الحجاج يبدأون رمي جمرة العقبة الكبرى في مِنى

يتجهون إلى الحرم المكي الشريف لأداء طواف الإفاضة

TT

الحجاج يبدأون رمي جمرة العقبة الكبرى في مِنى

الحجاج يبدأون رمي جمرة العقبة الكبرى في مِنى

بدأ حجاج بيت الله الحرام، مع ساعات الصباح الأولى (الأحد)، رمي جمرة العقبة الكبرى بمشعر مِنى، في أول أيام عيد الأضحى، مع ختام أبرز محطّات مناسك حجّ هذا العام.

وتوافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى مع بزوغ فجر اليوم، بعدما أدّوا ركن الحج الأعظم على صعيد عرفات الطاهر، مفعمين بأجواء إيمانية، وذلك وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم.وبعد أن يفرغ الحجاج من رمي جمرة العقبة تشرع لهم في هذا اليوم أعمال النحر، حيث يبدأون بنحر هديهم، ثم بحلق رؤوسهم، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.

.

وشهدت عملية انتقال ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة انسيابية، وسط متابعة مباشرة من أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج.

وأكملت مختلف القطاعات السعودية جاهزيتها استعداداً لاستقبال توافد ضيوف الرحمن، وجهز قطار المشاعر عبر 9 محطات موزعة في المشاعر المقدسة، ترتبط بخط حديدي مزدوج يبلغ طوله 18 كيلومتراً، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 72 ألف راكب بالساعة في الاتجاه الواحد، ويهيئ أكثر من 2000 رحلة؛ تعمل على تسهيل حركة تنقل الحجيج من مواقعهم وإليها.

وبعد الرجم، يعود الحجّاج إلى المسجد الحرام في مكّة المكرمة لأداء «طواف الوداع» حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام. وأكملت وزارة الحج والعمرة تفويج الحجاج إلى مشعر مِنى بعد المبيت الليلة الماضية في مزدلفة.

وأدى مناسك حج هذا العام أكثر من 1.8 مليون حاج؛ وفق ما أعلنه وزير الحج والعمرة السعودي، الدكتور توفيق الربيعة، خلال المؤتمر الصحافي في عرفة السبت، وبلغ عدد الحجاج من الخارج أكثر من 1.61 مليون حاج، بينما أدى أكثر من 221 ألف حاج من داخل المملكة المناسك، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي هيأتها حكومة المملكة للضيوف ليؤدوا مناسكهم بسلام آمنين.

تصعيد 366 من الحجاج المُنَوَّمِين

ونجحت وزارة الصحة السعودية في تصعيد 366 من الحجاج المرضى المنومين بمستشفيات العاصمة المقدسة ومستشفيات مشعر مِنى، وجدة والطائف، إلى صعيد عرفات المبارك السبت؛ يوم الحج الأكبر، عبر 5 قوافل، مقابل 397 حاجاً جرى تصعيدهم إلى صعيد عرفات الطاهر العام الماضي. وجرى تصعيد الحجاج؛ وفقاً لوزارة الصحة، على مجموعات عددها 5 قوافل، ونُقل الحجاج بواسطة 55 حافلة مجهزة طبياً وسيارات إسعاف مرافقة، و40 سيارة خدمات وإسناد، بالإضافة إلى مشاركة الأمن العام في توفير مركبة رسمية ترافق كل قافلة من القوافل الخمس، حيث انطلقت القوافل في تمام الساعة الثانية ظهراً، على أن تعود بعد الغروب.

وضمت القوافل المرضى المنومين في مستشفيات: «الملك فيصل»، و«النور التخصصي»، و«الملك عبد العزيز»، و«حراء العام»، و«الولادة والأطفال»، و«مدينة الملك عبد الله الطبية»، و«الطوارئ» بمنى، و«الجسر»، و«الوادي»، و«الشارع الجديد»، وأخيراً «مستشفى شرق عرفات».

وتعدّ القافلة مستشفىً ميدانياً متكاملاً غنياً بالإمكانات البشرية من أطباء وتمريض وكادر لوجيستي... وكل ما تحتاجه القافلة من عناصر الإمداد الطبي والغذائي، وكذلك متطلبات صيانة المركبات والمعدات الطبية المرافقة للقافلة ذهاباً وإياباً، وعند الوصول تمكث القوافل في موقع مهيأ ومناسب لوضعهم الصحي بمشعر عرفات، ليتم نسكهم بالوقوف في عرفة، مجهزة لهم جميع وسائل الراحة المقدمة للحجاج والقائمين عليهم من الفرق الطبية، ضمن جهود المملكة التي تبذلها لراحة ضيوف الرحمن، وحرصها على إتمام جميع الحجاج مناسكهم، رغم ما تعرضوا له من ظروف صحية.

