تأكيدات في «منتدى الإعلام العربي» على الخطاب المتوازن ومواجهة مخاطر التطور السريع

مستخدمو التواصل الاجتماعي في الخليج 58 مليونا... ما يعادل 96.55 في المائة من عدد سكان دول المجلس

وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري خلال مشاركته في منتدى الإعلام العربي (الشرق الأوسط)
وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري خلال مشاركته في منتدى الإعلام العربي (الشرق الأوسط)
TT

تأكيدات في «منتدى الإعلام العربي» على الخطاب المتوازن ومواجهة مخاطر التطور السريع

وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري خلال مشاركته في منتدى الإعلام العربي (الشرق الأوسط)
وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري خلال مشاركته في منتدى الإعلام العربي (الشرق الأوسط)

أكد المشاركون في «منتدى الإعلام العربي» في دورته الثانية والعشرين على أهمية دور الإعلام المتوازن والمنضبط في نقل الأحداث ومحاربة التضليل والإشاعات، وتدعيم جهود تنظيم القواعد الضامنة لعدالة الحقوق والحرية والخصوصية والشراكة الإنسانية، في عصر الذكاء الاصطناعي.

كما دعا إعلاميون إلى ضرورة تبني خطاب إعلامي باللغات الأجنبية، ومخاطبة الشعوب الأخرى بلغاتهم، على غرار مخاطبة القنوات الأجنبية شعوب وحكومات العالم العربي، من خلال قنوات ناطقة باللغة العربية.

جاءت تلك التأكيدات والدعوات خلال الجلسات التي عُقدت في اليوم الثاني من «منتدى الإعلام العربي»، والتي تنوعت بين الحوار حول الخطاب الإعلامي، ودور الإعلام في التنمية، والتوعية والتحذير من مخاطر المصاحبة للتطور السريع والانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي.

 

تسريع وتيرة التطوير الإعلامي

 

وقال الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، إن دبي تعتز بمواصلة دورها في دعم القطاع الإعلامي على مستوى العالم العربي، وسعيها المستمر لتعزيز الحوار بين القائمين عليه والمسؤولين عن صياغة رسالته، وتكوين ملامح مستقبله، من أجل التوصل إلى صيغ شراكات وأطر تعاون، يمكن من خلالها تسريع وتيرة التطوير الإعلامي، بما يخدم مصالح الشعوب العربية، ويدعم توجهاتها الاستراتيجية، ويساند خطاها على دروب التنمية الشاملة والمستدامة.

وتمتد أعمال «منتدى الإعلام العربي» في دورته الثانية والعشرين، على مدار يومين، تحت مظلة «قمة الإعلام العربي 2024» التي تشمل كذلك «المنتدى الإعلامي العربي للشباب» الذي اختتمت أعماله أول من أمس (الاثنين)، وجائزة الإعلام العربي في نسختها الـ23، وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دورتها الرابعة.

 

الحضور الخليجي في الفضاء الرقمي

 

من جهته، تناول جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في كلمة رئيسية، ملامح مهمة من تطور قطاع الإعلام على صعيد منطقة دول المجلس، وما صاحب هذا التطور من ظواهر جديدة، وما تستدعيه من تحرك مشترك لدول المجلس، للاستعداد لما تحمله تلك الظواهر من فرص وتحديات.

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن المجلس يؤمن بأهمية التنوع والحوار وبناء العلاقات على أسس السلام والوئام، حتى صارت دول الخليج ملتقى القارات والحضارات، وصانعة للمبادرات العالمية، وصمام أمان وسلام للعالم أجمع.

وشدد على دور الإعلام الخليجي الذي وصف دوره بأنه مؤثر ورئيسي في مسيرة مجلس التعاون وإنجازاته، بفضل دعم قادة دول المجلس للإعلام، بوصفه ركيزة أساسية في الرؤى المستقبلية الطموحة، وهو الدعم الذي اتخذ مسارات وأشكالاً عديدة، ربما من أهمها تمكين الشباب، وإفساح المجال للمرأة لقيادة المؤسسات الإعلامية.

