافة هذه المحادثات التاريخية التي سارت على ما يُرام كثيراً».

واتفق ترمب وبوتين، فبراير الماضي، في أول اتصال مباشر معروف بين رئيسين أميركي وروسي منذ أن أجرى الأخير مكالمة مع جو بايدن قبل وقت قصير من الحرب الأوكرانية، على أن السعودية هي المكان المناسب للقائهما الأول، بمشاركة الأمير محمد بن سلمان، في خطوة أكد محللون أنها تعكس مكانة المملكة بوصفها صانعاً للسلام العالمي، والتقدير الكبير لقيادتها من زعماء العالم.


مقالات ذات صلة

مشاورات سعودية - مصرية في الرياض

العالم العربي جانب من جلسة مباحثات مصرية - سعودية خلال زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى القاهرة العام الماضي (واس)

مشاورات سعودية - مصرية في الرياض

تستضيف السعودية الاثنين الاجتماع الوزاري السابع للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين السعودية ومصر على مستوى وزيري الخارجية في البلدين

غازي الحارثي (الرياض)
سينما فيلم «عودة النهر» افتتح عروض السينما اليابانية في المهرجان (تصوير: إيمان الخطاف)

من طوكيو إلى الظهران... 8 أفلام تختصر روح السينما اليابانية

لطالما عُرفت السينما اليابانية بفرادتها البصرية وعمقها الفلسفي، إذ تُجيد سرد التفاصيل الصغيرة بحسّ إنساني عالٍ، وتبني حضورها على لحظات السكون

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق خلود ناس تعلم المتدربين على تجربة الزجاج المعشق ضمن ورش عمل (زاوية 97)

في يوم التراث العالمي... جدة التاريخية تفتح أبواب الماضي لتجارب المستقبل

أطلقت هيئة التراث السعودية فعالية استثنائية بمناسبة اليوم العالمي للتراث 2025، مؤكدة مكانة المملكة كحاضنة للكنوز الثقافية والإنسانية

أسماء الغابري (جدة)
خاص رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي (البرلمان الأوروبي)

خاص «الاتحاد الأوروبي»: مستعدون لاستئناف مفاوضات التجارة الحرة مع الخليج

أكدت «أوروبا» أنها مستعدة لاستئناف مفاوضات التجارة الحرة مع دول «مجلس التعاون الخليجي»، مبينة أن الشراكة مع المملكة العربية السعودية حالياً أقوى من أي وقت مضى.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق المرور السعودي دعا قائدي المركبات للالتزام بقواعد السير على الطرق (واس)

السعودية: انتهاء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة

بحلول الساعة 11:59، مساء الجمعة، انتهت فترة تخفيض المخالفات المرورية في السعودية بنسبة 50 % من قيمة المتراكمة منها قبل تاريخ 18 أبريل (نيسان) 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«التمييز» الكويتية تقضي بسجن نواب سابقين بتهم التطاول على الأمير

النواب الكويتيون الذين قضت محكمة التمييز بسجنهم اليوم (من اليمن أعلى): حسين القلاف وأنور الفكر ووليد طبطبائي (من اليمن أسفل): عبد الله فهاد وحمد العليان ومساعد القريفة (الشرق الأوسط)
النواب الكويتيون الذين قضت محكمة التمييز بسجنهم اليوم (من اليمن أعلى): حسين القلاف وأنور الفكر ووليد طبطبائي (من اليمن أسفل): عبد الله فهاد وحمد العليان ومساعد القريفة (الشرق الأوسط)
TT

«التمييز» الكويتية تقضي بسجن نواب سابقين بتهم التطاول على الأمير

النواب الكويتيون الذين قضت محكمة التمييز بسجنهم اليوم (من اليمن أعلى): حسين القلاف وأنور الفكر ووليد طبطبائي (من اليمن أسفل): عبد الله فهاد وحمد العليان ومساعد القريفة (الشرق الأوسط)
النواب الكويتيون الذين قضت محكمة التمييز بسجنهم اليوم (من اليمن أعلى): حسين القلاف وأنور الفكر ووليد طبطبائي (من اليمن أسفل): عبد الله فهاد وحمد العليان ومساعد القريفة (الشرق الأوسط)

أصدرت محكمة التمييز في الكويت، اليوم الأحد، أحكاماً بالسجن بحق عدد من أعضاء مجلس الأمة السابقين، بتهم تتعلق بالتطاول على مسند الإمارة والتعدي على صلاحيات الأمير.

