شدد مجلس التعاون الخليجي، الاثنين، على موقفه الثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وأكد وزراء خارجية دول الخليج ونظيرهم الأميركي أنتوني بلينكن، خلال اجتماع في الرياض، التزامهم المشترك بالبناء على إنجازات الاجتماعات السابقة لتعزيز التشاور والتنسيق والتعاون في جميع المجالات.
وقال بلينكن، في كلمته خلال الاجتماع: «ندعم الوصول إلى هدنة في غزة، وإطلاق سراح المحتجَزين»، مضيفاً أن «واشنطن أولت اهتماماً كبيراً لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، وهناك تقدم في هذا الشأن».وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضرورة اتخاذ خطوات لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.
وأضاف أن الولايات المتحدة رصدت «تقدماً ملموساً» بشأن الوضع الإنساني في غزة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكنه حثّ إسرائيل على بذل مزيد من الجهد.
وعدَّ بلينكن أن الطريقة الأكثر فعالية للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مبيناً أن واشنطن تُواصل جهودها لمنع اتساع نطاق الحرب في غزة.وتابع: «نعمل مع شركائنا للوصول إلى حل مستدام بضمانات أمنية لإسرائيل»، وعدَّ أن «الهجوم الإيراني على إسرائيل يشير لتنامي التهديدات في المنطقة».في سياق متصل، اعتبر بلينكن أنه «يجب معالجة قضية الملاحة في البحر الأحمر والتصدي لهجمات الحوثيين»، مضيفاً أن «استهداف سفن الشحن في البحر الأحمر يؤثر على الاقتصاد العالمي»، كما أثنى على جهود العاهل السعودي الملك سلمان لتحقيق السلام في اليمن.
من جهته، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، خلال الاجتماع: «نعمل على تنسيق المواقف بين الدول الخليجية والولايات المتحدة»، وعدَّ «التصعيد العسكري في الشرق الأوسط في غاية الخطورة، ويجب تكثيف الجهود الدبلوماسية لتجنيب المنطقة مخاطر الحروب».ودعا رئيس الوزراء القطري «لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجَزين»، مضيفاً «سنستمر في جهود عملية السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية».
بدوره، أكد جاسم البديوي، أمين عام المجلس، أهمية الشراكة الاستراتيجية والمتنامية بين دول الخليج وأميركا، الرامية إلى تعزيز السلام والأمن والاستقرار والتكامل والازدهار الاقتصادي في المنطقة.
وأوضح أن الاجتماع ناقش القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى موقف دول المجلس بضرورة التوصل لوقف فوري وتام لإطلاق النار بغزة، ووقف جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية، وضمان حماية المدنيين، ورفع كل القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية للقطاع.
وشدد البديوي على الرفض القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، وضرورة وقف التصعيد وأعمال العنف ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، والتوسع الاستيطاني، ومحاصرة دور العبادة للمسلمين والمسيحيين.
ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الأساسية والمشروعة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، لا سيما في هذه المنطقة بالغة الحساسية للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي ستكون لها عواقب وخيمة في حال توسع رقعتها.
وطالبَ البديوي، بعقد مؤتمر دولي بشأن تنفيذ حل الدولتين، معرباً عن القلق البالغ تجاه هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وعدَّها غير مقبولة.