واستعرض الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مجموعة من الإحصاءات والأرقام التي أظهرت تنامي انتشار وتأثير مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي في منطقة الخليج، وبين شعوبها؛ حيث تظهر الأرقام أنها من أكثر شعوب العالم استخداماً لتلك المواقع والمنصات؛ حيث بلغ عدد مستخدميها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي نحو 58 مليون مستخدم، ما يعادل 96.55 في المائة من عدد سكان دول المجلس، وذلك بواقع 27.235 مليون مستخدم لموقع «فيسبوك»، و49.37 مليون مشترك في «يوتيوب»، و27.75 مليون مستخدم لـ«إنستغرام»، و46.99 مليون مستخدم فوق الـ18 سنة لموقع «تيك توك»، ونحو 21.6 مليون مستخدم لمنصة «إكس».

وأكد البديوي أهمية مواصلة الجهود لتنظيم القواعد التي تضمن عدالة الحقوق والحرية والخصوصية والشراكة الإنسانية في عصر الذكاء الاصطناعي، وما يصاحبه من إيجابيات وما يشوبه من مخاوف؛ إذ حذَّر من المخاطر المصاحبة للتطور السريع والانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن البعض يلجأ إليها لترويج المخدرات وتجنيد العناصر الإرهابية، والتأثير سلباً في السياسات والاقتصاد، الأمر الذي يتطلب جهوداً دولية مشتركة، لوضع أسس وتشريعات وقيود صارمة لاستخدامات التقنية؛ لا سيما الذكاء الاصطناعي في الإعلام.

وأرجع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جانباً من تلك المخاطر إلى الافتقار إلى توازن عادل في نقل الأحداث بعيداً عن المصالح والضغوط، ما يجعل «الحقيقة» الضحية الأولى للحروب والنزاعات، مستشهداً بأمثلة قارن خلالها بين التغطيات الإخبارية التي أظهرت ازدواجية المعايير لدى بعض المؤسسات الإعلامية في تغطيتها للنزاعات الدائرة في المنطقة والعالم.

وقال خلال كلمته الرئيسية أمام «منتدى الإعلام العربي» الـ22 في دبي، إن دول الخليج العربية اعتنت بتطوير البنية القانونية والتشريعات والأطر التنظيمية، وأبدت اهتماماً كبيراً بشأن المحتوى الإعلامي واستخدامات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الأمن السيبراني في المجالات الإعلامية، بينما رسمت دول المجلس أيضاً رؤيتها واستراتيجياتها الشاملة لدور الإعلام وأهميته، لضمان أن يكون الإعلام؛ ليس فقط ناقلاً للأخبار؛ بل مؤثراً إيجابياً في تشكيل مستقبل مجتمعاتنا، وتأكيد فرص الوصول إلى إعلام عربي بأهداف مشتركة وموحدة، يلبي تطلعات شعوب المنطقة.

 

تفاؤل المبدعين

 

من جهتها، قالت منى المرِّي، نائبة الرئيس والعضوة المنتدبة لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظِّمة لقمة الإعلام العربي: «إن إطلاق قمة الإعلام العربي هذا العام، لتكون المظلة الجامعة لكل من (منتدى الإعلام العربي)، و(المنتدى الإعلامي للشباب العربي)، و(جائزة الإعلام العربي)، و(جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب)، يؤسس لحدث استثنائي تتكامل فيه الجهود، بهدف دعم القطاع على الصعيد العربي الأشمل».

وأكدت أن التطلعات الآن تتركز على خلق مرحلة مستقبلية جديدة، تمنح المبدعين في قطاع الإعلام دافعاً للتفاؤل بالحاضر، وحافزاً على الأمل في المستقبل الذي يشكل الشباب محوره.

