تقرير أممي يرصد مسارات تهريب أسلحة الحوثيين

السفن الشراعية والقوارب الصغيرة أشهر الوسائل

جانب من أسلحة مهربة ضُبطت وكانت في طريقها إلى الحوثيين (البحرية البريطانية)
جانب من أسلحة مهربة ضُبطت وكانت في طريقها إلى الحوثيين (البحرية البريطانية)
TT
20

تقرير أممي يرصد مسارات تهريب أسلحة الحوثيين

جانب من أسلحة مهربة ضُبطت وكانت في طريقها إلى الحوثيين (البحرية البريطانية)
جانب من أسلحة مهربة ضُبطت وكانت في طريقها إلى الحوثيين (البحرية البريطانية)

مع تنامي التهديدات التي تشكلها الأسلحة الواصلة إلى جماعة الحوثيين في اليمن على الملاحة والأمن الإقليمي، أكد تقرير أعده «البرنامج العالمي لمكافحة الشبكات الإجرامية»، و«برنامج مكافحة الجريمة البحرية» التابع للأمم المتحدة، أن السفن الشراعية والقوارب الصغيرة هي أشهر وسيلة لتهريب الأسلحة إلى هذه الجماعة.

وذكر التقرير الذي تَتَبَّعَ طرق تهريب الأسلحة أن هذه العملية تحدُث عبر مسارات بحرية وبرية رئيسية، حيث تستخدم شبكات التهريب التقليدية سفناً خشبية صغيرة وُصفت بأنها الوسيلة الأساسية لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية التي تشمل الأسلحة الصغيرة والخفيفة، وصولاً إلى الصواريخ الباليستية والتكنولوجيا المتطورة، حيث يجري تهريب هذه الأسلحة في أجزاء منفصلة لتُجمع لاحقاً داخل اليمن؛ ما يزيد من تعقيد جهود المكافحة.

الأسلحة المهربة تصل الحوثيين مجزأة قبل أن يعاد تجميعها في مناطق سيطرة الجماعة (البحرية الأميركية)
الأسلحة المهربة تصل الحوثيين مجزأة قبل أن يعاد تجميعها في مناطق سيطرة الجماعة (البحرية الأميركية)

وفي حين يؤكد التقرير أن الحوثيين يستفيدون من المواد المهربة لتصنيع الأسلحة محلياً، مثل الطائرات المسيّرة والقوارب المفخخة، وهو ما يعزز قدراتهم العسكرية، ويمكّنهم من الاستمرار في الصراع، نبّه إلى استخدام شبكات التهريب تقنيات متنوعة للتخفي، بما في ذلك استخدام قوارب صغيرة وسرية؛ ما يجعل من الصعب تعقُّبها أو مراقبتها.

وفي مقابل نقص التنسيق بين القوات الدولية والمحلية، وافتقار كثير من الأطراف إلى آليات فعالة لتبادل المعلومات، أشار التقرير إلى أن القوات الحكومية في اليمن تعاني من نقص حاد في التجهيزات، حيث فقدت قوات خفر السواحل معظم معداتها منذ بداية النزاع، وتشمل سفن الدوريات ونظم الرادار؛ ما يُضْعِف قدرتها على المواجهة، ويُبْرز حاجتها إلى دعم أكبر في مجال التجهيزات والتدريب.

دعم محدود

ذكر التقرير الأممي أن الدعم الدولي محدود، رغم إظهار المجتمع الدولي بعض الالتزام بدعم اليمن. وقال إن جهود إعادة بناء القدرات الأمنية لم تحظَ بالدعم الكافي، وإن الدعم المتاح يأتي غالباً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن بمستويات لا تلبي الاحتياجات المتنامية للقوات الحكومية.

السفن الخشبية الصغيرة تُستخدم لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين (الجيش الأميركي)
السفن الخشبية الصغيرة تُستخدم لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين (الجيش الأميركي)

واستعرض التقرير مشكلة الرواتب المنخفضة وغير المنتظمة لموظفي الحكومة اليمنية وقوات الأمن، وتأثير ذلك في جهود مكافحة التهريب. وقال إن الرواتب التي تتراوح بين ما يعادل 45 و85 دولاراً، تُدفع بشكل غير منتظم؛ ما يؤدي إلى تدهور الروح المعنوية في صفوف القوات؛ ولهذا فإنه في مثل هذه الظروف، قد يتعرض الضباط للضغط لغضّ النظر عن عمليات التهريب؛ ما يزيد من تعقيد جهود المكافحة.

