لجنة وزارية «عربية - إسلامية» تبدأ جولة للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لوقف النار في غزة

يرأسها وزير الخارجية السعودي

فلسطينيون يتفقدون أنقاض المباني المدمرة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتفقدون أنقاض المباني المدمرة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)
TT

لجنة وزارية «عربية - إسلامية» تبدأ جولة للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لوقف النار في غزة

فلسطينيون يتفقدون أنقاض المباني المدمرة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتفقدون أنقاض المباني المدمرة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)

قالت وزارة الخارجية السعودية، اليوم (الاثنين)، إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وعدد من نظرائه من دول عربية وإسلامية، بدأوا جولة رسمية للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت الخارجية السعودية في بيان، أن التحرك يأتي باسم جميع الدول أعضاء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي باتجاه وقف فوري لإطلاق النار في القطاع، وبهدف إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق سلام دائم وشامل وفق المرجعيات الدولية.

أضافت أن الجولة تأتي أيضاً من أجل اتخاذ إجراءات رادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعمارية ضد الإنسانية، وتأمين ممرات إغاثية عاجلة لتجنب وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة المحاصر.

وبحسب البيان، فإن الجولة تهدف إلى اتخاذ الإجراءات كافة، وفقاً للقانون الدولي والإنساني لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها السافرة وجرائمها في قطاع غزة والضفة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك المسجد الأقصى.

ووصلت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية، صباح اليوم، إلى العاصمة الصينية بكين.

ونقلت قناة «الإخبارية السعودية» عن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قوله إن «الحرب في غزة يجب أن تتوقف فوراً»، مؤكداً ضرورة الانتقال إلى وقف إطلاق النار.

وأضاف الوزير: «رأينا أعداداً مهولة من المدنيين في غزة تسقط حتى الآن. لا زلنا أمام تطورات خطيرة تستوجب تحركاً دولياً فاعلاً للتعامل معها والتصدي لها، بما فيه الانتهاكات المستمرة من إسرائيل».

وتابع: «لا زلنا نحتاج للمزيد من الجهود ونطمح للتعاون مع الصين وجميع الدول التي تتحلى بالمسؤولية وتقدر خطورة الموقف، للعمل على إنهاء أزمة غزة».

ونقل المتحدث باسم الخارجية المصرية عن الوزير سامح شكري قوله، خلال لقاء مع نظيره الصيني وانغ يي: «نتطلع لدور أكثر قوة من جانب قوى عظمى مثل الصين من أجل وقف الاعتداءات ضد الفلسطينيين في قطاع غزة».

وأضاف شكري أن هناك دولاً كبرى تعطي غطاءً للاعتداءات الإسرائيلية الحالية، بحسب ما ذكره المتحدث.

وتابع: «هناك سياسة كانت مُعلنة لتهجير الفلسطينيين من غزة، ولكن الموقف المصري والعربي القوي الرافض للتهجير كان بمثابة خط أحمر. التهجير سوف يهدد السلم والأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم».

وقال إن هناك مسئولية تقع على مجلس الأمن بحماية الشرعية الدولية، و«هذا هو موقف الصين الذي نعرفه ونتوقعه».

وأكد أن مصر تبذل كل جهد لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، مضيفاً أن سياسة إسرائيل في تعطيل دخول المساعدات هي «سياسة ممنهجة تستهدف دفع الفلسطينيين لمغادرة القطاع تحت وطأة القصف والحصار».

ويشارك في التحرك العربي - الإسلامي، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ووزير خارجية مصر سامح شكري، ووزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان، ووزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي، ووزير خارجية نيجيريا يوسف مايتاما توجار، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ أفراد عائلة الشاب محمد صلوحة يشيعون جثمانه خلال جنازته في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة وسط الحرب الإسرائيلية على غزة (إ.ب.أ)

مستشار الأمن القومي الأميركي: «حماس» لا تريد إبرام اتفاق

قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، إن الرئيس جو بايدن مصمِّم على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيات ينظرن إلى الدمار الذي تسبب فيه القصف الإسرائيلي في المواصي بقطاع غزة (أ.ب)

مع تحوّل أنظار العالم إلى جنوب لبنان... سكان غزة يخشون النسيان

مع ازدياد الاهتمام العالمي بالصراع المتصاعد بين إسرائيل و«حزب الله»، يخشى الغزيون من النسيان والتخلي عنهم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يصلون أمام جثامين قتلى سقطوا بالقصف الإسرائيلي في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)

إسرائيل تواصل قصف غزة... والأمطار تهدد الخيام

في وقت قال فيه مسعفون إن 10 فلسطينيين على الأقل، بينهم 4 أطفال، قُتلوا في غارتين على وسط قطاع غزة، الاثنين، غمرت أمطار غزيرة مخيمات النازحين.

كفاح زبون (رام الله) «الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق الممثل الإسباني خافيير باردم خلال الوجود في مهرجان سان سيباستيان السينمائي في إسبانيا (إ.ب.أ)

خافيير باردم: ما يحدث في غزة أمر فظيع وغير إنساني (فيديو)

أدان الممثل الإسباني خافيير باردم ما يحدث في غزة، معتبراً أنه «غير مقبول على الإطلاق».