وقالت إن المستقبل يتطلب سرعة في الاستجابة للتحولات الجديدة، وفكراً منفتحاً يتقبل التغيير، وإن من لا يواكب هذه التحولات في مجال الإعلام يحكم على وسيلته الإعلامية بالبقاء في الصفوف المتأخرة.

وتطرَّقت نائبة الرئيس والعضوة المنتدبة لمجلس دبي للإعلام إلى حقيقة أن المنطقة العربية تمر بمرحلة حافلة بالتحديات، بينما يتواصل العمل على توسيع فرص التنمية، وزيادة مساحة التعايش ومقومات الاستقرار، في الوقت الذي تسعى فيه المنطقة لاجتياز تداعيات إقليمية وعالمية كبيرة؛ لا سيما على الصعيد السياسي، وتحديداً القضية العربية، القضية الفلسطينية، مؤكدة أنه على الرغم من تداخل الأحداث واهتزاز المعايير واختلاط المفاهيم، تظهر الحاجة إلى إعلاء صوت العقل والتمسك بالأمل والإيجابية، وهو النهج ذاته الذي التزمت به دولة الإمارات، في إطار حرصها على تأكيد فرص الإنسان العربي في غدٍ أفضل، وتعزيز ثقته في الوصول إليه.

ونوهت المرِّي في كلمتها بقيمة الحوار في أوقات التحديات، والحاجة للانتقال من الأحكام الجاهزة إلى طرح أسئلة جادة، والبحث بعمق عن إجاباتٍ تخدمُ مصلحة المجتمعات العربية، لافتة إلى الدور المحوري للإعلام في تحقيق هذا المطلب، ومن خلال الحضور الذين يمثلون أهل الرأي والكلمة.

 

إعلام مستدام

 

بالإضافة إلى ذلك، قال وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري، إن استراتيجية الوزارة حتى 2026 قائمة على خلق إعلام مستدام ورائد في صناعة المحتوى الهادف.

وأكد المطيري في كلمته، خلال جلسة حوارية، حرص بلاده على تبني النماذج الإعلامية المتطورة، والأساليب الحديثة والمبتكرة في تقديم المحتوى الإعلامي، وأضاف أن الرؤية الإعلامية الكويتية الجديدة تترجم توجيهات أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وتقوم على أسس «الشفافية والمشاركة المجتمعية، وتعزيز المحتوى الاحترافي الهادف، وتحسين البنية التحتية لمواكبة أحدث التطورات التكنولوجية».

وفيما يتعلق بسبل تعزيز التعاون الإعلامي الخليجي المشترك، أكد المطيري مواصلة العمل مع القائمين على المؤسسات الإعلامية الخليجية، لتوحيد الخطاب الإعلامي، وتنمية الإعلام الخليجي، وتحسين مستوى جودة محتواه، وزيادة القدرة على مواجهة التحديات المشتركة.

وبالحديث عن التنمية المستدامة في المجتمعات، شدد المطيري على أهمية دور الإعلام في دعمها، باعتبارها أداة توعوية صانعة للخطاب، موضحاً أن الإعلام يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال «نشر الوعي بأهمية القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية، علاوة على دوره في تشجيع تبني ممارسات مستدامة، وتعزيز دور المجتمع في تحقيق التنمية الشاملة».

وتطرق وزير الإعلام الكويتي خلال الجلسة إلى أن الإعلام باعتباره «قوة ناعمة» يتطلب التركيز على الجودة والمصداقية والإبداع في تقديم المحتوى، في وقت يعد فيه كذلك «وسيلة فعالة للدبلوماسية الثقافية، والتأثير الإيجابي على الساحة الدولية».

وحول الآلية التي يمكن من خلالها تحقيق التوازن بين حرية التعبير وتنظيم الإعلام، قال المطيري إن وضع أطر قانونية واضحة وتنظيم الإعلام بشكل يضمن حرية التعبير، مع منع انتشار الإشاعات والمعلومات المضللة، يعد «أمراً ضرورياً للحفاظ على استقرار المجتمع».