وحذر التقرير من استمرار تهريب الأسلحة إلى اليمن، على أساس أن ذلك «يشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي»، ونبّه إلى أن الأسلحة المهربة قد تُستخدم في هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ ما يهدد الملاحة الدولية، ورأى أن القلق يزداد مع تصاعُد الهجمات الحوثية على السفن والموانئ؛ ما يثير مخاوف من عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي.

توصيات

أوصى المكتب الأممي بزيادة التعاون الدولي لتحسين تبادُل المعلومات بين القوات البحرية الدولية والقوات اليمنية، وتنسيق الجهود بين مختلف الأطراف لتعزيز مكافحة التهريب البحري، وإنشاء آليات رسمية لتبادل المعلومات، وتنسيق العمليات، وأكد ضرورة تقديم دعم فني ومادي للقوات الحكومية في اليمن، بما في ذلك تجهيزات عسكرية متقدمة، وتدريبات لتعزيز قدرتها على مراقبة السواحل، ومنع التهريب.

واقترح المكتب، وضع آليات قانونية لملاحقة المهربين الذين يجري توقيفهم، وتعزيز التعاون مع النظام القضائي اليمني لتمكينه من ملاحقة المهربين بشكل فعال.

أسلحة صادرتها «البحرية الأميركية» من إحدى السفن التي كانت في طريقها إلى الحوثيين (الجيش الأميركي)
أسلحة صادرتها «البحرية الأميركية» من إحدى السفن التي كانت في طريقها إلى الحوثيين (الجيش الأميركي)

وأوصى بضرورة اتخاذ خطوات أكثر حزماً لتعزيز العقوبات المفروضة على الحوثيين منذ عام 2015؛ لمنع وصول الأسلحة، على أن يشمل ذلك التعاون مع المجتمع الدولي لمراقبة تطبيق هذه العقوبات.

وطالب معدُّو التقرير بتكاتف الجهود الدولية والمحلية لمواجهة تهريب الأسلحة غير القانونية إلى اليمن، وذَكَروا أن أي حل سياسي للأزمة في هذا البلد لن يكون مستداماً من دون معالجة هذا التهديد المستمر الذي يفاقم من معاناة الشعب اليمني، ويطيل أمد الصراع.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يصدمون المجتمع اليمني بمنع تعليم اللغة الإنجليزية

العالم العربي مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء لتشييع ضحايا غارات أميركية (إ.ب.أ)

الحوثيون يصدمون المجتمع اليمني بمنع تعليم اللغة الإنجليزية

بالتوازي مع حملة الحوثيين لتجنيد طلبة المدارس في المعسكرات الصيفية، صدمت الجماعة المجتمع اليمني بقرار منع تعليم اللغة الإنجليزية في الصفوف الدراسية الأولى.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال يمنيون يتلقون اللقاحات على أيدي عاملين صحيين (الأمم المتحدة)

تحذيرات من تفاقم تفشي الأمراض في مناطق سيطرة الحوثيين

حذرت مصادر صحية يمنية ودولية من استمرار تفشي الأوبئة في محافظات يمنية يقع مُعظمها تحت سيطرة الحوثيين وذلك بالتوازي مع تأكيد تقارير أممية بتسجيل آلاف الإصابات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
شؤون إقليمية منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ تعترض صاروخاً أُطلق باتجاه إسرائيل (رويترز - أرشيفية)

الجيش الإسرائيلي يرصد إطلاق صاروخ من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه رصد إطلاق صاروخ من جهة اليمن نحو إسرائيل، وإن أنظمة الدفاع الجوي تعمل على اعتراضه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي لهب ودخان يتصاعد في ليل صنعاء إثر غارات أميركية على موقع مفترض للحوثيين (إ.ب.أ)

