حقق برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، حالة صدى إيجابي على المستوى العالمي، أبرز من خلالها ثقل السعودية في قلوب المسلمين، بعد أن نجح البرنامج وعلى مدار سنوات عدة، في استضافة أكثر من 60 ألف حاج قدموا من أكثر من 140 دولة حول العالم بهدف نشر السلام.
ويعتمد البرنامج في اختيار الضيوف على الترشيح، من خلال تسجـيل بيـانات الدول المرشـحة والأعـداد المعتمدة لكل دولة، ومن ثم تمكين السفارات ومكاتب الدعوة بالخارج من استخدام النظام الإلكتروني من تسجيل بيانات مرشحيهم، وفقاً لما ذكره المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبد الله العنزي، الذي أكد أن البرنامج يحظى باهتمام الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبمتابعة من وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على البرنامج الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ.
وأضاف العنزي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الوزارة ومن خلال الأمانة العامة للبرنامج تتيح وفق نظام إلكتروني بالتنسيق والتكامل مع سفارات خادم الحرمين الشريفين والملحقيات الدينية التابعة للوزارة بالخارج، اختيار المستضافين إنفاذاً للأمر السامي الكريم، حيث تقوم بتسجيل مرشحيهم الذين يقومون باختيارهم مع مراعاة أن يكون موافقاً مع رسالة البرنامج السامية التي من بينها اختيار المرشحين الذين لم يسبق لهم أداء فريضة الحج.
وعن الخطوات بعد عملية الترشيح، قال إن الأمانة العامة للبرنامج تقوم واللجان، كل في ما يخصه، بمباشرة مهام عملها؛ إذ تقوم اللجنة الإدارية بتدقيق البيانات واعتماد المرشحين ممن تنطبق عليهم شروط البرنامج، فضلاً عن تنظيم رحلات الوصول والمغادرة وتوفير كل المستلزمات الضرورية لتسهيل إجراءات استخراج التأشيرات.
وتحدث العنزي عن الخدمات، قائلاً: «بعد إنهاء استخراج التأشيرات اللازمة وتنظيم رحلات الوصول والمغادرة، يجري توزيع حقائب لكل الضيوف تم شحنها للمشمولين بالاستضافة إلى بلدانهم، وتحوي جميع ما يحتاج إليه الحاج من ملابس الإحرام، إلى جانب تنظيم حفلات التوديع بحضور أصحاب السعادة سفراء المملكة بالخارج والملاحق الدينية التابعة للوزارة.
وتابع أن لجان تنظيم مراسم الاستقبال في مطارات المملكة تقوم بإنهاء كل الإجراءات في بضع دقائق من الوصول، إضافة إلى التسكين في فنادق الخمس نجوم بمكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة بعد إنهاء الفريضة، بالإضافة إلى توفير كل الخدمات المميزة في إقامتهم بمكة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة عبر سلسلة خدمات متميزة وبرامج ثقافية تهدف لإكمال مناسك الحج بيسر وسهولة تقوم عليها اللجان «التنفيذية، والإدارية، والشرعية، والإسكان، والمشاعر، والنقل، والخدمات، والاستقبال والسفر، والثقافية، والتقنية، والمالية، والإعلامية، والنسائية».
وحول وجود استثناءات في الترشيح، أكد العنزي أنه لا توجد استثناءات، حيث إن البرنامج قائم على أسس وقواعد وأهداف واضحة تبدأ من بداية التكامل والتنسيق في الترشيح وانتهاء بالموافقة واعتماد المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط. كل هذه الإجراءات تمر بلجان فحص وتدقيق وفق نظام إلكتروني وشروط يتم تطبيقها دون أي استثناء.
وتحدث المتحدث عن الحالات الإنسانية، بقوله إن البرنامج العام يحرص على التنوع في اختيار الضيوف المرشحين كما هو يهدف له البرنامج من الحرص على التنوع في شمولية البرنامج لأكبر عدد من الدول، في حين تستضيف الوزارة ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحجاج، ذوي شهداء فلسطين، حيث صدر الأمر السامي باستضافة ألف حاج وحاجة من أسر شهداء فلسطين.
ولفت إلى أن البرنامج استضاف طوال مسيرته الممتدة لأكثر من 26 عاماً، أكثر من 60 ألف حاج وحاجة، إذ يحرص البرنامج على شموليته لأكبر عدد ممكن من الدول. وهذا يعكس الجهود الواضحة المتوافقة مع الرؤية في العناية بالإسلام والمسلمين بشتى بقاع العالم وتعميق روابط الوحدة والأخوة من خلال اجتماعهم بالحج في هذا البرنامج الذي يسعى لنشر رسالة الإسلام والسلام بين الشعوب.
وحول ما إذا كان عدد الدول المستهدف ثابتاً، قال العنزي إن عدد الدول المستهدف ليس ثابتاً في كل عام، حيث شمل عدد الدول المستهدفة هذا العام أكثر من 90 دولة، مع مراعاة أن يشمل كل الدول بمختلف القارات، الذين بلغ عددهم وفقاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، باستضافة 1300 ممن تنطبق عليهم الشروط المتوافقة مع أهداف البرنامج، الذي يسعى في المقام الأول إلى أن يكون الاختيار لمن لم يسبق له أداء فريضة الحج.