مقالات ذات صلة

الإمارات تطلق شركة «إكس آر جي» للاستثمار في الطاقة

الاقتصاد صورة جوية لإمارة دبي (رويترز)

الإمارات تطلق شركة «إكس آر جي» للاستثمار في الطاقة

أطلق رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأربعاء، «إكس آر جي»، وهي شركة استثمارية في الطاقة والمواد الكيماوية منخفضة الكربون.

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
عالم الاعمال «جي إف إتش بارتنرز» تستحوذ على محفظة أصول سكنية للطلاب في الولايات المتحدة

«جي إف إتش بارتنرز» تستحوذ على محفظة أصول سكنية للطلاب في الولايات المتحدة

أعلنت شركة «جي إف إتش بارتنرز ليمتد» ذراع إدارة الأصول التابعة لمجموعة «جي إف إتش» المالية التي تتخذ من مركز دبي المالي العالمي مقراً لها، عن نجاحها في…

عالم الاعمال هيئة الصحة بدبي و«بوهرنجر إنجلهايم» تسجلان رقماً عالمياً في «غينيس»

هيئة الصحة بدبي و«بوهرنجر إنجلهايم» تسجلان رقماً عالمياً في «غينيس»

حققت هيئة الصحة بدبي بالتعاون مع شركة «بوهرنجر إنجلهايم» رقماً قياسياً في غينيس للأرقام القياسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
عالم الاعمال «داماك» العقارية تعلن عن إطلاق أحدث مجتمعاتها السكنية المتكاملة... «داماك آيلاندز»

«داماك» العقارية تعلن عن إطلاق أحدث مجتمعاتها السكنية المتكاملة... «داماك آيلاندز»

أعلنت شركة «داماك» العقارية عن إطلاقها مشروعها الجديد «داماك آيلاندز» الذي يعدّ ثالث مجتمعاتها السكنية التي جرى الإعلان عن إطلاقها خلال العام الحالي.


السفير الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: علاقاتنا مع السعودية تنمو بخطوات مدروسة

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
TT

السفير الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: علاقاتنا مع السعودية تنمو بخطوات مدروسة

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)

قال مسؤول إيراني إن العلاقات مع السعودية تسير وفق خطوات مدروسة، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين وما يمتلكانه من موارد طبيعية وبشرية وغيرها يساهم بشكل مباشر في تحقيق النمو والازدهار للمنطقة.

وأوضح علي رضا عنايتي، السفير الإيراني لدى السعودية، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن تطور العلاقات وتعزيزها بين طهران والرياض يأتي استجابةً لتوجيهات وعزم القادة، مضيفاً: «لقد قطعنا خطوات ملموسة، ولا تزال هناك خطوات أخرى سنمضي بها لاستكمال هذه المسيرة».

جاءت تصريحات عنايتي على هامش إطلاق أول رحلة تجارية مباشرة ومجدولة بين مطار الدمام (شرق السعودية) ومطار مشهد الإيراني أمس (الثلاثاء) لأول مرة منذ سنوات، والتي سيكون لها «بالغ الأثر في تيسير التنقل بين البلدين والمدينتين، وتقرب الشعبين»، وفقاً للسفير.

وشدد عنايتي على أن نمو العلاقات بين البلدين جاء «تلبية لعزم القادة في هذا المجال»، مشيراً إلى ما أكده نائب الرئيس الإيراني خلال لقائه مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أنه «لا رجعة عن هذه العلاقات».

كما اعتبر السفير الإيراني في الرياض زيارة رئيس هيئة الأركان السعودية لطهران مهمة في إطار التعاون الدفاعي بين البلدين، وقال: «زيارة رئيس هيئة الأركان مهمة في مجال التعاون الدفاعي بين البلدين، وقمنا بخطوات ولنا خطوات أخرى سنخطوها لنكمل هذه المسيرة».