أميركا تكثّف ضرباتها على الحوثيين ووزير دفاعها يتوعّد إيران

ركزت الولايات المتحدة ضرباتها، الخميس، على تحصينات الحوثيين في صعدة والجوف، في حين توعد وزير دفاعها إيران لجهة دعمها لهجمات الجماعة

علي ربيع (عدن)
العالم العربي حوثيون على متن دورية أثناء اعتقالهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)

​مقاطعة البضائع الأميركية... ذريعة حوثية لابتزاز التجار

دهم الحوثيون جملة من المحال التجارية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء ومدن أخرى بهدف فرض مزيد من الإتاوات بالقوة تحت ذريعة مقاطعة البضائع الأميركية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

وزير الدفاع السعودي يشهد تمرين قوات «النخبة»

الأمير خالد بن سلمان ألقى كلمةً توجيهيةً للمشاركين في التمرين من القوات الخاصة النخبة (وزارة الدفاع)
الأمير خالد بن سلمان ألقى كلمةً توجيهيةً للمشاركين في التمرين من القوات الخاصة النخبة (وزارة الدفاع)
TT
20

وزير الدفاع السعودي يشهد تمرين قوات «النخبة»

الأمير خالد بن سلمان ألقى كلمةً توجيهيةً للمشاركين في التمرين من القوات الخاصة النخبة (وزارة الدفاع)
الأمير خالد بن سلمان ألقى كلمةً توجيهيةً للمشاركين في التمرين من القوات الخاصة النخبة (وزارة الدفاع)

شهد الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، بالمنطقة الشمالية الغربية، الخميس، تمرين القوات الخاصة «النخبة» بالوزارة، مُبدياً سروره بأدائهم الذي يعكس إمكاناتهم في حماية أمن البلاد.

وقال وزير الدفاع، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «سررتُ بما قُدم في التمرين من أداءٍ يعكس إمكانات قواتنا المسلحة في حماية أمن الوطن»، مبيناً أن هذه القوات تأتي استمراراً لتحقيق رؤية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتطوير الوزارة، وتعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية.

الأمير خالد بن سلمان لدى اطلاعه على تنفيذ الفرضية (وزارة الدفاع)
الأمير خالد بن سلمان لدى اطلاعه على تنفيذ الفرضية (وزارة الدفاع)

وقدَّم مدير مركز العمليات الخاصة المشترك للتمرين شرحاً عن المركز، اطلع خلاله وزير الدفاع على الأدوار والمسؤوليات، قبل أن يشاهد الأمير خالد بن سلمان عرضاً مرئياً عن «النخبة»، والإمكانات التقنية والتنظيمية، التي تجسد رؤية الوزارة لتطوير قوات متخصصة ذات جاهزية عالية.

واستمع وزير الدفاع إلى شرح للفرضية، التي تأتي استمراراً لسلسلة تمارين اشتملت على تنفيذ النشر العملياتي لعناصر القوات الخاصة (النخبة) في بيئات متنوعة ومهام خاصة ونوعية، ثم انتقل إلى المنصة الرئيسية، واطلع على تنفيذ الفرضية.

التمارين اشتملت على تنفيذ النشر العملياتي لعناصر القوات في بيئات متنوعة ومهام نوعية (وزارة الدفاع)
التمارين اشتملت على تنفيذ النشر العملياتي لعناصر القوات في بيئات متنوعة ومهام نوعية (وزارة الدفاع)

وألقى الأمير خالد بن سلمان كلمةً توجيهيةً للمشاركين من القوات الخاصة (النخبة)، وقام بتكريمهم في ختام التمرين، وتسلم هدية تذكارية بهذه المناسبة.

حضر التمرين الفريق الأول الركن فياض الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة، والفريق الركن فهد السلمان قائد القوات المشتركة، والفريق الركن فهد الجهني رئيس أركان القوات البرية، والفريق الركن محمد الغريبي رئيس أركان القوات البحرية، وهشام بن سيف مدير عام مكتب الوزير، واللواء الركن حسين القحطاني قائد المنطقة الشمالية الغربية، وعدد من المسؤولين.​