وألغت محكمة التمييز حكم محكمة الاستئناف القاضي بالامتناع عن النطق بعقاب النائب السابق أنور الفكر، وقررت مجدداً حبسه 3 سنوات مع الشغل والنفاذ عن تهم التدخل بصلاحيات الأمير، وذلك على خلفية تصريحه في شأن تعيين رئيس الوزراء.

وكانت محكمة الاستئناف قد ألغت حكم محكمة الجنايات القاضي بحبس الفكر لمدة 3 سنوات، وقضت مجدداً بالامتناع عن النطق بعقابه مع إلزامه بتقديم تعهد بحسن السير والسلوك لمدة عامين بكفالة 3000 دينار.

كما أيدت محكمة التمييز حكم محكمة أول درجة بحبس مساعد القريفة لمدة 4 سنوات مع الشغل والنفاذ في قضية اتهامه بالتطاول على مسند الإمارة والإساءة لوزير الداخلية وإساءة استخدام وسيلة هاتفية.

وألغت محكمة التمييز حكم محكمة الاستئناف بحبس النائب السابق وليد الطبطبائي سنتين مع الشغل والنفاذ، وقررت مجدداً حبسه 4 سنوات مع الشغل والنفاذ في قضية التعدي على صلاحيات الأمير.

وقضت محكمة التمييز في طعن النائب السابق حسين القلاف بحكم محكمة الاستئناف القاضي بحبسه بدعوى الإساءة إلى مسند الإمارة، برفض الطعن وتأييد حكم محكمة الاستئناف. وكانت محكمة الاستئناف قد ألغت حكم محكمة الجنايات ببراءة القلاف، وقضت مجدداً بحبسه سنتين مع الشغل.

كما قضت محكمة التمييز في الطعن المقدم من النائب السابق حمد العليان بحكم إدانته بالقضية المتهم فيها بالطعن بصلاحيات الأمير على خلفية تغريدات دونها بحسابه في منصة «إكس» بإلغاء حكم محكمة الاستئناف وحبسه سنتين.

وكان العليان قد طعن بحكم محكمة الاستئناف القاضي بإلغاء حكم محكمة أول درجة بحبسه سنتين مع الشغل والنفاذ، حيث قضى حكم ‏«الاستئناف» بالامتناع عن النطق بعقابه بكفالة 2000 دينار.

وأيدت محكمة التمييز حكم محكمة الاستئناف بوقف تنفيذ الحبس 6 أشهر للنائب السابق عبد الله فهاد لمدة 3 سنوات بكفالة 3000 دينار عن تهمة الإساءة للقضاة.

كذلك قضت محكمة التمييز في طعن النيابة العامة بحكم محكمة الاستئناف القاضي ببراءة النائب الأسبق سعدون حماد من واقعة شراء الأصوات، بإلغاء الحكم والقضاء مجدداً بالامتناع عن النطق بعقابه وآخرين.

وكانت محكمة الاستئناف قد ألغت حكم محكمة الجنايات القاضي بحبس حماد واثنين آخرين معه عن تهمة شراء أصوات، وقضت مجدداً ببراءتهم منها.

وأيدت محكمة التمييز حكم محكمة الاستئناف ومحكمة أول درجة بحبس محامٍ كويتي 4 سنوات مع الشغل والنفاذ، وذلك عن تهمة التحريض على قلب نظام الحكم والطعن في حقوق الأمير في موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، وإساءة استخدام الهاتف.