حاج يتضرع إلى الله خلال صعوده على صعيد عرفات (واس)

استمراراً للجهود التي تبذلها المنظومة الصحية لتقديم الرعاية المتكاملة لضيوف الرحمن في موسم الحج، أوضحت «الصحة» أن أكثر من 112 ألف حاج استفادوا من الخدمات الصحية المتنوعة، منذ اليوم الأول من شهر ذي القعدة حتى يوم عرفة، وأكدت جاهزية كل المنشآت الصحية في المشعر لتقديم الرعاية الطبية للحجاج، وذلك في إطار جهودها المستمرة لضمان سلامة حجاج بيت الله الحرام، من خلال تأمين الخدمات الصحية اللازمة، مشددة على اتخاذ تدابير واحتياطات مشددة لضمان توفير الرعاية الطبية الفائقة لجميع الحجاج.

وأكدت الوزارة جاهزية 4 مستشفيات بمشعر عرفات بعدد أسرّة يبلغ 716 سريراً، هي: «مستشفى شرق عرفة»؛ أحد المستشفيات الرئيسية في المنطقة، و«مستشفى جبل الرحمة»، و«مستشفى نمرة»، و«مستشفى عرفات الميداني»، مبينة أن هذه المستشفيات مجهزة بأحدث التجهيزات والكوادر الطبية المدربة للتعامل مع الحالات الطارئة وتقديم الرعاية اللازمة، بالإضافة إلى تجهيز 52 مركزاً صحياً، بواقع 46 مركزاً في عرفة، و6 مراكز صحية بخط المشاة، تعمل جميعها على تقديم الخدمات الطبية الأساسية والطارئة للحجاج، ومجهزة بالأجهزة الطبية اللازمة والكوادر الطبية المدربة.

الحجاج في محيط مسجد نمرة (تصوير: بشير صالح)

ربط مِنى بالمسجد الحرام

وحسّنت «الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة» كفاءة ربط مشعر منى بالمسجد الحرام، عبر مسارات النقل العام؛ خدمة لحجاج بيت الله الحرام، وذلك عبر تخصيص 4 مسارات للنقل؛ هي: 2، و3، و4، و5، بهدف زيادة معدلات الإركاب، وتحسين جودة الخدمات المقدمة. ويعمل المسار الترددي عبر طريق مستقلة بين المحطات والمواقف الطرفية التابع لها. وتنقسم المسارات إلى: مسار ترددي، ومسار مرمز، ومسار عادي، وتقع المحطات في «باب علي»، و«باب الملك» و«المصافي».

621 مليون مستفيد من خطبة عرفة

وأكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، نجاح مشروع الترجمة الفورية لخطبة عرفة بـ20 لغة عالمية، والوصول إلى 621 مليون مستفيد ومستمع؛ في رقم قياسي جديد؛ وهو العدد الأكبر من نوعه الذي تحققه الرئاسة في تاريخها.

وأوضح أن «(مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة خطبة عرفة) مشروع عالمي رائد، ومن أهم مرتكزات رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف؛ لإيصال رسالة الحرمين الوسطية ومضامين الخطب المنبرية المترجمة وهداياتها الإنسانية والأخلاقية، وأسس التعايش والتقارب، وإذكاء الحوار والمحبة والإخاء والتعاون مع العالم من خلال مشروع الترجمة الذي يعدّ الأكبر من نوعه في ترسيخ المفهوم الشامل للوسطية والاعتدال للأمة».

ويتعاظم «مشروع ترجمة خطبة عرفة» سنوياً للوصول إلى «أكبر عدد من المستمعين للخطبة، بلغات عالمية عدة، وبثها عبر المنصات الإلكترونية، وعبر أثير إذاعات (FM) وقناتي (القرآن الكريم) و(السنة النبوية)؛ تعزيزاً وإبرازاً لجهود الدولة - رعاها الله - في العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين».


مقالات ذات صلة

السعودية: شركات سياحة أجنبية شجّعت زواراً على مخالفة أنظمة الحج

الخليج الجهات المعنية كثفت الحملات الإعلامية والتوعوية التي تحذر من الحج بلا تصريح (واس)

السعودية: شركات سياحة أجنبية شجّعت زواراً على مخالفة أنظمة الحج

كشفت السعودية عن شركات سياحية في دول شقيقة غررت بحاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها، ومنحتهم أخرى غير مخصصة للحج، وشجعتهم على مخالفة الأنظمة والتحايل عليها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج انتقال الأمراض المعدية والتزاحم هما أهم المخاطر الصحية المحتملة في موسم الحج (تصوير: بشير صالح)

السعودية تواصل العناية بمصابي «الإجهاد الحراري» في الحج

تواصل السعودية تقديم العلاج لأعداد من الحجاج، النظاميين والمخالفين، المصابين بالإجهاد الحراري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تسببت بوفاة نحو 1300 حاج.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد حجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف الإفاضة وسط منظومة خدمات متميزة لموسم حج 1445هـ (واس)

5.2 مليار دولار قيمة التمويلات لخدمة الحجاج والمعتمرين عبر برنامج «كفالة»

