خدمات تقنية وسرعة إنجاز في المنافذ السعودية لراحة الحجاج

توقع انضمام دول جديدة لمبادرة «طريق مكة»

توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)
توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)
TT

خدمات تقنية وسرعة إنجاز في المنافذ السعودية لراحة الحجاج

توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)
توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)

تتوافد تباعاً للأراضي السعودية، قوافل الحجاج من مختلف دول العالم لأداء مناسك الحج، ضمن منظومة متكاملة من الإجراءات والتقنيات التي تستحدث في كل عام بهدف الوصول للكمال في خدمة ضيوف الرحمن، بغية تسهيل رحلتهم وتنقلهم ما بين المدن الثلاث (جدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة) وصولاً إلى مقر إقامتهم في المشاعر المقدسة.

وتشكل المنافذ الجوية وتحديداً مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، إحدى أهم محطات وصول الحجاج الذين بلغ عددهم قرابة 1.5 مليون حاج من إجمالي عدد الحجاج الوافدين من مختلف دول العالم، والمقدر وفقاً لإحصاءات موسم العام الماضي بنحو 1.6 مليون حاج، تقدم لهم الخدمات وفق معايير عالية الجودة مع سرعة إنجاز إجراءات الدخول باستخدام التقنية الحديثة.

ترحيب من كافة العاملين بقدوم الحجاج (الشرق الأوسط)

وتتوج السعودية أعمالها في خدمة الحجاج بمبادرة «طريق مكة» التي تنفذها وزارة الداخلية للعام السادس في نحو 7 دول، بعد أن كانت دولة واحدة، ويتوقع أن تشهد السنوات القادمة مزيداً من الدول الراغبة في الانخراط في المبادرة؛ لما تشكله من أهمية في توفير خدمات نقل ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها إلى المملكة، ويشمل ذلك استقبالهم وإنهاء إجراءاتهم في بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار تأشيرة الحج إلكترونيّاً، وأخذ الخصائص الحيوية، مروراً بمهام المديرية العامة للجوازات لإنهاء إجراءات دخول المملكة من مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، والانتقال مباشرة إلى الحافلات؛ لإيصالهم إلى مقار إقامتهم بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الشريكة إيصال أمتعتهم إليها.

تتزايد رحلات القدوم خلال هذه الفترة من مختلف دول العالم (الشرق الأوسط)

وقال العقيد ماهر آل مسعود، مدير جوازات مطار الملك عبد العزيز الدولي لـ«الشرق الأوسط» إنهم يستقبلون العديد من الرحلات يومياً، ومنهم من يفد من خلال مبادرة «طريق مكة» التي تقوم بها وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، موضحاً أن العام الحالي تجري خدمة الحجاج من خلال 7 دول و11 مدينة، وفي كل عام يجري تقييم التجربة وتعزيز الإيجابيات والاستفادة من الملاحظات إن وُجدت.

وأضاف العقيد آل مسعود أن المبادرة يجري من خلالها إنهاء إجراءات جميع الحجاج من دولهم ولحظة وصولهم إلى الأراضي السعودية عبر مطارَي الملك عبد العزيز، والأمير محمد، حيث يتوجهون إلى وسائل النقل، ثم إلى مقر الإقامة المخصص لهم، لافتاً إلى أن مبادرة «طريق مكة» انطلقت بدولة واحدة، والآن يقدر عدد الدول المشاركة بـ7 دول، ومن المتوقع التوسع في الدول، خاصة أن الهدف من المبادرة توفير كافة الخدمات للحجاج من الأجواء المناسبة والمريحة ورحلة سفر آمنة وميسرة.

وعن الضوابط في برنامج «طريق مكة»، قال العقيد آل مسعود إن هناك مسارات إلكترونية يجري من خلالها استخراج تأشيرات الحج وفق ضوابط محددة، بعد ذلك ينتقلون إلى مرحلة إنهاء إجراءات الوصول والتي تكون ضمن برنامج «طريق مكة» في دولهم بعد استكمال جميع الإجراءات التي تسبقها والمتمثلة في استخراج التأشيرات أو الحصول على التطعيمات اللازمة.

توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)

وحول أبرز التقنيات الجديدة، قال العقيد آل مسعود، إنه جرى استحداث «الكاونتر» التقليدي في المطارات، بـ«كاونتر» لوحي متنقل يجري من خلاله إنهاء إجراءات الحجاج وجميع الفئات المستفيدة ورفع خصائصهم الحيوية، ولا يتطلب منصة تقليدية، وهو من ضمن الحلول التقنية التي وفرتها وزارة الداخلية بمشاركة المديرية العامة للجوازات، ويجري التوسع في هذه الخدمة.

وتعد عملية «الترميز» التي تنفذ ضمن مبادرة «طريق مكة»، إحدى أهم الخطوات التي ينفذها مجموعة من المختصين تحت إشراف وزارة الحج والعمرة، والتي تكون في محطة قدوم الحاج، وتحديداً في الصالة المخصصة للمبادرة، من خلال فرز الأمتعة ووضع ترميز ثنائي (باركود) على أمتعة حجاج بيت الله الحرام، يحتوي على بيانات الرحلة ومعلومات عن الحجاج وأماكن سكنهم، إضافة إلى غلاف جواز سفر الحاج، وإعطائه بطاقة تحمل المعلومات المدونة على أمتعته نفسها، مما يسهل تسلمها وإيصالها من قبل الجهات المسؤولة عن الخدمة إلى مقار الحجاج، وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
خاص الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

خاص نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

كشف مسؤول نيجيري رفيع المستوى عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».