«الشرق الأوسط» (مدريد)

وزير الخارجية السعودي: الدولة الفلسطينية حق أصيل لا نتيجة نهائية

وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)
وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)
TT

وزير الخارجية السعودي: الدولة الفلسطينية حق أصيل لا نتيجة نهائية

وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)
وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الجمعة، أن «الدولة الفلسطينية حق أصيل، وليست نتيجة نهائية»، مشدداً على صعوبة تقييم الوضع في الشرق الأوسط الآن، لكنه أشار إلى حقيقة مخاطر خروج الأمور عن السيطرة.

وبشأن الأنباء حول محاولة استهداف أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله بغارات إسرائيلية، قال الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك: «لا تعليق لديّ حول المعلومات الأولية التي نراها، لكن المؤكد أن الموقف الموحد هو وجوب وقف التصعيد، وإيجاد طريقنا لإنهاء القتال، وحل سياسي في إطار جامع لكل هذه المشكلة التي أساسها الحرب بغزة وغياب الأفق السياسي للقضية الفلسطينية»، مضيفاً: «يجب أن نركز على ذلك، وهو سبب انضمامنا للبيان مع الولايات المتحدة وفرنسا الداعي لوقف إطلاق النار بغزة».

وأوضح أن «جهودنا تتضافر في هذه اللحظة الحاسمة لإيقاف التصعيد الخارج عن السيطرة، ونتواصل مع الجميع لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحرب ومزيداً من الأسى، وسنعمل دوماً على تجنّب أي شيء يزيد من القتال»، متابعاً: «لقد قلنا على الدوام وطيلة شهور إن هذه اللحظة غاية في الخطورة، والأمر زاد تفاقماً، لذلك نواصل الدفع باتجاه وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان، وسننقل موقف اللجنة العربية الإسلامية المشتركة الحازم إلى مجلس الأمن بضرورة أن يقوم بدوره في ذلك».

جانب من مشاركة الأمير فيصل بن فرحان في جلسة لمجلس الأمن بنيويورك (واس)

وشدّد وزير الخارجية السعودي على أنه «من غير المعقول ارتهان القرار الدولي لطرف واحد يتعنّت، في تصعيد غير مبالٍ للقوانين والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن والاعتبارات الإنسانية والأخلاقية»، مضيفاً: «سئمنا من الانتظار، وحان الوقت لتحرك جماعي جاد، وفعّال وعملي، ومسار سياسي موثوق وواضح المعالم لتنفيذ حل الدولتين».

تحالف حل الدولتين

أوضح الوزير السعودي خلال المؤتمر الصحافي أن إطلاق «اللجنة العربية الإسلامية» مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والنرويج «تحالفاً دولياً لتنفيذ حل الدولتين» جاء «قناعة منّا بعدم وجود مجال لانتظار جاهزية الطرف الآخر للتفاوض في ظل تصاعد الانتهاكات الجسيمة، ونرى أن استمرار الكارثة الإنسانية في غزة خير دليل على ذلك، متابعاً: «الحرب والدمار لا يأتيان إلا بمزيد من الحروب، وهذا ليس من مصلحة المنطقة».

ومن دون معالجة القضية الفلسطينية لا يرى الوزير أنه سيكون بالإمكان التوصل إلى السلام والاستقرار الإقليمي، «وجوهر المسألة هنا هو كيفية المعالجة. ويتم ذلك من خلال ما هو موجود في القانون الدولي بإقامة دولة فلسطينية».

الأمير فيصل بن فرحان لدى ترؤسه اجتماعاً وزارياً عربياً إسلامياً بشأن غزة في نيويورك (واس)

وجدّد الأمير فيصل بن فرحان التأكيد على حاجة وقف النار، وقال: «لا يمكن للبنادق أن تحل أي مشكلة، يجب أن ننتقل باتجاه سلام في منطقتنا، وهذا السلام متجذر في معالجة القضية»، لافتاً إلى أن «إقامة الدولة الفلسطينية ستفتح الآفاق، ليس لتطبيع العلاقات مع إسرائيل فقط، ولكن إلى تكامل وتعاون، وهذا يوفر إمكانات هائلة لنا جميعاً في المنطقة، ولكن دون معالجتها هذا لن يحدث».

وزاد بالقول: «لا نستطيع ولا يجب أن نتحدث في الشأن الدولي عن فرض. لا نقبل أن يُفرض علينا، ولا نريد أن نفرض على أحد، لكن لا بد أن نتكاتف ونعمل سوياً لتحقيق ما هو الحق»، الذي يتمثّل «في قيام الدولة الفلسطينية»، ويعدّ «الفكر الأساس في التحالف الذي دعونا إليه البارحة، وحضره ما يقارب 90 دولة، بينهم نحو 60 على مستوى وزاري».

ذلك الحضور الكبير يؤكد بحسب وزير الخارجية السعودي «تضافر ورغبة لإيجاد سبيل لتحقيق تسوية حقيقية للقضية في منطقتنا بقيام الدولة الفلسطينية»، معتقداً: «هذا هو المسار الصحيح بتعزيز الإجماع الدولي، ولا شك أنه يؤثر أيضاً على الأطراف التي ما زالت تترد في هذا الجانب».