استفاد 4.7 ألف منشأة صغيرة ومتوسطة بمنطقة مكة المكرمة من برنامج ضمان التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة حيث أصدر لها ما يزيد عن 12.2 ألف ضمان تمويلي

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الجهات المختصة بذلت جهوداً كبيرة في التوعية بمخاطر التعرض للإجهاد الحراري (واس)

السعودية: وفيات لحجاج مخالفين سلكوا طرقاً وعرةً وتأثروا بالإجهاد الحراري

أكدت السعودية، أمس الأحد، تعاملها مع أعداد كبيرة من المتأثرين بالإجهاد الحراري خلال موسم حج هذا العام، بعضهم لا يزالون يتلقون الرعاية حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الجهات المختصة بذلت جهوداً كبيرة في التوعية بمخاطر التعرض للإجهاد الحراري (واس)

السعودية: وفيات لحجاج مخالفين سلكوا طرقاً وعرةً وتأثروا بالإجهاد الحراري

أكدت السعودية أن 83 في المائة من وفيات موسم حج هذا العام لأشخاص غير نظاميين، ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية: شركات سياحة أجنبية شجّعت زواراً على مخالفة أنظمة الحج

الجهات المعنية كثفت الحملات الإعلامية والتوعوية التي تحذر من الحج بلا تصريح (واس)
الجهات المعنية كثفت الحملات الإعلامية والتوعوية التي تحذر من الحج بلا تصريح (واس)
TT

السعودية: شركات سياحة أجنبية شجّعت زواراً على مخالفة أنظمة الحج

الجهات المعنية كثفت الحملات الإعلامية والتوعوية التي تحذر من الحج بلا تصريح (واس)
الجهات المعنية كثفت الحملات الإعلامية والتوعوية التي تحذر من الحج بلا تصريح (واس)

كشفت وزارة الداخلية السعودية، الاثنين، عن شركات سياحية في دول شقيقة غررت بحاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها، ومنحتهم أخرى غير مخصصة للحج، وشجعتهم على مخالفة الأنظمة والتحايل عليها، والبقاء في العاصمة المقدسة قبل الموسم بشهرين.

وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب، خلال مداخلة مع قناة «العربية»، نجاح الخطط الأمنية في حج هذا العام، التي تم العمل عليها مبكراً، وفق توجيهات القيادة وبمتابعة وإشراف من وزير الداخلية، حيث جرى تكثيف الحملات الإعلامية والتوعوية التي تحذر من الحج بلا تصريح، وتشدّد العقوبات على المخالفين للأنظمة.

وأشار إلى أن نجاح خطط الموسم دليل على تكامل الجهود بين الجهات الأمنية والعسكرية والأجهزة الحكومية المعنية بالحج كافة في خدمة ضيوف الرحمن وسلامتهم ليؤدوا مناسكهم بسكينة وطمأنينة، منوهاً بأنه بلغ عدد المتوفين ممن لا يحملون التصريح قرابة 1079 حالة، وهو ما يعادل نسبة 83% من إجمالي الوفيات خلال الحج، البالغ 1301.

وأوضح الشلهوب أن تصريح الحج ليس مجرد بطاقة عبور للمنافذ أو نقاط الفرز، وإنما وسيلة وأداة مهمة تسهل الوصول للحجاج والتعرف على أماكنهم؛ لتقديم الرعاية والخدمات المطلوبة في الوقت المطلوب، مؤكداً أن عدم وجود التصريح كان تحدياً أمام الوصول للمخالفين، وعائقاً لتقديم الخدمة لهم أو رعايتهم.

وبيّن أنه تم الإعلان وباستمرار عبر حساب «الأمن العام» عن ضبط قوات أمن الحج داخل السعودية لمن يروجون للحملات الوهمية، وإحالتهم للنيابة العامة لتطبيق الأنظمة بحقهم، مثمناً ما اتخذته بعض الدول الشقيقة من قرارات صارمة تجاه تلك الشركات، وما عملت عليه من إجراءات تصحيحية للقضاء على محاولة تكرار المخالفات.

وشدد مراقبون على أهمية الجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات المعنية في السعودية منذ وقت مبكر للخروج بموسم آمن على المستويات كافة، منوهين بأن تشديدها على منع دخول الحجاج غير النظاميين جاء استشعاراً لما قد يتعرضون له من مخاطر، في ظل عدم ضمانهم الحصول على وسائل النقل المريحة وأماكن الإيواء التي تخضع للتنسيق المُسبق ضمن حملات الحج النظامية.

وأكد مراقبون خطورة الحج غير النظامي الذي تسبب في وفاة 1079 شخصاً مخالفاً أوهمتهم شركات بإمكانية تأدية نسكهم عبر التأشيرات السياحية، وغرّرت بهم كيانات وجماعات سعت للمتاجرة فيهم وبأموالهم من أجل تحقيق مكاسب مالية ودنيوية وسياسية، غير آبهين بسلامتهم، وما قد يتعرضون له من ظروف نتيجة اعتمادهم أساليب تنقل بدائية بمناطق وعرة ووسط أجواء قاسية الحرارة.