السفير الإيراني علي رضا عنايتي خلال استقبال أمير الرياض له مؤخراً (إمارة الرياض)

ولفت إلى أن رحلات الطيران سابقاً كانت «مخصصة للعمرة بين المدن الإيرانية ومدينتي جدة والمدينة المنورة، أما هذه الرحلة فهي تجارية ومجدولة، وتتم يومي الثلاثاء والخميس بين مدينة الدمام السعودية ومشهد الإيرانية».

ووصف السفير هذه الخطوة بأنها مشجعة لتعزيز السياحة والتجارة بين البلدين، قائلاً: «على مدار أكثر من عام، تقدمنا بخطوات ملموسة ومدروسة لتعزيز العلاقات وتوطيدها، هناك تواصل مستمر بين القادة والمسؤولين، وعلاقات وثيقة بين وزيري الخارجية في البلدين، بالإضافة إلى ارتباطات شعبية تدعم هذا التوجه».

وتابع: «كل هذه الجهود تسهم في توطيد العلاقات التي أُسست على أسس الخير والمحبة، وهذه الخطوة تمثل امتداداً لما بدأناه في تعزيز العلاقات التي تشهد نمواً مستمراً في المجالات السياسية والدفاعية والثقافية والاجتماعية والسياحية، وستمتد لاحقاً إلى المجالات الاقتصادية والتجارية وغيرها».

وأعرب الدبلوماسي الإيراني عن شكره وتقديره «للمسؤولين السعوديين الذين سهلوا هذه الرحلات»، مشيراً إلى أن «الشكر موصول أيضاً للمسؤولين في كلا البلدين على جهودهم في ترتيبها».

صورة من تدشين أولى الرحلات التجارية المباشرة بين الدمام ومشهد لأول مرة منذ سنوات (السفارة الإيرانية)

دبلوماسية الزيارات

أوضح علي عنايتي أن الفترة الماضية شهدت تبادلاً لزيارات متعددة بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين، مشيراً إلى أن «هناك زيارات مستمرة بين البلدين في إطار الاجتماعات التي تُعقد في السعودية، ومن بينها مشاركة وزير الاقتصاد والمالية الإيراني في المؤتمر العالمي للاستثمار، حيث التقى وزيري الاقتصاد والتخطيط والاستثمار السعوديين، وناقش الطرفان أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري».

واستطرد قائلاً: «كما قام وزير الزراعة الإيراني بزيارة للمشاركة في مؤتمر «كوب 16»، حيث التقى نظيره السعودي، وكانت هذه الزيارة فرصة للطرفين لاستكشاف مجالات تعاون تخدم مصالحهما المشتركة».

وأشار السفير الإيراني إلى أن «البلدين، بما يملكانه من إمكانيات هائلة وموارد طبيعية ومالية وبشرية، لديهما القدرة على التعاون في عدة مجالات تسهم في تحقيق النمو والازدهار للإقليم بأكمله».

خطوات مدروسة

يرى السفير الإيراني أن طهران والرياض تسيران بخطوات مدروسة لتنمية وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، مشدداً على الدور البارز الذي يمكن أن يلعبه المفكرون والأكاديميون في دعم وتنمية هذه العلاقات.

جانب من زيارة رئيس هيئة الأركان السعودية ولقاء نظيره الإيراني في طهران (وزارة الدفاع السعودية)

وأضاف: «شهدنا زيارة لرئيس مركز الدراسات والبحوث الدبلوماسية الإيرانية إلى المملكة، حيث التقى رئيس معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، كما شارك في ندوة فكرية متخصصة في هذا المجال، وتم خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم بين المركزين، ما يفتح آفاقاً أوسع لدراسة سبل توطيد العلاقات بين البلدين، ليس فقط من منظور الدبلوماسيين أو السياسيين، بل من خلال رؤية المفكرين والأكاديميين أيضاً».

وقال: «أعتقد أن للمجاميع الفكرية دوراً مهماً في تنمية هذه العلاقات وتوطيدها بما يخدم مصالح شعبي البلدين، هذه خطوات مدروسة ومضبوطة تُتخذ لإضفاء زخم أكبر وتعزيز أفق التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية الشقيقة».