تحتضن العاصمة السعودية الرياض، يومَي الأربعاء والخميس المقبلين، اجتماعاً رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ «حل الدولتين» يضم دبلوماسيين ومبعوثين من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية، وذلك لتقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين على طريق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط.
وسوف يُلقي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، كلمة ترحيبية في بداية الاجتماع، ثم يتحدث فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا).
كانت السعودية قد أعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ووفقاً لمصادر مطلعة تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن اجتماع الرياض الذي يعد أول «اجتماع متابعة» رفيع المستوى، يهدف إلى جمع مدخلات عملية، وتقديمها على مستوى سياسي رفيع، ووضع نظرة عامة على جميع المكونات المقترحة تحت مظلة التحالف العالمي، والبدء في الإعداد العملي.
ويُنتظر أن تركز اجتماعات المتابعة الأخرى التي تبدأ في الرياض، تليها بروكسل والقاهرة وعمان وأوسلو وأنقرة وربما في أماكن أخرى، على عدد من العناصر المحددة لعمل التحالف العالمي لتنفيذ الحل القائم على وجود دولتين.
كما يهدف اجتماع الرياض إلى تحقيق نتائج ملموسة لكيفية إيصال مخرجات الاجتماعات إلى المستوى السياسي وتنفيذها، وتقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، إلى جانب اتخاذ تدابير للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، بما في ذلك كيفية ضمان المساءلة فيما يتعلق بالقانون الدولي، وتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وحسب المصادر نفسها، فإن المملكة من خلال استضافتها للاجتماع، تعمل في شراكة كاملة مع المبادرين الآخرين للتحالف العالمي: أعضاء فريق الاتصال المشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي المعنيّ بغزة (البحرين، والأردن، وإندونيسيا، وفلسطين، وقطر، وتركيا، ومصر، ونيجيريا، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي)، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، والنرويج.
ووفقاً لمصادر «الشرق الأوسط»، سيركز اجتماع الرياض أيضاً على عمل «أونروا» بصفتها أكبر جهة فاعلة إنسانياً في غزة اليوم، وتمثل العمود الفقري للاستجابة الإنسانية حتى تنفيذ حل الدولتين.
كان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قد أكد خلال كلمته خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حقٌّ أصيل وأساسي للسلام، وليس نتيجة نهائية يتم التفاوض عليها ضمن عملية سياسية بعيدة المنال.
وقال: «نُؤكد تقديرنا للدول التي اعترفت بفلسطين مؤخراً، وندعو الدول كافة إلى التحلي بالشجاعة واتخاذ القرار نفسه، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثّل في 149 دولة مُعترفة بفلسطين. إنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه المنطقة كافة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش».
واختتم الوزير كلمته بإعلان إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، قائلاً: «إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق (التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين)، وندعوكم للانضمام إلى هذه المبادرة، مؤكدين أننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق لا رجعة فيه لسلام عادلٍ وشامل. ونتطلع إلى سماع ما لديكم للإسهام في إنهاء هذا الصراع، حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين».